الله وروح القدس والنبي يكذبون والعياذ بالله!!
بسم الله الرحمن الرحيم
وأيضاً تكرّر في العهد القديم أنّ الله جل وتقدّس شأنه يعلّم بالكذب ليكون وسيلة لما يريده. فقد جاء في سفر الملوك الأول، في الأصحاح الثاني والعشرين، من العدد الرابع عشر إلى الثالث والعشرين; وفي سفر الأيام الثاني، في الأصحاح الثامن عشر، من العدد الثالث عشر إلى الثاني والعشرين ما حاصله: إن ميخا بن يملة نبي الله، أرسل إليه يهوشافاط ملك يهوذا وأخاب ملك إسرائيل لكي يسألاه عمّا يقول الله في حربهما لملك دمشق؟ وأنهما هل يغلبانه كما قال أنبياء أخاب؟ فحلف ميخا وقال: حيّ هو الله، إنّ كل ما يقوله لي الله به أتكلّم. فسأله الملك قائلا: يا ميخا، هل نصعد للقتال؟ فقال ميخا له: اصعد وافلح، فيدفع الله بلاد الأعداء ليدك. فتحقق منه الملك ; فقال ميخا: اسمع إذن كلام الله، قد رأيت الله جالساً على كرسيّه، وكل جند السماء وقوف عن يمينه ويساره، فقال الله: من يغوي أخاب لكي يصعد إلى الحرب ويسقط ; فاختلفت الآراء في المشورة، فقال هذا هكذا، وقال ذاك هكذا، ثم خرج الروح ووقف أمام الله وقال: أنا أغويه ; فقال له الله: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه ; فقال الله: أنت تغويه وتقدر، فاخرج وافعل هكذا! انتهى. ويحصل من هذا أن ميخا في أوّل الأمر كذب في قوله: "اصعد وافلح وتفتح " على خلاف ما رآه من مجلس الله للمشورة! دع ميخا، فإن كذبه يهون بالنسبة لما بعده! ولكن تعال وانظر في حكاية مجلس الله وما حاصله، واستغفر الله أن الله عقد مجلس المشورة العامّ لأجل الاهتداء إلى الحيلة في إغواء أخاب، ولكن أهل المجلس لم يهتدوا للحيلة حتى جاء الروح وتعهّد بإغوائه بالكذب بلسان الأنبياء، فاستحسن الله هذا الرأي ورضي بهذه الكرامة لقدسه وقدرته، وللروح وللأنبياء! ووجّه الروح إلى هذه الوظيفة، فعمل الروح ونجح في إغوائه! ولكن ميخا النبي أراد أن يبطل الفائدة لهذه المشورة، حيث شهر هذا المجلس السرّي وإرسال الروح في مأموريته الخفيّة; ومع ذلك فقد نجح الروح، وحصل ما هو المقصود من مجلس المشورة! تعالى الله عمّا يقولون علوّاً كبيراً.