ابن تيمية ..عنده (علي = فرعون )
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يحاول البعض التقليل من شأن علي (عليه السلام) وهذا هو شأن بعض علماء السنة إن لم يكن الأغلب. ولكن ابن تيمية فيما يلي يساوي بين فرعون وعلي (عليه السلام) وبالتالي فإن من ساوى بين علي وفرعون فهو يقول بكفر علي حاشا لعلي (عليه السلام).
يقول ابن تيمية(1): (تمرق مارقة علي حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق).
وقال: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظئمتين من المسلمين).
وقال لعمار: (تقتلك الفئة الباغية). لم يقل الكافرة.
وهذه الأحاديث صحيحة عند أهل العلم بالحديث، وهي مروية بأسانيد متنوعة لم يأخذ بعضهم عن بعض، وهذا مما يوجب العلم بمضمونها.
وقد أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الطائفتين المفترقتين مسلمتان، ومدح من أصلح الله به بينهما، وقد أخبر أنه تمرق مارقة، وأنه تقتلها أدنى الطائفتين إلي الحق.
ثم يقال لهؤلاء الرافضة: لو قالت لكم النواصب: (علي قد استحل دماء المسلمين، وقاتلهم بغير أمر الله ورسوله على رياسته، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقال: (ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) فيكون علي كافراً لذلك!! لم تكن حجتكم أقوى من حجتهم، لأن الأحاديث التي احتجوا بها صحيحة.
وأيضاً فيقولون: قتل النفوس فساد، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلو في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون!!، والله تعالى يقول: (تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).
فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الاخرة!!
وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ولمانعي الزكاة فإن الصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله لا على طاعته. فإن االزكاة فرض عليهم فقاتلهم على الإقرار بها وعلى أدائها بخلاف من قاتل ليطاع هو. ولهذا قال الإمام أحمد وأبو حنيفة وغيرهما من قال أنا أؤدي الزكاة ولا أعطيها للإمام لم يكن للإمام أن يقاتله. وهذا فيه نزاع بين الفقهاء فمن يجوّز القتال على ترك طاعة ولي الأمر جوّز قتال هؤلاء. وهو قول طائفة من الفقهاء ويحكى هذا عن الشافعي رحمه الله.. (انتهت الصفحة).
علي قاتل على طاعته هو ورياسته هو (نسب ابن تيمية هذا القول للنواصب).
أبو بكر قاتل على طاعة الله ورسوله (نسب ابن تيمية هذا القول للنواصب).
هكذا قال ابن تيمية .... إن القول الذي نقله هو قول النواصب.
واستنتج منه الآتي: ان أمير المؤمنين مثل فرعون = ان أمير المؤمنين كـــافر.
إن أمير المؤمنين ليس من أهل السعادة في الآخرة.
والعياذ بالله من هذا .... والعياذ بالله من هذا ...
تعالوا لنتعرف من هم هؤلاء النواصب الذين نقل لنا قولهم هنا ليخرج بالاستنتاج السابق في أمير المؤمنين..
قال ابن تيمية في منهاجه: فخلوا سبيلهم سورة التوبة فعلق تخلية السبيل على الإيمان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأخبار المنقولة عن هؤلاء أن منهم من كان قد قبض الزكاة ثم أعادها إلى أصحابها لما بلغه موت النبي (صلى الله عليه وسلم) ومنهم من كان يتربص ثم هؤلاء الذين قاتلهم الصديق عليها لما قاتلهم صارت العمال الذين كانوا على الصدقات زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) وغيرهم يقبضونها كما كانوا يقبضونها في زمنه ويصرفونها كما كانوا يصرفونها وكتب الصديق لمن كان يستعمله كتابا للصدقة فقال: بسم الله الرحمن الرحيم, هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتي أمر بها وبهذا الكتاب ونظائره يأخذ علماء المسلمين كلهم فلم يأخذ لنفسه منها شيئا ولا ولى أحدا من أقاربه لا هو ولا عمر بخلاف عثمان وعلي فإنهما وليا أقاربهما فإن جاز أن يطعن في الصديق والفاروق أنهما قاتلا لأخذ المال فالطعن في غيرهما أوجه فإذا وجب الذب عن عثمان وعلي فهو عن أبي بكر وعمر أوجب وعلي يقاتل ليطاع ويتصرف في النفوس والأموال فكيف يجعل هذا قتالا على الدين وأبو بكر يقاتل من ارتد عن الإسلام ومن ترك ما فرض الله ليطيع الله ورسوله فقط ولا يكون هذا قتالا على الدين وأما الذين عدهم هذا الرافضي أنهم تخلفوا عن بيعة الصديق من أكابر الصحابة فذلك كذب عليهم إلا على سعد بن عبادة فإن مبايعة هؤلاء لأبي بكر وعمر أشهر من أن تنكر وهذا مما اتفق عليه أهل العلم بالحديث والسير والمنقولات وسائر أصناف أهل العلم خلفا عن سلف وأسامة بن زيد ما خرج في السرية حتى بايعه ولهذا يقول له يا خليفة رسول الله وكذلك جميع من ذكره بايعه لكن خالد بن سعيد كان نائبا للنبي (صلى الله عليه وسلم) فلما مات النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا أكون نائبا لغيره فترك الولاية وإلا فهو من المقرين بخلافة الصديق وقد علم بالتواتر أنه لم يتخلف عن بيعته إلا سعد بن عبادة وأما علي وبنو هاشم فكلهم بايعه باتفاق الناس لم يمت أحد منهم إلا وهو مبايع له لكن قيل علي تأخرت بيعته ستة أشهر وقيل بل بايعه ثاني يوم وبكل حال فقد بايعوه من غير إكراه...(انتهت الصفحتان)(2).
أقول: لاحظ ما قاله ابن تيمية في حق أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه). من أنه قاتل ليطاع ويتصرف في النفوس والأموال... يعني أن قتاله لم يكن من أجل الدين - والعياذ بالله - !بل من أجل:
1- أن يطاع.
2- وأن يتصرف في النفوس.
3- وأن يتصرف في الأموال.
بينما (أبو بكر) يقاتل ليطيع الله ورسوله.
هل عرفتم الآن من هم هؤلاء النواصب الذين نقل قولهم ابن تيمية في الجزء الرابع؟؟!!
وبالتالي جعل أمير المؤمنين مثل فرعون؟!!
إنما هو قوله هو ...
هل لا زال يوجد أحد يشكك في نصبه، بل في ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهاج السنة النبوية، لابن تيمية: ج4 ص499 و 500.
(2) ابن تيمية في منهاجه: ننقل ص 329 كاملة + 330 كاملة من ج8.