السلف يستعين بغير الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من يشنّع ويتهم الشيعة بالشرك يعترف بنفسه في كتبه أنه قد استعان سلفه من قبل بغير الله، فلا أدري أيجوز الاستعانة بغير الله - على رأيهم وحسب قولهم ـ لهم ولا يجوز لغيره؟!
فهذا أبو الفداء(1) عبد الرقيب بن علي بن حسن الإبي (وهابي معاصر) يقول: قال الحافظ ابن عساكر في التاريخ(2): حكى لي أبو المغيث منقذ بن مرشد الكناني قال: كنت عند والدي رحمه الله تعالى وهو ينسخ مصحفاً ونحن نتذاكر خروج الروم، فرفع المصحف وقال: اللهم بحق من أنزلته عليه، إن قضيت بخروج الروم فخذ روحي ولا أراهم، فمات يوم الإثنين الثامن من شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بشيزر، ودفن في داره وخرجت الروم ونزلوا على شيزر في نصف شعبان سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة فحاصروها أربعة وعشرين يوماً ونصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقاً ثم رحلوا عنها يوم السبت تاسع شهر رمضان سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة والله أعلم).
قال أبو الفداء الإبي: إسنادها قوي، وأبو المغيث ترجمه ابن عساكر(3) وقال: سمع الحديث الكثير وكتب وحصّل من كتب الحديث قطعة صالحة وله شعر لا بأس به.
ثم قال عبد الرقيب الإبي: والحكاية فيها بعض ما ينكر ويحذر.
قلت: يريد الإبي بقوله: (والحكاية فيها بعض ما ينكر ويحذر) دعاء أبي المغيث الله بحق النبي (صلى الله عليه وآله)، فهو حرام عند الوهابية!
ونحن لنا أن نسأل أبا الرقيب الإبي ونقول له: إذا الدعاء والتوسل بحق النبي (صلى الله عليه وآله) حرام وغير جائز فلماذا استجاب الله دعاء والد أبي المغيث؟!
_____________
(1) كرامات الأولياء، لأبي الفداء عبد الرقيب بن علي بن حسن الإبي: ص480.
(2) تاريخ ابن عساكر: ج57 ص 219.
(3) تاريخ ابن عساكر: ج6 ص 362.