مسائل في تفضيل عمر لنفسه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
مسائل في تفضيل عمر لنفسه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
أولاً: عمر زميل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكفؤه!
1- فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تحدثه الملائكة، وعمر تحدثه الملائكة! وقد صاغوا حديثه بصيغة الشرطية لكنها خبرية! فزعموا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب). (صحيح بخاري:4/149، ومسلم: 7/115).
2- والسكينة قد تنطق على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي تنطق على لسان عمر وقلبه!
(إن الله وضع الحق على لسان عمر، يقول به. إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر وقلبه..الصدق والحق بعدي مع عمر حيث كان) (ابن ماجة: 1/40: 108، وأحمد: 5/145و165 و177 والحاكم: 3/83 والبيهقي: 6/295 وكنز العمال: 12/545).
3- والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يرى جبرائيل (عليه السلام) وعمر يرى جبرائيل! قال عمر: (بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
قال: صدقت قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال فأخبرني عن أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.
قال: ثم انطلق فلبثت ملياً ثم قال لي: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبرائيل أتاكم يعلمكم دينكم). (مسلم: 1/28 و29، والترمذي: 4/119، وأحمد: 1/27).
أقول: أدخل عمر مذهبه الجبري في هذا الحديث، وجعل قيام القيامة عندما يتطاول الرعيان العراة في البنيان، كما قال له كعب الأحبار! وقد تطاولوا في عهده وبعده، ولم تقم القيامة!
4- وكان جبرائيل يقرئ النبي السلام من ربه، ويقرئ عمر! (كنز العمال:11/634).
5- وكان جبرائيل يعلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويأتي إلى عمر ويعلمه! (كنز العمال:2/220).
6- والحصيات التي سبحت في يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبحت في يد عمر! (تناول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبحن في يده كما سبحن في يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ناولهن النبي عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر ثم ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر) (أسد الغابة:3/214، وكنز العمال:12/406).
7- وكلم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الموتى فلم يردوا، ورد الملائكة على عمر! (كنز العمال: 15/751).
8- ونطق الموتى بفضل عمر! (تكلم رجل من الأنصار من القتلى، فقال: محمد رسول الله أبو بكر الصديق عمر الشهيد، عثمان الرحيم ثم سكت). (تاريخ البخاري: 5/138، وأسد الغابة: 2/73، البداية والنهاية: 6/175)
9- وكان عمر يتكلم، فينزل كلامه آيات في القرآن: فلما نزلت آية: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ). إلى قوله: (ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ). قال عمر: (فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)، فقال: والذي نفسي بيده إنها ختمت بالذي تكلمت يا عمر)! (مجمع الزوائد: 9/68، الدر المنثور: 5/6، ونزلت آيات أخرى. (تاريخ المدينة: 3/865، وأحمد: 1/269).
10- وكان يقترح اقتراحاً، فينزل اقتراحه آية! فقد اقترح أن يتخذ من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى. (ابن ماجة: 2/987، و-كنز العمال: 14/119).
11- وكان القرآن ينزل دائماً مؤيداً لآرائه ومواقفه! قال ابن عمر: (ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر، إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر)! (الترمذي: 5/280)
12-وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني مخلف فيكم الثقلين، وقال عمر: إني تركت فيكم اثنتين! (إني قد تركت فيكما اثنين لن تبرحوا بخير ما لزمتموهما: العدل في الحكم، والعدل في القسم) (كنز العمال: 5/807).
13- والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى الأمة، وعمر أوصاها! فقد خطب في الناس فقال:(يا أيها الناس سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة، ثم صفق بيمينه على شماله إلا أن تضلوا بالناس شمالاً ويميناً)! (تاريخ المدينة: 3/872).
14- والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زينة المجالس، وكذا ذكر عمر! (عائشة قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبذكر عمر بن الخطاب) (كنز العمال: 12/596).
15- ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو النبي الفعلي، لكن عمر أيضاً له درجة النبوة! ففي صحيح بخاري:4/149: (عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم، فإنه عمر بن الخطاب)! وقال ابن حجر في فتح الباري: 7/41: (محدث أي يلقى في روعه.ويؤيده حديث: إن الله جعل الحق على لسان عمر. ويؤيده حديث: لو كان بعدي نبي لكان عمر).
وفي مسند أحمد: 4/154: (لو كان من بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب)
وفي تحفة الأحوذي: 10/119: (فيه إبانة عن فضل ما جعله الله لعمر من أوصاف الأنبياء وخلال المرسلين (عليهم السلام)).
