Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : صفاتنا .

        • القسم الفرعي : العبادية .

              • الموضوع : منزلة المرأة في الإسلام .

منزلة المرأة في الإسلام

أجد في نفسي الاعتزاز والتفاخر على سائر الأمم والكرامة إلى التحدث عن منزلة المرأة في الإسلام، ورعايته لها وعطفه عليها، ما جعلها حظيّة سعيدة في ظلاله.
ولا يستطيع الباحث أن يتبين أبعاد حظوتها وسعادتها في عهده الزاهر إلا بالمقارنة بينها وبين غيرها من النساء اللاتي سبقنها أو تخلفن عنها في التأريخ، ليستجلي عزتها وتفوقها عليهن.
ولا يستطيع أن يتبين ذلك إلا بدراسته على ضوء المبادئ السماوية الخالدة، والقيم المنطقية المبرئة من نوازع الهوى والجهل وسيطرة الأعراف والتقاليد التي لا تصلح أن تكون مقياساً ثابتاً وحكماً عدلاً في تمحيص الحقائق وتقييمها واستجلاء الواقع من المزيف منها، لتلونها بالمحيط الذي نبعت منه والظرف الذي شاعت فيه، فطالما استحسن العرف خلالاً قبيحة واستقبح سجاياً كريمة، متأثراً بدوافع هذا أو ذاك.
وإنما يصلح العرف في التحكيم إذا كان مستنيراً بهدي اللّه تعالى وتوجيهه السديد الحكيم، فإنه آنذاك لا يخطئ في حكمه، ولا يزيغ عن العدل والصواب.
المرأة في التأريخ القديم : لقد اضطرب المعيار الاجتماعي في تقييم المرأة وتحديد منزلتها الاجتماعية في عصور الجاهلية القديمة أو الحديثة. وتأرجح بين الإفراط والتفريط، وبين التطفيف والمغالاة، دون أن يستقر على حال رضي من القصد والاعتدال.
فاعتُبرت حيناً من الدهر مخلوقاً قاصراً منحطاً، ثم اعتُبرت شيطاناً يسوّل الخطيئة ويوحي بالشر، ثم اعتبرت سيدة المجتمع تحكم بأمرها وتصرفه بمشيئتها، ثم اعتبرت عاملة كادحة في سبيل عيشها، وحياتها.
وكانت المرأة في أغلب العصور تعاني الشقاء والهوان، مهدورة الحق مسترقة للرجل، يسخرها لأغراضه كيف يشاء.
وهي في تقييم الحضارة الرومانية في تأرجح واضطراب، بين التطفيف والمغالاة: اعتبرتها رقيقاً تابعاً للرجل، يتحكم فيها كما شاء. ثم غالت في قيمها فحررتها من سلطان الأب والزوج، ومنحتها الحقوق الملكية و الإرثية وحرية الطلاق، وحرية التبذل والإسفاف، فكانت الرومانية تتزوج الرجل بعد الآخر دونما خجل أو استحياء.
فقد كتب «جوونيل 60 - 140 م» عن امرأة تقلبت في أحضان ثمانية أزواج في خمس سنوات. وذكر القديس «جروم 340 - 420 م» عن امرأة تزوجت في المرة الأخيرة الثالث والعشرين من أزواجها، وكانت هي الحادية والعشرين لبعلها.
ثم أباحوا لها طرق الغواية والفساد، مما سبب تفسخ المجتمع الروماني ثم سقوطه وانهياره.
وهي في عرف الحضارة اليونانية تعتبر من سقط المتاع، تُباع وتُشترى، وتعتبر رجساً من عمل الشيطان.
وقضت شرائع الهند القديمة (أن الوباء والموت والجحيم والسم و الأفاعي والنار... خير من المرأة) وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها الذي هو سيدها ومالكها، فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه، وإلا حاقت عليها اللعنة الأبدية.
وأما رأي التوراة في المرأة، فقد وضحه سفر الجامعة في الكلمات الآتية: (درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً، ولأعرف الشر أنه جهالة، والحماقة أنها جنون، فوجدت أمرّ من الموت المرأة، التي هي شباك، وقلبها شراك، ويداها قيود» (الإصحاح 14 الفقرة 17).
وكانت المرأة في وجهة نظر المسيحية - خلال العصور الوسطى - مخلوقاً شيطانياً دنساً، يجب الابتعاد عنه.
