Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : صفاتنا .

        • القسم الفرعي : العبادية .

              • الموضوع : حقوق النبي صلى اللّه عليه وآله .

حقوق النبي صلى اللّه عليه وآله

كان نبينا الأعظم محمد (صلى اللّه عليه وآله)، المثل الأعلى في سائر نواحي الكمال، اصطفاه اللّه من الخلق واختاره من العباد، وحباه بأرفع الخصائص والمواهب التي حبا بها الأنبياء (عليهم السلام)، وجمع فيه ما تفرق فيهم من صنوف العظمات والأمجاد ما جعله سيدهم وخاتمهم.
وناهيك في عظمته أنه استطاع بجهوده الجبارة ومبادئه الخالدة، أن يحقق في أقل من ربع قرن من الانتصارات الروحية والمكاسب الدينية، ما لم يستطع تحقيقه سائر الأنبياء والشرائع في أكثر من قرون.
جاء بأكمل الشرائع الإلهية، وأشدها ملائمة لأطوار الحياة، وأكثرها تكفلاً بإسعاد الإنسان مادياً وروحياً، ديناً ودنياً، فأخرج الناس من ظلمة الكفر إلى نور الإسلام، ومن شقاء الجاهلية إلى السعادة الأبدية. وجعل أمته أكمل الأمم ديناً، وأوفرهم علماً، واسماهم أدباً وأخلاقاً، وأرفعهم حضارة ومجداً.
وقد عانى في سبيل ذلك من ضروب الشدائد والأهوال، ما لم يعانه أي نبي.
من أجل ذلك، فان القلم عاجز عن ذكر افضاله, وحصر حقوقه على المسلمين سيّما في هذه الرسالة الوجيزة. فلا بد من الإشارة إليها والتلويح عنها.
وهي، بعد الإيمان بنبوته، وتصديقه فيما جاء به من عند اللّه عز وجل، والاعتقاد بأنه سيد الرسل، وخاتم الأنبياء:
1 - طاعته: وطاعة النبي فرض محتم على الناس، كطاعة اللّه تعالى، إذ هو سفيره إلى العباد، وأمينه على الوحي، ومنار هدايته الوضاء.
وواقع الطاعة هو: إتباع شرعته، وتطبيق مبادئه الخالدة، التي ما سعد المسلمون ونالوا آمالهم وأمانيهم، إلا بالتمسك بها والحفاظ عليها. وما تخلفوا واستكانوا إلا بإغفالها والانحراف عنها.
أنظر كيف يحرض القرآن الكريم على طاعة النبي (صلى اللّه عليه وآله)، ويحذر مغبة عصيانه ومخالفته، حيث قال:
«وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا اللّه إن اللّه شديد العقاب» (الحشر: 7).
وقال تعالى: «وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمراً، أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً» (الأحزاب: 36».
وقال سبحانه: «ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك الفوز العظيم. ومن يعص اللّه ورسوله، ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها، وله عذاب مهين» (النساء: 13 - 14).
وقال عز وجل: «إن الذين يحادّون اللّه ورسوله، أولئك في الأذليّن. كتب اللّه لأغلبنّ أنا ورسلي، إن اللّه قوي عزيز» (المجادلة: 20 - 21).
2 - محبته: تختلف دواعي الحب والإعجاب باختلاف نزعات المحبين وميولهم، فمن الناس من يحب الجمال ويقدسه، ومنهم من يحب البطولة والأبطال ويمجدهم، ومنهم من يحب الأريحية ويشيد بأربابها.
وقد اجتمع في النبي الأعظم (صلى اللّه عليه وآله) كل ما يفرض المحبة ويدعو إلى الإعجاب، حيث كان نموذجاً فذاً، ونمطاً فريداً بين الناس. لخص اللّه فيه آيات الجمال والكمال، وأودع فيه أسرار الجاذبية، فلا يملك المرء أزائه إلا الحب والإجلال، وهذا ما تشهد به شخصيته المثالية، وتأريخه المجيد.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يصف شمائل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) :
«كان نبي اللّه أبيض اللون، مشرباً حمرة، أدعج العين، سبط الشعر، كث اللحية، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأنما عنقه إبريق فضة يجري في تراقيه الذهب، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى كأنه ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صب، إذا التفت التفت جميعاً بأجمعه، ليس بالقصير ولا بالطويل، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من المسك».
وقال (عليه السلام) وهو يصف أخلاق الرسول (صلى اللّه عليه وآله) :
«كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده».
ولأجل تلك الشمائل والمآثر، أحبه الناس على اختلاف ميولهم في الحب: أحبه الأبطال لبطولته الفذة التي لا يجاريه فيها بطل مغوار، وأحبه الكرام إذ كان المثل الأعلى في الأريحية والسخاء، وأحبه العباد لتولهه في العبادة وفنائه في ذات اللّه، وأحبه أصحابه المخلصون لمثاليته الفذة في الخَلق والخُلق.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى اللّه عليه وآله، فقال: يا رسول اللّه ما أستطيع فراقك، واني لأدخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حباً لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة، وأدخلتَ الجنة، فرفعت في أعلى عليين، فكيف لي بك يا نبي اللّه؟، فنزل: «ومن يطع اللّه والرسول، فأولئك مع الذين انعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا» (النساء: 69)، فدعا النبي صلى اللّه عليه وآله الرجلَ فقرأها عليه وبشره بذلك».
