Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .

        • القسم الفرعي : في المعاد يوم القيامة .

              • الموضوع : اعتقادنا بالمعاد والآخرة .

اعتقادنا بالمعاد والآخرة

1- العقل والأديان دلت على وجود الآخرة:
   معنى المعاد: الإعتقاد بعودة الإنسان وحياته بعد موته. ومعنى الحياة الآخرة والدار الآخرة: حياة الإنسان الحياة الخالدة، في الجنة أو النار بعد موته.
   وخلاصة الدليل العقلي على المعاد: أن المتأمل في خلق الإنسان وظروف حياته يرى أنها بنيت على قوانين عميقة متقنة، وفيها دلالات عديدة على أنه لم يخلق للحياة في هذه الأرض فقط، بل توجد له حياة أخرى يُجزى فيها على عمله، بالخير خيراً وبالشر عقوبةً، وتتحقق فيها العدالة التي لم تتحقق في دار الدنيا.
   إن نظرة واحدة في فظاعة الظلامات والمآسي في حياة البشرية، تدل على وجود مرحلة ينصف فيها الذين وقعت عليهم المآسي والظلامات.
   وكما أن غريزة الجوع في أحدنا تدل على وجود ما يؤكل، فإن غريزة الخلود تدل على وجود حياة خالدة. وقد أجمعت الأديان على وجود الحياة الآخرة، وأن عدم وجودها ظلم يتنزه الخالق عنه عز وجل، بل أجمعت الأديان على أن الحياة الدنيا صغيرة جداً، وضئيلة جداً بالنسبة الى الحياة الآخرة.
   قال تعالى: وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.(العنكبوت:64). وقال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ.(القصص:83).
   وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَمُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.(النحل:97 ).
   وقال الله تعالى: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ .(الأنعام:32).

   وقال تعالى: اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مَتَاعٌ.(الرعد:26).
   وقال تعالى: هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَالْفَوْزُ الْمُبِينُ . وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِى تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ.(الجاثية:29-31 ).
  وقال تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ.(النمل:89 ).
  وقال تعالى: وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ.(المؤمنون:74).
  وقال تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئْ قَدِيرٌ.(العنكبوت:20 ).
  وقال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَمُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا أنْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً.(الإسراء:18-21).
  وقال تعالى: وَإِنَّ كُلاً لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.(هود:111).

