Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : مواضيع مختلفة .

              • الموضوع : من المحرف يامنصفين؟ .

من المحرف يامنصفين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

وردت روايات في كتب أهل السنة تدل على ان هناك آيات قرآنية قد أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، لكنها غير موجودة في المصحف الذي بين أيدي المسلمين اليوم...
وقد أوّل علماء أهل السنة كل تلك الروايات على انها منسوخة نسخ تلاوة!
ولا شك انهم قد التجأوا للقول بنسخ التلاوة فراراً من القول بالتحريف صراحة، قال السيد الخوئي (قدس سره)ذكر أكثر علماء أهل السنة، أن بعض القرآن قد نسخت تلاوته، وحملوا على ذلك ما ورد في الروايات أنه كان قرآنا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيحسن بنا أن نذكر جملة من هذه الروايات، ليتبين أن الالتزام بصحة هذه الروايات، إلتزام بوقوع التحريف في القرآن.(1)
وقبل ان نبحث في مسألة نسخ التلاوة عند أهل السنة لا بد من ان نذكر ان التحريف على نحو الإجمال يطلق على معنيين:
1- التحريف بالزيادة: أي أن القرآن الذي بين أيدينا يحتوي على كلمات أو آيات أو سور زائدة عن ما أنزله الله تعالى.
2-التحريف بالنقصان: أي أن القرآن الذي بين أيدينا غير كامل، سقطت منه بعض الكلمات أو الآيات أو السور.
وقد انعقد الإجماع على نفي التحريف بالمعنى الأول، قال العلامة النوري الطبرسي رحمه الله صاحب كتاب فصل الخطاب على ما نقله عنه تلميذه آغا بزرك الطهراني:
المراد من التحريف: خصوص التنقيص فقط إجمالاً أي النسخ بالمعنى الثاني، في غير آيات الأحكام جزماً، وأما الزيادة، فالإجماع المحقق الثابت من جميع فرق المسلمين، والإتفاق العام من كل منتحل للإسلام على عدم زيادة كلام واحد في القرآن المجموع فيما بين هاتين الدفتين، ولو بمقدار أقصر آية يصدق عليه كلام فصيح، بل الإجماع والإتفاق من جميع أهل القبلة على عدم زيادة كلمة واحدة في جميع القرآن، بحيث لا نعرف مكانها. (2)
وقد نقلت كلام هذا العالم الجليل عن قصد، لأن الوهابية أذاعوا بكل ما يستطيعون من حول وقوة التشهير والاستخفاف به، وكأنه هو العالم الوحيد الذي اجتهد فأخطأ !!!وكأنه لا يوجد في العالم الاسلامي من عصر العلماء المتقدمين الى عصر المتاخرين , سنة وشيعة عالم اجتهد فأخطأ؟.
وسيأتي في هذا البحث انه ليس هو الوحيد، بل يشاركه جماعة من أعلام أهل السنة بهذا القول ومعظمهم من الصحابة
استعراض بعض الروايات
1- روى مسلم بسنده عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال: بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فانسيتها، غير اني قد حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب.
وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات، فانسيتها، غير اني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة
.(3)
2- روى مسلم ايضا بسنده عن عائشة انها قالت: كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.(4)
3- قال الحاكم: اخبرنا أبو العباس احمد بن هارون الفقيه حدثنا على بن عبد العزيز حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة وكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة.(5)
قلت ورواه ابن حبان ايضا قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن أبي بن كعب قال: كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة.(6)
4- روى البخاري عن عمر بن الخطاب قال:ان الله بعث محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) بالحق وانزل عليه الكتاب فكان مما انزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها فلذا رجم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة انزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو أن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم.(7)
5- روى عبد الرزاق الصنعاني: عن الثوري عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال:
قال لي أبي بن كعب: كأين تقرؤن سورة الأحزاب ؟
قال: قلت: إما ثلاث وسبعين، وإما أربعا وسبعين.
قال: أقط ؟ إن كانت لتقارب سورة البقرة، أو لهي أطول منها، وإن كانت فيها آية الرجم.
