Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : في الامامة .

              • الموضوع : دلالة اية المباهلة على امامة علي بن ابي طالب عليه السلام .

دلالة اية المباهلة على امامة علي بن ابي طالب عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى‏: «فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبينَ»«1».

هذه الآية تسمّى‏ بـ«آية المباهلة».المباهلة في اللغة: والمباهلة من البهل، والبهل في اللغه بمعنى‏ تخلية الشي‏ء وتركه غير مراعى‏، هذه عبارة الراغب في كتاب [المفردات‏]«2».وعندما تراجعون [القاموس‏]«3» و [تاج العروس‏]«4» وغيرهما من الكتب اللغوية«5» ترونهم يقولون في معنى‏ البهل أنّه اللعن.لكنّي رأيت عبارة الراغب أدق، فالبهل: هو ترك الشي‏ء غير مراعى، كأنْ تترك الحيوان مثلًا من غير أن تربطه بمكان، فتتركه غير مراعى، وتخلّيه وحاله وطبعه.وهذا المعنى‏ موجود في رواياتنا بعبارة: «وكله الله إلى‏ نفسه»، فمن فعل كذا أوكله الله إلى‏ نفسه.وهذا المعنى‏ دقيق جدّاً.تتذكّرون في أدعيتكم تقولون: «ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً»«6» وأنّه لمعنى‏ جليل وعميق جدّاً؛ لو أنّ الإنسان تُرِك من قبل الله سبحانه وتعالى‏ لحظة، وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى‏، وانقطع فيض الباري بالنسبة إليه آناً من الآنات، لانعدم هذا الإنسان وهلك.ولو أردنا تشبيه هذا المعنى‏ بأمر مادّي خارجي، نذكر الضياءالمنبعث من المصباح المتّصل بالمركز المولّد، فلو انقطع الاتصال آناً مّا لم تجد هناك ضياءً ولا نوراً من هذا المصباح.هذا معنى‏ إيكال الإنسان إلى‏ نفسه، لذلك نقول: «لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً».هناك كلمة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) في [نهج البلاغة] يقول فيها:«إنّ أبغض الخلائق إلى الله رجلان، رجل وكله الله إلى‏ نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة، فهو فتنة لمن افتتن به، ضالُّ عن هدي من كان قبله، مضلُّ لمن اقتدى‏ به في حياته وبعد وفاته، حمّالٌ لخطايا غيره، رهنٌ بخطيئته»«7». فالمباهلة: أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى‏ أن يترك شخصاً بحاله، وأنْ يوكله إلى‏ نفسه، وعلى‏ ضوء كلام أمير المؤمنين أن يطلب من الله سبحانه وتعالى‏ أن يكون هذا الشخص أبغض الخلائق إليه، وأيّ لعن فوق هذا؟وأيّ دعاء على‏ أحد أكثر من هذا؟لذا عندما نرجع إلى‏ معنى كلمة اللعن في اللغة نراها بمعنى‏ الطرد، الطرد بسخط، والحرمان من الرحمة، فعندما تلعن شخصاً - أي‏ تطلب من الله سبحانه وتعالى‏ أن لا يرحمه - تطلب من الله أن يكون أبغض الخلائق إليه، فالمعنى‏ في [القاموس‏] وشرحه أيضاً صحيح، إلّا أنّ ما جاء في [مفردات‏] الراغب أدق، فهذا معنى‏ المباهلة.إذن، عرفنا لماذا أُمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالمباهلة، ثمّ عرفنا في هذا المقدار من الكلام أنّه لماذا عَدَل القوم عن المباهلة، لماذا تراجعوا، مع أنّهم قرّروا ووافقوا عليها وحضروا من أجلها، إلّا أنّهم لمّا رأوا رسول الله ورأوا أهل بيته خارجين معه، قال أُسقفهم: «إنّي لأرى‏ وجوهاً لو طلبوا من الله سبحانه وتعالى‏ أن يزيل جبلًا من مكانه لأزاله»«8».فلماذا جاء رسول الله بمن جاء؟ لا نريد الآن أن نعيّن من جاء مع رسول الله لكن يبقى هذا السؤال: لماذا جاء رسول الله بمن جاء دون غيرهم؟    تعيين من خرج مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) في المباهلةإنّه - كما أشرنا من قبل - ليس في القرآن الكريم اسم لأحد، ولا نجد اسم علي (عليه السّلام)، ولا نجد اسم غيره في هذه الآية المباركة. إذن، لابدّ أن نرجع إلى السنّة كما ذكرنا، ولكن إلى‏ أيّ سنّة نرجع؟ نرجع إلى السنّة المقبولة والمتّفق عليها عند الفريقين. ومن حسن الحظ، قضيّة المباهلة موجودة في الصحاح والمسانيد والتفاسير المعتبرة.  إذن، أيّ مخاصم ومناظر وباحث يمكنه التخلّي عن هذا المطلب وإنكار هذه الحقيقة؟ وتوضيح ذلك: إنّا إذا رجعنا إلى‏ السنّة، فلابدّ وأن يتمّ البحث والتحقيق عن جهتين، وإلّا لا يتمّ الإستدلال بأيّ رواية من الروايات:

الجهة الأُولى‏: جهة السند، لابدّ وأن تكون الرواية معتبرة ومقبولة عند الطرفين، ولابدّ وأن يكون الطرفان ملزمين بقبول تلك الرواية، هذا ما يتعلّق بالسند.

الجهة الثانية: جهة الدلالة، فلابدّ وأن تكون الرواية واضحة الدلالة على‏ المدّعى‏. إلى‏ الآن فهمنا أنّ الآية المباركة وردت في المباهلة مع النصارى‏، نصارى‏ نجران، ونجران منطقة بين مكّة واليمن على‏ ما في بعض الكتب اللغوية، أو بعض المعاجم المختصة بالبلدان«9». وإذا رجعنا إلى السنّة في تفسير هذه الآية المباركة، وفي شأن من نزلت ومن خرج مع الرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، نرى‏ مسلماً والترمذي والنسائي وغيرهم من أرباب الصحاح«10»، يروون الخبر بأسانيد معتبرة، فمضافاً إلى‏ كونها في الصحاح، هي أسانيد معتبرة أيضاً، يعني حتّى‏ لو لم تكن في‏الصحاح بهذه الأسانيد، هي معتبرة قطعاً: خرج رسول الله (عليه وآله السلام) ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين، وليس معه أحد غير هؤلاء. فالسند معتبر، والخبر موجود في الصحاح، وفي مسند أحمد، وفي التفاسير إلى‏ ما شاء اللَّه، من الطبري وغيره، ولا أعتقد أنّ أحداً يناقش في سند هذا الحديث بعد وجوده في مثل هذه الكتب. نعم، وجدت حديثاً في [السيرة الحلبيّة] بلا سند، يضيف عمر بن الخطّاب وعائشة وحفصة، وأنّهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة«11». ووجدت في كتاب [تاريخ المدينة المنوّرة] لابن شبّة«12» أنّه كان مع هؤلاء ناس من الصحابة، ولا يقول أكثر من هذا. ووجدت رواية في ترجمة عثمان بن عفّان من [تاريخ ابن عساكر]«13» أنّ رسول الله خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان وأبو بكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده. فهذه روايات في مقابل ما ورد في الصحاح ومسند أحمد وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.

لكن هذه الروايات في الحقيقة:

أوّلًا: روايات آحاد.

ثانياً: روايات متضاربة فيما بينها.

ثالثاً: روايات انفرد رواتها بها، وليست من الروايات المتفق عليها.

رابعاً: روايات تعارضها روايات الصحاح.

خامساً: روايات ليس لها أسانيد، أو أنّ أسانيدها ضعيفة، على‏ ما حقّقت في بحثي عن هذا الموضوع.

