شفاعة النبي صلى الله عليه وآله يوم القيامة بيد أهل بيته عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت عندنا وعندهم بأحاديث صحيحة أن علياً (عليه السلام) هو صاحب لواء النبي (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، وهو آمر السقاية على حوضه، وهو قسيم الله بين الجنة والنار! ففي الخصال للصدوق، عن علي (عليه السلام) قال: (أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي عترتي وسبطايَ على الحوض، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا، فإن لكل أهل بيت نجيب. ولنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض، فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا، ومن شرب منه شربةً لم يظمأ بعدها أبداً. حوضنا مترعٌ فيه مثعبان ينصبان من الجنة أحدهما من تسنيم، والآخر من معين، على حافتيه الزعفران، وحصاه اللؤلؤ والياقوت، وهو الكوثر)(1). وفي أمالي الصدوق: (عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني)(2). وفي مناقب الصحابة لابن حنبل: (عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعطيت في علي خمساً هن أحب إلي من الدنيا وما فيها: أما واحدة: فهو تَكْأتي بين يدي، حتى يفرغ من الحساب. وأما الثانية: فلواء الحمد بيده، آدم (عليه السلام) ومن ولد تحته. وأما الثالثة: فواقفٌ على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي. وأما الرابعة: فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي. وأما الخامسة: فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان أو كافراً بعد إيمان)(3). وفي الغدير: (أخرج الطبراني بإسناد رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة، تذود بها المنافقين عن الحوض. انتهى (4). وفي مستدرك الحاكم: (عن علي بن أبي طلحة قال: حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة، ومعنا معاوية بن حديج، فقيل للحسن: إن هذا معاوية بن حديج الساب لعلي، فقال علي به، فأتي به فقال: أنت الساب لعلي؟! فقال: ما فعلت! فقال: والله إن لقيته، وما أحسبك تلقاه يوم القيامة، لتجده قائماً على حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذود عنه رايات المنافقين، بيده عصاً من عوسج! حدثنيها الصادق المصدوق، وقد خاب من افترى). هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه). انتهى(5). ورواه في مسند أبي يعلي وفيه: (لتجدنه مشمر الإزار على ساق يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل)(6). وفي مجمع الزوائد: وفيه: (قال: يا معاوية بن حديج إياك وبغضنا فإن رسول الله قال: لا يبغضنا ولا يحسدنا أحدٌ إلا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من نار)(7). وفي فردوس الأخبار: (عن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ليرفعن أناسٌ من أصحابي وأنا على الحوض فإذا عاينوني عرفتهم وأنا على الحوض قد ذبلت شفاههم فاختلجوا دوني. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله: من أحب علياً وأطاعه في دار الدنيا ورد على حوضي غداً، وكان معي في درجتي في الجنة. ومن أبغض علياً في دار الدنيا وعصاه، لم أره ولم يرني يوم القيامة، واختلج دوني وأخذ به ذات الشمال إلى النار)(8). وفي مصنف ابن أبي شيبة: (عن حذيفة قال: المنافقون الذين فيكم اليوم شرٌ من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الراوي- هو شقيق- قلت: يا أبا عبد الله وكيف ذاك؟! قال: إن أولئك كانوا يسرون نفاقهم، وإن هؤلاء أعلنوه!!)(9).
وقد اتضح فيما مضى فضل علي (عليه السلام) ودوره في يوم المحشر.
ومادامت وصية النبي (صلى الله عليه وآله) في الدنيا بالقرآن وعترته أهل بيته (عليهم السلام)، وشفاعته في يوم القيامة بيد أهل بيته (عليهم السلام) فما هي حاجتكم إلى غيرهم؟!
أنتم تقولون: إن أبا بكر وعمر وعثمان أفضل الناس بعد النبي (صلى الله عليه) وآله فلا بد أن يكون لهم دور معه في المحشر، فهل عندكم ولو حديث واحد عن ذلك، غير حديث الصحابة المطرودين عن الحوض؟!
هل لكم أن تعطونا سبباً في اختفاء المنافقين بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، وما هو النفاق الذي كانوا يسرونه في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) فأعلنوه بعده؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخصال، للصدوق: ص624. رواه فرات الكوفي 366 ، وتفسير نور الثقلين: 5/511.
(2) أمالي الصدوق: ص61.
(3) مناقب الصحابة لابن حنبل ص661. ورواه أبو نعيم في الحلية:10/211 والطبري في الرياض النضرة في فضائل العشرة: 2/203 وكنز العمال 6 / 403.
(4) الغدير:1/321. الذخاير 91 ، الرياض: 2/211 ، مجمع الزوائد: 9/135 ، الصواعق 104. وهو في الطبراني الصغير:2/89 ، وفردوس الأخبار:5/317/408، وفي طبعة أخرى من الصواعق / 174.
(5) مستدرك الحاكم: 3/138.
(6) مسند أبي يعلى:6/174. ورواه أبويعلى :12/139، والطبراني في الأوسط:3/22، وفي الكبير:913.
(7) مجمع الزوائد: 9/130، و272. ورواه في مختصر تاريخ دمشق:12 جزء24/393 ، وفي كفاية الطالب ص89 ، عن أبي كثير، وفي شرح نهج البلاغة: 8 جزء 15/ 18 ، عن المدائني.
(8) فردوس الأخبار:3/444.
(9) مصنف ابن أبي شيبة:15/109.