Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : ردودنا العقائدية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : حول اهل البيت (ع) .

              • الموضوع : الحقوق التي فرضها الله تعالى لأهل البيت (عليهم السلام) .

الحقوق التي فرضها الله تعالى لأهل البيت (عليهم السلام)

   لا تقدم ثقافة المذاهب الرسمية إلى أتباعها من حقوق أهل البيت (عليهم السلام)، إلا وجوب مودتهم التي يفرضها عليهم قوله تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، ووصية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بهم المتواترة في مصادرهم بقوله (صلى الله عليه واله وسلم) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
   ثم يفسرون وجوب مودتهم بأنها حبهم كما تحب أشخاصاً محترمين، ويفسرون وصية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بهم بنحو ذلك! لكنك عندما ترجع إلى القرآن والسنة عندهم، تجد الأمر مختلفاً جذرياً، فحقوق العترة أكثر، ومعانيها أعمق! وقد تعمدت السلطة تغييبها وتنقيصها وتحريفها، لإبعاد المسلمين عنهم (عليهم السلام)، وربطتهم بشخصيات نصبتهم مقابلهم، ما أنزل الله بهم من سلطان!
   فالعناوين الأساسية لحقوق أهل البيت (عليهم السلام) أكثر من عشرة عناوين، وفروعها عشرات، وكلها مهمة أصولاً وفروعاً، ومصيرية في فكر المسلم وحياته.
   ونكتفي هنا بذكر بعضها، لأن استيفاءها، ورد محاولاتهم لإنكارها وتحريفها، يحتاج إلى مجلد كامل!
 الحق الأول: الاعتراف بأنهم (عليهم السلام) ورثة الكتاب الإلهي.
 روى ابن شعبة الحراني في تحف العقول/425: «لما حضر علي بن موسى  مجلس المأمون وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون:
أخبروني عن معنى هذه الآية: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا..) الآية.. فقالت العلماء: أراد الله الأمة كلها، فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا (عليه السلام) : لا أقول كما قالوا، ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى بذلك العترة الطاهرة. فقال المأمون: وكيف عنى العترة دون الأمة؟ فقال الرضا لنفسه: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)، ثم جعلهم كلهم في الجنة فقال عز وجل: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا)، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم!
   ثم قال الرضا: هم الذين وصفهم الله في كتابه فقال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً)، وهم الذين قال رسول الله: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم!
   قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآل؟ فقال الرضا: هم الآل. فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي, وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه: آل محمد أمته!
   فقال الرضا: أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد؟ قالوا: نعم، قال: فتحرم على الأمة؟ قالوا: لا. قال: هذا فرق بين الآل وبين الأمة، ويحكم أين يذهب بكم، أصرفتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون! أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم!
   قالوا: من أين قلت يا أبا الحسن؟ قال: من قول الله: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)، فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين! أما علمتم أن نوحاً سأل ربه، (فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ)، وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله فقال له ربه تبارك وتعالى: (يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)!
   فقال المأمون: فهل فضل الله العترة على سائر الناس؟ فقال الرضا: إن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه. قال المأمون: أين ذلك من كتاب الله؟ قال الرضا: في قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ)، وقال الله في موضع آخر: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيماً)، ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ)، يعني الذين أورثهم الكتاب والحكمة وحسدوهم عليهما بقوله: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)، يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، والملك هاهنا الطاعة لهم.
   قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا: فسر الله الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعاً، فأول ذلك قول الله: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)، وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال، حين عنى الله عز وجل بذلك الآل. فهذه واحدة.
   والآية الثانية في الاصطفاء قول الله:
(إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً)، وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند، لأنه فضل بيِّن.
   والآية الثالثة حين ميز الله الطاهرين مَن خلقه، أمر نبيه في آية الابتهال فقال: (فَقُلْ (يا محمد) تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)، فأبرز النبي علياً والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) فقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)؟ قالت العلماء: عنى به نفسه. قال أبو الحسن: غلطتم، إنما عنى به علياً  ومما يدل على ذلك قول النبي حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً كنفسي يعني علياً! فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد، وفضل لا يختلف فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق، إذ جعل نفس علي  كنفسه، فهذه الثالثة.
   وأما الرابعة: فإخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة، حين تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يا رسول الله تركت علياً وأخرجتنا؟! فقال رسول الله: ما أنا تركته وأخرجتكم، ولكن الله تركه وأخرجكم! وفي هذا بيان قوله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى!
قالت العلماء: فأين هذا من القرآن؟ قال أبو الحسن: أُوجدكم في ذلك قرآناً أقرؤه عليكم؟ قالوا: هات.قال: قول الله عز وجل: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضاً  منزلة علي من رسول الله، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله حين قال: إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وآل محمد.
   فقالت العلماء: هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله! قال أبو الحسن: ومن ينكر لنا ذلك، ورسول الله يقول: أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند، ولله عز وجل الحمد على ذلك، فهذه الرابعة.
   وأما الخامسة فقول الله عز وجل: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)، خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله  قال: أدعوا لي فاطمة، فدعوها له فقال: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: إن فدكاً لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني الله به، فخذيها لك ولولدك، فهذه الخامسة.
   وأما السادسة: فقول الله عز وجل:
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فهذه خصوصية للنبي دون الأنبياء وخصوصية للآل دون غيرهم. وذلك أن الله حكى عن الأنبياء (عليهم السلام) في ذكر نوح: (وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ)، وحكى عن هود قال: (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ)، وقال لنبيه: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلى ضلالة أبداً. وأخرى أن يكون الرجل وادَّاً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدواً له، فلا يسلم قلبه، فأحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله على المؤمنين شيء، إذ فرض عليهم مودة ذي القربى، فمن أخذ بها وأحب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  وأحب أهل بيته (عليهم السلام) لم يستطع رسول الله أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيت نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) فعلى رسول الله أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله! وأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا؟!
   ولما أنزل الله هذه الآية على نبيه (صلى الله عليه واله وسلم):
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قام رسول الله  في أصحابه فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس إن الله قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد! فقام فيهم يوماً ثانياً فقال مثل ذلك، فلم يجبه أحد! فقام فيهم يوم الثالث فقال: أيها الناس إن الله قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه؟ فلم يجبه أحد، فقال: أيها الناس إنه ليس ذهباً ولا فضة ولا مأكولاً ولا مشروباً! قالوا: فهات إذا؟ فتلا عليهم هذه الآية، فقالوا: أما هذا فنعم. فما وفى به أكثرهم!
   ثم قال أبو الحسن (عليه السلام): حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها باراً مأجوراً، أعط ما شئت وأمسك ما شئت، من غير حرج! فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: يا محمد: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، لا تؤذوا قرابتي من بعدي!
   فخرجوا فقال أناس منهم: ما حمل رسول الله على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده، إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه! وكان ذلك من قولهم عظيماً! فأنزل الله هذه الآية: أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئًا هُوَأَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَهُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ! فبعث إليهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فقال: هل من حدث؟ فقالوا: إي والله يا رسول الله، لقد تكلم بعضنا كلاماً عظيما ف‍كرهناه، فتلا عليهم رسول الله فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله تعالى: وَهُوَالَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ!فهذه السادسة.
   وأما السابعة فيقول الله: إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما، وقد علم المعاندون أنه لما نزلت هذه الآية قيل: يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال: تقولون: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
   وهل بينكم معاشر الناس في هذا اختلاف؟
قالوا: لا. فقال المأمون: هذا ما لا اختلاف فيه وعليه الإجماع، فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟
   قال أبو الحسن (عليه السلام) : أخبروني عن قول الله: يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. فمن عنى بقوله: يس؟
   قال العلماء: يس محمد ليس فيه شك. قال أبو الحسن (عليه السلام) : أعطى الله محمداً وآل محمد من ذلك فضلاً لم يبلغ أحد كنه وصفه لمن عقله، وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى: سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ، وقال: سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وقال: سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ، ولم يقل سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل إبراهيم، ولا قال: سلام على آل موسى وهارون، وقال عز وجل:سلام على آل يس، يعني آل محمد. 
   فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه.
  قال (عليه السلام): فهذه السابعة، وأما الثامنة فقول الله عز وجل: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى، فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) فهذا فصل بين الآل والأمة، لأن الله جعلهم في حيز وجعل الناس كلهم في حيز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه، وابتدأ بنفسه ثم ثنى برسوله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم بذي القربى في الفيء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله الحق: وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيء فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى، فهذا توكيد مؤكد وأمر دائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ.
    وأما قوله: وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ، فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من المغانم ولم يكن له نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم ولا يحل له أخذه، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني والفقير، لأنه لا أحد أغنى من الله ولا من رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) فجعل لنفسه منها سهماً ولرسوله (صلى الله عليه واله وسلم) سهماً، فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه لهم. وكذلك الفيء ما رضيه لنفسه ولنبيه (صلى الله عليه واله وسلم) رضيه لذي القربى كما جاز لهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه ثم برسوله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم بهم وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله (صلى الله عليه واله وسلم). 
   وكذلك في الطاعة قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ، فبدأ بنفسه ثم برسوله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم بأهل بيته. وكذلك آية الولاية: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا، فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمه مع سهم الرسول مقروناً بأسهمهم في الغنيمة والفيء، فتبارك الله ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه عز ذكره ونزه رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) ونزه أهل بيته عنها فقال: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ، فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل لنفسه سهماً أو لرسوله أو لذي القربى لأنه لما نزههم عن الصدقة نزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته، لا بل حرمها عليهم، لأن الصدقة محرمة على محمد وأهل بيته (صلى الله عليه واله وسلم)، وهي أوساخ الناس لا تحل لهم، لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ، فلما طهرهم واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه!
   وأما التاسعة، فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.
فقال العلماء: إنما عنى بذلك اليهود والنصارى!
   قال أبو الحسن (عليه السلام) : وهل يجوز ذلك؟! إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون: إنهم أفضل من دين الإسلام!
   فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن؟ قال (عليه السلام) : نعم الذكر رسول الله ونحن أهله، وذلك بيِّنٌ في كتاب الله بقوله في سورة الطلاق: فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا. رَسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيِّنَاتٍ فالذكر رسول الله ونحن أهله، فهذه التاسعة.
   وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأخْتِ..إلى آخرها.. أخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني أو ما تناسل من صلبي لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أن يتزوجها لو كان حياً؟
قالوا: لا. قال (عليه السلام) : فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها؟ قالوا: بلى. قال فقال: ففي هذا بيان أنا من آله ولستم من آله، ولو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتي، لأنا من آله وأنتم من أمته، فهذا فرق بين الآل والأمة، لان الآل منه والأمة إذا لم تكن الآل فليست منه، فهذا العاشرة
   وأما الحادية عشرة، فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل:
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ. .الآية..وكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه، وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بولادتنا منه، وعممنا الناس بدينه، فهذا فرق ما بين الآل والأمة. فهذه الحادية عشر.
    وأما الثانية عشر فقوله:
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا، فخصنا بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع أمره، ثم خصنا دون الأمة، فكان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يجيء إلى باب علي وفاطمة (عليهما السلام) بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كل يوم، عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: الصلاة يرحمكم الله! وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بهذه الكرامة التي أكرمنا الله بها وخصنا من جميع أهل بيته.
   فهذا فرق ما بين الآل والأمة.
فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الأمة خيراً  فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم »(1)
الحق الثاني: فريضة مودتهم (عليهم السلام).
   فقد جعل الله تعالى مودتهم فريضة على الأمة، أجراً للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) على تبليغ الرسالة، فقال تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)(2).
   وتقدم في حديث الإمام الرضا (عليه السلام) أن هذه الفريضة ميزةٌ لآل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عن جميع آل الأنبياء وذرياتهم (عليهم السلام)، فقد ذكر الله تعالى قول هود (عليه السلام) لقومه: (يا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ)، وكذا قول عدد من الأنبياء (عليهم السلام). وأمر نبيه (صلى الله عليه واله وسلم) أن يقول للناس: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ. وقال له: أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ؟! وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَإِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ).
   ثم أمره أن يسألهم أجرأً على عمله هو مودة عترته (عليهم السلام) فقال: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، ثم بينَّ الله لهم أن هذا الأجر هو الطريق إلى الله تعالى فقال: قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً.
   ثم بيَّن لهم أن فائدة هذا الأجر لا تعود إلى الله والرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بل تعود لهم، لأنها سبب هدايتهم في الدنيا ونجاتهم في الآخرة، فقال تعالى: قُلْ (مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَلَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلا عَلَى اللهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ شَهِيدٌ).
   فمودة أهل البيت (عليهم السلام) أجر على تبليغ النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لرسالة ربه، وهي من جنس الرسالة، لأنها ضمانةٌ للأمة من الانحراف عن رسالة ربها، وضمانةٌ لتحقيق أهدافها. أما إذا لم يودَّ المسلمون العترة (عليهم السلام) ولم يطيعوهم، فلا ضمان لهم من الضلال والانحراف! وهذا نفس قوله (صلى الله عليه واله وسلم) عن القرآن والعترة: ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً!
    قال القاضي عياض في الشفا جزء 2/47: «ومن توقيره (صلى الله عليه واله وسلم) وبرِّه، برُّ آله وذريته وأمهات المؤمنين أزواجه، كما حض عليه وسلكه السلف الصالح، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، الآية. وقال تعالى: (وأزواجُهُ أمَّهَاتُهُمْ).
عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : أنشدكم الله أهل بيتي، ثلاثاً، قلنا لزيد: من أهل بيته؟ قال آل علي، وآل جعفر وآل عقيل، وآل العباس. وقال (صلى الله عليه واله وسلم) : إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. وقال (صلى الله عليه واله وسلم) : معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط. والولاية لآل محمد أمانٌ من العذاب »!
    وفي الغدير:2/307: «أخرج الحافظ أبو عبد الله الملا في سيرته أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال: إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي، وإني سائلكم غداً عنهم.
   ورواه محب الدين الطبري في الذخائر/25، وابن حجر في الصواعق ص102 و136 والسمهودي في جواهر العقدين. قال جابر بن عبد الله: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  وقال: يا محمد أعرض عليَّ الإسلام. فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. قال: تسألني عليه أجراً قال: لا، إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، قال: قرابتي أو قرابتك! قال: قرابتي. قال: هات أبايعك، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرابتك لعنة الله. فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): آمين!
   وأخرج الحافظ الكنجي في الكفاية/31، عن الحافظ ابن أبي شيبة بإسناده. وأخرج الحافظ الطبري، وابن عساكر، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، بعدة طرق عن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخلقني من شجرة واحدة، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام، ثم لم يدرك محبتنا، أكبه الله على منخريه في النار. ثم تلا: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ».
   أسئلة:
   س1: كيف تفسرون الربط بين هذه الآيات الثلاث في مودة أهل البيت (عليهم السلام): (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى). وقوله تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً)، وقوله تعالى: (قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)؟! وهل أن مودة العترة توازي عمل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في تبليغ الرسالة حتى جعلها الله أجراً عليه؟ وهل يصل الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) نفعٌ منه؟! أم هو نفع للأمة يرتبط بتبليغ الرسالة؟!
    س2: هل معنى قوله تعالى: (إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً)، أن السبيل إلى محصور بمودة أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ؟!
    س3: إذا أمرك الله تعالى بمودة إنسان فحاربته لتقتله، فهل تكون ممتثلاً لأمر الله تعالى بمودته، أو مخالفاً؟! وهل الذين نصبوا العداء لأهل البيت (عليهم السلام) وحاربوا علياً والحسن والحسين، ممتثلون لأمر الله تعالى بمودة قربى النبي (صلى الله عليه واله وسلم)؟!
 
