Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : التقمص .

              • الموضوع : أسئلة وإشكالات على عائشة وحفصة .

أسئلة وإشكالات على عائشة وحفصة

بسم الله الرحمن الرحيم

زوجات الأنبياء (عليهم السلام) فيهم الصالحة والطالحة.
كانت زواجات النبي (صلى الله عليه واله) لأجل مصلحة الرسالة، فزواجه من قوم أو تزويجه لأحد لا يدل على اختيار الله تعالى للزوجة والصهر، إلا أن ينص النبي (صلى الله عليه واله) على ذلك. وقد كان في زوجات الأنبياء (عليهم السلام) كافرات، ذكرهن الله مثلاً لزوجات نبينا (صلى الله عليه واله) محذراً لهن أن يكنَّ مثلهن فقال تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحِينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ. وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِى مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِى مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ). (التحريم: 10-12).
وقد أكثر أتباع السلطة من مديح عائشة وحفصة من زوجات النبي (صلى الله عليه واله)، وقد روتا في مدح نفسيهما أحاديث كثيرةً خاصة عائشة، وادعت أن جبرائيل جاء إلى النبي (صلى الله عليه واله) بصورتها على منديل حرير وقال له: «هذه زوجتك في الدنيا والآخرة» (تاريخ بغداد: 11/221) وأن جبرائيل طبع صورتها على كف النبي (صلى الله عليه واله)!
وقال الشيخ أبو رية في كتابه أبو هريرة شيخ المضيرة/135: « أسرع أبو هريرة فتبرع بحديث من كيسه يقول فيه: إن طول تلك الخرقة ذراعان وعرضها شبر»!
 ولا نعتمد على أحاديث عائشة وحفصة، خاصة في مدح نفسيهما وأسرتيهما! ونعتقد أنهما عصتا الله ورسوله (صلى الله عليه واله) بنص سورة التحريم، ولم تثبت توبتهما ولا عفو النبي (صلى الله عليه واله) عنهما، وأن عائشة خرجت على إمامها (عليه السلام)، وشقت عصا المسلمين، وسببت قتل ألوف المسلمين، ولم تثبت توبتها!
أسئلة:
س1: لماذا تُصِرُّون على أن نساء النبي (صلى الله عليه واله) كلهن مؤمنات تقيات من أهل الجنة، وأنتم تقرؤون قوله تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحِينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)؟ فهل هذا إلا مكابرة من أجل فلانة وفلانة؟!
وكذلك تفسيركم قوله تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)، بأنه في الدنيا والآخرة، مع أنه مختص بالآخرة؟!
س2: لو كان الأمر كما تقول عائشة أن الله تعالى أمر رسوله بالزواج منها، فلماذا لم يقل ذلك الرسول (صلى الله عليه واله) ولا أحد غيرها؟
ولو كان الأمر كما تقول وأن جبرائيل جاء بصورتها على فوطة حرير، لقال ذلك النبي (صلى الله عليه واله)! ولأظهرتها عائشة وافتخرت بها ورفعتها علماً؟!
 ما رووه في سنّ عائشة وأنها تزوجت قبل النبي (صلى الله عليه واله)؟
روت السلطة عن عائشة كثيراً من كلامها عن زواجها، فقالت: إن النبي (صلى الله عليه واله) عقد زواجه عليها وعمرها ست سنين وتزوجها وعمرها تسع سنين.
واتهمت عائشة النبي (صلى الله عليه واله) بأنه كان يستمتع بها وهي بنت ست سنين!
 وقد صدقتها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لهيئة كبار العلماء الوهابية، فأفتت بنسبة هذه التهمة إلى النبي (صلى الله عليه واله) وحاشاه! وقالت في الفتوى رقم: 1809، تاريخ: 3/5/1421: «أما من جهة مفاخذة رسول الله (صلى الله عليه واله) لخطيبته عائشة، فقد كانت في سن السادسة من عمرها ولا يستطيع أن يجامعها لصغر سنها، لذلك كان (صلى الله عليه واله) يضع إربه بين فخذيها ويدلكه دلكاً خفيفاً، كما أن رسول الله يملك إربه على عكس المؤمنين»!
وزعمت عائشة كما في صحيح البخاري (3/58) أن استمتاع النبي (صلى الله عليه واله) بها وهي بنت ست سنين كان في بيتهم في مكة! قالت: «لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله»!
