المطر اقرب الى الله منا
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أنس، رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مطر، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحسر عنه ثوبه حتى أصابه، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا ؟! قال : « لأنه حديث عهد بربه »(1).
قال أبو سعيد الدارمي: ولو كان على ما يقول هؤلاء الزائغة في كل مكان، ما كان المطر أحدث عهدا بالله من غيره من المياه والخلائق. فالدارمي المجسم من المعتقدين بكون الله في جهة العلو كالسلفية اليوم ولهذا يعتقد ان المطر هو اقرب الى الله منا وفسر الحديث بهذا بينما تكاد تتفق كلمة المسلمين على شرح هذا الحديث بانه اقرب من جهة خلقه وتكوينه فبما انه نزل الان فهو خُلق حديثا وهذا هو معنى الحديث واليك بعض اقوال شراحه:
1-قال النووي : " قوله : " حسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه معنى حسر كشف أي كشف بعض بدنه ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه اياه ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها وفي هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر واستدلوا بهذا وفيه أن المفضول إذا رأى من الفاضل شيئاً لا يعرفه أن يسأله عنه ليعلمه فيعمل به ويعلمه غيره "(2).
2-قال الحافظ ابن حجر والعيني: عن حديث أنس رضي الله عنه قال حسر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثوبه حتى أصابه المطر وقال لأنه حديث عهد بربه قال العلماء : معناه قريب العهد بتكوين ربه وكأن المصنف أراد أن يبين أن تحادر المطر على لحيته (صلى الله عليه وسلم) لم يكن اتفاقا وإنما كان قصدا فلذلك ترجم بقوله من تمطر أي قصد نزول المطر عليه لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته (صلى الله عليه وسلم)(3).
3-قال السيوطي : " لأنه حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه والمعنى أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى فيتبرك بها، ويسن فعل ذلك لكل أحمد(4).
4-قال الصنعاني: " قوله حديث عهد بربه أي بإيجاد ربه إياه يعني أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها وهو دليل على استحباب ذلك(5).
5-قال الشوكاني: " قوله حسر أي كشف بعض ثوبه، قوله لأنه حديث عهد بربه قال العلماء أي بتكوين ربه إياه، قال النووي ومعناه أن المطر رحمة وهو قريب العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها، وفي الحديث دليل أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف بدنه ليناله المطر لذلك "(6).
6-وقال شمس الحق العظيم أبادي في عون المعبود: باب في المطر فحسر ثوبه عنه أي: كشف بعضه عن بدنه " لأنه حديث عهد بربه " أي: بإيجاد ربه إياه، يعني أي المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها وهو دليل على استحباب ذلك(7).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه الإمام مسلم [1494 ] و البخاري في الأدب المفرد [ 571 ] و الإمام أحمد في المسند [11917 ] و رواه ابو داود في سننه [4436 ] وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبو داود [5100 ] و في المشكاة [1501 ] وفي ظلال الجنة [622 ] و في الإرواء [678 ] وأخرجه ابو سعيد الدارمي في الرد على الجهمية صـ 68
(2) شرح النووي على صحيح مسلم ج6/ص195
(3) فتح الباري شرح صحيح البخاري 2/ 520 ، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 7 / 54 .
(4) الديباج على مسلم رقم ( 898 ) 2/ 475 ، والتيسير بشرح الجامع الصغير 2 / 251 .
(5) سبل السلام شرح بلوغ المرام للصنعاني 2/ 82 .
(6) نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني 4/40.
(7) عون المعبود شرح سنن أبي داود لشمس الحق العظيم أبادي 14/ 5 .