  وقال تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ .عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.(الحجر:-9293).
2- لا حجة عند منكري المعاد إلا الإستبعاد!
   ليس عند منكري المعاد والحياة الآخرة سواء من القدماء والمحدثين، إلا استبعاد ذلك نفسياً، وأنه أمر يصعب عليهم الإيمان واليقين بوقوعه!
   وقد ذكر ذلك القرآن وأجابهم، فقال تعالى: أَوَلَمْ يَرَ الآنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَخَصِيمٌ مُبِينٌ . وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِى الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَلَ مَرَّةٍ وَهُوَبِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ. أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَالْخَلاقُ الْعَلِيمُ. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَئٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . (يس:77-83 ).
  وقال تعالى: قَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ.(الجاثية:24).
  وقال تعالى: وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا . قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَقُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا . يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلاً.(الإسراء:49-52).
   وقال تعالى: وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا .أَوْ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا.(الإسراء:98-99).
   وقال تعالى: يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ. أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً  قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ. فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ. فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ.(النازعات:10-14).
3- باب الإعتقاد في الموت:
   قال الصدوق (قدس سره) تحت هذا العنوان: «قيل لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) صف لنا الموت؟ فقال (عليه السلام) :على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور ترد عليه: إما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بعذاب الأبد، وإما بتحزين وتهويل وأمر مبهم لا يدري من أي الفرق هو! أما ولينا والمطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، وأما عدونا والمخالف لأمرنا فهو المبشر بعذاب الأبد، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله، فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول حاله، يأتيه الخبر مبهماً مخوفاً، ثم لن يسويه الله بأعدائنا، ويخرجه من النار بشفاعتنا.
فاعملوا وأطعيوا ولا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله، فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاث مائة ألف سنة.
   وسئل الحسن بن علي (عليهما السلام) ما الموت الذي جهلوه؟ فقال (عليه السلام) : أعظم سرور يرد على المؤمنين، إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين، إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار، لا تبيد ولا تنفد.
   ولما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) : نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنهم إذا اشتد بهم الأمر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم ووجبت جنوبهم، وكان الحسين (عليه السلام) وبعض من معه من خواصه، تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم! فقال بعضهم لبعض: أنظروا إليه لا يبالي بالموت! فقال لهم الحسين (عليه السلام) : صبراً بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضر إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وهؤلاء أعداؤكم كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب أليم! إن أبي حدثني عن رسول الله: إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت ولا كُذِّبت.
   وقيل لعلي بن الحسين (عليه السلام) : ما الموت ؟ فقال: للمؤمن كنزع ثياب وسخة قَمِلة وفك قيود وأغلال ثقيلة، والإستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطأ المراكب، وآنس المنازل. وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة والإستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل، وأعظم العذاب!
   وقيل لمحمد بن علي (عليه السلام) : ما الموت؟ فقال: هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة إلا أنه طويل مدته، لا ينتبه منه إلا يوم القيامة، فمنهم من رأى في منامه من أصناف الفرح ما لا يقدر قدره، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لا يقدر قدره، فكيف حال من فرح في الموت ووجل فيه! هذا هو الموت فاستعدوا له.
   وقيل للصادق (عليه السلام) : صف لنا الموت؟ فقال : هو للمؤمنين كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه، فينقطع التعب والألم كله عنه. وللكافر كلسع الأفاعي وكلدغ العقارب وأشد! قيل: فإن قوماً يقولون هو أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض ورضخ بالحجارة، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟ فقال: كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد، فذلك الذي هو أشد من هذا إلا من عذاب الآخرة، فإنه أشد من عذاب الدنيا! قيل: فما لنا نرى كافراً يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يتحدث ويضحك ويتكلم، وفي المؤمنين من يكون أيضاً كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟
   قال (عليه السلام) : ما كان من راحة هناك للمؤمنين فهو عاجل ثوابه، وما كان من شدة فهو تمحيصه من ذنوبه، ليرد إلى الآخرة نقياً نظيفاً، مستحقاً لثواب الله ليس له مانع دونه. وما كان من سهولة هناك على الكافرين فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب. وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله عند نفاد حسناته. ذلكم بأن الله عدل لا يجور.
