صفات الله الذاتية : موسّع
بسم الله الرحمن الرحيم
قسموا الصفات الى ذاتية وفعلية والذاتية ضابطها انه لايمكن وصف الله تبارك وتعالى بها وبضدها كالعلم والقدرة والحياة فلا يمكن وصفه تعالى بالجهل والعجز والموت ولنبين كل واحدة منها على حدة:
ألف: العلمُ الأَزَليّ: عِلمُ اللَّه- لكونه عينَ ذاته- أزليٌّ، كما انّه مثل ذاته مطلقٌ، ولا نهاية لإنّ اللَّه تعالى- مضافا إلى علمه بذاته- يعلم بكل شيء ممّا سوى ذاته، كليّاً كان أم جزئياً، قبل وقوعه وتحقّقه، وبَعد وقوعه وتحقّقه. ولقد أكّد القرآنُ الكريمُ على ذلك تأكيداً كبيراً إذ قال: «إنَّ اللَّهَ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيْمٌ» «1». وقال أيضاً: «ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وُهَوُ اللَّطِيْفُ الخَبِيْرُ» «2». ولقد وَرَدَ مثل هذا التأكيد المكرّر والقويِّ على أزليّة العلمِ الإلهيّ، وسعته وإطلاقه في الأحاديث المرويّةَ عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مثل قول الإمامِ جَعْفَرِ الصادق (عليه السلام): «لَمَ يَزَل عالِماً بالمَكانِ قَبْلَ تَكوينه كَعِلْمِهِ به بَعْدَ ما كوَّنَهُ وَكَذلِكَ عِلمُهُ بِجَمِيِعِ الأَشياءِ» «3».
ب: القُدرةُ الواسِعَةُ: إنّ قدرةَ اللَّه مثلُ عِلمه أَزَليّةٌ، وَلكونها عينَ ذاته فهي مثلُ عِلمِهِ تعالى، مطلقةٌ وغير محدودة. إنّ القرآن الكريم يؤكّد على سِعةِ قدرة اللَّه ويقول: «وَكانَ اللَّهُ على كُلّ شيءٍ قَدِيراً» «4». ويقول: «وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلّ شَيءٍ مُقْتَدِراً» «5». وقالَ الإمامُ جعفرُ (الصّادق عليه السلام): «الأشياءُ لَهُ سَواءٌ عِلماً وقُدْرةً وَسُلْطاناً، ومُلْكاً وإحاطةً» «6». وأمّا إذا كان إيجاد الأشياء المستحيلة والممتنِعة ذاتاً خارجة عن إطار القُدرة الإلهية، فليس ذلك لأجْل نقصٍ في القدرة الإلهيّة، بَلْ لأجل عدم قابليّة الشيء الممتنع، للتحقّق والوجُود (فهو نَقْصٌ في جانب القابل لا في جانب الفاعل). يقول الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) في الردّ على من سَألَ حول إيجاد الممتنعات: «إنّ اللَّه تباركَ وتعالى لايُنسَبُ إلى العَجز، والّذي سَألْتنِي لا يَكُونُ» «7».
ج: الحياة: إنّ اللَّهَ العالِمَ القادرَ حيٌّ كذلك قطعاً، لأنّ الصفتين السابقتين من خصوصيات الموجود الحي وتوابعه، ومن هذا تتضح دلائل الحياة الإِلهيّة أَيضاً. على أنّ صِفة الحياة التي يُوصف بها الحقُ تعالى هي مثل سائر الصفات الإلهيّة منزَّهةٌ عن كلّ نقص، ومن كل خصوصيّات هذه الصّفة في الإنسان وما شابهه (كعروض الموت)، وحيث إنّ اللَّهَ حيٌ بالذات لهذا لاسبيلَ للموت إلى ذاته المقدّسة كما يقول: «وَتَوَكَّلْ على الحيِ الذي لايَموتُ» «8».
((1))العنكبوت62
((2))الملك14
((3))التوحيد للصدوق ص137باب10الحديث9
((4))الاحزاب27
((5))الكهف45
((6))التوحيد للصدوق باب9الحديث15
((7)) التوحيد للصدوق باب القدرة صفحة130
((8))الفرقان58