Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : من نحن في التاريخ .

        • القسم الفرعي : نشأة الشيعة .

              • الموضوع : مَتى بدأ التشيّع .

مَتى بدأ التشيّع

لا بد من الرجوع إلى بداية التشيع وبذرته التاريخية واستظهار ما إذا كانت سنخيتها تتحد مع الفكر الإِسلامي أم لا. ثم ما هو حجمها أي البنية الشيعية يوم ولادتها. وما هي أرضية تكوينها. وهل هي عملية عاطفية أم عملية عقلائية انتهى إليها معتنقوها بمعاناة وتقييم واعيين.
ولما كانت هذه الأمور مما اختلف فيه تبعاً لاستنتاج الباحثين ومزاجهم ومسبقاتهم وما ترجح لديهم بمرجح من المرجحات فلا بد من تقديم نماذج من آراء الباحثين في هذه المواضيع تكون المادة الخام ثم يبقى على القارئ أن يستشف الحقيقة من وراء ذلك ويكوّن له رأياً يجتهد في أن يكون موضوعياً. إنّ المؤرخين والباحثين عندما يحددون فترة نشوء التشيع يتوزعون على مدى يبتدئ من أيام النبي ونهاياته بعد مقتل الحسين (عليه السلام). وسأستعرض لك نماذج من آرائهم في ذلك وأترك ما أذهب إليه إلى الآخر.
أ ـ رأي يرى أنهم تكونوا بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام. وممن يذهب لهذا:
أولاً: ابن خلدون: فقد قال: إنّ الشيعة ظهرت لما توفي الرسول وكان أهل البيت يرون أنفسهم أحق بالأمر وأنّ الخلافة لرجالهم دون سواهم من قريش ولما كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعليٍّ ويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلى سواه تأففوا من ذلك(1) الخ.
ثانياً: الدكتور أحمد أمين فقد قال: وكانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي أنّ أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه(2).
ثالثاً: الدكتور حسن إبراهيم فقد قال: ولا غرو فقد اختلف المسلمون أثر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيمن يولونه الخلافة وانتهى الأمر بتولية أبي بكر وأدّى ذلك إلى انقسام الأمة العربية إلى فريقين جماعة وشيعية(3).
ربعاً: اليعقوبي قال: ويعد جماعة من المتخلفين عن بيعة أبي بكر هم النواة الأولى للتشيع ومن أشهرهم سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود والعباس بن عبد المطلب(4).
وتعقيباً على ذكر المتخلفين عن بيعة الخليفة أبي بكر قال الدكتور أحمد محمود صبحي: إنّ بواعث هؤلاء مختلفة في التخلف فلا يستدل منها على أنّهم كلهم من الشيعة. وقد يكون ما قاله صحيحاً غير أنّ المتخلفين الذين ذكرهم المؤرخون أكدت كتب التراجم على أنّهم شيعة وستأتي الإِشارة لذلك في محلها من الكتاب(5).
خامساً: المستشرق جولدتسيهر قال: إنّ التشيع نشأ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وبالضبط بعد حادثة السقيفة(6).
ب: الرأي الذي يذهب إلى أنّ التشيع نشأ أيام عثمان ومن الذاهبين لذلك: جماعة من المؤرخين والباحثين منهم: ابن حزم وجماعة آخرون ذكرهم بالتفصيل يحيى هاشم فرغل في كتابه (عوامل أهداف نشأة علم الكلام 1/105.) وقد استند إلى مبررات شرحها.
ج: الرأي الذي يذهب إلى تكوّن الشيعة أيام خلافة الإِمام عليٍّ (عليه السلام)، ومن الذاهبين إلى هذا الرأي النوبختي في كتابه فرق الشيعة (فرق الشيعة ص16). وابن النديم في الفهرست حيث حدده بفترة واقعة البصرة وما سبقها من مقدمات كان لها الأثر المباشر في تبلور فرقة الشيعة وتكوينها(7).
د:الرأي الذي يذهب إلى أنّ ظهور التشيع كان بعد واقعة الطف على اختلاف في الكيفية بين الذاهبين لهذا الرأي حيث يرى بعضهم أنّ بوادر التشيع التي سبقت واقعة الطف لم تصل إلى حد تكوين مذهب متميز له طابعه وخواصه وإنما حدث ذلك بعد واقعة الطف بينما يذهب (الصلة بين التصوف والتشيع ص23.) آخرون إلى إنّ وجود المذهب قبل واقعة الطف كان لا يعدو النزعة الروحية ولكن بعد واقعة الطف أخذ طابعاً سياسياً وعمق جذوره في النفوس وتحددت أبعاده إلى كثير من المضامين، وكثير من المستشرقين يذهبون لهذا الرأي وأغلب المحدثين من الكتاب. يقول الدكتور كامل مصطفى إنّ استقلال الاصطلاح الدال على التشيع إِنما كان بعد مقتل الحسين (عليه السلام) حيث أصبح التشيع كياناً مميزاً له طابعه الخاص.
