أمر الائمة (عليهم السلام) بحسن الخلق وكظم الغيظ مع المخالفين
بسم الله الرحمن الرحيم
لو قرأنا كلمات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ـ فيما يخص كيفية التعامل مع المخالفين لنا في المذهب والعقيدة ـ لوجدناها دستور الأخلاق والأدب، وهي إنما تنبئ عن مدى ما يتمتعون به من خلق عظيم هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنها تدل على انهم (عليهم السلام) لا يحملون حقداً حتى على مخالفيهم ومبغضيهم، سوى ما يدل على عدم قبولهم ورفضهم لباطل وكل ما يعارض المبادئ الإسلامية والثوابت الدينية.
وإليك بعض مما ورد عنهم (عليهم السلام) في هذا الخصوص، ومن خلالها تستنج مدى ما يحمله أعدائهم من حقد على مذهب أهل البيت (عليهم السلام):
1-عن ابى عبيدة قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: (إياكم واصحاب الخصومات والكذابين فانهم تركوا ما امروا به. يا ابا عبيدة خالقوا الناس بأخلاقهم وزايدوا في أموالهم، يا ابا عبيدة انا لا نعد الرجل عاقلاً حتى يعرف لحن القول)، ثم قرأ (ولتعرفنهم في لحن القول).
2-عن عنسبة بن مصعب قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: (خالطوا الناس فانه لم ينفعكم حب علي وفاطمة عليهما السلام فانه ليس شيء ابغض اليهم من ذكر علي وفاطمة عليهما السلام).
3-عن مرازم قال: حملني ابو عبد الله (عليه السلام) رسالة فلما خرجت دعانى فقال: (يا مرازم لم لا يكون بينك وبين الناس إلا خير وان شتمونا).
4-عن ابى بكر الحضرمي قال: قال اخي علقمة لأبي جعفر (عليه السلام): ان ابا بكر قال: يقاتل الناس في علي: فقال (عليه السلام): (إنى اراك لو سمعت رجلا سب عليا فاستطعت ان تقطع انفه فعلت، فقلت: نعم قال لي: لا تفعل فانى اسمع الرجل يسب عليا جدي فأتوارى عنه فاذا فرغ اتيته فصافحته).
5-عن ثابت مولى آل حريز قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: (كظم الغيظ عن العدو في دولتهم تقية، حرم لمن اخذ به وتحرز عن التعرض للبلاء في الدنيا ومغالبة الاعداء في دولتهم ومماظتهم في غير تقية ترك امر الله فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم ولا تجعلوهم على رقابكم فتعادوهم).
6-عن زيد الشحام قال: قال ابو عبد الله (عليه السلام): (اصبر يا زيد على اعدائك فانك لن تكافي من عصى الله باكثر من ان تطيع الله فيه. ان الله يذود عبده المؤمن عما يكره ، كما يذود احدكم الجمل الغريب الذي ليس له عن ابله، يا زيد ان الله اصطفى الاسلام واختاره فاحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق).
وغيرها من الروايات والأحاديث والكلمات التي أطلقها الأئمة (عليهم السلام) والتي توجه مواليهم ومحبيهم لكيفية التعامل مع الخصماء والأعداء والمبغضين فضلاً عن المحبين.