وهذا مردود عليها، لأنها قالت إن النبي (صلى الله عليه واله) عقد عليها في المدينة! ولأن حياة النبي (صلى الله عليه واله) في مكة كانت في خطر بعد وفاة خديجة وأبي طالب (عليهما السلام)، ولم يرووا في السيرة أنه ذهب إلى بيت أبي بكر إلا ما زعموه في الهجرة، ولا يصح أيضاً!
أما في المدينة فكان بيت أبي بكر في السنح خارج المدينة، ولم يسجل التاريخ ذهاب النبي (صلى الله عليه واله) إليه إلا ما زعمته عائشة عند عقدها عليه، ولا يصح أيضاً.
بل هو مردود، لأن عمرها عند الهجرة كان سبع عشرة سنة أو نحوها، فهي أصغر من أختها أسماء بعشر سنين : «عن ابن أبي الزناد أن أسماء بنت أبي بكر كانت أكبر من عائشة بعشر سنين». (سنن البيهقي: 6/204، وسير الذهبي: 3/380، وتاريخ دمشق: 69/10، وسبل السلام: 1/39) وفي تهذيب الأسماء: 2/597: «ولدت أسماء قبل هجرة رسول الله (صلى الله عليه واله) بسبع وعشرين سنة».
وفي تاريخ دمشق: 69/9: «كانت أسماء بنت أبي بكر أكبر من عائشة بعشر سنين ولدت قبل التاريخ بسبع وعشرين سنة وقبل مبعث النبي (صلى الله عليه واله) بعشر سنين.. توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بمكة بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بأيام ولها مائة سنة وقد ذهب بصرها» وسنن البيهقي: 6/204، وسبل السلام/39، وتاريخ دمشق: 69/8، ومصادر كثيرة غيرها!
فيكون عمر عائشة سبع عشرة سنة! لكن رواة السلطة يتناقضون، وينسون!
 ومما يؤيد ما قلناه سن أمها أم رومان، فقد كانت في الجاهلية زوجة ابن سخبرة في الأردن وولدت له الطفيل وجاؤوا مع ابنهما وغلامهما ابن فهيرة، وسكنوا مكة حتى مات زوجها، فتزوجها أبو بكر وولدت له ولدين هما: عبد الرحمن وعائشة، ولم تلد له بعدهما، فيكون سن ولديها متقارباً، ويبدو أنها بلغت سن اليأس بعد ولادتها لعائشة.
وكان عبد الرحمن أخ عائشة في بدر مع المشركين فطلب أن يبارزه أبوه أبو بكر فقال له النبي (صلى الله عليه واله): «متعنا بنفسك يا أبا بكر» (النهاية: 8/95، والحاكم: 3/474، والحلبية: 2/414، والبيهقي: 8/186، والاستيعاب: 2/824، وغيرها.
راجع: الطبقات: 8/276، والتعديل والتجريح: 3/1155، وتهذيب الكمال: 13/389، والإصابة: 3/421، و: 4/117، و: 8/391، وفيه: «وقدم من السراة ومعه امرأته وولده فحالف أبا بكر ومات بمكة».
فأخوها في بدر لا بد أن يكون في العشرينات، وكان عمرها قريباً من عمره!
 كما ادعت عائشة أنها لم تتزوج قبل النبي (صلى الله عليه واله)، لكن روى ابن سعد (8/59) بسند صحيح عندهم عن عبد الله بن أبي ملكية قال: «خطب رسول الله (صلى الله عليه واله) عائشة بنت أبي بكر الصديق فقال: إني كنت أعطيتها مطعماً لابنه جبير، فدعني حتى أسلها منهم، فاستسلها منهم فطلقها فتزوجها رسول الله».
 وفي الطبراني الكبير: 23/26: «وكان أبو بكر قد زوجها جبير بن مطعم فخلعها منه».
 وفي صفة الصفوة: 2/15، والمنتظم: 5/302: «دعني حتى أسلها من جبير سلاً رفيقاً».
 يضاف اليه أنها كانت تكنى أم عبد الله، فقد يكون لها ولد اسمه عبد الله ومات!
ففي سنن البيهقي: 9/311: «أنها قالت: يا رسول الله ألا تكنيني فكل نسائك لها كنية؟ فقال: بلى إكتني بابنك عبد الله، فكانت تكنى أم عبد الله».
وفسره بعضهم بأن النبي (صلى الله عليه واله) قصد ابن أختها عبد الله بن الزبير! لكن لم يعهد أن امرأة من العرب تكنَّت بابن أختها!