وفي فيض القدير: 5/414: (فكأن النبي أشار إلى أوصاف جمعت في عمر، لو كانت موجبة للرسالة لكان بها نبياً! فمن أوصافه قوته في دينه، وبذله نفسه وماله في إظهار الحق، وإعراضه عن الدنيا مع تمكنه منها، وخص عمر مع أن أبا بكر أفضل، إيذاناً بأن النبوة بالإصطفاء لا بالأسباب. قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي)!
قال السيوطي في الخصائص:2/219: (باب إخباره بأن عمر من المحدثين. أخرج الشيخان عن عائشة قالت قال رسول الله: كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر. وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: إنه لم يبعث الله نبياً إلا كان في أمته محدثون، وإن يكن في أمتي أحد فهو عمر قالوا: يارسول الله كيف محدث؟ قال: تتكلم الملائكة على لسانه).
وقال ابن حجر في شرحه للبخاري:7/40: (قوله: محدَّثون، بفتح الدال جمع محدَّث واختلف في تأويله فقيل: ملهم، قاله الأكثر، قالوا: المحدَّث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقى في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى، فيكون كالذي حدثه غيره به، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري.
وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد. وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة.! وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً ولفظه: قيل يا رسول الله وكيف يحدث قال تتكلم الملائكة على لسانه!
وقال ابن تيمية في الرد على المنطقيين/513: (فأما درجة السابقين الأولين كأبي بكر وعمر فتلك لا يبلغها أحد! وقد ثبت في الصحيحين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي فعمر، وفي حديث آخر: إن الله ضرب الحق على لسان عمر وقلبه. وقال عليٌ: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر. وفي الترمذي وغيره: لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر، ولو كان بعدي نبي ينتظر لكان عمر).
وقال في منهاجه:6/75: (وكلام عمر من أجمع الكلام وأكمله، فإنه ملهم محدث! كل كلمة من كلامه تجمع علماً كثيراً!)! انتهى.
فقد رفعوا كلام عمر إلى درجة كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصار عمر لا ينطق عن الهوى إن هو إلا حديث الملائكة! والفرق بينهما أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد يخطئ فيصحح له عمر، أما عمر فلا يخطئ!
والنتيجة: أن عمر بن الخطاب عندهم قد استكمل صفات النبوة والرسالة وإن لم يبعث فعلاً! وهذا يعطيه حق الشراكة عملياً في نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجعل أقواله وأفعاله إلى جنب أقوال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأفعاله!
فهو زميل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لو لم يؤاخه وآخى علي بن أبي طالب (ع)!
واعتراضاته على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مبررة، سواء وافقه الوحي أم لا، وهو دائماً يوافقه!
وهو زميل، فمن حقه هندسة نظام الحكم بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما فعل في السقيفة، ومنع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة عهده، وأخذ بالقوة حق هندسة مستقبل الأمة كله!
وقد بلغ من غلوهم في عمر أنهم زعموا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخاف أن يعزله الله من النبوة ويبعث عمر نبياً أول، ويأمر نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطيعه!
فقد كذبوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (ما احتبس الوحي عني قط، إلا ظننته قد نزل على آل الخطاب) (الاحتجاج: 2/248. راجع هذا الكتاب:2/400).
16- اخترع الذهبي قاعدة خاصة لعصمة عمر وأبي بكر!
إسم شمس الدين الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشركسي، وهو من كبار أئمتهم، معروف بكثرة مؤلفاته، وبتشدده في النقد الرجالي والحديثي، لكنه لم يملك نفسه في حب عمر وأبي بكر، فأفتى صراحةً بأن العصمة تشمل مع الأنبياء (عليهم السلام) أبا بكر لتصديقه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعمر لأنه حاكم عادل!
قال في كتابه: الموقظة في علم مصطلح الحديث/84، بعد أن قسم طبقات أئمة الجرح والتعديل إلى: الحاد، والمعتدل، والمتساهل، قال ما نصه: (والعصمة للأنبياء (عليهم السلام)، والصديقين، وحكام القسط)! انتهى.
وإنما قلنا إنه وضع القاعدة من أجلهما خاصة، لأنهم لا يقولون بعصمة كل صدِّيق، ولا كل حاكم عادل! وقد وصف الذهبي نفسه عدداً من السلاطين، تراكمة وشراكسة، بالملك العادل، مع أنه لا يثبت لهم العصمة، وفيهم رافضي قوي الرفض على حد قوله، هو رزيك بن طلائع بن رزيك سلطان مصر! (سير أعلام النبلاء:15/208)
وغيره ممن لا يراهم معصومين، لكن عمر معصوم عنده لأنه حاكم عادل!