قال «ليكي» في كتاب تأريخ أخلاق أوربا: «وكانوا يفرون من ظل النساء، ويتأثمون من قربهن والاجتماع بهن، وكانوا يعتقدون أن مصادفتهن في الطريق والتحدث إليهن - ولو كُنَّ أمهات وأزواجاً أو شقيقات - تحبط أعمالهم وجهودهم الروحية».
وهكذا كان المجتمع الغربي فيما خلا تلك العصور، يستخف بالمرأة ولا يقيم لها وزناً. (فقد عُقد في فرنسا اجتماع سنة 586 م يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تعد إنساناً. وبعد النقاش، قرر المجتمعون أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل).
وفي انجلترا حرّم «هنري الثامن» على المرأة الانجليزية قراءة الكتاب المقدس، وظلت النساء حتى سنة 1850 م غير معدودات من المواطنين، وظللن حتى سنة 1882 م ليس لهن حقوق شخصية، ولا حق لهن في التملك الخالص، وإنما كانت المرأة ذائبة في أبيها أو زوجها.
المرأة في المجتمع العربي الجاهلي: وقد لخص الأستاذ الندوي حياة المرأة في المجتمع العربي الجاهلي، حيث قال:
«وكانت المرأة في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف، تُؤكل حقوقها وتُبتز أموالها، وتحرم من ارثها، وتعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجاً ترضاه، وتورث كما يورث المتاع أو الدابة، وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل، فيتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها، ومن المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث، وكان يسوغ للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء من غير تحديد.
وقد بلغت كراهة البنات إلى حدّ الوأد، وكانوا يقتلون البنات بقسوة، فقد يتأخر وأد المؤودة لسفر الوالد وشغله، فلا يئدها إلا وقد كبرت وصارت تعقل، وكان بعضهم يلقي الأنثى من شاهق».
المرأة في الحضارة الغربية الحديثة: ولما بلغت الحضارة الغربية الحديثة أوجها، نالت المرأة فيها - بعد جهاد شاق وتضحيات غالية - حريتها وحقوقها، وغدت تستشعر المساواة بالرجل، وتشاطره الأعمال في الدوائر والمتاجر والمصانع، ومختلف الشؤون والنشاطات الاجتماعية.
وابتهجت المرأة الغربية بهذه المكاسب التي نالتها بالدموع والمآسي، متجاهلة واقع غبنها وخسرانها في هذا المجال. ولو أنها حاكمت وعادلت في ميزان المنطق بين المغانم التي حققتها والمغارم التي حاقت بها... لأحست بالأسى والخيبة والخسران.
فقد خدعها دعاة التحرر في هذه الحضارة المادية، وغرروا بها واستغلوا سذاجتها استغلالاً ماكراً دنيئاً. استغلوها لمضاربة الرجل، ومكايدته حينما بدأ يطالب بمضاعفة أجور العمل وتخفيف ساعاته، فاستجابت لذلك... تعمل أعمال الرجل قانعة بأجر دون أجره.
واستغلوا أنوثتها في الحقل التجاري لمضاعفة الأرباح المادية، لقدرتها على اجتذاب الزبائن وتصريف البضائع، مستثيرين كوامن الجنس في نفوسهم فأي استغلال أنكى وأسوأ من هذا الاستغلال؟
وكان عليها بعد هذا أن تضطلع بمهامها النسوية من الحمل والوضع والتربية والتدبير المنزلي، إلى جانب كفاحها في سبيل العيش كيلا يمسها السغب والحرمان لنكول الرجل عن إعالتها في الغالب.
وبالرغم مما حققته المرأة الأوربية من صنوف الانجازات والمكاسب، فإنها تعتبر في المعيار المنطقي خاسرة مخفقة، قد خسرت إزاء تحررها دينها وأخلاقها وكرامتها، وأصبحت في حالة مرزية من التبذل والإسفاف. كما شهد به الغربيون أنفسهم مما أوضحناه سالفاً ونزيده إيضاحاً في الأبحاث التالية.
تحرير المرأة في الإسلام : وندرك من هذا العرض السالف مبلغ التخبط والتأرجح في تقييم المرأة عبر العصور القديمة والحديثة، دون أن تهتدي الأمم إلى القصد والاعتدال، مما أساء إلى المرأة والمجتمع الذي تعيشه إساءة بالغة.