في حيث يذهب الدكتور عبد العزيز الدوري إلى أنّ التشيع تميز سياسياً ابتداءً من مقتل أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السلام) ويتضمن ذلك فترة قتل الحسين (عليه السلام) حيث يعتبرها امتداداً للفترة السابقة (مقدمة في تاريخ صدر الإِسلام ص72).
وإلى هذا الرأي يذهب بروكلمان في تاريخ الشعوب الإِسلامية حيث
يقول: والحق أنّ ميتة الشهداء الذي ماتها الحسين ولم يكن لها أي أثر سياسي هذا على زعمه ـ قد عملت في التطور الديني للشيعة حزب عليٍّ الذي أصبح بعد ملتقى جمع النزعات المناوئة للعرب ـ وهو زعم باطل ـ واليوم لا يزال ضريح الحسين (عليه السلام) في كربلاء أقدس محجة عند الشيعة وبخاصة الفرس الذين ما فتئوا يعتبرون الثواء الأخير في جواره غاية ما يطمعون فيه(8) (تاريخ الشعوب الإِسلامية ص128.).
إنّ رأي بروكلمان بالإضافة لما فيه من دس يخالف ما عليه معظم من ربط ظهور التشيع بمقتل الحسين حيث يذهبون إلى أنّ التميز السياسي للمذهب ولدته واقعة الطف، بينما يرى بروكلمان أن لا أثر سياسي للواقعة فهو من قبيل إنكار البديهيات وإنما يقصر أثر الواقعة على تعميق المذهب دينياً فقط.
وقد شايع بروكلمان في هذا الرأي جماعة آخرون ذكرهم يحيى فرغل مفصلاً في كتابه (عوامل وأهداف نشأة علم الكلام 1/106.) إنّ هذه الآراء الأربعة في نشأة التشيع لا تصمد أمام المناقشة ولا أريد أن أتعجل الرد عليها فسأذكر الرأي الخامس ومنه يتضح تماماً أنّ هذه الآراء تستند إلى أحداث مر فيها التشيع نتيجة احتكاكت بمؤثر من المؤثرات في تلك الفترة التي أرخت بها تلك الآراء ظهور التشيع فظنوه ولد آنذاك بينما هو موجود بكيانه الكامل منذ الصدر الأول. وقد آن الأوان لأعرض لك رأي جمهور الشيعة وخاصة المحققين منهم:
هـ: رأي الشيعة وغيرهم من المحققين من المذاهب الأخرى. حيث ذهب هؤلاء إلى أنّ التشيع ولد أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأنّ النبي نفسه هو الذي غرسه في النفوس عن طريق الأحاديث التي وردت على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وكشفت عما لعليٍّ (عليه السلام) من مكانة في مواقع متعددة رواها إضافة إلى الشيعة ثقاة أهل السنة ومنها: ما رواه السيوطي عن ابن عساكر عند تفسير الآيتين السادسة والسابعة من سورة النبي بسنده عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأقبل عليّ (عليه السلام)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة: فنزل قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية) وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعليٍّ (عليه السلام) : هم أنت وشيعتك.
وأخرج ابن مردويه عن عليٍّ (عليه السلام) قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ألم تسمع قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الخ... هم أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين(9).
ومن هنا ذهب أبو حاتم الرازي إلى أنّ أول اسم لمذهب ظهور في الإِسلام هو الشيعة وكان هذا لقب أربعة من الصحابة أبو ذر وعمار ومقداد وسلمان الفارسي وبعد صفين اشتهر موالي عليٍّ بهذا اللقب(10).
إنّ هذه الأحاديث التي مرت والتي أخرجها كل من ابن عساكر وابن عدي وابن مردويه يعقب عليها أحمد محمود صبحي في كتابه نظرية الإِمامة فيقول : ولا تفيد الأحاديث الواردة على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في حق عليٍّ (عليه السلام) أنّ لعليٍّ شيعة في زمان النبي فقد تنبأ النبي بظهور بعض الفرق كإشارته إلى الخوارج والمارقين كما ينسب إليه أنّه قال لعليٍّ: إنّك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. ولا يدل ذلك على وجود جماعة مستقلة لها عقائد متمايزة أو تصورات خاصة (نظرية الإِمامية ص31.) وأنا اُلفت نظر الدكتور أحمد محمود إلى إن الشيعة لا يستدلون على ظهور التشيع أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بما ورد على لسانه من أحاديث، فالمسألة كما يسميها الأصوليون على نحو القضية الحقيقية لا الخارجية، أي لا يلزم وجودهم بالفعل كما استظهره الدكتور وإنّما هي صفات ذكرها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) للشيعة متى وجدوا وأينما وجدوا، أما الاستدلال على ظهور الشيعة أيام النبي فمن روايات وقرائن كثيرة يوردونها في هذا المقام، أورد قسماً منها الدكتور عبد العزيز الدوري واستعرض مصادرها (مقدمة في تاريخ صدر الإِسلام ص72.) مع ملاحظة أنّه قيد التشيع بأنّه تشيع روحي كما نص على قسم من أدلتهم على ذلك يحيى هاشم فرغل في كتابه (عوامل وأهداف نشأة علم الكلام 1/105).