إذن، تبقى‏ القضيّة على‏ ما في صحيح مسلم، وفي غيره من الصحاح، وفي مسند أحمد، وغيره من المسانيد، وفي تفسير الطبري والزمخشري والرازي، وفي تفسير ابن كثير، وغيرها من التفاسير، وكلّهم اتّفقوا على أنه لم يكن مع رسول الله إلّا علي وفاطمة والحسنان. دلالة آية المباهلة على‏ إمامة علي (عليه السّلام)‏ وجه الدلالة في هذه الآية المباركة، بعد بيان شأن نزولها وتعيين من كان مع النبي (صلّى الله عليه وآله) في تلك الواقعة، وأنه أين وجه دلالة هذه الآية على إمامة علي (عليه السّلام)؟ وكيف تستدلّون - أيّها الإماميّة - بهذه الآية المباركة على‏ إمامة علي (عليه الصّلاة والسّلام)؟ فيما يتعلّق بإمامة أمير المؤمنين (عليه السّلام) في هذه الآية، وفي الروايات الواردة في تفسيرها، يستدلّ علماؤنا بكلمة: «وَأَنْفُسَنا»، تبعاً لأئمّتنا (عليهم أفضل الصّلاة والسّلام). ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية المباركة هو أمير المؤمنين (عليه السّلام) نفسه، عندما احتجّ في الشورى‏ على‏ الحاضرين بجملةٍ من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة وهذه القصّة، وكلّهم أقرّوا بما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وصدّقوه في ما قال، وهذا الاحتجاج في الشورى‏ مروي أيضاً من طرق السنّة أنفسهم«14». وأيضاً، هناك في رواياتنا«15» أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا (عليه ‏السّلام) قال: هل لك من دليل من القرآن الكريم على‏ إمامة علي، أو أفضليّة علي؟ تأمّلوا! السائل هو المأمون والمجيب هو الإمام الرضا (عليه السّلام). المأمون كما يذكرون في ترجمته كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي«16» وغيره«17» أنّه كان من فضلاء الخلفاء، أو من علماء بني العباس من الخلفاء، وقد طلب من الإمام الثامن من أئمة أهل البيت أن يقيم له دليلًا من القرآن، ولعلّه لأنّ السنّة قد يكون فيها بحث، في السند أو غير ذلك، لكن لا بحث سندي إذا كان الاستدلال بآيات القرآن المجيد. فذكر له الإمام (عليه السّلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: «وَأَنْفُسَنا». لأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما أُمر أنْ يخرج معه نساءه، فأخرج فاطمة فقط، وأبناءه، فأخرج الحسن والحسين فقط، وأُمر بأن يخرج معه نفسه، ولم يُخرج إلّا علياً؛ فعلي نفس رسول الله بحسب الروايات الواردة بتفسير الآية، وقد ذكرنا أسماء عدّةٍ من مصادر تلك الروايات، نعم، ما كان لقوله تعالى «وَأَنْفُسَنا» مصداق غير علي، إذْ لم يخرج رسول الله إلّا عليّاً، فكان علي نفس رسول الله، إلّا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى‏ الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى‏ المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى الحقيقة يؤخذ في مثل هذه الموارد، كما تقرّر في كتبنا العلميّة«18»، وأقرب المجازات إلى‏ المعنى‏ الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون علي (عليه السّلام) مساوياً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله). ولكن هل المقصود المساواة مع رسول الله في جميع الجهات وفي جميع النواحي حتّى‏ النبوّة؟ لا. فتخرج النبوّة بالإجماع على‏ أنّه لا نبي بعد رسول الله، وتبقى‏ بقيّة مزايا رسول الله وخصوصياته وكمالاته موجودةً في علي، بمقتضى‏ هذه الآية المباركة. ومن خصوصيّات رسول الله: العصمة، فآية المباهلة تدلّ على‏ عصمة علي بن أبي طالب قطعاً. من خصوصيّات رسول الله: أنّه أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، فعلي أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم كرسول الله قطعاً. من خصوصيّات رسول الله: أنّه أفضل جميع الخلائق، أفضل البشر والبشريّة، منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى‏ العالم وخلق الخلائق كلّها، فكان أشرفهم رسول الله محمّد بن عبد اللَّه, فعلي كذلك. فحينئذٍ، حصل عندنا تفسير الآية المباركة على‏ ضوء الأحاديث المعتبرة، حصل عندنا صغرى‏ الحكم العقلي بقبح تقدّم المفضول على‏ الفاضل، بحكم هذه الأحاديث المعتبرة. وناهيك بقضيّة الأولويّة، رسول الله أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم، و علي أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم.

