الامام علي (عليه السلام) يقرأ القرآن وهو رضيعاً
بسم الله الرحمن الرحيم
إن ولادة الإمام علي (عليه السلام) كانت معجزة بحد ذاتها من حيث المكان والكيفية وهذا ما ثبت في كتب الفريقين لكن القوم كما هي عادتهم إما ان يشككوا بمعجزات أهل البيت (عليهم السلام) وإما أن يثبتوها لخصوم أهل البيت أو أن يغيروا فيها بما يسيء للمعصوم (عليه السلام).
إليكم مثلاً هذا الرجل الذي جاء برواية يقول إنها من كتاب أصول الكافي هذا كلامه: ( ولادة الامام علي فى روضة الواعظين ص84 لما ولد علي بن ابي طالب ذهب رسول الله اليه ولكنه رآه ماثلاً بين يديه، واضعاً يديه اليمنى فى اذنه اليمنى وهو يؤذن ويقيم بالحنيفيه وبوحدانية الله ... ثم قال لرسول الله اقرأ فقال له رسول الله اقرأ ... فقرأ التوراة والانجيل والقرأن والسؤال ..).
إلا أن البعض يعترض ويقول: كيف عرف علي بن ابي طالب القرأن قبل نزوله؟
الجواب:
لقد روى أهل السنة كما روى الشيعة ان النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعلياً (عليه السلام). كانا نوراً واحداً قبل ان يخلق الله آدم باربعة الآف عام.
منها ما رواه أحمد في الفضائل بسند صحيح عن سلمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين: فجزء أنا وجزء علي.
وفي رواية: (خلقت أنا وعلي من نور واحد)(1).
هذا، وإذا قرأت القرآن الكريم وجدت ان القرآن الكريم كان في لوح محفوظ قبل نزوله(2)، ( وأنه فِي كِتَابٍ مَّكنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ )(3), والمطهرون هم أهل بيت العصمة (عليهم السلام) بحسب آية التطهير(4), وقد اطلعت على وجودهم النوراني قبل ولادتهم وخلقهم، فلا جَرَم بعد هذا ان يكونوا جميعاً - أي المعصومين - ممن علم بالقرآن قبل نزوله، وقد روى أهل السنة في حديث صحيح عندما سأل النبي (صلى الله عليه وآله): متى كنت نبياً فقال (صلى الله عليه وآله): (كنت نبيّاً وآدم بين الروح والجسد)(5).
__________
(1) نقله الجوزي في تذكرة الخواص: 45.
(2) البروج: 21، 22.
(3) الواقعة: 77-78.
(4) الأحزاب: 33.
(5) انظر مسند أحمد: 4: 66، المستدرك على الصحيحين: 2: 609.