إنّ بعض هذه الآراء يرجع بالبداية الزمنية في ظهور الشيعة إلى وقت مبكر في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) حيث التأمت جماعة من الصحابة تفضل علياً (عليه السلام) على غيره من الصحابة وتتخذه رئيساً ومن هؤلاء عمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وجابر بن عبد الله وأُبيّ بن كعب وأبو أيوب الأنصاري وبنو هاشم الخ... (11).
ولهذا ذهب الباحثون إلى تخطئة من يؤرخ للتشيع وظهوره بعصور متأخرة مع أنّ الأدلة التاريخية متوفرة على وجودهم أيام الرّسول صلوات الله عليه وآله: يقول محمد بن عبد الله عنان في كتابه تاريخ الجمعيات السرية عند تعليقه على الحادثة التي روتها كتب السيرة (حياة محمد لهيكل ط مصر الطبعة المؤرخة 1354 ص104) حين جمع النبي عشيرته عند نزول قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) 214/الشعراء، ودعاهم إلى اتباعه فلم يجبه إلا عليّ بن أبي طالب فأخذ النبي برقبته وقال: هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا الخ. علق محمد عبد الله بقوله : من الخطأ أن يقال: إنّ الشيعة إنما ظهروا لأول مرة عند انشقاق الخوارج بل كان بدء الشيعة وظهورهم في عصر الرسول حين أُمر بإنذار عشيرته بهذه الآية.
الأدلة على تكوّن الشيع أيّام النبي:
1 ـ النصوص التاريخية على وصف جماعة بالتشيع أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقد مرت الإِشارة لذلك، ولهذا يقول الحسن بن موسى النوبختي عند تحديده للشيعة: فالشيعة فرقة عليٍّ بن أبي طالب المسمون بشيعة عليٍّ في زمن النبي ـ ثم عدد جماعة منهم وقال: ـ وهم أول سمي باسم التشيع لأنّ اسم التشيع كان قديماً لشيعة إبراهيم (الفرق والمقالات للنوبختي باب تعريف الشيعة).
2 ـ ما عليه جمهور البحاثين والمؤرخين الذين ذهبوا إلى أنّ التشيع ظهر يوم السقيفة فإنّ ذلك يعتبر دليلاً على وجوده أيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنّه من غير المعقول أن يتبلور التشيع بأسبوع واحد ـ أي المدة بين وجود الرسول ووفاته بحيث يتخذ جماعة من الناس مواقف معينة ويتضح لهم اتجاه له ميزاته وخواصه فإنّ مثل هذه الآراء تحتاج في تكوينها وتبلورها إلى وقت ليس بالقليل وكل من له إلمام بحوادث السقيفة وموقف الممتنعين عن بيعة أبي بكر وحجاجهم في ذلك الموضوع يجزم بأنّ تلك المواقف لم تتكوّن بوقت قصير وبسرعة كهذه السرعة وذلك لوجود اتجاهات متبلورة وتأصل في طرح نظريات معينة.
3 ـ إنّ من غير المعقول أن ترد على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أحاديث في تفضيل الإِمام عليٍّ (عليه السلام) والإِشارة إلي مؤهلاته ثم يقف المسلمون من ذلك موقف غير المبالي وهم من هم في إيمانهم وطاعتهم للرسول (عليه السلام) ولاسيما والمواقف في ذلك قد تعددت وسأذكر لك منها.
أ ـ الموقف الأول:
عندما نزل قوله تعالى : (وأنذر عشيرتك الأقربين) 214/ من سورة الشعراء قال المؤرخون: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) دعا علياً (عليه السلام) وأمره أن يصنع طعاماً ويدعو آل عبد المطلب وعددهم يومئذ أربعون رجلاً وبعد أن أكلوا وشربوا من لبن اُعدَّ لهم قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقال : يا بني عبد المطلب إنّي والله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم, فأحجم القوم عنها جميعاً ـ يقول عليّ ـ وقلت وإنّي لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثم قال: إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع(12).
ب ـ الموقف الثاني:
يقول أبو رافع القبطي مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : دخلت على النبي وهو يوحى إليه فرأيت حية فنمت بينها وبين النبي لئلا يصل إليه أذى منها حتى انتهى عنه الوحي فأمرني بقتلها وسمعته يقول: الحمد لله الذي أكمل عليٍّ منته وهنيئاً عليٍّ بتفضيل الله إياه.. بعد أن قرأ قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) 55/المائدة. وقد أجمع أعلام أهل السنة والشيعة على نزول هذه الآية في عليّ (عليه السلام) ومنهم السيوطي في الدر المنثور عند تفسير الآية المذكورة وكذلك الرازي في مفاتيح الغيب والبيضاوي في تفسيره  والزمخشري في الكشاف والثعلبي في تفسيره والطبرسي في مجمع البيان وغيرهم من أعلام المفسرين والمحدثين.
