أمر النبي أن يستقوا من بئر الناقة، دليل على التبرك بآثار الانبياء والصالحين
بسم الله الرحمن الرحيم
نتهم ـ نحن الشيعة ـ بأننا نعبد القبور، مع أننا نتوسل إلى الله بصاحب القبر أن يقضي حوائجنا ولا نعبد القبر. وهذا رأي القرطبي أيضاً كما في تفسيره، وإليك ما ذكره القرطبي في تفسيره:
وخامسها - أمره (صلى الله عليه وسلم) أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الانبياء والصالحين، وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم، كما أن في الاول دليلاً على بعض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم.
هذا، وإن كان التحقيق أن الجمادات غير مؤاخذات، لكن المقرون بالمحبوب محبوب، والمقرون بالمكروه المبغوض مبغوض.
كما قيل: أحب لحبها السودان حتى * أحب لحبها سود الكلاب
وكما قال آخر: أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما تلك الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا
وسادسها - منع بعض العلماء الصلاة بهذا الموضع وقال: لا تجوز الصلاة فيها لانها دار سخط وبقعة غضب(1).
هذا هو حال واحد من علماء السنة وهذا رأيه، فلماذا نتّهم نحن بعبادة القبور، أليس ما يراه القرطبي هو عبادة للقبور؟ أم ان الموضوع خارج عن هذا الاتهام، وهو مجرد توسل إلى الله تعالى بواسطة صاحب القبر؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القرطبي، للقرطبي: 10 /47.