قال: قلت: أبا المنذر ! وما آية الرجم ؟
قال: "إذا زنيا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله، والله عزيز حكيم".
قال الثوري: وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤن القرآن، أصيبوا يوم مسيلمة، فذهبت حروف من القرآن
.(8)
6- روى عبد الرزاق ايضا عن معمر عن ابن جدعان عن يوسف بن مهران أنه سمع ابن عباس يقول: أمر عمر بن الخطاب مناديا، فنادى أن الصلاة جامعة، ثم صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس ! لا تخدعن آية الرجم فإنها قد نزلت في كتاب الله عز وجل، وقرأناها، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد صلى الله عليه وسلم، وآية ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد رجم، وأن أبا بكر قد رجم، ورجمت بعدهما، وإنه سيجئ قوم من هذه الامة يكذبون بالرجم، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ، ويكذبون بالشفاعة ، ويكذبون بالحوض ، ويكذبون بالدجال ، ويكذبون بعذاب القبر ، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما أدخلوها. (9)
7- قال الطبراني حدثنا محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني حدثني أبي عن جدي آدم بن أبي إياس حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين.(10)
8- قال السيوطي: ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد: قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن اسمعيل أنبانا حماد قال قرأنا في مصحف أبى بن كعب: اللهم انا نستعينك وتستغفرك ونثنى عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
قال حماد: هذه الآن سورة واحسبه قال: اللهم إياك نعبد ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك ان عذابك بالكفار ملحق
.(11)
9-قال السيوطي: وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابرا محتسبا فله بكل حرف زوجة من الحور العين.
قال السيوطي: قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما كان قرآنا ونسخ رسمه وإلا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة.(12)
10- قال السيوطي: أخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن ابن عوف قال: قال لي عمر:
ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ وجاهدوا في الله حق جهاده في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله ؟
قلت: بلى، فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟
قال: إذا كانت بنو أمية الأمراء وبنو المغيرة الوزراء.
قال السيوطي: وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة قال قال عمر لعبد الرحمن بن عوف فذكره
.(13)
نكتفي بهذا المقدار، ونأتي للمناقشة فنقول:
أولا: القرآن لا يُنسخ إلا بالقرآن
قال ابن تيمية: وأما "نسخ القرآن بالسنة" فهذا لا يجوزه الشافعي؛ ولا أحمد في المشهور عنه؛ ويجوزه في الرواية الأخرى. وهو قول أصحاب أبي حنيفة وغيرهم، وقد احتجوا على ذلك بأن الوصية للوالدين والأقربين نسخها قوله: {إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث} وهذا غلط فإن ذلك إنما نسخه آية المواريث كما اتفق على ذلك السلف؛ فإنه لما قال بعد ذكر الفرائض: {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم} {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين} فلما ذكر أن الفرائض المقدرة حدوده ونهى عن تعديها: كان في ذلك بيان أنه لا يجوز أن يزاد أحد على ما فرض الله له وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم {إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث} وإلا فهذا الحديث وحده إنما رواه أبو داود ونحوه من أهل السنن ليس في الصحيحين ولو كان من أخبار الآحاد لم يجز أن يجعل مجرد خبر غير معلوم الصحة ناسخا للقرآن.
وبالجملة فلم يثبت أن شيئا من القرآن نسخ بسنة بلا قرآن وقد ذكروا من ذلك قوله تعالى {فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا}{ وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {خذوا عني؛ خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم}.