وقال أنس: جاء رجل من أهل البادية، وكان يعجبنا أن يأتي الرجل من أهل البادية يسأل النبي (صلى اللّه عليه وآله،) فقال: يا رسول اللّه متى قيام الساعة؟
فحضرت الصلاة، فلما قضى صلاته، قال: أين السائل عن الساعة؟
قال: أنا يا رسول اللّه. قال: فما أعددتَ لها؟
قال: واللّه ما أعددت لها من كثير عمل صلاة ولا صوم، إلا إني أحب اللّه ورسوله.
فقال له النبي (صلى اللّه عليه وآله) : المرء مع من أحب.
قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشد من فرحهم بهذا.
وعن أبي عبد اللّه (عليه السلام)، قال: كان رجل يبيع الزيت، وكان يحب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) حباً شديداً، كان إذا أراد أن يذهب في حاجة لم يمض حتى ينظر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)، قد عرف ذلك منه، فإذا جاء تطاول له حتى ينظر إليه. حتى إذا كان ذات يوم، دخل فتطاول له رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) حتى نظر إليه ثم مضى في حاجته، فلم يكن بأسرع من أن رجع، فلما رآه رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) قد فعل ذلك، أشار إليه بيده أجلس، فجلس بين يديه، فقال: مالك فعلت اليوم شيئاً لم تكن تفعله قبل؟
فقال: يا رسول اللّه، والذي بعثك بالحق نبياً، غشى قلبي شيء من ذكرك حتى ما استطعت أن أمضي في حاجتي، رجعت إليك. فدعا له وقال له خيراً.
ثم مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أياماً لا يراه، فلما فقده سأل عنه، فقيل له: يا رسول اللّه ما رأيناه منذ أيام. فانتعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وانتعل معه أصحابه، فانطلق حتى أتى سوق الزيت، فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته، فقالوا: يا رسول اللّه، مات... ولقد كان عندنا أميناً صدوقاً، إلا انه قد كان فيه خصلة، قال: وما هي؟ قالوا: كان يزهق (يعنون، يتبع النساء). فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: لقد كان يحبني حباً، لو كان بخاساً لغفر اللّه له.
3 - الصلاة عليه: قال تعالى: «إن اللّه وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً» (الأحزاب: 56).
درج الناس على إجلال العظماء وتوقيرهم بما يستحقونه من صور الإجلال والتوقير، تكريماً لهم وتقديراً لجهودهم ومساعيهم في سبيل أممهم.
ومن هنا كان السلام الجمهوري والتحية العسكرية فرضاً على الجنود، تبجيلاً لقادتهم وإظهاراً لإخلاصهم لهم.
فلا غرابة أن يكون من حقوق النبي (صلى اللّه عليه وآله) على أمته - وهو سيد الخلق وأشرفهم جميعاً - تعظيمه والصلاة عليه، عند ذكر اسمه المبارك أو سماعه، وغيرهما من مواطن الدعاء.
وقد أعربت الآية الكريمة عن بالغ تكريم اللّه تعالى وملائكته للنبي (صلى اللّه عليه وآله) «إن اللّه وملائكته يصلون على النبي»، ثم وجهت الخطاب إلى المؤمنين بضرورة تعظيمه والصلاة والسلام عليه «يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما».
وجاءت نصوص أهل البيت (عليهم السلام) توضح خصائص ورغبات الصلاة عليه، بأسلوب شيق جذاب.
فمن ذلك ما جاء عن ابن أبي حمزة عن أبيه، قال: سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن قول اللّه عز وجل (إن اللّه وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). فقال: الصلاة من اللّه عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء. وأما قوله عز وجل (وسلموا تسليما)، فانه يعني بالتسليم له فيما ورد عنه. قال: فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله؟
قال: تقولون «صلوات اللّه وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد، والسلام عليه وعليهم ورحمة اللّه وبركاته».
قال: فقلت فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة؟
قال: الخروج من الذنوب، واللّه، كهيئة يوم ولدته أمه.
وقال الصادق (عليه السلام) : من صلى على محمد وآل محمد عشراً صلى اللّه عليه وملائكته مائة مرة، ومن صلى على محمد وآل محمد مائة صلى اللّه عليه وملائكته ألفاً، أما تسمع قول اللّه تعالى «هو الذي يصلي عليكم وملائكته، ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكان بالمؤمنين رحيماً» (الأحزاب: 43).