   س4: هل كانت السقيفة عمل مودة لأهل البيت (عليهم السلام)، وأي مودة عند من استغلوا انشغالهم بجنازة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وذهبوا خفية وصفقوا على يد شخص وأعلنوه خليفة؟!
    س5: ألا يعني وجوب مودتهم، أن الذين حاربوهم منحرفون عن الإسلام؟!
    س6: إذا كان الذين هاجموا بيت فاطمة وعلي (عليهما السلام) وحاربوهم كعائشة ومعاوية ويزيد، محبين لهم، فهل كان المشركون الذين قاتلوا النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كانوا محبين له؟!
الحق الثالث: فرض الله طاعتهم بعد النبي (صلى الله عليه واله وسلم). 
   قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً). (النساء:59).
    قال الرازي في تفسيره (10/144): اعلم أن قوله: (وأولي الأمر منكم)، يدل عندنا على أن إجماع الأمة حجة، والدليل على ذلك أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بد وأن يكون معصوماً عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطأ. والخطأ لكونه خطأ منهيٌّ عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وإنه محال، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم، وجب أن يكون معصوماً عن الخطأ، فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوماً.
   أقول: جعل الرازي المعصوم الواجب الطاعة الأمة كلها في حالة إجماعها التام، وهذا لا يتحقق إذا خالف منها مجموعة واحدة، بل فرد واحد!
   ولهذا الرأي لوازم باطلة عديدة:
   منها: أن يكون أولو الأمر نفس المأمورين بالطاعة!
   ومنها: أن شرط طاعتهم لا يتحقق في أي مسألة مختلف فيها!
   ومنها: أن طاعتهم لا ترفع الخلاف، ولا تحقق الغرض من فرضها!
   لذلك، لا بد أن يكون المعصومون الذين فرض الله طاعتهم أشخاصاً، وقد سماهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وهم عترته الذين أوصى بهم (عليهم السلام) مع القرآن.
   فالصحيح ما رواه في المناقب:1/242: «عن جابر بن عبد الله قال: لما نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ)، قلت: يا رسول الله، فمن أولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعته؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن والحسين ثم عد تسعة من ولد الحسين». راجع المسلك في أصول الدين للمحقق الحلي/275.
   وفي كفاية الأثر/100: «عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول لعلي: أنت الإمام والخليفة بعدي، وابناك سبطاي، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وتسعة من صلب الحسين أئمة معصومون، ومنهم قائمنا أهل البيت».
   وقال سليم بن قيس: «سمعت علياً صلوات الله عليه يقول، وأتاه رجل فقال له: ما أدنى ما يكون به العبد مؤمناً وأدنى ما يكون به العبد كافراً، وأدنى ما يكون به العبد ضالاً؟ فقال له: وأدنى ما يكون به العبد ضالاً أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عز وجل بطاعته وفرض ولايته. قلت: يا أمير المؤمنين صفهم لي، فقال: الذين قرنهم الله عز وجل بنفسه ونبيه فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْر مِنْكُمْ). قلت: يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي فقال: الذين قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل إليه: إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين، وجمع بين مسبحتيه، ولا أقول كهاتين وجمع بين المسبحة والوسطى، فتسبق إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا »  (الكافي:2/414).
   وفي الكافي:2/513: «عن أبي مسروق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عز وجل: أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ، فيقولون: نزلت في أمراء السرايا، فنحتج عليهم بقوله عز وجل: (إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الآية، فيقولون: نزلت في المؤمنين، ونحتج عليهم بقول الله عز وجل: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، فيقولون: نزلت في قربى المسلمين! قال: فلم أدع شيئاً مما حضرني ذكره من هذه وشبهه إلا ذكرته، فقال لي إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة، قلت: وكيف أصنع؟ قال: أصلح نفسك ثلاثاً وأظنه قال: وصم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبَّان، فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، ثم أنصفه وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إن كان أبو مسروق جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليما ً ثم رد الدعوة عليه فقل:وإن كان فلان جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً! ثم قال لي: فإنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه. فوالله ما وجدت خلقاً يجيبني إليه »!!
   أسئلة:
   س1: ما رأيكم في تفسير الإمام الباقر (عليه السلام)، فقد قال بريد العجلي « سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ)، فكان جوابه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً). يقولون لائمة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا! (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) : يعني الإمامة والخلافة.(فَإِذَا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا) : نحن الناس الذين عنى الله، والنقير النقطة التي في وسط النواة.أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ  نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين. (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيماً). يقول: جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يُقِرُّون به في آل إبراهيم (عليه السلام) وينكرونه في آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم)! (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) (الكافي:1/205).
    س2: ما رأيكم في اعتراف الفخر الرازي بأن آية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ)، تدل على عصمة من أمر الله بطاعتهم بدون شرط ولا قيد، لأنهم لو كانوا يذنبون أو يخطئون لما جاز الأمر بطاعتهم!
   وهل يصح أن نقول إنهم مجموع الأمة، فيكون الأمر لكل الأمة بطاعة نفسها فيما لم تختلف فيه وتجمع عليه؟!
 