فلما انبثق فجر الإسلام وأطل على الدنيا بنوره الوضّاء، أسقط تلك التقاليد الجاهلية وأعرافها البالية، وأشاد للإنسانية دستوراً خالداً يلائم العقول النيّرة والفطر السليمة، ويواكب البشرية عبر الحياة.
فكان من إصلاحاته أنه صحح قيم المرأة وأعاد إليها اعتبارها، ومنحها حقوقها المادية والأدبية بأسلوب قاصد حكيم، لا إفراط فيه ولا تفريط، فتبوأت المرأة المسلمة في عهده الزاهر منزلة رفيعة لم تبلغها نساء العالم.
لقد أوضح الإسلام واقع المرأة، ومساواتها بالرجل في المفاهيم الإنسانية، واتحادها معه في المبدأ والمعاد، وحرمة الدم والعرض والمال، ونيل الجزاء الأخروي على الأعمال، ليُسقط المزاعم الجاهلية إزاء تخلف المرأة عن الرجل في هذه المجالات.
«يا أيها الناس، إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنّ أكرمكم عند اللّه اتقاكم» (الحجرات: 13).
«من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» (النحل: 97).
وكان بعض الأعراب يئد البنات ويقتلهن ظلماً وعدواناً، فجاء ناعياً ومهدداً على تلك الجريمة النكراء، ومنح البنت شرف الكرامة وحق الحياة «وإذا الموؤودة سُئلت، بأي ذنب قتلت» (التكوير: 8 - 9).
«ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطأً كبيراً» (الإسراء: 31).
وقضت الأعراف الجاهلية أن تسوم المرأة ألوان التحكم والافتئات، فتارة تقسرها على التزويج ممن لا ترغب فيه، أو تعضلها من الزواج.
وأخرى تُورث كما يورث المتاع، يتحكم بها الوارث كيف يشاء، فله أن يزوجها ويبتز مهرها، أو يعضلها حتى تفتدي نفسها منه أو تموت، فيرثها كُرهاً واغتصاباً. وقد حررها الإسلام من ذلك الأسر الخانق والعبودية المقيتة، ومنحها حرية اختيار الزوج الكفوء، فلا يصح تزويجها إلا برضاها، وحرم كذلك استيراثها قسراً وإكراهاً:
«يا أيها الذين امنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً، ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن» (النساء: 19).
وكانت التقاليد الجاهلية، وحتى الغربية منها، إلى عهد قريب تمنع المرأة حقوق الملكية، كما حرمتها الجاهلية العربية حقوق الإرث، لأن الإرث في عرفهم لا يستحقه إلا رجال القبيلة وحماتها المدافعون عنها بالسيف. وقد اسقط الإسلام تلك التقاليد الزائفة، ومنح المرأة حقوقها الملكية والإرثية، وقرر نصيبها من الإرث.. أمّاً كانت، أو بنتاً، أو أختاً أو زوجة:
«للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن» (النساء: 32)
«للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون» (النساء: 7).
وفرض للزوجة على زوجها حق الإعالة، ولو كانت ثرية موسرة.
وقد عرضنا في حقوق الزوجة طرفاً من وصايا أهل البيت (عليهم السلام) في رعايتها وتكريمها، تعرب عن اهتمام الشريعة الإسلامية بشؤون المرأة ورفع معنوياتها.
واستطاع الإسلام بفضل مبادئه وسمو آدابه أن يجعل المرأة المسلمة قدوة مثالية لبناء الأمم، في رجاحة العقل وسمو الإيمان وكرم الأخلاق، ورفع منزلتها الاجتماعية، حتى استطاعت أن تناقش وتحاجّ الخليفة الثاني أبّان خلافته، وهو يخطب في المسلمين وينهاهم عن المغالاة في المهور، فانبرت له امرأة من صف الناس، وقالت: ما ذاك لك.
فقال: ولمه؟
أجابت: لأن اللّه تعالى يقول «وآتيتم أحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً، أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً» (النساء: 20).
فرجع عمر عن رأيه، وقال: أخطأ عمر وأصابت امرأة.
وقد سجل التاريخ صفحات مشرقة بأمجاد المرأة المسلمة ومواقفها البطولية في نصرة الإسلام، يقصّها الرواة بأسلوب رائع ممتع يستثير الإعجاب والإكبار.
