بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن تيمية بالحرف الواحد في منهاج السنة:
ففي الجملة: أهل السنة يجتهدون في طاعة الله ورسوله بحسب الإمكان، كما قال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم، وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ): (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم), ويعلمون أن الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وسلم ) بصلاح العباد في المعاش والمعاد، وأنه أمر بالصلاح، ونهى عن الفساد، فإذا كان الفعل فيه صلاح وفساد رجَّحوا الرَّاجح منهما، فإذا كان صلاحه أكثر من فساده رجَّحوا فعله، وإن كان فساده أكثر من صلاحه رجَّحوا تركه. فإن الله تعالى بعث رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء، كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم.. فإما أن يقال يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يُولَّى غيره، كما يفعله من يرى السيف، فهذا رأيٌ فاسد، فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته، وقلَّ من خرج على إمام ذي سلطان إلاَّ كان ما تولَّدَ على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان، وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضاً، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة، وأمثال هؤلاء.