   ودخل موسى بن جعفر (عليه السلام) على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعياً، فقالوا له: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف حال صاحبنا وكيف يموت؟ فقال: إن الموت هو المصفاة، يصفي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر عليهم، ويصفي الكافرين من حسناتهم فتكون آخر لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم.
   أما صاحبكم فقد نُخل من الذنوب نخلاً، وصُفِّيَ من الآثام تصفيةً، وخَلُص حتى نقي كما ينقى ثوب من الوسخ، وصَلُح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد.
   ومرض رجل من أصحاب الرضا (عليه السلام) فعاده فقال: كيف تجدك؟ فقال: لقيت الموت بعدك، يريد به ما لقي من شدة مرضه. فقال: كيف لقيته؟ فقال: أليماً شديداً! فقال : ما لقيته، لكن لقيت ما ينذرك به ويعرفك بعض حاله! إنما الناس رجلان: مستريح بالموت ومستراح منه، فجدد الإيمان بالله وبالولاية تكن مستريحاً. ففعل الرجل ذلك.. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
   وقيل لمحمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ فقال: لأنهم جهلوه فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله حقاً لأحبوه، ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا! ثم قال: يا عبد الله، ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه؟ فقال : لجهلهم بنفع الدواء. فقال: والذي بعث محمداً بالحق نبياً، إن من قد استعد للموت حق الإستعداد فهو أنفع لهم من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنهم لو علموا ما يؤدي إليه الموت من النعم، لأستدعوه وأحبوه أشد مما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامات.
   ودخل علي بن محمد (عليهما السلام) على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت، فقال له: يا عبد الله تخاف من الموت لأنك لا تعرفه، أرأيتك إذا اتسخت ثيابك وتقذرت، وتأذيت بما عليك من الوسخ والقذرة، وأصابك قروح وجرب، وعلمت أن الغسل في حمام يزيل عنك ذلك كله، أما تريد أن تدخله فتغسل فيزول ذلك عنك، أو ما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك؟
   قال: بلى يا ابن رسول الله. قال: فذلك الموت هو ذلك الحمام، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك، فإذا أنت وردت عليه وجاوزته، فقد نجوت من كل غم وهم وأذى، ووصلت إلى سرور وفرح. فسكن الرجل ونشط واستسلم، وغمض عين نفسه ومضى لسبيل .
   وسئل الحسن بن علي (عليهما السلام) عن الموت ما هو؟ فقال: هو التصديق بما لا يكون! إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن الصادق(عليه السلام) أنه قال: إن المؤمن إذا مات لم يكن ميتاً، وإن الكافر هو الميت، إن الله عز وجل يقول: يُخْرِجُ الْحيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ، يعني المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
   وجاء رجل إلي النبي (صلى الله عليه واله) فقال: يا رسول الله ما بالي لا أحب الموت؟ قال: ألك مال؟ قال: نعم, قال: قدمته؟ قال: لا, قال: فمن ثَمَّ لا تحب الموت!
 وقال رجل لأبي ذر (رحمه الله) : ما لنا نكره الموت؟ فقال : لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب! وقيل له: كيف ترى قدومنا على الله؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه! قيل: فكيف ترى حالنا عند الله؟ فقال: أعرضوا أعمالكم على كتاب الله، يقول الله تعالى : إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. قال الرجل: فأين رحمة الله؟ قال : إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ».
4- ما يجري على المؤمن في حال الإحتضار:
   «قال الصادق (عليه السلام) : ما يخرج مؤمن عن الدنيا إلا برضى منه، وذلك أن الله تبارك وتعالى يكشف له الغطاء حتى ينظر إلى مكانه من الجنة وما أعد الله له فيها وتنصب له الدنيا كأحسن ما كانت له، ثم يخير فيختار ما عند الله عز وجل ويقول: ما أصنع بالدنيا وبلائها! فلقنوا موتاكم كلمات الفرج».(الفقيه:1/134).
    «وقال أبو جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) : إن آية المؤمن إذا حضره الموت أن يبيض وجهه أشد من بياض لونه، ويَرْشُح جبينه، ويسيل من عينيه كهيئة الدموع فيكون ذلك آية خروج روحه. وإن الكافر تخرج روحه سلّا من شدقه كزبد البعير، كما تخرج نفس الحمار».(الفقيه:1/135).
   عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «حضر رجلاً الموت فقيل يا رسول الله إن فلاناً قد حضره الموت، فنهض رسول الله (صلى الله عليه واله) ومعه ناس من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه، قال فقال : يا ملك الموت كف عن الرجل حتى أسأله، فأفاق الرجل فقال له النبي (صلى الله عليه واله) : ما رأيت؟ قال: رأيت بياضاً كثيراً وسواداً كثيراً، قال: فأيهما كان أقرب إليك؟ فقال: السواد، فقال النبي (صلى الله عليه واله) : قل: اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل منى اليسير من طاعتك، فقال: ثم أغمي عليه فقال (صلى الله عليه واله) : يا ملك الموت خفف عنه حتى أسأله، فأفاق الرجل فقال: ما رأيت؟ قال: رأيت بياضاً كثيراً وسواداً كثيراً، قال: فأيهما أقرب إليك؟ فقال: البياض، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : غفر الله لصاحبكم!
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا حضرتم ميتاً فقولوا له هذا الكلام ليقوله
».(الكافي:3/124).
   وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه حتى أستوفي منه كل خطيئة عملها، إما بسقم في جسده، وإما بضيق في رزقة، وإما بخوف في دنياه، فإن بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت! وعزتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها، إما بسعة في رزقه، وإما بصحة في جسمه، وإما بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هونت عليه بها الموت».(الكافي:2/444).
   وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن شاء الله، فجلس رسول الله عن يمينه والآخر عن يساره، فيقول له رسول الله: أما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك، وأما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه، ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك من الجنة فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة، فيقول: لا حاجة لي في الدنيا! فعند ذلك يبيضُّ لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى، فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها.
   فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد فتختار الآخرة، فتُغَسِّلُه فيمن يغسله وتُقلبه فيمن يقلبه، فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره، خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدماً! وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم.
   فإذا وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه ثم يسأل عما يعلم، فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه رسول الله (صلى الله عليه واله) فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها.
   قال قلت: جعلت فداك فأين ضغطة القب ؟ فقال: هيهات ما على المؤمنين منها شيء، والله إن هذه الأرض لتفتخر على هذه فتقول: وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الأرض: والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فأما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك، فتفسح له مد بصره» (الكافي:3 /129).
   «وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إن المؤمن إذا حضره الموت وثقه ملك الموت فلولا ذلك لم يستقر! وما من أحد يحضره الموت إلا مثل له النبي (صلى الله عليه واله) والحجج صلوات الله عليهم أجمعين حتى يراهم، فإن كان مؤمناً يراهم بحيث يحب، وإن كان غير مؤمن يراهم بحيث يكره. قال الله تبارك وتعالى: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ. وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ.(الفقيه:1/135).
   وقال المفي د(قدس سره) في أوائل المقالات/73: «القول في رؤية المحتضرين رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) عند الوفاة: هذا باب قد أجمع عليه أهل الإمامة وتواتر الخبر به عن الصادقين من الأئمة (عليهم السلام) وجاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال للحارث الهمداني:
يا حارِ همدان من يمتْ يَرَني**** من مؤمنٍ أو منافقٍ قُبَلا
«قال جميل بن صالح: وأنشدني أبو هاشم السيد الحميري (رحمه الله) فيما تضمنه هذا الخبر:
قول عليٍّ لحارثٍ عجبٌ**** كم ثَمَّ أعجوبةٌ لهُ حملا
يا حارِ همدان من يمتْ يَرَني**** من مؤمنٍ أو منافقٍ قُبَلا
يعرفني طرفُه وأعرفه**** بنعْتِهِ واسمه وما عملا
وأنت عند الصراط تعرفني**** فلا تخفْ عثرةً ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ**** تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض**** دعيه لا تقربي الرجلا
دعيه لا تقربيه إن له**** حبلاً بحبل الوصي متصلا ».
وأمالي الطوسي/627، ومناقب آل أبي طالب:3/34
5- غير الشيعة وغير المسلمين قد يدخلون الجنة:
   تحصر بعض المذاهب دخول الجنة بأتباعها، بينما يعتقد الشيعة أن الله تعالى يحاسب كل إنسان على قدر ما آتاه من العقل والمعرفة والقدرات: لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا..لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ.
   وبهذا الميزان يحاسب الخلق يوم القيامة، كلٌّ حسب مستوى عقله ومعرفته وما وصله من هدى ربه. فلا يُجعل العالم كالجاهل، ولا المقصر كالقاصر، ولا من عرف الحق وجحده، كالذي لم يعرفه وتصور أن رأيه صحيح وعمله صحيح. ولا يُجعل من أذنب في حق نفسه أو حق ربه، كمن أذنب في حق الناس وظلمهم.. الى آخر قوانين العدل الإلهي المفصلة الدقيقة.
   ولذا ورد في دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي علمه لكميل بن زياد (رحمه الله) أن الخلود في النار للمعاندين الجاحدين للحق.(مصباح المتهجد/848).
   وعليه فقد يدخل الشيعي النار إذا كان ظالماً مجرماً، فلا يتوفق لأن يموت على ولاية النبي (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (عليهم السلام)، فتسلب منه لمعاصيه.
   وقد يدخل غيره الجنة إذا لم يبلغه الهدى ولم يجحده، لكنه عمل بما وصل اليه عقله وإدراكه! قال الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) : «إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ، وأما الباطنة فالعقول».(الكافي:1 /16).
6- المساءلة في القبر وحياة البرزخ:
    قال الشيخ الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات: «اعتقادنا في المسألة في القبر أنها حق لا بد منها، فمن أجاب بالصواب فازَ بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ في قبره، وبجنة نعيمٍ في الآخرة، ومن لم يأت بالصواب فله نُزُلٌ من حميم في قبره، وتَصْلِيَةُ جحيم في الآخرة. وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة وسوء الخلق والإستخفاف بالبول، وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجام، ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب، التي لم تكفرها الهموم والغموم والأمراض، وشدة النزع عند الموت».
   «عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر الباقر(عليه السلام) : أصلحك الله من المسؤولون في قبورهم؟ قال: من محض الإيمان ومن محض الكفر. قال قلت: فبقية هذا الخلق؟ قال : يُلْهَى والله عنهم ما يُعبأ بهم! قال قلت: وعم يسألون؟ قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن فلان؟ فيقول: ذاك إمامي، فيقال: نم أنام الله عينك، ويفتح له باب من الجنة فما يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة. ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان؟ قال فيقول: قد سمعت به وما أدري ما هو، فيقال له: لا دريت! قال: ويفتح له باب من النار، فلا يزال يتحفه من حرها إلى يوم القيامة».(الكافي:3/237).
   فهذا عقاب الجاحد الذي عاصر الإمام (عليه السلام) ولم يؤمن به، أو قصر في البحث عنه.
   وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «يسأل الميت في قبره عن خمس، عن صلاته وزكاته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت، فتقول الولاية من جانب القبر للأربع: ما دخل فيكن من نقص فعليَّ تمامه».(الكافي:3/241).