الحق الرابع: فرض الله الصلاة عليهم مع نبيه.
   قال  الله تعالى: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). وأمر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أمته أن يقرنوهم به ولا يصلوا عليه بدونهم! (صحيح بخاري:4/118).
   وروى أحاديثها مجمع الزوائد:10/163، وأولها « عن بريدة قال: قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ».
   وسميت الصلاة الإبراهيمية، لأنها تجعل آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) كآل إبراهيم (عليه السلام). (3)
    لكن أتباع السلطة لا يطبقون ذلك إلا في صلاتهم، وفي غير الصلاة يحذفون آل محمد من الصلاة عليه (صلى الله عليه واله وسلم)، ويضعون  بدلهم أصحابه، أو يضيفونهم لهم! مع أنهم رووا كما في الشفا:2/64: «عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض فلا يصعد إلى الله منه شيء حتى يصلى على النبي (صلى الله عليه واله وسلم)».
    أسئلة:
    س1: اتفقت مصادركم على أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  علَّمَ المسلمين صيغة الصلاة عليه وفيها الصلاة على آله معه (صلى الله عليه واله وسلم)، وتسمونها (الصلاة الإبراهيمية) فهل يجوز إضافة الصحابة في الصلاة على النبي، سواء في الصلاة أو في غيرها؟
    س2: الصلاة على شخص دعاء له بأن يبارك الله عليه، ونوع من الشهادة بصلاحه فلا تجوز على الكافر ولا على المنافق، ولا على الناصب المبغض لأهل البيت (عليهم السلام)، ولا على الغالي الذي يزعم أن لمخلوق شيئاً من الشراكة مع الله تعالى! فمن هم أهل البيت الذين يجب تعظيمهم عندكم، والذين تقرنونهم في الصلاة بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم)؟
   فإن جعلتموهم كل بني هاشم إلى يوم القيامة، ففيهم أعداء لله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم)! فكيف يجوز أن تصلوا عليهم في صلاتكم وتقرنوهم بسيد المرسلين (صلى الله عليه واله وسلم)؟!
    س3: هل توافقونا على أن أهل البيت وآل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) مصطلح إسلامي حدده النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بالأسماء والكساء، بعلي وفاطمة والحسن والحسين، وتسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام). أم تصرون على أنهم بالمعنى اللغوي وهم كل الذرية والأزواج والعشيرة وتصلون عليهم جميعاً في صلاتكم؟!
    س4: نحن نصلي على آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) بالمصطلح الذي حدده النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وأنتم توسعون آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذين تصلون عليهم، وذلك يسبب لكم مشكلة عويصة! لأن فيهم أعداء لله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم)، وفيهم قتلة وأشرار، وملحدون!
    س5: ألا يعني فرض الصلاة على عترة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  أنهم الأفضل (عليهم السلام)! إذ لا يعقل أن يأمر الله على المسلمين إلى يوم القيامة بضم أحد إلى الصلاة على رسوله، ولا يقبل صلاةَ المسلمين على نبيه إلا بالصلاة عليهم، ثم لا يكونوا معصومين؟!
 س6: هل يعقل أن يقرن الله العترة بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) في صلاة المسلمين، ويكون غيرهم المرجع في الشريعة والحاكم للأمة؟!
 الحق الخامس: فرض الله الخمس لبني هاشم.
   وهي ميزانية خاصة في ميزانية الدولة الإسلامية، ومع ذلك حرموهم منه!
   قال ابن قدامة في المغني:2/519: « لا نعلم خلافاً في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة، وقد قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) إنما هي أوساخ الناس. أخرجه مسلم. وعن أبي هريرة قال: أخذ الحسن تمرة من تمر الصدقة فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : كخ كخ، ليطرحها، وقال: أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة! متفق عليه. قال: ولا لمواليهم: يعني أن موالي بني هاشم، وهم من أعتقهم هاشمي. لا يعطون من الزكاة.
