الاعتراف باضطهاد الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أحمد بن علي القلقشندي ( ت 821 هـ ) في " صبح الأعشى في صناعة الإنشاء ": الضرب الثاني مما يكتب في الأوامر والنواهي الدينية ما يكتب عن نواب السلطنة بالممالك...
وهذه نسخة توقيع كريم بمنع أهل صيدا وبيروت وأعمالهما من اعتقاد الرافضة والشيعة وردعهم والرجوع إلى السنة والجماعة واعتقاد مذهب أهل الحق، ومنع أكابرهم من العقود الفاسدة والأنكحة الباطلة، والتعرض إلى أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأن لا يدعوا سلوك طريق أهل السنة الواضحة ويمشوا في شرك أهل الشك والضلال، وأن كل من تظاهر بشيء من بدعهم قوبل بأشد عذاب وأتم نكال، وليخمد نيران بدعهم المدلهمة وليبادر إلى حسم فسادهم بكل همة، وتصريفهم عن التهوك في مهالك أهوائهم إلى ما نص عليه الشرع واعتبره، وتطهير بواطنهم من رذالة اعتقادهم الباطل إلى أن يعلنوا جميعهم بالترضي عن العشرة، وليحفظ أنسابهم بالعقود الصحيحة وليداوموا على اعتقاد الحق والعمل بالسنة الصريحة في خامس عشرين جمادى الآخرة سنة أربع وستين وسبع مئة اهـ.
وذكر القلقشندي نص المرسوم السلطاني في سبع صفحات تقريباً.
وقال د. عصام شبارو: وبقيت رواسب التشيّع لا سيّما الفاطمي ظاهرة الملامح في أوساط المجتمع البيروتي آنذاك، ممّا اضطر المماليك للتهديد باستعمال القوة العسكرية للقضاء عليها، وقد أفلح المماليك في ذلك، فحقّقوا انتصار مذهبهم الذي أصبح مذهب أهل بيروت والمدن الساحلية، وتراجعت المذاهب الأخرى نحو الجبال تلوذ بسفوحها ووديانها..... ولم يعد الطابع الذي يميّز بيروت سوى الطابع الإسلامي اهـ.(1).
_____________
(1) تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين: ص 114 / ط . دار مصباح الفكر .