   أقول: ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) : أن الروح تكون في شكل الجسد، تتنعم في الجنة أو تتعذب في النار، وأن الجسد يبلى إلا ذرةٌ منه، تُزرع في الأرض يوم المحشر ويخلق منها بدن الإنسان حسب عمله، وتعود اليه روحه.
   ففي الكافي:3/252، أن الإمام الصادق (عليه السلام) : «سئل عن الميت يبلى جسده؟ قال: نعم حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة»!
7- البعث والحشر بعد الموت:
   قال النبي (صلى الله عليه واله) : «يا بني عبد المطلب، إن الرائد لا يكذب أهله. والذي بعثني بالحق نبياً لتموتُنَّ كما تنامون، ولتُبْعَثُنَّ كما تستيقظون، وما بعد الموت دار إلا جنة أو نار».(الإعتقادات للصدوق).
   وقال الله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ. وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِئَ بِالنَّبِيِّنَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ. وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَأَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ.
   وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ.
   وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
(الزمر:68-75 ). 
    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ.قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ  إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ.فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.(يس:51-54).
  وفي تفسير القمي:2/216، عن الإمام الباقر (عليه السلام) : «فإن القوم كانوا في القبور فلما قاموا حسبوا أنهم كانوا نياماً، قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا، قالت الملائكة: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ».
   ومعنى قوله تعالى : إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ: أي يهرولون ويسرعون.(كتاب العين:7/257).
8- الإعتقاد في الحساب والميزان:
   قال الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات: «اعتقادنا فيهما أنهما حق. منه ما يتولاه الله تعالى، ومنه ما يتولاه حججه (عليهم السلام). فحساب الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام) يتولاه الله عز وجل، ويتولى كل نبي حساب أوصيائه، ويتولى الأوصياء حساب الأمم، والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل وهم الشهداء على الأوصياء، والأئمة شهداء على الناس، وذلك قوله عز وجل: تَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا. وقوله عز وجل : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا.
   وقال عز وجل: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ . والشاهد أمير المؤمنين. وقال عز وجل: إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ.
   وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا؟ قال: الموازين الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).
   ومن الخلق من يدخل الجنة بغير حساب، فأما السؤال فهو واقع على جميع الخلق لقوله تعالى: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ. يعني عن الدين.
   وأما الذنب فلا يسأل عنه إلا من يحاسب، قال تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ، يعني من شيعة النبي والأئمة (عليهم السلام) دون غيرهم، كما ورد في التفسير. وكل محاسب معذب، ولو بطول الوقوف، ولا ينجو من النار ولا يدخل الجنة أحد بعمله، إلا برحمة الله تعالى.
   والله تعالى يخاطب عباده من الأولين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة، يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها، ويظن أنه المخاطب دون غيره، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة، ويفرغ من حساب الأولين والآخرين في مقدار ساعة من ساعات الدنيا!
   ويخرج الله لكل إنسان كتاباً يلقاه منشوراً، ينطق عليه بجميع أعماله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فيجعله الله حسيب نفسه والحاكم عليها ، بأن يقال له: إِقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا».
   أقول: لا تنافي بين إكمال حساب البشر في ساعة من ساعات الدنيا، وبين ما نص على طول الحساب ومواقفه وعقباته الخمسين.
   قال الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات: «باب الإعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر: إعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات إسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض، أو أمر، أو نهي. فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة إسمها فرض، وكان قد قصر في ذلك الفرض، حبس عندها وطولب بحق الله فيها. فإن خرج منه بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه، نجا منها إلى عقبة أخرى!
   فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة، ويحبس عند كل عقبة، فيسأل عما قصر فيه من معنى اسمها، فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء، فحييَ حياة لا موت فيها أبداً، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبداً، وسكن جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده (عليهم السلام).
   وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه، فلم ينجه عمل صالح قدم ، ولا أدركته من الله عز وجل رحمة، زلت قدمه عن العقبة فهوى في جهنم نعوذ بالله منها!
   وهذه العقبات كلها على الصراط، إسم عقبة منها الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده (عليهم السلام) فمن أتى بها نجا وجاز، ومن لم يأت بها بقي فهوى وذلك قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ. واسم عقبة منها: المرصاد، وذلك قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ويقول تعالى: وعزتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم!
   وإسم عقبة منها: الرحم واسم عقبة منها: الأمانة. وإسم عقبة منها الصلاة. وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل».
9- نبينا (صلى الله عليه واله) رئيس المحشر وصاحب لواء الحمد:
 
