الى من يقول بنسخ التلاوة:لماذا عمر وعائشة لا يعلمان بنسخ الايات
بسم الله الرحمن الرحيم
ان القول بنسخ التلاوة ينافى الروايات التي تدلّ على قراءة الصحابة هذه الآيات بعد وفاة النبي (ص ) ، كما في رواية عائشة في آية الرضاع : « فتوفّي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلّم) ، وهنّ مّما تقرأ من القرآن » . (1)
وهكذا قولها : « كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي (صلى اللّه عليه وسلم) مأتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلّا على ما هو الآن » . (2) أي ان عثمان لم يستطع جمع الباقي والا فهو لم ينسخ.
وهكذا ما ورد عن عمر ، أنّه قال : « لا يقولنّ أحدكم قد اخذت القرآن كلّه وما يدريه ما كلّه ؟ قد ذهبت منه قرآن كثير ، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر » . (3) وروت حميدة بنت أبي يونس . قالت : قرأ عليّ أبي وهو ابن ثمانين سنة ، في مصحف عائشة : « إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ، وعلى الذين يصلّون الصفوف الأوّل » . قالت : قبل أن يغيّر عثمان المصاحف . (4)
وذكر السيوطي : أخرج ابن أشته في المصاحف عن الليث بن سعد . قال : أوّل من جمع القرآن أبو بكر ، وكتبه زيد ، وإنّ عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها ؛ لأنّه كان وحده . (5) نقول لو كان النسخ من رسول الله (صلى الله عليه واله) فلماذا لم يعلمه عمر مع ما يدعونه من قربه من رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم لو كانت منسوخة فيجب ان يكون ذلك معلوما مشهورا لا غلب الصحابة فلم اشترط زيد وابو بكر شهادة صحابيين بقرانيه الآية او لم يشترطوا تواتر النسخ!
وروى ابن أبي داود وابن الأنباري عن ابن شهاب ، قال : بلغنا أنّه كان أنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة ، الذين كانوا قد وعوه ، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب . (6)
--------------------
(1)صحيح مسلم : 4 / 168 كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات ، الأمّ : 7 / 236 ، الموطّأ : 2 / 608 .
(2)الدر المنثور : 5 / 180 ( ط . دار الفكر - بيروت - 1993 ) .
(3)الاتقان : 2 / 40 ، الدر المنثور : 1 / 106 .
(4)الإتقان : 2 / 40 - 41 .
(5)الإتقان : 1 / 101 .
(6)كنز العمال : 2 / 584 رقم 4778 .