هل تقبلون عقيدة فداء المسلمين باليهود والنصارى يوم القيامة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يحاول البعض تشويه صورة الإسلام بإلصاق بعض العقائد المنحرفة ونسبتها إلى الرسول أو إلى أحد الأئمة (عليهم السلام). ومن هذه القضايا هي عقيدة فداء المسلمين باليهود يوم القيامة.
فقد روى مسلم: (عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله): إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول هذا فكاكك من النار)(1)!!.
والظاهر أن هذه المقولات ردةُ فعل من بعض المسلمين على زعم اليهود بأنهم لا تمسهم النار إلا أياماً معدودة ثم يخلفهم فيها المسلمون! فاخترع لهم أبو موسى الأشعري أو غيره نظرية فداء المسلم من النار بيهودي أو نصراني! كما يفعل المجرم فيفدي نفسه من مشكلة تحصل له في الدنيا بأن يجعلها في رقبة غيره زوراً وبهتاناً!! وفي الدر المنثور: (وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: اجتمعت يهود يوماً فخاصموا النبي (صلى الله عليه واله) فقالوا: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات، وسموا أربعين يوماً ثم يخلفنا فيها ناس وأشاروا إلى النبي وأصحابه! فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ورد يده على رؤسهم: كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون فيها لا نخلفكم فيها إن شاء الله تعالى أبداً، ففيهم أنزلت هذه الآية: (قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَات)(2). يعنون أربعين ليلة.(3)
فلا أدري هل توافقوننا على أن أبا موسى الأشعري كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأن ما ادعاه من وضع جرائم أحد على ظهر آخر أمرٌ لا يقبله دينٌ ولا عقل، ويرده قول الله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
أم هل تقبلون ما استدلت به بعض مصادركم على عقيدة فداء المسلمين بغيرهم بقوله تعالى: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)(4). مع أنه ليس في الآية دلالة على أن الأثقال التي حملوها تسقط عن أصحابها؟!
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) مسلم: 8/104، ورواه ابن ماجة: 2/1434 عن أنس وزاد في أوله: (إن هذه الأمة مرحومة عذابها بأيديها) وروى السيوطي نحوه في الدر المنثور: 5/251 عن ابن أبي حاتم والطبراني، ومجمع الزوائد: 7/95 وقال: رواه الطبراني وفيه سلامة بن رونج وثّقه ابن حبان وضعّفه جماعة وبقية رجاله ثقات. وفي أحمد: 4/407 و408 و: 4/391 و398 و402 و410 بروايات متعددة، وكنز العمال:1/73 و86 و: 12/ 159 و170ـ172 و: 4/149 عن مصادر متعددة.
(2) سورة آل عمران: 24.
(3) الدر المنثور: 1/84.
(4) سورة العنكبوت: 13.