لقد شرع القرآن الزواج واعتنى بنظام الأسرة وصيانتها، وحث الرجل ان يختار زوجة صالحة تكون قرة عين له، ليسكن إليها ويجد في جوارها راحته ومن قلبها مودة له ورحمة، لأنها أقرب شيء إلى نفسه وألصق ما يكون بقلبه وحسه. قال سبحانه مشيرا إلى ما يجب أن يحدثه الزواج بين الزوجين: (هنَّ لباس لكم وانتم لباس لهن), فهي شريكته في حياته وصاحبة بيته وأم أولاده، تدبر أمرهم وتقوم بتربيتهم ورعايتهم، ليتفرغ هو لواجبه ساعيا في طلب رزقهم متحملا في سبيل ذلك أشق الاعباء والاهوال، حتّى إذا أوى إلى بيته سكنت إليه نفسه، ووجد فيه القلب الحاني عليه ولقي من هدوئه وطمأنينته ما ينسيه آلامه متاعب أيامه ومشاق سعيه في طلب القوت له ولعياله. ولقد أوصى الاسلام بالمرأة وعظم حقّها على الرجل، أوصاه بحسن عشرتها والتلطف في رعايتها، وبلغ من عناية الاسلام بها أن قال الرسول (صلى الله عليه واله) : (خير الرجال خيرهم لنسائهم). وجاء في الحديث أن النفقة على الزوجة والعيال من أفضل موارد المعروف وأحبها إلى اللّه سبحانه، وفي حديث آخر: (ما اكرم النساء إلاّ كريم ولا اهانهن إلاّلئيم).