إبطال دعوى اليهود حب الله لهم
يزعم اليهود أن الله سبحانه وتعالى يحبهم دون جميع الناس ويحب طائفتهم وسلالتهم وأن الأنبياء والصالحين لا يختارهم الله إلا منهم.
ونحن نناظرهم على ذلك فنقول لهم: ما قولكم في أيوب النبي (عليه السلام) أتقرون بنبوته؟ فيقولون نعم فنقول لهم: هل هو من بني إسرائيل؟ فيقولون: لا، فنقول لهم: ما تقولون في جمهور بني إسرائيل أعني التسعة أسباط والنصف الذين أغواهم يربعام بن نباط الذي خرج على ولد سليمان بن داوود (عليهما السلام) وصنع لهم الكبشين من الذهب وعكف على عبادتهما جماعة بني إسرائيل وأهل جميع ولاية دار ملكهم الملقبة يومئذ بشومرون إلى أن جرت الحرب بينهم وبين السبطين والنصف الذين كانوا مؤمنين مع ولد سليمان في بيت القدس وقتل في معركة واحدة خمسمائة ألف إنسان فما تقولون في أولئك القتلى بأسرهم وفي التسعة أسباط والنصف هل كان الله يحبهم لأنهم إسرائيليون. فيقولون : لا، لأنهم كفار فنقول لهم: أليس عندكم في التوراة انه لا فرق بين الدخيل في دينكم وبين الصريح النسب. فيقولون: بلى، لأن التوراة ناطقة بهذا (ككيركا إن راح كاخيم بيمى نفنى أذوناى) تفسيره: إن الأجنبي والصريح النسب منكم سواء عند الله (تورا أحاث ومسقاط إيحاذ بيمى لأخيم ويكبر هكار يثوخخيم) تفسيره: شريعة واحدة وحكم واحد يكن لكم والغريب الساكن فيما بينكم. فإذا اضطررناهم إلى الإقرار بأن الله لا يحب الضالين منهم ويحب المؤمنين من غير طائفتهم ويتخذ أنبياء وأولياء من غير سلالتهم فقد نفوا ما ادعوه من اختصاص محبة الله سبحانه وتعالى بطائفتهم من بين المخلوقين.