اقوال علماء السنة في رؤية النبي لربه بعيني راسه
بسم الله الرحمن الرحيم
نسب القول بتقييد الرؤية الرؤية بالعين الى بعض العلماء ومن بينهم بعض الصحابة والتابعين وممن نسب لهم القول بذلك: ابن عباس وانس بن مالك والحسن البصري وعكرمة ورواية عن الامام احمد وابن خزيمة وابن جرير وابو الحسن الاشعري وعامة اتباعه وابو عبد الله بن حامد وابو بكر بن النجاد والقاضي ابو يعلى وعبد القادر الجيلاني وجماعة من المتأخرين.
1- قول ابن عباس: "فقد نسب البغوي هذا القول الى ابن عباس فقال في تفسيره " وعن ابن عباس انه قد رأى ربه بعينه"(1). لكن هذا التقييد بالعين غير ثابت عن ابن عباس بل هذا ما فهمه بعض من فسر كلامه قال ابن تيمية "سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس ففهم منه رؤية العين"(2).
2- قول عكرمة وانس والحسن البصري: قال البغوي ايضا: "وذهب جماعة الى انه رأه بعينه وهو قول انس والحسن وعكرمة"(3).
3- قول ابن خزيمة: قال ابن كثير "ورأى اي النبي (صلى الله عليه وسلم) ربه - عز وجل - ببصره على قول بعضهم وهو اختيار الامام ابي بكر بن خزيمة من اهل الحديث وتبعه في ذلك جماعة من المتأخرين "(4).
4- قول ابن جرير: قال ابن كثير ايضا: "وصرح بعضهم بالرؤية بالعينين واختاره ابن جرير وبالغ فيه وتبعه على ذلك اخرون من المتأخرين وممن نص على الرؤية بعيني راسه الشيخ ابو الحسن الاشعري فيما نقله السهيلي عنه واختاره الشيخ ابو زكريا النووي في فتاويه"(5).
5- قول احمد بن حنبل:وحمل القاضي ابو يعلى في كتابه الروايتين والوجهين وفي ابطال التاويلات الرواية التي عن احمد بانها نص على الرؤية بالعين فقال في كتاب الروايتين: "فظاهر هذا انه اثبت رؤيا عين "(6) وقال في ابطال التاويلات: "والرواية الاولى اصح وانه رأه في تلك الليلة بعينيه "(7).
6-قول ابو الحسن الاشعري: قال القاضي عياض: "وقال ابو الحسن علي بن اسماعيل الاشعري - رضي الله عنه - وجماعة من اصحابه: انه راى الله ببصره وعيني رأسه وقال: كلٌ اية اوتيها نبيٌ من الانبياء (عليهم السلام) فقد اوتي مثلها نبينا وخُص من بينهم بتفضيل الرؤية".وهذا ماذكره شارح جوهرة التوحيد - وهو من الاشاعرة - في شرحه فقال: "والراجح عند اكثر العلماء انه (صلى الله عليه وسلم) رأى ربه سبحانه وتعالى بعيني راسه وهما في محلهما خلافا لمن قال: حولا الى قلبه لحديث ابن عباس وغيره"(8).قول ابي بكر النجاد احمد بن سليمان (348ه) حكى القاضي ابو علي بن ابي موسى عن ابي بكر النجاد قال: "رأى محمد ربه احدى عشرة مرة منها بالسنة تسع مرات في ليلة المعراج حين كان يتردد بين موسى وبين الله - عز وجل - يسأل ان يخفف عن امته الصلاة فنقص خمسة واربعين صلاة في تسع مقامات ومرتين بالكتاب"(9). قول ابي عبد الله الحسن بن حامد (403ه): نقل ابو يعلى في كتابه الروايتين والوجهين ان اختيار شيخه ابي عبد الله بن حامد ان النبي (صلى الله عليه واله) رأى ربه ليلة الاسراء بعينه فقال القاضي ابو يعلى - بعد ان اورد الرواية الاولى عن الامام احمد - بانه (صلى الله عليه واله) راى ربه ليلة المعراج بعينه وجعلها هي الصحيحة قال: "وهذه الرواية اختيار ابي بكر النجاد"(10). قول القاضي ابي يعلى الفراء : قال :"والرواية الاولى اصح وانه رأه في تلك الليلة بعينه"(11). وقال: "وما رويناه عن ابن عباس اولى مما روي عن عائشة لان قول ابن عباس يطابق قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لان النبي (صلى الله عليه وسلم) اثبت رؤيته في تلك الليلة ولأنه مثبت والمثبت مقدم على النافي ولا يجوز ان يثبت ابن عباس ذلك الا عن توقيف اذ لا مجال للقياس في ذلك(12). قول عبد القادر الجيلاني(471): وهذا القول قال به ايضا - عبد القادر - الجيلاني في كتابه الغنية حيث قال: "ونؤمن بان النبي صلى الله عليه وسلم) رأى ربه - عز وجل - ليلة الاسراء بعيني راسه لا بفؤاده ولا في المنام"(13). قول النووي(676): قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: "فالحاصل ان الراجح عند اكثر العلماء ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأى ربه بعيني رأسه ليلة الاسراء لحديث ابن عباس وغيره مما تقدم واثبات هذا لا يأخذونه الا بالسماع من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا مما لا ينبغي ان يتشكك فيه ثم عائشة - رضي الله عنها - لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولو كان معها فيه حديث لذكرته وانما اعتمدت الاستنباط من الايات"(14). قول الحافظ مغلطاي(762ه): قال: "والصحيح ان الاسراء كان يقظه بجسده وانه مرات متعددة وانه رأى ربه - عز وجل - بعيني راسه (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم)"(15). قول السيوطي (911ه): قال: "الراجح عند اكثر العلماء انه (صلى الله عليه وسلم) راى ربه بعيني راسه ليلة الاسراء لحديث ابن عباس وغيره واثبات هذا لا يكون الا بالسماع من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم تعتمد عائشة في نفي الرؤية على حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وانما اعتمدت على الاستنباط من الايات"(16).
قول ابن حجر القسطلاني (923ه)
قال: "ثم عرج به من المسجد الاقصى الى فوق سبع سموات ورأى ربه بعيني رأسه واوحى اليه ما اوحى"(17).
قول محمد بن احمد الصاوي (1241ه):
واختلف في تلك الرؤية فقيل: رأه بعينه حقيقة وهو قول جمهور الصحابة والتابعين منهم ابن عباس وانس بن مالك والحسن وغيرهم..... وقيل:لم يره بعينه وهو قول عائشة رضي الله عنها والصحيح الاول لان المثبت مقدم على النافي او لان عائشة لم يبلغها حديث الرؤية لكونها كانت حديثة السن"(18).
_______________
(1) معالم التنزيل 7405/
(2) محموع الفتاوى 6/509-510
(3) معالم التنزيل 7403/
(4) الفصول في سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ص26.
(5) البداية والنهاية 3/112
(6) الروايتين والوجهين مسائل من اصول الديانات ص61.
(7) ابطال التاويلات 1/111.
(8) شرح جوهرة التوحيد ص118.
(9) ابطال التاويلات 1/114
(10) الروايتين والوجهين مسائل في اصول الديانات ص64.
(11) ابطال التاويلات 1/111.
(12) ابطال التاويلات 1/111.
(13) الغنية لطالبي طريق الحق 1/66.
(14) صحيح مسلم بشرح النووي 9/3
(15) الاشارة الى سيرة المصطفى ص139
(16) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج 1/221.
(17) المواهب اللدنية1/373.
(18) حاشية الصاوي على تفسير الجلالين 4/173.