وقال الصادق (عليه السلام) : كل دعاء يدعى اللّه تعالى به، محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد.
وعن احدهما (عليهما السلام) قال: ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد، وإن الرجل ليوضع أعماله في الميزان فيميل به، فيخرج صلى اللّه عليه وآله «الصلاة عليه» فيضعها في ميزانه، فيرجح به.
وقال الرضا (عليه السلام) : من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما.
وجاء في الصواعق (ص 87)، قال : ويروى «لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء. فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون «اللهم صل على محمد» وتمسكون. بل قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد».
مودة أهل بيته الطاهرين: الذين فرض اللّه مودتهم في كتابه، وجعلها أجر الرسالة، وحقاً مفروضاً من حقوق النبي (صلى اللّه عليه وآله)، فقال تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً، إن اللّه غفور شكور» (الشورى: 23).
وقد اتصف أهل البيت (عليهم السلام) بجميع دواعي الإعجاب والإكبار، وبواعث الحب والولاء، كما وصفهم الشاعر:
من معشر حبهم دين وبغضهم*** كفر وقربهم منجى ومعتصم
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم*** أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
نعم هم صفوة الخلق، وحجج العباد، وسفن النجاة، وخير من أقلته الأرض وأظلّته السماء - بعد جدهم الأعظم (صلى اللّه عليه وآله) - حسباً ونسباً وفضائل وأمجاداً.
وكيف يرتضي الوجدان السليم محبة النبي (صلى اللّه عليه وآله) دون أهل بيته الطاهرين، الجديرين بأصدق مفاهيم الحب والود، إنها ولا ريب محبة زائفة تنمّ عن نفاق ولؤم، كما جاء عن عبد اللّه بن مسعود قال: كنا مع النبي (صلى اللّه عليه وآله) في بعض أسفاره، إذ هتف بنا أعرابي بصوت جمهور، فقال: يا محمد. فقال له النبي (صلى اللّه عليه وآله) : ما تشاء؟ فقال: المرء يحب القوم ولا يعمل بأعمالهم. فقال النبي صلى اللّه عليه وآله: المرء مع من أحب. فقال: يا محمد، اعرض عليَّ الإسلام. فقال: اشهد أن لا إله إلا اللّه، واني رسول اللّه، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت.
فقال: يا محمد، تأخذ على هذا أجرأ؟ فقال: لا، إلا المودة في القربى. قال: قرباي أو قرباك؟ فقال: بل قرباي. قال: هلمّ يدك حتى أبايعك، لا خير فيمن يودّك ولا يودّ قرباك.
وقد أجمع الأمامية أنّ المراد بالقربى في الآية الكريمة، هم الأئمة الطاهرون من أهل البيت (عليهم السلام)، ووافقهم على ذلك ثلة من أعلام غيرهم من المفسرين والمحدثين، كأحمد بن حنبل، والطبراني، والحاكم عن ابن عباس. كما نص عليه ابن حجر، في الفصل الأول من الباب الحادي عشر من صواعقه، قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلى اللّه عليه وآله): علي وفاطمة وابناهما.
انظر، كيف يحرض النبي (صلى اللّه عليه وآله) أمته على مودة قرباه وأهل بيته، كما يحدثنا به رواة الفريقين:
فمما ورد من طرقنا:
عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) : من أحبنا أهل البيت فليحمد اللّه على أول النعم. قيل: وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته.
وعن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله : حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن، أهوالهن عظيمة : عند الوفاة، وفي القبر، وعند النشور، وعند الكتاب، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط.
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) : لو أن عبداً عبد اللّه ألف عام، ثم يذبح كما يذبح الكبش، ثم أتى اللّه ببغضنا أهل البيت، لرد اللّه عليه عمله.
وعن الباقر (عليه السلام) عن النبي (صلى اللّه عليه وآله) قال: لا تزول قدم (قدما خ ل) عبد يوم القيامة من بين يدي اللّه، حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، وجسدك فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت.