 قال الله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ. وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا. لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا.يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِىَ لاعِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً.(طَهَ:105-109).
   وقد وصفت الأحاديث تنظيم صفوف المحشر العظيمة، وأن صفوف أهل الجنة منها مئة وعشرين (الإحتجاج:1/57، مجمع البيان:7/126، ومسند أحمد:1/453).
   واتفقت الرواية على أن رئاسة المحشر لنبينا (صلى الله عليه واله).
   ففي الخصال /415: «عن زيد بن أرقم: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) : أعطيت فيك يا علي تسع خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة واثنتان لك وواحدة أخافها عليك، فأما الثلاثة التي في الدنيا فإنك وصيي وخليفتي في أهلي وقاضي ديني، وأما الثلاث التي في الآخرة فإني أعطى لواء الحمد فأجعله في يدك، وآدم وذريته تحت لوائي، وتعينني على مفاتيح الجنة، وأحكمك في شفاعتي لمن أحببت، وأما اللتان لك فإنك لن ترجع بعدي كافراً ولا ضالاً. وأما التي أخافها عليك فغدرة قريش بك بعدي». ونحوه أمالي الصدوق(قدس سره)/ 403
   وفي تفسير فرات/437،عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «قال النبي (صلى الله عليه واله)إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو وافٍ لي به. إذا كان يوم القيامة نُصب لي منبر له ألف درجة لا كمراقيكم، فأصعد حتى أعلو فوقه، فيأتيني جبرئيل بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله، فأقول لعلي: إصعد، فيكون أسفل مني بدرجة، فأضع لواء الحمد في يده. ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب.
   ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله هذه مفاتيح النار، أدخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار، فآخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب. فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها، فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ، ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار.
   ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يُثْنِ عليه أحد قبلي، ثم أثني على الملائكة المقربين ثم أثني على الأنبياء والمرسلين ثم أثني على الأمم الصالحين، ثم أجلس  فيثني الله ويثني عليَّ ملائكته، ويثني علي أنبياءه ورسله، ويثني عليَّ الأمم الصالحة. ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها، فتمر فاطمة بنتي عليها ريطتان خضراوان، حولها سبعون ألف حوراء
»!
10- نبينا (صلى الله عليه واله) صاحب حوض الكوثر: 
  قال الصدوق (قدس سره): «إعتقادنا في الحوض أنه حق، وأن عرضه ما بين أيلة وصنعاء، وهو حوض النبي (صلى الله عليه واله) وأن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وأن الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. وقال النبي (صلى الله عليه واله) : ليختلجن قوم من أصحابي دوني وأنا على الحوض، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأنادي: يا رب أصحابي! فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
   وفي الخصال/624، في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) بأربع مئة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: «ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، حوضنا مترع فيه مثعبان ينصبَّان من الجنة: أحدهما من تسنيم والآخر من معين، على حافتيه الزعفران وحصاه اللؤلؤ والياقوت، وهو الكوثر» ونحوه أحمد:5/250.
11- نبينا (صلى الله عليه واله) صاحب الشفاعة في المحشر: 
   قال الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات: «اعتقادنا في الشفاعة أنها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
   وقال النبي (صلى الله عليه واله) : من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي. وقال (عليه السلام) : لا شفيع أنجح من التوبة. والشفاعة للأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) والمؤمنين والملائكة. وفي المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة ومضر، وأقل المؤمنين شفاعة من يشفع لثلاثين إنساناً. والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك، ولأهل الكفر والجحود، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد».
   أقول: يمكن وصف الشفاعة بأنها: قاعدة الإستفادة من الدرجات الإضافية، فالإنسان يحتاج لدخول الجنة الى 51 درجة مثلاً، أي أن تغلب حسناته سيئاته، فإذا جمع درجات إضافية كان له حق إعطائها إلى أصدقائه الأقرب فالأقرب من النجاح، لتحقيق أفضل استفادة وأوسعها من الدرجات الإضافية.
   فشفاعة المؤمن تكون «على قدر عمله» (المناقب:2/15) وتكون لمن ارتضى الله تعالى حسب قوانين الشفاعة الحكيمة، وليست كالوساطات والمحسوبيات الدنيوية، كما تصور بعض المستشرقين والمسلمين.
   وكل الشفاعة يوم المحشر تكون لنبينا (صلى الله عليه واله)، ومنه يأخذ الأنبياء (عليهم السلام) حق الشفاعة لأممهم، ويكون المسؤول عنها الأئمة من أهل بيته (صلى الله عليه واله).
12- نصب الصراط فوق جهنم والعبور الى الجنة:
    روى الجميع في تفسير قوله تعالى: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا. ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.(مريم:71-72) أن جسراً ينصب من أرض المحشر الى الجنة، ويؤمر الناس بالعبور عليه، فيعبر المؤمنون الى الجنة، ويتساقط المجرمون من الجسر الى أماكنهم من جهنم.
   «عن ابن عباس وأنس ، عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: إذا كان يوم القيامة ونُصب الصراط على جهنم، لم يَجُزْ عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب، وذلك قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ».(المناقب:2/7، وأمالي الطوسي/290).
 