فهذه «نسيبة المازنية» كانت تخرج مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) في غزواته، وكان ابنها معها، فأراد أن ينهزم ويتراجع، فحملت عليه، فقالت: يا بني، إلى أين تفر عن اللّه وعن رسوله؟ فردته.
فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها، فحملت على الرجل فقتلته. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) : بارك اللّه عليك يا نسيبة.
وكانت تقي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) بصدرها وثديها، حتى أصابتها جراحات كثيرة.
وحجّ معاوية سنة من سنيّه ، فسأل عن امرأة من بني كنانة كانت تنزل بالجحون، يقال لها «دارميّة الجحون» وكانت سوداء كثيرة اللحم، فأخبر بسلامتها، فبعث إليها. فجيء بها، فقال: ما حالك يا بنت حام؟ قالت: لست لحام إن عبتني، إنّما أنا امرأة من بني كنانة، ثم من بني أبيك.
قال: صدقت، أتدرين لم بعثت إليك؟
قالت: لا يعلم الغيب إلا اللّه.
قال: بعثت إليك لأسألك، علامَ أحببت علياً وأبغضتني، وواليته وعاديتني؟
قالت: أوَ تعفيني يا أمير المؤمنين.
قال: لا أعفيك.
قالت: أما إذا أبيت، فأني أحببت علياً على عدله في الرعية، وقسمه بالسوية. وأبغضتك على قتال من هو أولى منك بالأمر، وطلبك ما ليس لك بحق. وواليت علياً على ما عقد له رسول اللّه من الولاء، وعلى حبه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفك الدماء، وشقك العصا وجورك في القضاء، وحكمك بالهوى.
قال: فلذلك انتفخ بطنك.
قالت: يا هذا، بهند واللّه يضرب المثل في ذلك لا بي.
قال معاوية: يا هذه، اربعي ، فانا لم نقل إلا خيراً، فرجعت وسكنت.
فقال لها: يا هذه، هل رأيت علياً؟
قالت: أي واللّه لقد رأيته.
قال: فكيف رأيتيه.
قالت: رأيته واللّه لم يفتنه الملك الذي فتنك، ولم تشغله النعمة التي شغلتك.
قال: هل سمعت كلامه؟
قالت: نعم واللّه، كان يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت الصدأ.
قال: صدقت، فهل لك من حاجة؟
قالت: أوَ تفعل إذا سألتك؟ قال: نعم.
قالت: تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها.
قال: تصنعين بها ماذا؟
قالت: أغدو بألبانها الصغار، واستحيي بها الكبار، واكتسب بها المكارم، وأصلح بها العشائر.
قال: فان أعطيتك ذلك، فهل أحلّ عندك محل عليّ؟
قالت: ماء ولا كصدّاء، ومرعى ولا كالسعدان، وفتى ولا كمالك.
ثم قال: أما واللّه لو كان علي حيّاً ما أعطاك منها شيئاً.
قالت: لا واللّه ولا وبرة واحدة من مال المسلمين.
واستدعى معاوية امرأة من أهل الكوفة تسمى «الزرقاء بنت عديّ» كانت تعتمد الوقوف بين الصفوف وترفع صوتها صارخة، يا أصحاب علي، تسمعهم كلامها كالصوارم، مستحثة لهم بقول لو سمعه الجبان لقاتل، والمدبر لأقبل، والمسالم لحارب، والفار لكرّ، والمتزلزل لاستقر.
فلما قدمت على معاوية، قال لها: هل تعلمين لم بعثت إليك؟
قالت: لا يعلم الغيب إلا اللّه سبحانه وتعالى.
قال: ألست الراكبة الجمل الأحمر يوم صفين، وأنت بين الصفوف توقدين نار الحرب، وتحرضين على القتال؟
قالت: نعم. قال: فما حملك على ذلك؟
قالت: يا أمير المؤمنين، انه قد مات الرأس، وبتر الذنب، ولن يعود ما ذهب، والدهر ذو غير، ومن تفكر أبصر، والأمر يحدث بعده الأمر.
قال: صدقت، فهل تعرفين كلامك وتحفظين ما قلت؟
قالت: لا واللّه، ولقد أنسيته.