مع ابن تيمية في آية المباهلة:

يعترف ابن تيمية بعدم خروج أحد مع رسول الله غير علي والزهراء والحسنين، واعتراف ابن تيميّة في هذه الأيام وفي أوساطنا العلميّة وفي بحوثنا المقارنة ذو أثر كبير، لأنّ كثيراً من الخصوم يرون ابن تيميّة «شيخ الإسلام»، إلّاأنّ بعض كبارهم قال: من قال بأنّ ابن تيميّة شيخ الإسلام فهو كافر«19»!! المهم، إنّ ابن تيميّة أيضاً يعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله في قضية المباهلة غير هؤلاء الأربعة، وراجعوا كتابه [منهاج السنّة]. ولو أنّ مدّعياً يدّعي أو متعصّباً أو جاهلًا يقول كما قال ابن تيميّة في [منهاج السنّة]«20»: بأنّ عادة العرب في المباهلة أنّهم كانوا يخرجون أقرب الناس إليهم نسباً وإنْ لم يكن ذا فضيلة، وإن لم يكن ذا تقوى‏، وإنْ لم يكن ذا منزلة خاصة أو مرتبة عند الله سبحانه وتعالى‏، يقول هكذا. لكنّه يعترض على‏ نفسه ويقول: إنْ كان كذلك، فلِمَ لم يخرج العباس عمّه معه؟ والعباس في كلمات بعضهم- ولربّما نتعرّض لبعض تلك الكلمات في حديث الغدير- أقرب إلى‏ رسول الله من علي، فحينئذ لِمَ لمْ يخرج معه؟ يقول في الجواب: صحيحٌ، لكن لم يكن للعباس تلك الصلاحية والقابليّة واللياقة لأن يحضر مثل هذه القضية، فلذا يكون لعلي في هذه القضية نوع فضيلة هذا بتعبيري أنا، لكن راجعوا نصّ عبارته فالنقل كان بالمعنى‏. فهو بهذا المقدار يعترف، ونغتنم من مثل ابن تيميّة أن يعترف بفضيلةٍ لعلي في هذه القضيّة.ولو أنّك راجعت الفضل ابن روزبهان الخنجي، ذلك الذي ردّ بزعمه على كتاب العلّامة الحلّي رحمه اللَّه بكتابٍ أسماه [إبطال الباطل‏]، لرأيته في هذا الموضع أيضاً يعترف بثبوت فضيلة لعلي لا يشاركها فيها أحد«21». نعم، يقول ابن تيميّة: لم تكن الفضيلة هذه لعلي فقط، وإنّما كانت لفاطمة والحسنين أيضاً، إذن، لم تختصّ هذه الفضيلة بعلي. وهذا كلام مضحك جدّاً، وهل الحسنان وفاطمة يدّعون التقدّم على‏ علي؟  وهل كان البحث في تفضيل علي على‏ فاطمة والحسنين، أو كان البحث في تفضيل علي على‏ أبي بكر؟ أو كان البحث في قبح تقدم المفضول على‏ الفاضل بحكم العقل؟ والعجب أنّ ابن تيميّة يعترف في أكثر من موضع من كتابه [منهاج السنّة]«22» بقبح تقدّم المفضول على‏ الفاضل، يعترف بهذا المعنى‏ ويلتزم، ولذلك يناقش في فضائل أمير المؤمنين لئلّا تثبت أفضليّته من الآخرين. ثمّ مضافاً إلى‏ كلّ هذا، ترون في قضيّة المباهلة أنّ رسول الله يقول لعلي‏ وفاطمة والحسنين: «إذا أنا دعوت فأمّنوا»«23»، أي‏ فقولوا آمين، وأيّ تأثير لقول هؤلاء للَّه سبحانه وتعالى ‏- بعد دعاء رسول الله على‏ النصارى ‏- أن يقولوا آمين، أيّ تأثير لقول هؤلاء؟ ألم يكف دعاء رسول الله على النصارى‏ حتّى‏ يقول رسول الله لفاطمة والحسنين وهما صغيران أن يقول لهم قولوا آمين؟