   وقد أورد السيد الميلاني في نفحات الأزهار(20/382)  مصادر هذا الحديث عن البيهقي والحاكم وأبي نعيم وغيرهم ، وصححه ورد نقد بعضهم لسنده ومتنه .
13- مراسم دخول المؤمنين الى الجنة
    يظهر أن ماء حوض الكوثر يؤثر تغييراً في تركيب بدن الإنسان ، ويجعله صالحاً للعبور الى الجنة ، فإذا عبر الصراط كَمَّلوا إعداده لدخول الجنة بأن يغتسل بماء عين الحياة وغيرها من العيون التي تجعله من أهل السلامة والخلود.
   وقد ورد في تفسير قوله تعالى: يوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا، أن هذه الآية لنوع خاص من الناس.
   ففي الكافي (8/95) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) سئل عن الآية فقال: «يا علي إن الوفد لا يكون إلا ركباناً، أولئك رجال اتقوا الله، فأحبهم الله واختصهم ورضي أعمالهم فسماهم المتقين. ثم قال له: يا علي أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنهم ليخرجون من قبورهم، وإن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب، مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الإستبرق والسندس، وخطمها جدل الأرجوان، تطير بهم إلى المحشر، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله، يزفونهم زفاً، حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة، إن الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكاة. قال: فيُسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط من أبشارهم الشعر، وذلك قول الله عز وجل: وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا، من تلك العين المطهرة.
   قال: ثم ينصرفون إلى عين أخرى، عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها، وهي عين الحياة، فلا يموتون أبداً!
   قال: ثم يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الآفات والأسقام والحر والبرد أبداً، قال: فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الذين معهم: أحشروا أوليائي إلى الجنة، ولا توقفوهم مع الخلائق، فقد سبق رضاي عنهم، ووجبت رحمتي لهم، وكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات.
   قال: فتسوقهم الملائكة إلى الجنة، فإذا انتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم ضرب الملائكة الحلقة ضربة، فتصر صريراً يبلغ صوت صريرها كل حوراء أعدها الله عز وجل لأوليائه في الجنان، فيتباشرون بهم إذا سمعوا صرير الحلقة، فيقول بعضهن لبعض: قد جاءنا أولياء الله، فيفتح لهم الباب، فيدخلون الجنة وتشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين، فيقلن: مرحباً بكم، فما كان أشد شوقنا إليكم، ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك!
   فقال علي (عليه السلام) : يا ر سول الله أخبرنا عن قول الله عز وجل: غرف مبنية من فوقها غرف، بماذا بنيت يا رسول الله؟
   فقال: يا علي تلك غرف بناها الله عز وجل لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة، لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به، فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض، من الحرير والديباج بألوان مختلفة، وحشوها المسك والكافور والعنبر، وذلك قول الله عز وجل: وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ..
   ثم وصف (عليه السلام) مجيء الملائكة رسلاً من الله تعالى لتهنئة ولي الله بدخوله الجنة ثم قال: والأنهار تجري من تحت مساكنهم، وذلك قول الله عز وجل: تَجْرِى مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ، والثمار دانية منهم وهو قوله عز وجل: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً، من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذي يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ، وإن الأنواع من الفاكهة ليقلن لولي الله: يا ولي الله كلني قبل أن تأكل هذا قبلي!
   قال: وليس من مؤمن في الجنة إلا وله جنان كثيرة، معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر، وأنهار من ماء، وأنهار من لبن، وأنهار من عسل فإذا دعا ولي الله بغذائه أتي بما تشتهي نفسه عند طلبه الغذاء، من غير أن يسمى شهوته! قال: ثم يتخلى مع إخوانه، ويزور بعضهم بعضاً، ويتنعمون في جناتهم، في ظل ممدود في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك، لكل مؤمن سبعون زوجة حوراء، و أربع نسوة من الآدميين. والمؤمن ساعة مع الحوراء وساعة مع الآدمية، وساعة يخلو بنفسه على الأرائك متكئاً، ينظر بعضهم إلى بعض.
   ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) : أما الجنان المذكورة في الكتاب فإنهن جنة عدن وجنة الفردوس وجنة نعيم وجنة المأوى، قال: وإن لله عز وجل جناناً محفوفةً بهذه الجنان، وإن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحب واشتهى.الخ.».وتفسير القمي:2/53. 
  