قال: للّه أبوك، فلقد سمعتك تقولين «أيها الناس، ارعوا وارجعوا، إنكم أصبحتم في فتنة، غشتكم جلابيب الظلم، وجارت بكم عن قصد المحجة، فيا لها فتنة عمياء صماء بكماء، لا تسمع لناعقها ولا تسلس لقائدها. إن المصباح لا يضيء في الشمس، وان الكواكب لا تنير مع القمر، وانّ البغل لا يسبق الفرس، ولا يقطع الحديد إلا بالحديد، ألا من استرشد أرشدناه، ومن سألنا أخبرناه.
أيها الناس: إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها، فصبراً يا معشر المهاجرين والأنصار على الغصص، فكأنكم وقد التأم شمل الشتات، وظهرت كلمة العدل، وغلب الحق باطله، فانه لا يستوي المحق والمبطل. أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون. فالنزال النزال، والصبر الصبر، ألا إن خضاب النساء الحناء، و خضاب الرجال الدماء، والصبر خير الأمور عاقبة، أئتوا الحرب غير ناكصين، فهذا يوم له ما بعده».
ثم قال: يا زرقاء، أليس هذا قولك وتحريضك؟
قالت: لقد كان ذلك.
قال: لقد شاركت علياً في كل دم سفكه.
فقالت: أحسن اللّه بشارتك أمير المؤمنين، وأدام سلامتك، فمثلك من بشر بخير، وسرّ جليسه.
فقال معاوية: أوَيسرك ذلك؟
قالت: نعم واللّه، لقد سرّني قولك، وأنى لي بتصديق الفعل. فضحك معاوية، وقال: واللّه لوفاؤكم له بعد موته أعجب عندي من حبكم له في حياته.
وهذه أم وهب ابن عبد اللّه بن خباب الكلبي، قالت لأبنها يوم عاشوراء: قم يا بني، فانصر ابن بنت رسول اللّه.
فقال: أفعل يا أماه ولا أقصّر.
فبرز وهو يقول رجزه المشهور، ثم حمل فلم يزل يقاتل، حتى قتل منهم جماعة، فرجع إلى أمّه وامرأته، فوقف عليهما فقال: يا أماه أرضيت؟
فقالت: ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين (عليه السلام).
فقالت امرأته: باللّه، لا تفجعني في نفسك.
فقالت أمّه: يابني، لا تقبل قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه، فيكون غداً في القيامة شفيعاً لك بين يدي اللّه.
فرجع ولم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارساً واثني عشر راجلاً، ثم قطعت يداه. وأخذت أمه عموداً وأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأمي، قاتل دون الطيبين - حرم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) - . فأقبل كي يردها إلى النساء، فأخذت بجانب ثوبه «لن أعود أو أموت معك».
فقال الحسين عليه السلام: جزيتم من أهل بيتٍ خيراً، ارجعي إلى النساء، رحمك اللّه. فانصرفت. وجعل يقاتل حتى قتل رضوان اللّه عليه.
هذه لمحة خاطفة من عرض تاريخي طويل زاخر بأمجاد المرأة المسلمة، ومواقفها البطولية الخالدة، اقتصرنا عليها خشية الإطالة.
وأين من هذه العقائل المصونات، نساء المسلمين اليوم، اللاتي يتشدق الكثيرات منهن بالتبرج، ونبذ التقاليد الإسلامية، ومحاكاة المرأة الغربية، في تبرجها وخلاعتها. فخسرن بذلك أضخم رصيد ديني وأخلاقي تملكه المرأة المسلمة وتعتز به، وغدون عاطلات من محاسن الإسلام، وفضائله المثالية.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/25   ||   القرّاء : 2030



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 الكشف عن أن بولس كذب وخالف وعده للمسيح

 رد شبة أن هشام ابن الحكم من المجسمة

 نقد روايات حادثة الصلب

 ما رأيكم في قول عمر وابن تيمية بفناء النار ونقل أهلها إلى الجنة!

 بحث مفصل في قصة خطبة ابن أبي جهل المزعومة !!!

 هو ولي كل مؤمن بعدي

 الشيعة في القرن الثاني عشر وحتى القرن الرابع عشر للهجرة

 الرد على شبهة نزول الله على جمل الشيعية

  شرح ( رسالة في حديث نحن معاشر الانبياء لانورث )

 هوية التشيع العرقية وآراء الباحثين فيها

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 2343743

  • التاريخ :

Footer