كشف النقاب عن ابن تيمية الكذاب
بسم الله الرحمن الرحيم
لعل قضية الامانة العلمية وانعدامها عند شيخ الاسلام الاموي ابن تيمية معروفة مكشوفة عند كل من يراجع كتبه وهنا نريد ان نبين بعض اكاذيبه لاتمام الحجة على اتباعه واخذهم دينهم عن هكذا اشخاص .
قال ابن تيمية في منهاج السنة :
قال - بعد أن نص على أن القصة باطلة موضوعة - ما نصه : (وأما أهل العلم الكبار ، أهل التفسير :مثل تفسير محمد بن جرير الطبري،وبقي بن مخلد ،وابن أبي حاتم ،وابن المنذر ،وعبد الرحمن بن إبراهيمد حيم ،و أمثالهم ، فلم يذكروا فيها مثل هذه الموضوعات .دع من هو اعلم منهم ، مثل :تفسير احمد بن حنبل ،واسحق بن راهويه ،بل ولا يذكر مثل هذا عند :ابن حميد ،ولا عبد الرزاق ،مع أن عبد الرزاق كان يميل إلى التشيع و يروي كثيرا من فضائل علي و أن كانت ضعيفة لكنه اجل قدرا من أن يروي مثل هذا الكذب الظاهر)(1).انتهى وقد قال قبلها :) أما ما نقله من تفسير الثعلبي فقد اجمع أهل العلم بالحديث أن الثعلبي يروي طائفة من الأحاديث الموضوعات كالحديث الذي يرويه في أول كل سورة عن أبي إمامة في فضل تلك السورة و كأمثال ذلك و لهذا يقولون هو كحاطب ليل وهكذا الواحدي تلميذه و أمثالهما من المفسرين زيادة ينقلون الصحيح و الضعيف
و لهذا لما كان البغوي عالما بالحديث اعلم به من الثعلبي و الواحدي و كان تفسيره مختصر تفسير الثعلبي لم يذكر في تفسيره شيئا من الأحاديث الموضوعة التي يرويها الثعلبي و لا ذكر تفاسير أهل البدع التي ذكرها الثعلبي مع أن الثعلبي فيه خير و دين لكنه لا خبرة له بالصحيح من الأحاديث زيادة ولا يميز بين السنة و البدعة في كثير من الأقوال ) (2).انتهى
تلاحظون أن ابن تيمية زعم - كاذباً مفترياً - أن كل من الآتية أسماؤهم لم يروِ أو يخرج قصة التصدق بالخاتم :
1-البغوي
2-الطبري
3-ابن أبي حاتم
4-عبد بن حميد
5-عبدالرزاق.
نأتي نراجع .. حتى نكتشف الافتراء والكذب
لنبدأ أولاً بجواب السيد الميلاني وفقه الله
جواب للسيد الميلاني في كتابه القيم (دراسات في منهاج السنة لابن تيمية)
قال في رده على ابن تيمية عند تكذيبه لقصة التصدق بالخاتم :
(لقد روى القوم في كتبهم نزول قوله تعالى : (إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(3). في علي (عليه السّلام) ، في قصّة إعطائه الخاتم للسائل :
قال السيوطي : " وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (إنما وليّكم الله ورسوله)الاية . قال : " نزلت في علي بن أبي طالب " .
وقال : وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن عساكر ، عن سلمة بن كهيل قال : " تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت : (إنما وليّكم الله ... )الاية "(4). فهؤلاء جملة من رواة الخبر : الطبراني ، والثعلبي ، والواحدي ، والخطيب البغدادي ، وابن الجوزي ، والمحبّ الطبري ، والهيثمي ، والمتقي الهندي(5). ورواه أيضاً من مشاهير المفسّرين الاعلام : الفخر الرازي ، والبغوي ، والنسفي ، والقرطبي ، والبيضاوي ، وأبو السعود العمادي ، والشوكاني ، فراجع تفاسيرهم ، بتفسير الاية المباركة . ورواه الالوسي الحنفي فقال : " غالب الاخباريين على أن هذه الاية نزلت في علي (كرّم الله وجهه) ... " . وأضاف الالوسي : أن حساناً أنشد في ذلك أبياتاً ، فذكرها . وذكر الالوسي : أنه سئل ابن الجوزي : كيف تصدّق علي بالخاتم ، والظنّ فيه أن له شغلاً شاغلاً فيها ؟ فقال : يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته عن النديم ولا يلهو عن الناس
أطاعه سكره حتى تمكّن من فعل الصحاة ، فهذا واحد الناس(6).