خاتمة المطاف‏

إذن، كان لعلي ولفاطمة وللحسنين سهم في تقدّم الإسلام، كان علي شريكاً لرسول الله في رسالته. وهذا معنى‏ «فَأَرْسِلْهُ مَعي رِدْءًا يُصَدِّقُني»«24» فهارون كان ردءاً يصدّق موسى‏ في رسالته، وطلب رسول الله من الله أن يشرك عليّاً في أمره، كما أنّ هارون كان شريكاً لموسى في رسالته. وهذا معنى‏: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبي بعدي»، وقد قلت من قبل: إنّ الأحاديث هذه كلّها تصب في مصبّ واحد، ترى‏ بعضها يصدّق بعضاً، ترى‏ الآية تصدّق الحديث، وترى‏ الحديث يصدّق القرآن الكريم، وهكذا الأمر فيما يتعلّق بأهل البيت: رسول الله يجمع أهله تحت الكساء فتنزل الآية المباركة آية التطهير«25»، وفي يوم الغدير ينصب عليّاً ويعلن عن إمامته في ذلك الملأ فتنزل الآية المباركة: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ»«26». وأي ارتباط هذا بين أفعال رسول الله والآيات القرآنيّة النازلة في تلك المواقف، ترون الارتباط الوثيق، يقول الله سبحانه وتعالى‏: «فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ»«27» ويخرج رسول الله بعلي وفاطمة والحسن والحسين فقط، وهذا هو الارتباط بين الوحي وبين أفعال رسول الله وأقواله. إذن، فالآية المباركة غاية ما دلّت عليه هو الأمر بالمباهلة، وقد عرفنا معنى‏ المباهلة، لكن الحديث دلّ على‏ خروج علي وفاطمة والحسن والحسين مع رسول اللَّه. الآية المباركة ليس فيها إلّا كلمة: «أَنْفُسَنا» لكن الحديث فسّر تفسيراً عملياً هذه الكلمة من الآية المباركة، وأصبح علي نفس رسول اللَّه، لا بالمعنى‏ الحقيقي، بل كان كرسول اللَّه، فكان مساوياً لرسول اللَّه، ولهذا أيضاً شواهد أُخرى‏ من الحديث في مواضع كثيرة: يقول رسول الله مهدّداً إحدى‏ القبائل: «لتنتهنّ أو لأرسل إليكم رجلًا كنفسي»«28». وكذا ترون في قضيّة إبلاغ سورة البراءة، إنّه بعد عودة أبي بكر يقول: بأنّ الله سبحانه وتعالى‏ أوحى‏ إليه بأنّه لا يبلّغ السورة إلّا هو أو رجل منه«29». ويقول في فضيّةٍ: « علي منّي وأنا من علي وهو وليّكم من بعدي»«30»، وهو حديث آخر. وهكذا أحاديث أُخرى‏ يصدّق بعضها بعضاً. إلى‏ هنا ينتهي البحث عن دلالة آية المباهلة على‏ إمامة أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وإنْ شئتم المزيد فهناك كتب أصحابنا من [الشافي‏] للسيد المرتضى‏، و [تلخيص الشافي‏]، للشيخ الطوسي، وكتاب [الصراط المستقيم‏] للبيّاضي، وكتب العلّامة الحلّي رحمة اللَّه عليه، وأيضاً كتب أُخرى‏ مؤلّفة في هذا الموضوع. ولي- والحمد للَّه - رسالة في هذا الموضوع أيضاً، وتلك الرسالة مطبوعة، ومن شاء التفصيل فليراجع.

