من تسبب بحبل مريم العذراء (عليها السلام)؟ وكم أقنوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول لوقا: ( فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟” فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ )(1). ومعنى ذلك أن الحمل تمَّ عن طريقين: ( اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ ), ( وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ )، فهما إذن شيئان مختلفان فلو كان الروح القدس هو المتسبب في الحمل، فلماذا يُنسَب إلى الله؟ ولو كان هناك إتحاد فعلي بين الأب والابن والروح القدس لا ينفصل طرفة عين، فعلى ذلك يكون الابن ( الذي هو أيضاً الروح القدس ) هو الذي حبَّلَ أمَّه. وبهذا مشكلة كبيرة فالله كما حل في يسوع فصار يسوع إله فقد حل قبله في أمه مريم ومن المعلوم أنه لولا الأم ما وجد الإبن فهي السبب في وجود الإبن وبالتالي هي أم الإله فإن كان بحلوله في يسوع أصبح يسوع إلهاً فقد حل في سبب وجود يسوع وهو أمه قبل أن يولد يسوع بل وإلتحم بها, فلماذا لا تكون مريم هي الأقنوم الرابع؟.
__________
(1) لوقا:ج 1,ص 34-35.