وهذه الحجة ضعيفة لوجهين: أحدهما: أن هذا ليس من النسخ المتنازع فيه؛ فإن الله مد الحكم إلى غاية والنبي صلى الله عليه وسلم بين تلك الغاية لكن الغاية هنا مجهولة فصار هذا يقال: إنه نسخ بخلاف الغاية البينة في نفس الخطاب كقوله: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} فإن هذا لا يسمى نسخا بلا ريب.
الوجه الثاني: أن جلد الزاني ثابت بنص القرآن وكذلك الرجم كان قد أنزل فيه قرآن يتلى ثم نسخ لفظه وبقي حكمه وهو قوله: والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم وقد ثبت الرجم بالسنة المتواترة وإجماع الصحابة.
وبهذا يحصل الجواب عما يدعى من نسخ قوله: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} الآية؛ فإن هذا إن قدر أنه منسوخ فقد نسخه قرآن جاء بعده؛ ثم نسخ لفظه وبقي حكمه منقولا بالتواتر وليس هذا من موارد النزاع؛ فإن الشافعي وأحمد وسائر الأئمة يوجبون العمل بالسنة المتواترة المحكمة وإن تضمنت نسخا لبعض آي القرآن لكن يقولون: إنما نسخ القرآن بالقرآن لا بمجرد السنة ويحتجون بقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} ويرون من تمام حرمة القرآن أن الله لم ينسخه إلا بقرآن. (14)
وقال ابو الفرج الجوزي: اتفق العلماء على جواز نسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة، فأما نسخ القرآن بالسنة: فالسنة تنقسم قسمين:
القسم الأول: ما ثبت بنقل متواتر كنقل القرآن: فهل يجوز أن ينسخ القرآن بمثل هذا ؟
حكى فيه شيخنا علي بن عبيد الله روايتين عن أحمد قال والمشهور أنه لا يجوز وهو مذهب الثوري والشافعي والرواية الثانية يجوز وهو قول أبي حنيفة ومالك قال ووجه الأولى قوله تعالى (ما ننسخ من آيه أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) والسنة ليست مثلا للقرآن وروى الدارقطني من حديث جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامي لا ينسخ القرآن ينسخ بعضه بعضا ومن جهة المعنى فإن السنة تنقص عن درجة القرآن فلا تقدم عليه, ووجه الرواية الثانية قوله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) والنسخ في الحقيقة بيان مدة المنسوخ فاقتضت هذه الآية قبول هذا البيان قال وقد نسخت الوصية للوالدين والأقربين بقول النبي صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث ونسخ قوله تعالى (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه) بأمره عليه الصلاة والسلام أن يقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة, ومن جهة المعنى أن السنة مفسرة للقرآن وكاشفة لما يغمض من معناه فجاز أن ينسخ بها، والقول الأول هو الصحيح لأن هذه الأشياء تجري مجرى البيان للقرآن لا النسخ وقد روى أبو داود السجستاني قال سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول السنة تفسر القرآن ولا ينسخ القرآن إلا القرآن وكذلك قال الشافعي إنما ينسخ الكتاب الكتاب والسنة ليست ناسخة له.
والقسم الثاني: الأخبار المنقولة بنقل الآحاد: فهذه لا يجوز بها نسخ القرآن لأنها لا توجب العلم بل تفيد الظن والقرآن يوجب العلم فلا يجوز ترك المقطوع به لأجل مظنون وقد احتج من رأى جواز نسخ التواتر بخبر الواحد بقصة أهل قباء لما استداروا بقول واحد فأجيب بأن قبلة بيت المقدس لم تثبت بالقرآن فجاز أن تنسخ بخبر الواحد(15).
إذاً فبناءا على رأي الشافعي والثوري وأحمد وابن الجوزي وابن تيمية وغيرهم فإن القرآن لا يُنسخ إلا بقرآن مثله !
فنقول أين هي الآيات (في مصحف المسلمين) التي تثبت نسخ الآيات التي ذكرتها الروايات المتقدمة ؟؟؟
هل توجد آية في القرآن الكريم تثبت نسخ آية الرضاع التي ذكرها مسلم عن عائشة ؟؟؟
هل توجد آية في القرآن الكريم تذكر الآيات المنسوخة من سورة الأحزاب ؟؟؟
إذا كان القرآن لا ينسخ إلا بقرآن فهذا يعني أن يكون مكان كل آية منسوخة، آية ناسخة، ولو فرض ان الآية الناسخة قد نُسخت هي الأخرى، فلا بد من نزول آية ثالثة تنسخها، لأنه لا ينسخ القرآن إلا القرآن !!!
ثانيا: المنسوخ هو آيات الأحكام ليس إلا
قال ابن حزم: والنسخ إنما يقع في الأمر والنهي، ولا يجوز أن يقع في الأخبار المحضة.(16).
وقال ابن الجوزي: الشروط المعتبرة في ثبوت النسخ خمسة:
الشرط الأول: أن يكون الحكم في الناسخ والمنسوخ متناقضا بحيث لا يمكن العمل بهما جميعا فإن كان ممكنا لم يكن أحدهما ناسخا للآخر.(17)
وقال القرطبي: المنسوخ عند أئمتنا أهل السنة هو الحكم الثابت نفسه لا مثله.(18).
وقال الزركشي: فصل: فيما يقع فيه النسخ: الجمهور على أنه لا يقع النسخ إلا في الأمر والنهي وزاد بعضهم الأخبار وأطلق، وقيدها آخرون بالتي يراد بها الأمر والنهي.(19)
ولكن جملة من الآيات التي زعموا انها نسخت لا تتضمن أحكاماً، وإنما تتضمن اخبارا: كرواية مسلم عن أبي موسى: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. انتهى
أين الحكم في هذه الآية ؟؟؟
أين الأمر والنهي ؟؟؟
ما هي الأحكام المستنبطة من سورتي الخلع والحفد ؟؟؟
ثالثا: عدد المنسوخ كبير جدا لا يمكن تصديقه
ثم ان قولهم ان سورة الاحزاب كانت تعدل سورة البقرة، هذا يعني ان آياتها كانت لا تقل عن 200 آية، فهل يعقل ان ينسخ هذا العدد الكبير من الأحكام، خصوصا وان سورة الاحزاب ليست من أوائل ما نزل من القرآن، بل هي مدنية بدون إشكال !!!
هذا بناءا على رواية أبي، وأما بناءا على رواية ابن مردويه عن عمر التي يقول فيها ان عدد حروف القرآن 1.027.000 حرف فالأمر أدهى وأمر، لأنه يكون حينئذ مجموع المنسوخ تلاوة هو 686.260 حرف، فقد ذكر القرطبي ان عدد حروف القرآن 340.740 حرف، قال:
وأما عدد حروفه وأجزائه: فروى سلام أبو محمد الحماني أن الحجاج بن يوسف جمع القراء والحفاظ والكتاب، فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو ؟
قال: وكنت فيهم، فحسبنا فأجمعنا على أن القرآن ثلثمائة ألف حرف وأربعون ألف حرف وسبعمائة حرف وأربعون حرفا.(20)
وبلغة الأرقام نقول ان نسبة ما نٌسخ من القرآن الكريم تلاوة = 66.82%
وما بقي دون نسخ = 33.18%
فهل هذا معقول !!!
هل يعقل أن ينسخ ثلثي القرآن ؟؟؟
أي عاقل يصدق هذا ؟؟؟
الخاتمة:
إذا فقد تبين ان نسخ التلاوة إنما اخترعه علماء أهل السنة فرارا من القول بالتحريف، وإلا فإن النتيجة التي توصل إليها من قال بالتحريف من محدثي الشيعة وهم قليلون جداً (وقد تقدم معنى التحريف في المقدمة) هي عين النتيجة التي أجمع عليها علماء أهل السنة إلا من شذ، وهي ان القرآن قد سقطت منه آيات...
إذا فلماذا التشهير بالميرزا حسين النوري أعلى الله مقامه ؟؟؟
ولا بأس بذكر كلام الشيخ المفيد أعلى الله مقامه في نسخ التلاوة للتعرف على راي الشيعة الإمامية، قال رحمه الله:
القول في ناسخ القرآن ومنسوخه:
وأقول: إن في القرآن ناسخا ومنسوخا كما أن فيه محكما ومتشابها بحسب ما علمه الله من مصالح العباد. قال الله - عز اسمه - : (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير ، منها أو مثلها).
والنسخ عندي في القرآن إنما هو نسخ متضمنه من الأحكام، وليس هو رفع أعيان المنزل منه كما ذهب إليه كثير من أهل الخلاف، ومن المنسوخ في القرآن قوله تعالى: (والذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج) وكانت العدة بالوفاة بحكم هذه الآية حولا ثم نسخها قوله تعالى: (والذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا). واستقر هذا الحكم باستقرار شريعة الإسلام، وكان الحكم الأول منسوخا والآية به ثابتة غير منسوخة وهي قائمة في التلاوة كناسخها بلا اختلاف.
وهذا مذهب الشيعة و جماعة من أصحاب الحديث وأكثر المحكمة والزيدية، ويخالف فيه المعتزلة وجماعة من المجبرة، ويزعمون أن النسخ قد وقع في أعيان الآي كما وقع في الأحكام، وقد خالف الجماعة شذاذ انتموا إلى الاعتزال، وأنكروا نسخ ما في القرآن على كل حال.
وحكى عن قوم منهم أنهم نفوا النسخ في شريعة الاسلام على العموم، وأنكروا أن يكون الله نسخ منها شيئا على جميع الوجوه والأسباب. (21)
وأخيرا أقول ان هذه الأبحاث لا تصب في صالح القرآن ولا في صالح المسلمين، فالازم على كل المسلمين أن يظهروا لكافة الأديان قوة القرآن الكريم...
والذي دعاني لكتابة هذه السطور هو لفت إنتباه من قد يغتر بكلام الوهابيين
وإلا فإن إجماع المسلمين شيعة وسنة قد انعقد على سلامة القرآن الكريم من التحريف اللفظي بكافة أشكاله وصوره، ومن خالف في ذلك فلا عبرة بقوله...
والحمد لله رب العالمين.