أسئلة:
س1: هل توافقون على قول الذهبي (والعصمة للأنبياء والصديقين وحكام القسط) وما قولكم بارتكابه هذه الموبقة لدينه ليعصم عمر؟!
س2: ما قولكم في هذا المقام الذي اخترعه عمر لنفسه؟!
ثانياً: عمر أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
1- النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معصوم في الرضا، وعمر معصوم في الرضا والغضب! فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندهم قد يخطئ ويلعن ويؤذي من لا يستحق! (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر، وإني قد اتخذت عندك عهداً لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته، فاجعلها له كفارةً وقربةً تقربه بها إليك يوم القيامة). (صحيح بخاري: 7/157، ومسلم: 8/25).
(إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه، ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه!) (سنن أبي داود: 2/404).
2- وقد وبخ جبرائيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقطع قنوته، لأنه لعن رؤساء قريش! (بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو على مضر إذ جاءه جبرائيل فأومأ إليه أن اسكت فسكت، فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك سباباً ولا لعاناً! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً، ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون). (البيهقي: 2/210،. والدر المنثور: 6/420).
3- أما عمر فشهد له جبرائيل (عليه السلام) بأنه معصوم في الرضا والغضب! (أتاني جبرائيل فقال: أقرئ عمر السلام وأعلمه أن غضبه عز ورضاه عدل) (كنز العمال: 11/579و:10/365 و:12/555، و:596، و/602).
4- والشيطان يخاف من عمر ويفر منه، بعكس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! (كنز العمال:11/581،و: 12/591). 5- والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستمع إلى الباطل أما عمر فلا يحب الباطل! فقد استنشد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاعراً فأخذ ينشده، ثم جاء عمر فأمره بالسكوت وقال: أنصت هذا رجل لا يحب الباطل هذا عمر بن الخطاب) (مسند أحمد: 3/435).
وفي الترمذي:2/293، في مناقب عمر: (خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت أن ردك الله صالحاً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله: إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا، فجعلت تضرب! فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها، ثم قعدت عليه! فقال رسول الله: إن الشيطان ليخاف منك يا عمر! إني كنت جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف)! ورواه أحمد:4/353، وغيره.
5- وارتكب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خطأ مع عمر، فنزلت آية تؤنب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! (وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)غلاماً من الأنصار يقال له مولج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه، فدخل فرأى عمر بحالةٍ فكره عمر رؤيته ذلك، فأنزل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَئْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَوةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ.). (تاريخ المدينة: 3/864).
6- وزعموا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فضله على نفسه فقال: ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر! ولم يستثن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أحداً! (الترمذي: 5/281).
7- وأبو بكر وعمر رحيمان، أما النبي فقاسي القلب لا تدمع عينه على أحد! قالت عائشة عن جنازة سعد بن معاذ: (فحضره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر وعمر قالت: فوالذي نفس محمد بيده إني لا عرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله عز وجل: رحماء بينهم! قال علقمة قلت: أي ْأمَّهْ، فكيف كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته). (مسند أحمد: 6/141، ومجمع الزوائد: 6/137، ووثقه)!
8- وزعمت عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يهاب عمر! قالت (أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخزيرة طبختها له، فقلت لسودة: كلي والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيني وبينها فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليت بها وجهها، فضحك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضع فخذه لها وقال لسودة: إلطخي وجهها فلطخت وجهي فضحك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً، فمر عمر فنادى يا عبد الله يا عبد الله! فظن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه سيدخل فقال: قوما فاغسلا وجوهكما، قالت عائشة فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إياه)! (كنز العمال: 12/593، ومجمع الزوائد: 4/578).
11- وأفتى عمر في الضب قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسكت النبي! (أتيَ به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يأكله، فقال عمر: إن فيه منفعة للرعاء! فقال: إن أمة من الأمم مسخت فلا أدري لعله منها! فلم يأمر به ولم ينه عنه ولم يأكله). (كنز العمال: 15/449)
12- ولهذه المقولات يجلد من لا يقول: أفضل الأمة بعد النبي أبو بكر وعمر! (ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري)! (أسد الغابة: 3/215).
