عدم فهمهم لآيات التوسل الثلاث
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:
قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(1), فقد أمر سبحانه بابتغاء الوسيلة أي بالبحث عنها ومعرفتها للتوسل بها إ لى الله تعالى، فهي تدل على مشروعية أصل التوسل إليه تعالى بل وجوبه للأمر به. وهو يبطل أصل مقولتهم بأن التوسل إلى الله شرك، فهل أمرنا سبحانه بالشرك؟!
وكلمة (الوسيلة) في الآية مطلقة، تشمل التوسل بالأعمال الصالحة والأولياء الصالحين. وقد حاول ابن تيمية وأتباعه أن يضيقوا إطلاقها ويحصروا مدلولها بالتوسل بالأعمال دون الأشخاص، ثم قالوا إنها تشمل الأشخاص الأحياء دون الأموات لأنهم لا ينفعون! ولا دليل لهم على ذلك إلا الإستحسان والتحكم!
وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً)(2).
والمجيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) في الآية مطلق، يشمل المجيء إليه في حياته والمجيء إلى قبره الشريف بعد وفاته، وهكذا فهم المسلمون الآية وطبقوها. لكن ابن تيمية حصر المجيء إليه (صلى الله عليه وآله) بحياته فقط، واستدل عليه بأن النبي لا ينفع بعد موته، والتوسل به شرك أكبر!
وقال تعالى: (أولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً)(3).
فقد دلت الآية على مشروعية أصل التوسل، ومدحت المتوسلين بأنهم يبحثون عن الوسيلة الأقرب إلى الله تعالى، ونحن نقول إن أقرب الناس وسيلة إلى الله تعالى هم محمد وأهل بيته الطاهرون فالتوسل بهم مشروع بل مأمور به!
وقد تخبط مفسروهم في تفسير الآية في وجوه بعيدة لا يدل عليها ظاهر اللفظ، ولا ورد بها حديث شريف!
وكذلك قوله تعالى عن أولاد يعقوب (عليه السلام): (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ)(4)، وغيرها ممادل على مشروعية التوسل.
الأسئلة
1 ـ ما دليكم على تخصيص الوسيلة في الآية وحصرها بالأعمال دون الأشخاص، مع أنها مطلقة؟!
2 ـ ما دليلكم على أن الأمر بالمجيء في الآية الثانية مختص بحياته، مع أنه أمر مطلق يشمل المجيء إليه في حياته والمجيء الى قبره بعد وفاته؟!
3 ـ تضمنت الآية الثالثة مبدئين أقرهما الله تعالى: أولهما، مشروعية أصل التوسل إلى الله تعالى. وثانيهما، أن الأتقياء يبتغون الأقرب وسيلة إلى ربهم فيتوسلون بهم. فما هو دليكم على رفض هذين المبدئين؟!
4- هل عندكم أقرب وسيلة الى الله تعالى من محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله)؟!
__________
(1) سورة المائدة: 35.
(2) سورة النساء: 64.
(3) سورة الإسراء ـ 57.
(4) سورة يوسف: 97.