   وقال أكثر العلماء يجوز لأنهم ليسوا بقرابة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فلم يمنعوا الصدقة كسائر الناس، ولأنهم لم يعوضوا عنها بخمس الخمس، فإنهم لا يعطون منه، فلم يجز أن يحرموها كسائر الناس. لنا: ما روى أبو رافع أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع: إصحبني كيما تصيب منها، فقال: لا، حتى آتى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأسأله، فانطلق إلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) فسأله فقال: إنا لا تحل لنا الصدقة وإن موالي القوم منهم» أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. ولأنهم ممن يرثهم بنو هاشم بالتعصيب، فلم يجز دفع الصدقة إليهم كبني هاشم.
   وقولهم إنهم ليسوا بقرابة. قلنا: هم بمنزلة القرابة بدليل قول النبي (صلى الله عليه واله وسلم): الولاء لحمة كلحمة النسب. وقوله: موالي القوم منهم. وثبت فيهم حكم القرابة من الإرث والعقل والنفقة، فلا يمتنع ثبوت حكم تحريم الصدقة فيهم» راجع: فتاوى اللجنة الدائمة الوهابية. (4)
    ونكتفي من مصادرنا برواية الكافي:1/540، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: «وإنما جعل الله هذا الخمس خاصة لهم، دون مساكين الناس وأبناء سبيلهم، عوضاً لهم من صدقات الناس، تنزيهاً من الله لقرابتهم برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وكرامةً من الله لهم عن أوساخ الناس، فجعل لهم خاصة من عنده ما يغنيهم به عن أن يصيرهم في موضع الذل والمسكنة. ولا بأس بصدقات بعضهم على بعض.
   وهؤلاء الذين جعل الله لهم الخمس، هم قرابة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) الذين ذكرهم الله فقال: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ، وهم بنو عبد المطلب الذكر منهم والأنثى، ليس فيهم من أهل بيوتات قريش، ولا من العرب أحد،
ولا فيهم ولا منهم في هذا الخمس من مواليهم ».
    وهذا التكريم من الله تعالى لعترة رسوله (صلى الله عليه واله وسلم) وعشيرته بني هاشم. لا يشمل نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ولا حق لهن في الخمس لأنهن لا تحرم عليهن الصدقة!
    قال ابن حجر في فتح الباري: 3/281: «قال ابن المنير في الحاشية: إنما أورد البخاري هذه الترجمة ليحقق أن الأزواج لا يدخل مواليهن في الخلاف، ولا يحرم عليهن الصدقة قولاً واحداً. لئلا يظن الظان أنه لما قال بعض الناس بدخول الأزواج في الآل أنه يطرد في مواليهن، فبين أنه لا يطرد ثم أورد المصنف في الباب حديثين... وقال الجمهور يجوز لهم (موالي نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم)) لأنهم ليسوا منهم حقيقة، ولذلك لم يعوضوا بخمس الخمس ومنشأ الخلاف قوله منهم أو من أنفسهم هل يتناول المساواة في حكم تحريم الصدقة أو لا؟ وحجة الجمهور أنه لا يتناول جميع الأحكام فلا دليل فيه على تحريم الصدقة، لكنه ورد على سبب الصدقة وقد اتفقوا على أنه لا يخرج السبب وإن اختلفوا هل يخص به أو لا ويمكن أن يستدل لهم بحديث الباب، لأنه يدل على جوازها لموالي الأزواج وقد تقدم أن الأزواج ليسوا في ذلك من جملة الآل فمواليهم أحرى بذلك »!
    وقال الشوكاني في نيل الأوطار:4/243:«عن أم عطية قالت: بعث إلي رسول الله بشاة من الصدقة فبعثت إلى عائشة منها بشيء، فلما جاء رسول الله قال: هل عندكم من شيء؟ فقالت: لا، إلا أن نسيبة بعثت إلينا من الشاة التي بعثتم بها إليها، فقال: إنها قد بلغت محلها! متفق عليه..وذكر ابن المنير أنها لا تحرم الصدقة على الأزواج، قولا واحداً ». انتهى.
   وقد حبست الحكومات الخمس عن بني هاشم، ففي جامع أحاديث الشيعة (8/622)، عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: « لما وليَ أبو بكر قال له عمر: إن الناس عبيد هذه الدنيا لا يريدون غيرها، فامنع عن علي الخمس والفيء وفدكاً، فإن شيعته إذا علموا ذلك تركوا علياً رغبة في الدنيا.
   وفيه: أن الإمام الصادق (عليه السلام) سأل أحدهم:«ما تقول قريش في الخمس؟ قال قلت تزعم أنه لها. قال (عليه السلام) : ما أنصفونا والله! لو كان مباهلة لتباهلن بنا ولئن كان مبارزة لتبارزن بنا، ثم يكونوا هم وعليٌّ سواء»!
   أسئلة:
   س1: كيف تفسرون هذا التمييز للعترة وكل بني هاشم بمالية خاصة، تبلغ في عصرنا الملايين بل المليارات، ويكفي أن نأخذ منها خمس النفط والمعادن!
   فهل يعقل أن الله ميز قوماً بميزانية دون أن يكون عليهم واجب هداية الأمة وإدارتها وتحقيق توازن الثروة في المجتمع الإسلامي، فهو نوع من الملكية، غير الملكية الفردية لعامة المسلمين، وغير الملكية العامة لكل المسلمين؟!