13- ويقتل من يقول إن أبا بكر و عمر ليسا بإمامي هدى! (من قال أن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى ما هو؟ فقال له ابن الأعلم مبتدع فقال له الطبري منكراً عليه مبتدع مبتدع هذا يقتل! من قال أن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى يقتل يقتل) (لسان الميزان: 5/100).
14- ولهذا، إذا أحدث عمر في الدين فهو دين وليس بدعة! (سيحدث بعدي أشياء فأحبها إليَّ أن تلزموا ما أحدث عمر). (كنز العمال: 12/587).
15- منع عمر الصلاة في مصلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومحى آثاره، ثم أخذ يفتخر بفضائله هو!
(كنت مع عمر بين مكة والمدينة فصلى بنا الفجر ثم رأى أقواماً ينزلون فيصلون في مسجد سأل عنهم، فقالوا: مسجد صلى فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً، من مر بشيء من هذه المساجد فحضرت الصلاة فليصل وإلا فليمض).
وفي تاريخ المدينة:3/865: (نزل عمر الروحاء فرأى رجالاً يبتدرون أحجاراً يصلون إليها، فقال: ما بال هؤلاء؟ قالوا يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى ها هنا، قال: فكفرٌ ذلك! وقال: أينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أدركته الصلاة بواد صلاها، ثم ارتحل فتركه! ثم أنشأ يحدثهم فقال: كنت أشهد اليهود يوم مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق القرآن، ومن القرآن كيف يصدق التوراة! فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا: يا ابن الخطاب، ما من أصحابك أحب إلينا منك! قلت: ولم ذلك؟ قالوا لأنك تغشانا وتأتينا...الخ.) (كنز العمال: 14/173).
16- موافقات الله لعمر ومخالفته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فقد افتروا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان يخطئ فيصحح له أخطاءه عمر! وأنه كان يختلف مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأمر فيوافقه الله تعالى وينزل الوحي برأي عمر! وسموا ذلك موافقات الله لعمر!
قال البخاري: 5/149: (قال عمر: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث: قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب).
وقال ابن حجر في شرحه (1/423): (والمعنى وافقني ربي فأنزل القرآن على وفق ما رأيت، لكن لرعاية الأدب أسند الموافقة إلى نفسه! وليس في تخصيصه العدد بالثلاث ما ينفي الزيادة عليها، لأنه حصلت له الموافقة في أشياء غير هذه من مشهورها قصة أسارى بدر، وقصة الصلاة على المنافقين وهما في الصحيح، وصحح الترمذي من حديث ابن عمر أنه قال: ما نزل بالناس أمرٌ قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر! وهذا دال على كثرة موافقته. وأكثر ما وقفنا منها بالتعيين خمسة عشر).
وفي عمدة القاري (4/144): (عن أنس قال عمر: وافقت ربي في أربع).
وذكر عمر بن شبه عدداً من موافقات الله تعالى لعمر، بعضها واضح الكذب، وبعضها فيه تحريف، وفي بعضها تخطئة صريحة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
فمَن وافق مَن؟ عمرُ وافق الله، أم اللهُ وافق عمر، أم تلاقيا في النقطة الوسط؟
وكيف يقبل العقل أن خير البشر وأفضل الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصفات التي ينسبها اليه رواة السلطة من أجل مدح عمر؟!
وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطئ في الأمر تلو الأمر ويصيب عمر؟ فعمر أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى بالنبوة؟! بل كيف تسكتون عن هذ المنقصة لنبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
وقد ألفوا في هذا الطعن المغطى في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتباً، ونظموا أراجيز وسموها: موافقات عمر، ومعناها موافقات الله تعالى لرأي عمر ولو بتخطئة رأي رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)!
ففي الأعلام:2/63: أبو بكر بن زيد بن أبي بكر الحسني الجراعي الدمشقي: نفائس الدرر في موافقات عمر! وفي:3/301: من مؤلفات السيوطي: قطف الثمر في موافقات عمر، وفي كشف الظنون: 2/1353: شرح نظم الدرر في موافقات عمر للبدر الغزي...الى آخره!
س: لقد رفعتم عمر إلى درجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! ثم رفعتموه فوق درجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفضلتموه عليه! ثم انتقصتم شخصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطعنتم فيه لتمدحوا عمر! ثم لم تكتفوا بذلك حتى تطاولتم على الله تعالى فقلتم إنه لم يفعل ما يجب، أو لم ينتبه حتى نبهه عمر، فأنزل آية في هذا الموضوع وذاك! فهل بقي إلا أن تجعلوا عمر مكان الله تعالى! فما رأيكم في هذا الغلو؟!