أقول : وابن الجوزي هو الذي طالما اعتمد عليه ابن تيمية في تكذيب الاحاديث وردّها !
كما أنّ من رواة حديث نزول الاية في علي (عليه السّلام) هو : أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري ، وقد اعتمد عليه ابن تيميّة في مواضع ونصَّ على ثقته ، والاحتجاج به ، كما أنه أثنى على " عبد الرزاق " و " عبد بن حميد " و "ابن أبي حاتم "(7).
و " البغوي " وقد نص في حق هذا الاخير أنه لا يذكر في تفسيره شيئاً من الاحاديث الموضوعة(8).
وبعد فهذا كلام ابن تيمية في نزول الاية في علي :
" وقد وضع بعض الكذّابين حديثاً مفتري : أن هذه الاية نزلت في علي لمّا تصدّق بخاتمه في الصلاة . وهذا كذب بإجماع أهل العلم بالنقل ، وكذبه بيّن من وجوه كثيرة "(9).
وقال : " أجمع أهل العلم بالنقل على أنها لم تنزل في علي بخصوصه ، وأن عليّاً لم يتصدّق بخاتمه في الصلاة ، وأجمع أهل العلم بالحديث على أنَّ القصة المرويّة في ذلك من الكذب الموضوع "(10).
وقال : " جمهور الامّة لم تسمع هذا الخبر "(11).
فهنا مطالب :
الاوّل : قد ظهر أنّ ابن تيميّة لا رادع له من الكذب ولا وازع .
والثاني : أنه متى ما أراد الاستدلال بخبر ، وإنْ كان ضعيفاً أو مرسلاً ، أو موضوعاً ، نسبه إلى العلماء ، أو أرسله إرسال المسلّم ، ومتى أراد ردّ حديث ـ يرويه كبار الائمة في التفسير والفقه والحديث ، كهذا الحديث ـ ينسب إلى " إجماع أهل العلم " القول بأنّه " موضوع " و" كذب " و" مفترى " بل يدّعي " أنّ جمهور الامة لم تسمع هذا الخبر " .
والثالث : أن من بين رواة هذا الحديث وأمثاله من يتمسّك ابن تيمية بروايته ويحتجُّ بكلامه ، فإنْ كانوا " كذّابين " فكيف يحتجّ بهم ، وإلاّ فكيف يرميهم في مثل هذا الموضع بالكذب والوضع والافتراء ؟ (انتهى كلام السيد الميلاني).
والان لنراجع كلام هؤلاء المفسرين والمحدثين الذين نقل عنهم ابن تيمية:
1-الطبري في تفسيره
قال الطبري ما نصه :
(وَأَمَّا قَوْله : { وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ }
فَإِنَّ أَهْل التَّأْوِيل اِخْتَلَفُوا فِي الْمَعْنِيّ بِهِ , فَقَالَ بَعْضهمْ : عَنَى بِهِ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب .
وَقَالَ بَعْضهمْ : عَنَى بِهِ جَمِيع الْمُؤْمِنِينَ .
ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
9521 حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ :حدثنا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ : حدثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ , قَالَ : ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِمَنْ يَتَوَلَّاهُمْ , فَقَالَ : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ } هَؤُلَاءِ جَمِيع الْمُؤْمِنِينَ , وَلَكِنَّ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب مَرَّ بِهِ سَائِل وَهُوَ رَاكِع فِي الْمَسْجِد , فَأَعْطَاهُ خَاتَمه .
