تقبلون بمن يشهد على نفسه وهو ليس بمعصوم ولا تقبلون بمن يشهد له الله ورسوله!!!!!
من الأمور التي تعتبر وبالاً على أهل السنة والوهابيين أنهم قبلوا بشهادة من لم يكن مطهراً من الرجس ولم يشهد له المعصوم "أعني بذلك الرسول الأعظم (محمد صلى الله عليه وآله)" بصدقه أو زكاه فجعل قوله صادقاً لا يشوبه شيء كما هو الحال في الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه.
شهادة سعيد بن يزيد بن نفيل الذي زكى وشهد لنفسه بأنه من أهل الجنة وقبلتم شهادته. ومن ناحية أخرى لم تقلوا بشهادة الزهراء البتول (صلوات الله وسلامه عليها) والتي قد شهد الله عز وجل لها في كتابه العزيز بالتطهير، بسم الله الرحمن الرحيم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)الأحزاب 33
إنكم تذكرون بأن سعيد بن يزيد بن نفيل قد شهد لنفسه وزكاها بأنه من أهل الجنة فقبلتم شهادته وهو الذي روى بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهد له ولأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح ولعلي بالجنة!!!
ومن ناحية أخرى، عندما جاءت الزهراء البتول (عليه السلام) تشهد لنفسها بأن فدك لها وجاءت بشهودٍ من أهلها ومنهم عليا (عليه السلام)، وقد كانت في يدها على أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ما قبلتم شهادتها ورددتموها وشهادة بعلها أيضاً وأنتم تروون وتشهدون بـأن الله جل وعلى قد شهد لهما بالتطهير وأذهب عنهما الرجس وطهرهما تطهيرا!!!
مشهود لها بالفضائل وأنها سيدة نساء أهل الجنة، يكذبونها ويكذبون شهودها ويطعنون فيهم وفيها مع ما تقدم في رواياتهم من مدائح الله ورسوله لهم.
وجل علمائكم يقولون بأن الذين طهرهم الله وأذهب عنهم الرجس هم:
النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم).
ذكر المسمى صدر الأئمة عندكم فخر خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتابه قال ما هذا لفظه: ومما سمعت في المقادير بإسنادي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله " صلى الله عليه واله" : يا علي إن الله تعالى زوجك فاطمة وجعل صداقها الأرض، فمن مشى عليها مبغضا لها مشى حراما, (الخوارزمي في المقتل : 66) .
ورغم ذلك فهو يقول (فخر خوارزم موفق بن أحمد المكي)
إن كون فاطمة صادقة في دعواها وأنها من أهل الجنة لا توجب العمل بما تدعيه إلا ببينة.
وإن أصحابه يقولون لا يكون حالها أعلى من حال نبيهم محمد " صلى الله عليه واله "، ولو أدعى نبيهم محمد مالا على ذمي وحكم حكما ما كان للحكم أن يحكم له لنبوته وكونه من أهل الجنة إلا ببينة.
وكانه لم تمر عليه قضية خزيمة بن ثابت رحمة الله تعالى عليه فيما حصل، فراجعوا صحيح البخاري من حديث زيد بن ثابت... ولكن نذكرها لكم لعلكم تعوا:
أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) اشترى فرسا من سواء بن قيس المحاربي فجحده سواء فشهد خزيمة للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : " ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا؟ قال : صدقتك بما جئت به وعلمت أنك لا تقول إلا حقا فقال النبي (صلى الله تعالى عليه واله وسلم) : من شهد له خزيمة أو عليه فهو حسبه " وحديثه رواه أبو داود وغير . وجعل شهادته بشهادتين رواه البخاري
شرح النهج لابن أبي الحديد ج 16 / 273 ،
فدك للقزويني ص 52 ،
الإصابة ج 1 / 425 ، الإصابة ج2 ص 278
الاستيعاب بذيل الإصابة ج 1 / 416 ،
أسد الغابة ج 2 / 114 ،
كنز العمال ج 13 / 379 - 380 ،
مسند أحمد بن حنبل ج 5 / 189 ط 1 .
كشف الخفاء للعجلوني ج2 ص 18
وذكره الفخرالرازي في كتابه عصمة الأنبياء ص 15........ وغيرهم
عجب عجاب، الله يشهد لهم بالعصمة عن الذنوب والآثام ... وهم يردون شهادة الله عز وجل
وأعجب من قبولهم شهادة سعد بن نفيل، قبولهم بشهادة عبد الله بن عمر وحده ، روى ذلك الحميدي في مسند عبد الله بن عمر في الحديث الثامن والستين من أفراد البخاري من كتاب الجمع بين الصحيحين بهذه الألفاظ : إن بني صهيب مولى بني جزعان ادعوا ببيتين وحجرة أن رسول الله " صلى الله عليه واله " أعطى ذلك صهيبا ، فقال مروان : من يشهد لكم على ذلك؟ قالوا : عبد الله ابن عمر ، فشهد لهم بذلك، فقضى مروان بشهادته وحده لهم.
وأضيف بأن الخليفة الأول لأهل السنة والسلف قد أقسم كذبا شهد بما لم يقله الله ورسوله قائلاً " إن رسول الله قال: لا نورث ما تركناه صدقة ، إنما يأكل آل محمد من هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ولأعملن فيها بما عمل رسول الله" فراجع مسلم في صحيحه : 3 / 1380
وتقبل شهادته وهو كاذب كذبا صريحا بقول أنه يتبع ما عهد به الرسول (صلى الله عليه وآله) ودليلي على ذلك ما رواه الحميدي في الجمع بين الصحيحين من مسند جبير بن مطعم في الحديث الثالث من أفراد البخاري قال: جاء جبير بن مطعم وعثمان ابن عفان إلى النبي " صلى الله عليه واله " يكلمانه فيما فيه من خمس خيبر من بني هاشم وبني عبد المطلب، فقالا: يا رسول الله قسمت لإخواننا بني عبد المطلب ولم تعطنا شيئا، وقرابتنا مثل قرابتهم بهما، فقال رسول الله: إنما أرى هاشما وعبد المطلب شيئا واحدا؟ قال جبير: ولم يقسم رسول الله لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس شيئا (البخاري بهذا المضمون في صحيحه : 4 / 155)
فهل قسم أبو بكر في صحة أم كذبٍ على الله ورسوله؟!! يا أهل السنة والسلف أنصفوا تنجوا من عذاب الملك الجبار وتفوزوا برضوان الرب الغفار!
بعد هذه المقدمة البسيطة، يا أهل السنة والسلف، أخيركم بين أمرين ولكل اختيار مدلولٌ يقضي بما قبلتم:
الأول:
أن تقبلوا شهادة المخالفين لأهل البيت (عليهم السلام) وبذا تكونوا قد كفرتم وكفر خلفائكم أيضاً بردهم شهادة الأطهار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً
والثاني:
أن تقبلوا شهادة أهل البيت (عليهم السلام) فيما جرى عليهم من ظلم بعد إستشهاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورحيله إلى الرفيق الأعلى وبذا قبلتم شهادة الله عز وجل وخالفتم من خالف أهل البيت (عليهم السلام) وخالف الله جل وعلى، وبذا تكونوا قد فعلتم ما هو منقذكم من العقاب، وتذكروا أن من رد شهادتهم ما هو إلا كافرٌ لرده شهادة الله عز وجل فيهم.