-----------------------------------------------------------
(1) تفسير البيان ص 201
(2)الذريعة ج 10 ص 221
(3) صحيح مسلم ج 3 ص 100
(4)صحيح مسلم ج 4 ص 167
(5)قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.المستدرك ج 2 ص 415
(6)صحيح ابن حبان ج 10 ص 273
(7)صحيح البخاري ج 8 ص 26.
(8)المصنف ج 7 ص 329.
(9)المصنف ج 7 ص 330.
(10)المعجم الأوسط ج 6 ص 361
(11)الدر المنثور ج 6 ص 420
(12)الدر المنثور ج 6 ص 422
(13)الدر المنثور ج 4 ص 371
(14)مجموع فتاوى ابن تيمية >أصول الفقه >التمذهب >فصل نسخ القرآن بالسنة.
(15)نواسخ القرآن ص 25.
(16) الناسخ والمنسوخ ص 8.
(17) نواسخ القرآن ص 23.
(18) تفسير القرطبي ج 2 ص 64.
(19) البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 33.
(20) تفسير القرطبي ج 1 ص 64.
(21)أوائل المقالات ص 122.
 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/29   ||   القرّاء : 1669



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 إبطال نسبة الأناجيل والرسائل للحواريين

 صفة الحد لم ترد في كتاب ولا سنة

  في تأسيس معاوية الدولة الأُموية

 دلالة حديث الولاية على امامة امير المؤمنين عليه السلام

 طرق معرفة صفاته سبحانه‏

 الشيعة والصفويّون

 شبهة وجود رواية شيعية تدل على ان الله له جسم من لحم

 الإرادةُ والإختيار

 رد شبهة الجاحظ في افضلية الامام علي (عليه السلام)

 أحقاد قريش وبني أُميّة على النبي وأهل بيته‏

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1816598

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:46

Footer