وعن الحكم بن عتيبة، قال: بينا أنا مع أبي جعفر (عليه السلام)، والبيت غاص بأهله، إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له، حتى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه ورحمة اللّه وبركاته، ثم سكت. فقال أبو جعفر: وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته. ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثم سكت، حتى أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام. ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر (عليه السلام)، ثم قال: يا ابن رسول اللّه أدنني منك، جعلني اللّه فداك، فواللّه إني لأحبكم وأحب من يحبكم، وواللّه ما أحبكم وما أحب من يحبكم لطمع في دنيا. واني لأبغض عدوكم وأبرأ منه، وواللّه ما ابغضه وأبرأ منه لوترٍ كان بيني وبينه. واللّه إني لأحلّ حلالكم، وأحرم حرامكم، وأنتظر أمركم. فهل ترجو لي، جعلني اللّه فداك؟!
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إليّ... إليّ، حتى أقعده إلى جنبه. ثم قال: أيها الشيخ، إن أبي علي بن الحسين عليه السلام، أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي: إن تمت ترِد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام، ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك، وتقر عينيك، وتستقبل بالرَّوح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك هاهنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وان تعش تر ما يقر اللّه به عينك، وتكون معنا في السنام الأعلى - الخ.
ومما جاء من طرق إخواننا:
وأخرج ابن حنبل والترمذي، كما في الصواعق ص 91: انه (صلى اللّه عليه وآله) أخذ بيد الحسنين وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.
وأخرج الثعلبي في تفسيره الكبير، قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) : ألا من مات على حب آل محمد مات شهيداً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائباً، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة. ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة اللّه - الحديث.
وأورد ابن حجر ص 103 من صواعقه حديثاً، هذا نصه:
إن النبي خرج على أصحابه ذات يوم، ووجهه مشرق كدائرة القمر. فسأله عبد الرحمن بن عوف عن ذلك، فقال (صلى الّله عليه وآله) : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي، بأن زوّج علياً من فاطمة، وأمر رضوان خازن الجنان فهزّ شجرة طوبى، فحملت رقاقاً (يعني صكاكاً) بعدد محبي أهل بيتي، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، دفع إلى كل ملك صكاً، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محب لأهل البيت إلا دفعت إليه صكاً فيه فكاكه من النار، فصار أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار (الفصول المهمة، للامام شرف الدين، ص 43).
وجاء في مستدرك الصحيحين ج 3، 127، عن ابن عباس قال: نظر النبي (صلى اللّه عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فقال: يا علي، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب اللّه، وعدوك عدوي، وعدوي عدو اللّه، والويل لمن أبغضك بعدي.
وأخرج الحافظ الطبري، في كتاب الولاية، بإسناده عن علي (عليه السلام) انه قال: لا يحبني ثلاثة: ولد زنا، ومنافق، ورجل حملت به أمه في بعض حيضها.
وأخرج الطبراني في الأوسط، والسيوطي في إحياء الميت، وابن حجر في صواعقه في باب الحث على حبهم:
قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) : ألزموا مودتنا أهل البيت، فانه من لقي اللّه وهو يودّنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا, إلى كثير من النصوص التي يطول عرضها في هذا المختصر.
ولا ريب أن المراد بأهل البيت (عليهم السلام)، هم الأئمة الإثنا عشر المعصومون (صلوات اللّه عليهم)، دون سواهم، لأن هذه الخصائص الجليلة، والمزايا الفذة، لا يستحقها إلا حجج اللّه تعالى على العباد، وخلفاء رسوله الميامين.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/24   ||   القرّاء : 2039



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 سؤال للعقلاء:هل يجوز ارتداد الصحابي ولايجوز فسقه ؟

 

 ابن تيمية: كان في خروج الحسين وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده

 خلافة النبي كانت مطروحة في حياته

 ربهم يتردد ويتعجب!!

 حديث (نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة) ودلالته على افضلية الائمة

 مناقشة ادلة عدالة جميع الصحابة

 براءة هشام بن الحكم من شبهة التجسيم

 قول المسيح: تضلون إذ لا تعرفون الكتب, أي كتب يقصد؟

 قانونية العهد الجديد

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 2343739

  • التاريخ :

Footer