الشهاب الثاقب في رجم محمد بن عبد الوهاب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال محمد بن عبد الوهاب في كتاب الرد على الرافضة:
فهؤلاء الإمامية خارجون عن السنة بل الملّة، واقعون في الزنا وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنا في القُبُل والدبر، فما أحقهم بأن يكونوا أولاد الزنا، حمانا الله وإياكم معاشر الإخوان من إتباع خطوات الشيطان(1).
وقال ايضا: تحت عنوان (مطلب المتعة) قال محمد بن عبد الوهاب: قد جوّز شيخهم الغالي علي بن العالي أن يتمتع إثنا عشر نفساً في ليلة واحدة بامرأة واحدة، وإذا جاءت بولد منهم أقرعوا، فمن خرجت قرعته كان الولد له.)(2).
اقول: ان دعوى ابن عبد الوهاب ان الشيعة هم اولاد زنى تحتاج الى دليل فان كان دليله انهم يجيزون زواج المتعة فهذا يعني - على القول بانها حرمت في زمن النبي (صلى الله عليه واله) وهو ما يدعونه - ان الكثير من الصحابة والصحابيات قد ارتكبوا الزنا وهذا يهدم ما يدعونه من عدالة جميع الصحابة كابن عباس وابي بن كعب وابن مسعود وغيرهم الكثير واليك بعضهم:
قال ابن حزم في المحلى:
مسألة: قال أبو محمد: ولا يجوز نكاح المتعة وهو النكاح إلى أجل، وكان حلالا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ثم نسخها الله تعالى على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نسخا باتا إلى يوم القيامة، وقد ثبت على تحليلها بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جماعة من السلف رضي الله عنهم, منهم من الصحابة رضي الله عنهم: أسماء بنت أبى بكر الصديق وجابر بن عبد الله وابن مسعود وابن عباس ومعاوية بن أبى سفيان وعمرو بن حريث وأبو سعيد الخدري وسلمة، ومعبد ابناء أمية بن خلف ورواه جابر بن عبد الله عن جميع الصحابة مدة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومدة أبى بكر، وعمر إلى قرب آخر خلافة عمر. حيث قال عمر متعتان كانتا على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) انا انهى عنهما واعاقب عليهما متعة الحج ومتعة النساء.
واختلف في اباحتها عن ابن الزبير، وعن علي فيها توقف، وعن عمر بن الخطاب انه انما أنكرها إذا لم يشهد عليها عدلان فقط وأباحها بشهادة عدلين.
ومن التابعين:
طاوس
وعطاء
وسعيد بن جبير
وسائر فقهاء مكة أعزها الله.
وقد تقصينا الآثار المذكورة في كتابنا الموسوم بالإيصال، وصح تحريمها عن ابن عمر. وعن ابن ابى عمرة الانصاري، واختلف فيها عن علي، وعمر، وابن عباس، وابن الزبير.
وممن قال بتحريمها وفسخ عقدها من المتأخرين:
أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأبو سليمان، وقال زفر: يصح العقد ويبطل الشرط(3).
واما ادعائه على المحقق الكركي بانه اباح تمتع إثنا عشر نفساً في ليلة واحدة بامرأة واحدة، وإذا جاءت بولد منهم أقرعوا، فمن خرجت قرعته كان الولد له.
فنتحدى ابن عبد الوهاب واتباعه الى يوم القيامة ان يأتوا بنص او دليل واحد عن المحقق الكركي او غيره يثبت ذلك لكن أقول, ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت --- لا تدري فالمصيبة اعظم.
____________
(1) الرد على الرافضة قرأها وعلق عليها: محمد مال الله. الطبعة الأولى 1422 هـ. الصفحة رقم:26.
(2) نفس المصدر: ص22.
(3) المحلى: ج 9 ص 519.