السراج في اثبات نصب الحجاج
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر كتاب في السنين الاخيرة وفي الحقيقة هناك اكثر من كتاب يتناول سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي ويظهره للناس على انه سيف الاسلام والفقيه الورع .....الخ ولا اعلم سببا للدفاع عن هذا المجرم -الذي لاتجد كتابا من كتب التاريخ الا وقذ ذكر له بعض الجرائم من قتلة الصحابة والتابعين وكان نصبه اشهر من ان يُذكر- الا انتماء المدافعين عنه للخط الاموي الناصبي .
فقد صدر كتابا بعنوان [الحجاج بن يوسف الثقفي (رحمه الله )المفترى عليه ] يبين فيه المؤلف شده حبه وهيامه بالحجاج فيقول: فإني في أثناء دراستي لاحظت أن العصر الأموي لم ينل حقه من الإنصاف وخاصة الحجاج بن يوسف الذي وصف بكل رذيلة وجرد عن كل فضيلة ، فأخذت في البحث عن أخباره والتنقيب عن آثاره - التي اختلط صحيحها بموضوعها اختلاطا شديدا - من المصادر الدينية و التاريخية و الأدبية المخطوطة و المطبوعة ، فكنت كلما أمعنت النظر فيه أغرمت به و امتلأ قلبي بحبه و الإعجاب بهاغرمت فيه وامتلأ قلبي بحبه و الإعجاب به(1).
ويقول ايضا : ولم لا أغرم به وهو من أعظم الشخصيات في التاريخ الإسلامي ؟!(2). ونحن لن نطيل في رده هذا الكتاب بل نحيل القارئ الكريم لاي كتاب من الكتب التي تؤرخ الفترة التي عاش بها ولينظر اتفاق علماء السنة والشيعة على كونه من النواصب الذي اغرموا بسفك دماء المسلمين ومنهم الصحابة كعبد الله بن الزبير وغيره كثير والتابعين كسعيد بن جبير والاف مثله وحسب القارئ هذه الرواية من صحيح مسلم التي تبين انه بعد قتل عبد الله بن الزبير (الصحابي ) صلبه على جذع ثم دفنه في مقابر اليهود بعد ان وصفه بعدو الله والسلفية يقول بكفر او بفسق من يسب صحابيا فكيف بمن قتله؟ (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيَّ ، أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ ، رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا لِلرَّحِمِ ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ ، ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ ، فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ ، قَالَ : فَأَبَتْ ، وَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي ، قَالَ : فَقَالَ : أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ بَلَغَنِي أَنَّكَ ، تَقُولُ لَهُ : يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ ، أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنَ الدَّوَابِّ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ ، أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، حَدَّثَنَا " أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا ، وَمُبِيرًا ، فَأَمَّا الْكَذَّابُ : فَرَأَيْنَاهُ،وَأَمَّا الْمُبِيرُ : فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ ، قَالَ : فَقَامَ عَنْهَا ، وَلَمْ يُرَاجِعْهَا "(3). وبعد هذا ننقل كلام شيخ اسلامهم ابن تيمية في وصف هذا الرجل: وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف الثقفي وكان: منحرفا عن علي وأصحابه فكان هذا من النواصب(4). ويقول الذهبي في ترجمته: وَكَانَ ظَلُوْماً ، جَبَّاراً ، نَاصِبِيّاً ، خَبِيْثاً ، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ ، وَإِقْدَامٍ ، وَمَكْرٍ ، وَدَهَاءٍ ، وَفَصَاحَةٍ ، وَبَلاَغَةٍ ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ ... وَلَهُ حَسَنَاتٌ مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ ، وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي الجُمْلَةِ ، وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ .ا.هـ(5). فهل بعد هذا كلام؟.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحجاج بن يوسف الثقفي صفحة 3
(2) الحجاج بن يوسف الثقفي صفحة 4
(3) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، بَاب ذِكْرِ كَذَّابِ ثَقِيفٍ وَمُبِيرِهَا رقم الحديث: 4624.
(4) الفتاوى الكبرى ج1/194
(5) الدكتورعلي محمد الصلابي، سير اعلام النبلاء (4/344)والدولة الاموية.