الجنة والنار مخلوقتان : موسّع
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن نعتقد أنّ الجنّة والنّار مخلوقتان موجودتان الآن.
قال الشيخ المفيد: «إنَّ الجنّة والنّارَ في هذا الوَقتِ مخلوقَتان وبذلك جاءتِ الأخبارُ، وعليه إجماعُ أَهل الشّرعِ والآثار»«1».
وإنّ الآيات القرآنيّة هي الأُخرى تشهد بالوجودِ الفِعليّ لِلجنَّة والنار إذ يقول:
«وَلَقدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرى* عِندَ سِدْرَةِ المنُتَهى* عِندَها جَنَّةُ المأْوى»«2».
ويصرّح في موضعِ آخر: بأنَّ الجنّة مهيَّئَةٌ للمؤمنين، وإن النّار للكافِرين، إذ يقول حولَ الجنّةِ:
«أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»«3».
ويقولُ حَولَ النّار:
«وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ»«4».
ومَعَ ذلك فلا نعرِفُ مكانَ الجَنَّةِ والنّار على وَجهِ الدّقةِ واليقينِ، وإن كان المُستفاد من بعض الآيات هو أن الجَنّة موجودةٌ في القِسم الأعلى كما يقولُ سبحانه:
«وَفي السَّماءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوعَدُونَ»«5».
_____________
(1) أوائل المقالات ص 141
(2) النجم/ 13- 15
(3) آل عمران/ 133
(4) آل عمران/ 131
(5) الذاريات/ 2