9522 حَدَّثَنَا هَنَّاد بْن السَّرِيّ , قَالَ : حدثنا عَبْدَة , عَنْ عَبْد الْمَلِك , عَنْ أَبِي جَعْفَر , قَالَ : سَأَلْته عَنْ هَذِهِ الْآيَة : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُولًا وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ }
قُلْنَا : مَنْ الَّذِينَ آمَنُوا ؟
قَالَ : الَّذِينَ آمَنُوا !
قُلْنَا : بَلَغَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ,
قَالَ : عَلِيّ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا .
* - حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : حدثنا الْمُحَارِبِيّ , عَنْ عَبْد الْمَلِك , قَالَ : سَأَلْت أَبَا جَعْفَر , عَنْ قَوْل اللَّه : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُولُهُ } , وَذَكَر نَحْو حَدِيث هَنَّاد عَنْ عَبْدَة .
9523 حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن إِسْرَائِيل الرَّمْلِيّ , قَالَ : حدثنا أَيُّوب بْن سُوَيْد , قَالَ : حدثنا عُتْبَة بْن أَبِي حَكِيم فِي هَذِهِ الْآيَة : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا } قَالَ : عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب .
9524 حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : حدثنا عَبْد الْعَزِيز قَالَ : حدثنا غَالِب بْن عُبَيْد اللَّه , قَالَ : سَمِعْت مُجَاهِدًا يَقُول فِي قَوْله : { إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله } الْآيَة , قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , تَصَدَّقَ وَهُوَ رَاكِع . ) انتهى المراد .
2-ابن ابي حاتم: وإليكم ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره:
6548-حدثنا الحسن بن عرفة ، ثنا عمر بن عبدالرحمن أبو حفص ، عن السدي ، قوله {إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا} قال : هم المؤمنون وعلي منهم .
6549-حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، حدثنا أيوب بن سويد ، عن عقبة [عتبة] بن أبي حكيم ، في قوله {إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا} ، قال : علي بن أبي طالب .
6551-حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ، حدثنا موسى بن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل ، قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع ، فنزلت {إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ} .(12) ) انتهى المراد من تفسيره.
3-البغوي: وإليكم ما رواه البغوي في تفسيره:
فلقد نقل قول السدي في نزولها في أمير المؤمنين ، بقوله :
(وقال السدي : قوله {وَاَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ} أراد به علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، مرَّ به سائل وهو راكع في المسجد ، فأعطاه خاتمه .) (13)انتهى كلام البغوي .
أقول : وقرأتَ ما مرّ عن السيوطي من أنه قد ذكر من جملة الرَّاوين لقصة التصدق بالخاتم كل من : عبد بن حميد ، وعبدالرزاق .
فتبين كذب وافتراء وبهتان ابن تيمية حينما زعم كاذباً مفترياً أن كل من :
الطبري ،
وابن أبي حاتم ،
وعبد بن حميد ،
وعبدالرزاق ،
والبغوي ، لم يخرجوا هذه القصة في تفاسيرهم !!!!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهاج السنة 7 / 13.
(2) منهاج السنة في ج7 / 12.
(3) سورة المائدة : 55 .
(4) الدر المنثور في التفسير المأثور 2/293 .
(5) مجمع الزوائد 7/17 ، ذخائر العقبى : 88 و 102 ، الرياض.
النضرة 2/227 ، كنز العمّال .
(6) روح المعاني 6/167 .
(7) منهاج السنة 7/13 .
(8) منهاج السنة 7/12 .
(9) منهاج السنّة 2/30 .
(10)منهاج السنة 7/11.
(11)منهاج السنة 7/17 .
(12)تفسير القرآن الكريم مسنداً عن النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والتابعين 4/ 1162.
(13)تفسير البغوي 2/ 67.