    س2: أليس في هذا الحكم الفقهي المجمع عليه عند أتباع المذاهب السنية دليلاً على أن نساء النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لسن من أهل بيته، لأن الصدقة لا تحرم عليهن!
   وكيف تفسرون أن يقول الله تعالى, هذه الأوساخ حرام على آل محمد، لكن فلتأكل منها عائشة وأبوها، وحفصة وأبوها، فكيف يكونون أفضل من آل محمد؟!
    س3: إذا سألك شخص غير مسلم: أليس من الطبقية أن يجعل الله مالية خاصة لعترة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وكل عشيرته (بني هاشم) ثم يصرح النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بأن مالية الدولة من الزكوات وغيرها أوساخ الناس  وأن الله نزهه وعشيرته عنها!
   وبماذا تجيب عن أخذه (صلى الله عليه واله وسلم) التمرة من فم حفيده الإمام الحسن (عليه السلام) وقوله: (كخ كخ)! فهل ترفض ذلك لأنه طبقية، أم تقبل أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وآله (عليهم السلام) طبقة فوق الناس  وتعتقد أن ذلك ضرورة للناس؟!
   س4: لماذا منع الحكام بني هاشم من الخمس الذي فرضه الله لهم؟ ففي مسند أبي يعلى:4/423: «كتب نجدة الحروري إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذي القربى لمن هو؟ وعن قتل الولدان، ويذكر في كتابه أن العالم صاحب موسى قد قتل الغلام، وعن النساء هل كن يحضرن الحرب مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهل كان يضرب لهن بسهم؟ قال يزيد فكتب إليه كتبت تسألني عن سهم ذي القربى لمن هو، هو لنا أهل البيت، وقد كان عمر بن الخطاب دعانا إلى أن ينكح منه أيمنا ويخدم منه عائلنا ويقضي منه عن غارمنا فأبينا إلا أن يسلمه إلينا وأبى ذلك فتركناه »!
   وفي كتاب الأم:4/272، عن ابن عباس: « هو لنا، فأبى ذلك علينا قومنا فصبرنا عليه » ومسند الشافعي/319، وسنن البيهقي:9/22، وتفسير العياشي:2/61.
الحق السادس: جعلهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وصيته في أمته كالقرآن.
   فقد جعلهم عدلاء القرآن! إذ قال (صلى الله عليه واله وسلم) في الحديث المتواتر عند الجميع: «إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. أيها الناس لاتعلموهم فإنهم أعلم منكم » (5)
   وهذه الوصية لا تعم كل بني هاشم كحق الخمس، بل تخص العترة أو الآل أو أهل البيت  بالمعنى الخاص، وهم مصطلحٌ إسلامي لأقارب النبي القريبين، الذين حددهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  تحديداً حسياً بالكساء والأسماء، فعرفوا باسم (أهل الكساء) وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام). 
   فقد روى أحمد في مسنده (6/323) عن أم سلمة أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال لفاطمة: ائتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم، فألقى عليهم كساءً فدكياً، قال ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل محمد! فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، إنك حميد مجيد. قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال: إنك على خير »!
   ولهذه الوصية النبوية لوازم عديدة، ودلالات بليغة، لا يتسع المجال لاستيفائها، وتأييد كل واحدة منها بالقرآن والسنة.
   نذكر منها: أن القرآن معصوم: (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (6) فكذلك العترة  معصومون، لأنهم عدلاء القرآن.
    ومنها: وجوب أخذ القرآن والسنة من العترة (عليهم السلام)، لأن أي وصية بعلماء وكتاب، تعني أنهم الأمناء على الكتاب، فيجب أخذ نصه وتفسيره منهم.
    ومنها: أن العترة (عليهم السلام) أفضل الأمة وأعلمها، فلو كان في الأمة أفضل منهم أو أعلم منهم، أو كان سيوجد فيها أعلم منهم، لما صح الأمر بالرجوع إليهم.
   ومنها: أنهم (عليهم السلام) أئمة الأمة والحكام عليها، فلا يجوز لمن أمره الله ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم) بطاعتهم، أن يتأمر عليهم.
  ومنها: أنهم الأئمة الإثنا عشر الربانيين الذين بشر بهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في أحاديثه. فلو كان المبشر بهم غيرهم لما تركهم وأوصى بهؤلاء!
   ومنها: أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) سيسأل المسلم عن عمله بوصيته، فإن لم يعمل بها لم يقبله في أمته! فقد قال (صلى الله عليه واله وسلم) : «وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(7).
   أسئلة:
   س1: هل توافقون على دلالات حديث الثقلين التي ذكرناها؟!
 