ومن الغريب أن يقف الألوسي في تفسيره روح المعاني موقفاً يمثل الإِسفاف والركة في دفع هذه الآية عن عليٍّ (عليه السلام) ويريك كيف يهبط التعصب بالإِنسان إلى درك مقيت وإلى تهافت غير معهود. وإنّ المرء ليستغرب من هذا الرجل فإنّ له مواقف متناقضة من عليٍّ (عليه السلام) فتارة يعطيه حقه وأخرى يقف منه موقفاً متشنجاً وبوسع كل من قرأ الألوسي في مؤلفاته أن يرى هذه الظاهرة.
ج ـ الموقف الثالث:
موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوم غدير خم وذلك عند نزول الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما اُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) 69/المائدة. وعندها أوقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الركب وصنعوا له منبراً من أوداج الإِبل خطب عليه خطبته المعروفة ثم أخذ بيد عليٍّ وقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى، فكررها ثلاثاً ثم قال: «من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه أللهم والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» فلقيه الخليفة الثاني فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
وقد ذكر الرازي في سبب نزول الآية عشرة وجوه ومنها أنّها نزلت في عليٍّ (عليه السلام) ثم عقب بعد ذلك بقوله : وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن عليٍّ - يريد الباقر -(13).
إنّ حديث الغدير أخرجه جماعة من حفاظ أهل السنة وقد رواه ابن حجر في صواعقه عن ثلاثين صحابياً ونص على أنّ طرقه صحيحة وبعضها حسن(14) (الصواعق المحرقة الباب الثاني من الفصل التاسع).
وأورده ابن حمزة الحنفي مخرجاً له عن أبي الطفيل عامر بن واثلة بهذه
الصورة. قال: إنّ أسامة بن زيد قال لعليٍّ: لست مولاي إنما مولاي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم), فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : كأنّي قد دعيت فأجبت إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض إنّ الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن من كنت مولاه فعليٌّ مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه,(15).
وقد ألف في موضوع الغدير من السنة والشيعة ست وعشرون مؤلفاً (أعيان الشيعة ج3 باب الغدير..) ولا أريد التحدث بصراحة حديث الغدير في أولوية الإِمام علي (عليه السلام) وتقديمه على كافة الصحابة فان الأمر قد أشبع من قبل الباحثين ولكني أريد أن أسائل الدكتور أحمد شلبي الذي يقول إنّ حديث الغدير لم يرد له ذكر إلا في كتب الشيعة، فأقول له هل هناك شيء من الشعور بالمسؤولية عندك وعند أمثالك ممن يرمون الكلام على عواهنه فأنت تحمل أمانة للأجيال فمن الأمانة هذا القول إنّ كتب أهل نحلتك وحفاظ قومك أوردت الحديث بمصادره الموثوقة فإذا كنت لا تقرأ أو تقرأ ولا تريد أن تعرف فاسكت يرحمك الله فهو خير لك من التعرض أما لنسبة الجهل أو العصبية، ولا يقل عن الدكتور شلبي من يذهب إلى أنّ لفظ المولى هنا إنما يراد منه ابن العم فهو أحد معاني هذه اللفظة المشتركة ولا رد لي على هذا إلا أن أقول : اللهم ارحم عقولنا من المسخ. إنّ هذه مجرد أمثلة من مواقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في التنويه بفضل عليٍّ (عليه السلام) ولا يمكن أن تمر هذه المواقف والكثير الكثير من أمثالها دون أن تشد الناس لعليٍّ ودون أن تدفعهم للتعرف على هذا الإِنسان الذي هو وصيّ النبي، الذي يشركه القرآن بالولاية العامة مع الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ثم لا بد للمسلمين من إطاعة هذه الأوامر التي وردت بالنصوص والالتفاف حول من وردت فيه ذلك هو معنى التشيع الذي نقول: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هو الذي بذر بذرته وقد أينعت في حياته وعرف جماعة بالتشيع لعليٍّ و الالتفاف حوله.

