الارنؤوط: اخبار الاحاد لا تنسخ ما تواتر من القرآن الكريم : موسّع
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي الروايات في اصح صحاحهم كالبخاري ومسلم وغيرها بل قد لا تجد كتابا من كتبهم الحديثية خالية من الروايات الدالة على وجود ايات غير مذكورة الان في القران مما يلزم منه ان هذا القران الذي بين ايدينا ناقص والعياذ بالله وقد عالج علمائهم هذه المعضلة بان ابتكروا نظرية نسخ التلاوة بمعنى ان هذه الروايات الصحيحة اشارت الى وجود هذه الايات وهي كانت موجودة فعلا الا انها الغيت من القران وجاء الامر بعدم قرائتها وعدها من القران ولكن يرد على هذه النظرية ان الروايات القائلة بالنسخ جميعها روايات احاد ورواية الاحاد لا تنسخ القران المتواتر. يقول الارنؤوط في تعليقه على حديث الشيخ والشيخة في مسند أحمد وأنقله بنصه:
مسند أحمد :21636 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن كثير بن الصلت قال كان بن العاص وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف فمروا على هذه الآية فقال زيد سمعت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) يقول: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فقال عمر لما أنزلت هذه أتيت رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فقلت أكتبنيها قال شعبة فكأنه كره ذلك فقال عمر ألا ترى أن الشيخ إذا لم يحصن جلد وإن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم. تعليق شعيب الأرنؤوط:
* رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن الصلت فقد روى له النسائي وهو ثقة
* قال البخاري في صحيحه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن بن عباس (رضي الله عنهما) قال قال عمر: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف قال سفيان كذا حفظت ألا وقد رجم رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ورجمنا بعده.
قلنا ( الأرناؤوط ): قال ابن حجر في الفتح 12 / 143 وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية جعفر الفريابي عن علي بن عبد الله شيخ البخاري فيه فقال بعد قوله أو الاعتراف وقد قرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة وقد رجم رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ورجمنا بعده فسقط من رواية البخاري من قوله وقرأ إلى قوله البتة ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمدافقد أخرجه النسائي عن محمد بن منصور عن سفيان كرواية جعفر ثم قال لا أعلم أحدا ذكر في هذا الحديث الشيخ والشيخة غير سفيان وينبغي أن يكون وهم في ذلك قال الحافظ: وقد أخرج الأئمة هذا الحديث من رواية مالك ويونس ومعمر وصالح بن كيسان وعقيل وغيرهم من الحفاظ عن الزهري فلم يذكروها
* قال الأرناؤوط: هذا وقد قال قوم من أهل العلم فيما نقله عنهم الإمام أبو بكر الباقلاني في الانتصار بأن آيات القرآن لا تثبت إلا بالتواتر فهذا الحديث وأمثاله مما قيل فيه: إنه كان قرآنا ثم نسخ هي أخبار آحاد ليست مشهورة فضلا عن تكون متواترة. ولا يقطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.