   س2: أين صارت وصية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بعترته من وفاته إلى اليوم؟ وما بال الحكومات عزلتهم وأبعدتهم وعزلتهم بدل أن تطيعهم وتتبعهم، وأعرضت عنهم  ولم تتلق منهم القرآن والإسلام، بل أخذته من صحابة ورواة يتبعون السلطة، وليس عندهم علمهم ولا تقواهم؟!
    س3: أجمعت الأمة على أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أوصى أمته بالقرآن والعترة، وبشرها باثني عشر إماماً، فهل يعقل أن يكون هؤلاء الأئمة من غير عترته الذين أوصى بهم؟!
    س4: لم يصح حديث في أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أوصى بالقرآن والسنة، ولو صح لكان حديث وصيته بالعترة حاكماً عليه، لأن معناه: خذوا القرآن والسنة من العترة!

____________________

(1) أمالي الصدوق/615، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2/207، وبشارة المصطفى/228 والبحار:25/
(2) الشورى: 23.
(3) راجع: موطأ مالك:1/165، ومسنده/349، وكتاب الأم:1/140، وصحيح بخاري:4/118 9 و:6/27 و:7/156، ومسلم:2/16، وابن ماجة:1/293، وأبي داود:1/221، والترمذي:5/38، والنسائي:3/45، وأحمد:4/118 و244 و:5/353 و424، والدارمي:1/165 و309، والحاكم:1/268، والبيهقي:2/146 و378، وكنز العمال:2/266. وأورد المفسرون عدداً كبيراً منها كالدر المنثور:5/215، والفقهاء كالنووي في المجموع:3/466، وابن قدامة في المغني:1/580، وابن حزم في المحلى:3/272.
(4)جمع الدويش:10/69.
(5) (أمالي الصدوق/616، ومسند أحمد:3/17).
(6) سورة فُصِّلَتْ: 42
(7) كفاية الأثر/91
 

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/23   ||   القرّاء : 2272



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 مصادر التشريع والحديث

 بنو أمية كانوا إذا سمعوا بمولود اسمه ( علي ) قتلوه!!

 الطبراني المحدث والفسر الشهير يروي عن الجن!!

 ضريبة الزكاة في القرآن

 ما رُوِيَ في سهو النبي صلى الله عليه وآله ونومه عن الصلاة

 الآلوسي يثبت أن عائشة تقول برضاع الكبير

 اشكال على الاقباط: إن كان المسيح هو الله فلماذا نفى عن نفسه الصلاح؟

 إذا كان المسيح إلها فلماذا إحتاج إلى من يدحرج الحجر؟

 بعض الصحابة كانوا يقسمون باللات والعزى

 القرآن عند الشيعة والسنة مصونٌ من التحريف

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1816445

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:39

Footer