وقد استفاضت أحاديث الطرفين في وصف شجرة طوبى العظيمة التي أصلها في دار النبي وعلي وفاطمة (عليهم السلام) وفي ملك كل مؤمن غصن من طوبى هو أعز عليه من كل ما يملك، لأنه مميز بثماره، وطيوره، وأنغام حفيف أوراقه، والثياب التي تنبت عليه، وكل ذلك فوق ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين!
   ففي الكافي (2/239) «قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المواتاة للنساء، وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى، طوبى لهم وحسن مآب. وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد (صلى الله عليه واله) وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به، ولو أن راكبا مجداً سار في ظلها مائة عام ما خرج منه»! والخصال/483 ، والبحار:8 /151،
   وفي تفسير القمي: 2/336، بسنده عن النبي (صلى الله عليه واله) : «رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دارعلي، وما في الجنة قصر ولا منزل إلا وفيها فرع منها».
   وفي تفسير فرات/212: «ورقها وبُسْرُها برودٌ خضر، وزهرها رياض صفر، وأفناءها سندس وإستبرق، وثمرها حلل خضر، وطعمها زنجبيل وعسل، وبطحاءها ياقوت أحمر وزمرد أخضر، وترابها مسك وعنبر وكافور أصفر، وحشيشها زعفران. يتفجر من أصلها السلسبيل والرحيق و المعين.». ونحوه من مصادر السنة: الدر المنثور:4/60، وفتح الباري:11/366.
14-النعيم والخلود في الجنة، والخلود في النار:
   قال الصدوق (قدس سره) في الإعتقادات: «إعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء ودار السلامة لا موت فيها ولا هرم، ولا سقم، ولا مرض، ولا آفة، ولا زوال، ولا زمانة، ولا غم، ولا هم، ولا حاجة، ولا فقر. وأنها دار الغنى، والسعادة، ودار المقامة والكرامة، ولا يمس أهلها فيها نصب، ولا يمسهم فيها لغوب، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون.
   وأنها دارٌ أهلها جيران الله، وأولياؤه، وأحباؤه، وأهل كرامته. وهم أنواع ومراتب: منهم المتنعمون بتقديس الله وتسبيحه وتكبيره في جملة ملائكته.
   ومنهم المتنعمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك والحور العين، واستخدام الولدان المخلدين، والجلوس على النمارق والزرابي، ولباس السندس والحرير. كل منهم إنما يتلذذ بما يشتهي ويريد، على حسب ما تعلقت عليه همته، ويعطى ما عبد الله من أجله..
   واعتقادنا في النار أنها دار الهوان، ودار الإنتقام من أهل الكفر والعصيان، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك، وأما المذنبون من أهل التوحيد فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم، والشفاعة التي تنالهم.
   وروي أنه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها، وإنما تصيبهم الآلام عند الخروج منها، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم، وما الله بظلام للعبيد..
   واعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان، وأن النبي (صلى الله عليه واله) قد دخل الجنة، ورأى النار حين عرج به. واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها ويرى، مكانه في الآخرة ، ثم يخير فيختار الآخرة، فحينئذ تقبض روحه».

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/29   ||   القرّاء : 5144



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 قول ابن تيمية بقيام الحوادث باللَّه عزّوجل‏

 عقيدتنا في الرجعة

 يوم القيامة

 لماذا الأب أب؟ ولماذا لا يكون إبن؟

 التسمية بعبد فلان في بقية المذاهب

 من هو القارئ ابن أبزى الذي قربه عمر بدل أبيّ بن كعب؟!

 كذب ابن تيمية على احمد بن حنبل

 جوَّزوا التوسل بالحيوانات، وحرَّموه بالأنبياء (عليهم السلام)!

 من هم المتوسل بهم عند المسلمين؟

 تعيين الإمام والخليفة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم‏

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 2343657

  • التاريخ :

Footer