______________________

(1) تاريخ ابن خلدون: 3/364.
(2) فجر الإِسلام ص266.
(3) تاريخ الإِسلام: 1/371
(4) تاريخ اليعقوبي: 2/104.
(5) نظرية الإِمامة ص33.
(6) العقيدة والشريعة ص174.
(7) الفهرست لابن النديم ص175.
(8) تاريخ الشعوب الإِسلامية ص128.
(9) الدر المنثور للسيوطي 6/376..
(10) روضان الجنات للخونساري ص8).
(11) المصدر السابق ص106.
(12) تاريخ الطبري 2/216، وتاريخ ابن الأثير 2/28.
(13) تفسير الرازي 3/431.
(14) الصواعق المحرقة الباب الثاني من الفصل التاسع.
(15) البيان والتعريف 2/136.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/07   ||   القرّاء : 1774



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



  اثبات ولادة الامام المهدي (عليه السلام)

 ضريبة الزكاة في القرآن

 ابن باز يحرم لبس الكعب العالي على النساء لأنه خطير !!

 اصطفاء ال محمد في البخاري

 شبهة وجود روايات شيعية تثبت التجسم

 فرضيّات وهميّة لمبدأ التشيّع

 البَداء

 مخالفتهم للمسلمين في زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) والتوسل به

 الرد على مزعمة شرب امير المؤمنين (عليه السلام) الخمر

 دلالة حديث المنزلة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1817081

  • التاريخ : 29/03/2024 - 01:33

Footer