وصلّى‏ الله على‏ سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

نقلا من محاضرات فى الاعتقادات، ج‏1، ص: 17-33 للسيد علي الميلاني حفظه الله

( 1) سورة آل عمران( 3): 61.

( 2) مفردات ألفاظ القرآن: 149« بهل».

( 3) القاموس المحيط 3/ 339« بهل».

( 4) تاج العروس 7/ 238« بهل».

( 5) الصحاح 4/ 1642« بهل»، لسان العرب 11/ 72« بهل».

( 6) مصباح المتهجّد: 60 و 65 و 210 وغيرها.

( 7) نهج البلاغة: 59، الخطبة رقم 17.

( 8) تفسير البغوي( معالم التنزيل في التفسير والتأويل) 1/ 481، الكشّاف في تفسير القرآن 1/ 434، تفسير الخازن 1/ 254.

( 9) معجم البلدان 5/ 266« نجران».

( 10) راجع: صحيح مسلم 7/ 120، مسند الامام أحمد بن حنبل 1/ 185، صحيح الترمذي 5/ 596، خصائص‏ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): 48- 49، المستدرك على الصحيحين 3/ 150، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7/ 60، المرقاة في شرح المشكاة 5/ 589، أحكام القرآن للجصّاص 2/ 16، تفسير الطبري( جامع البيان) 3/ 212، تفسير ابن كثير( تفسير القرآن العظيم) 1/ 319، الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 2/ 38، تفسير الرازي( التفسير الكبير) 8/ 80 الكامل في التاريخ 2/ 293، أسد الغابة في معرفة الصحابة 4/ 26، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.

( 11) إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون ( السيرة الحلبيّة) 3/ 212.

( 12) تاريخ المدينة المنورة 1/ 582.

( 13) تاريخ مدينة دمشق- ترجمة عثمان 39/ 177.

 ( 14) تاريخ مدينة دمشق 42/ 432.

( 15) الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 17- 18.

( 16) تاريخ الخلفاء: 246.

( 17) البدء والتاريخ 6/ 12.

( 18) أنظر: هداية المسترشدين: 70.

( 19) هو العلاء البخاري، أنظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 1/ 220 و 838.

( 20) منهاج السنّة النبويّة 7/ 122- 130.

( 21) أنظر: إحقاق الحق 3/ 62.

( 22) منهاج السنة 6/ 475 و 7/ 95.

( 23) تفسير الزمخشري 1/ 434، الخازن 1/ 254، وغيرهما.

( 24) سورة القصص( 28): 34.

( 25)« إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرًا».

( 26) سورة المائدة( 5): 3.

( 27) سورة آل عمران( 3): 61.

( 28) المصنّف لابن أبي شيبة 7/ 506، سنن البيهقي( السنن الكبرى) 5/ 127.

( 29) تاريخ مدينة دمشق 42/ 348.

( 30) مسند أبي يعلى 1/ 293، كنز العمّال 11/ 608، حديث 41 329، و 42 329.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/06   ||   القرّاء : 2437



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 المهدوية في الإِسلام ومستقبل العالم

 إثبات صحة حديث: (أنا حرب لمن حاربكم ... ) على الطريقة الألبانية

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 عائشة والداجن والقرطبي والكذب

 آثار المنع من تدوين الحديث والفقه على التشريع الإسلامي

 كل من يقول بنسخ التلاوة فقد قال بالتحريف

 ابن تيمية يفسّر حديث النزول بحسب الجسمية بشهادة علماء عصره

 الكشف عن كذب التوراة بنسبة الكذب إلى الله تعالى على آدم

 رد شبهة قول المجلسي بجواز التكفير في الصلاة

 مبررات صلب المسيح عند النصارى

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 2343613

  • التاريخ :

Footer