وضع اليد اليمنى على اليسرى في القراءة : موسّع
بسم الله الرحمن الرحيم
يُعتبر التكفيرُ أو القبض وهو وضع اليد اليُمنى على اليُسرى في حال الصلاة بدعةً، وحَراماً في فقه الإماميّة. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا يَجْمَعُ المسلمُ يَدَيه في صلاته وهو قائمٌ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ يتشبّه بأهل الكُفْرِ مِنَ المجوس»«1». وقد حكى الصَّحابيُ الكبير أبو حميد الساعدي لجماعة من صحابة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) كان من بينهم أبو هريرة الدوسيّ، وسهلُ الساعديّ، وأبو أسيد السّاعديّ، وأبو قتادة والحارث بن ربعي، ومحمّد بن مسلمة أيضاً، كيفيّةَ صلاة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) وذكر كلَّ ما فيها من مستحبّاتٍ صغيرةٍ وكبيرةٍ، ولكن لم يَذْكُرْ فيها هذا العمل (أي التكفير قط)«2». ومن البديهي أنّ هذا العمل لو كان من سيرة النبيّ (صلى الله عليه و آله و سلم) لذكَره عند ذكر صلاته (صلى الله عليه و آله و سلم) أو لذَكره الحاضرون في ذلك المجلس. وقد ورَد في كتبنا الحديثيّة ما يشابه حديث الساعدي على لسان الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) برواية حماد بن عيسى أيضاً«3». ويستفاد من حديث سهل بن سعد أيضاً أنّ وضع اليُمنى على اليُسرى في الصلاة حَدَث بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) لأنّه يقول: «كانَ النّاسُ يؤمَرون»«4» لأنّه إذا كان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) هو الآمر بهذا العمل لقال: كان النبيُّ (صلى الله عليه و آله و سلم) يأمرُ الناسَ. أي كان ينسبه إلى شخص النبي (صلى الله عليه و آله و سلم).
(1) وسائل الشيعة، ج 4، الباب 15 من أبواب قواطع الصلاة، الحديث 7
(2) البيهقي، السنن: 2/ 72، 73، 101، 102؛ وأبو داود: السنن: 1/ 194، باب افتتاح الصلاة، الحديث 730، 736؛ الترمذي: السنن: 2/ 98 باب صفة الصلا
(3) وسائل الشيعة: 4، باب 1 من أبواب أفعال الصلاة، الحديث 81
(4) فتح الباري: 2/ 224، وسنن البيهقي: 2/ 28