أسئلة:
س1: هل تقبلون اتهام عائشة للنبي (صلى الله عليه واله) بأنه كان يفخذها وهي طفلة بنت ست سنين؟!
س2: لو سلمنا جدلاً صحة ذلك، فهل رأيتم زوجة مؤمنة تتكلم عن زوجها وعلاقتهما الجنسية، كما تتكلم عائشة عنها وعن رسول الله (صلى الله عليه واله)؟!
س3: على قول عائشة بأن النبي (صلى الله عليه واله) كان يلعب معها جنسياً وعمرها ست سنوات، فيجب أن يكون زواجها بها في مكة قبل وفاة خديجة (عليها السلام)! وقبل هجرته بسنتين أو ثلاث لأن خديجة توفيت قبل هجرته بأقل من ذلك؟!
س4: لماذا تردون الرواية الصحيحة بأن عمر عائشة عندما تزوجها النبي (صلى الله عليه واله) بضع عشرة سنة، وتصرون على أن عمرها كان ست سنوات أو تسع سنوات؟!
س5: ماذا تفعلون بروايات عائشة المتناقضة والصحيحة عندكم في سنها عندما تزوجها النبي (صلى الله عليه واله) : ست سنوات، وسبع، وتسع وغير ذلك؟!
 فضائل عائشة ومناقبها من أقوالها هي!
يمكن أن يروي الصحابي أقوال النبي (صلى الله عليه واله) في حقه، لكن في العادة أن يرويها معه صحابة آخرون، كما هو الحال في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، وغيره.
لكن يأخذك العجب عندما تجد أن الذي روى عامة فضائل عائشة عن النبي (صلى الله عليه واله)، هو عائشة وحدها، وليس معها إلا عائشة!
ثم تجد في رواياتها التهافت والتناقض، وأنها تفردت بروايات لم يصدقها أحد، مثل رواية رضاع الكبير وآيته التي أكلتها السخلة فجعلت القرآن ناقصاً!
لذا صار من حقك أن تشك في الباقي وتقول إن أم المؤمنين تبالغ في نفسها وأقاربها فتحفظوا من قبول قولها، فتأملوا في نماذج من مبالغاتها :  قالت كما في الطبقات (8/44): « أعطيت خلالاً ما أعطيتها امرأة! ملكني رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنا بنت سبع سنين، وأتاه الملك بصورتي في كفه فنظر إليها، وبنى بي تسع سنين، ورأيت جبريل ولم تره امرأة أخرى غيري، وكنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب أصحابه إليه، ومرض رسول الله في بيتي»
وقالت كما في تاريخ بغداد (14/35): «كانت ليلتي من رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما ضمني وإياه الفراش قلت: يا رسول الله ألست أكرم أزواجك عليك؟ قال: بلى يا عائشة قلت: فحدثني عن أبي بفضيلة. قال: حدثني جبريل أن الله تعالى لما خلق الأرواح اختار روح أبي بكر الصديق من بين الأرواح وجعل ترابها من الجنة، وماؤها من الحيوان، وجعل له قصراً في الجنة من درة بيضاء، مقاصيرها فيها من الذهب والفضة البيضاء». وقالت.. وقالت.. الخ.
س1: هل رويتم شيئاً من مناقب عائشة وفضائلها عن غيرها من نساء النبي (صلى الله عليه واله) أو الصحابة؟! وإذا وضعنا جانباً ما روته هي فهل يبقى لها شيء؟!
 المرأة عند النبي (صلى الله عليه واله) ريحانة، وعند البدوي آكلة ثريد!
من أشهر ما روته عائشة في فضائلها أو رووه عنها، ما في صحيح البخاري (4/131) أن  شبهها بأكلة ثريد! فقال: «كَمُلَ من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران. وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»! وهذا لا ينسجم مع أحاديث النبي (صلى الله عليه واله) عن المرأة وتشبيهاتها الراقية من عالم الجمال والعطر والريحان والقوارير، وعالم القيم والأمانة، بينما يجعلها هذا النص أكلة، ويجعل الثريد أفضلها!
س1: إن وصف الرجل للمرأة بأنها أكلة، يكشف عن شعوره الجنسي تجاهها ونظرته إليها كما ينظر البدوي لأكلة الثريد! فلا بد أن عائشة سمعته من بدوي، لأنه لا يوجد في حديث من أحاديث النبي (صلى الله عليه واله) إطلاقاً إلا في حديثها؟!
 وزعمت أنها سابقت النبي (صلى الله عليه واله) فاستعمل الحيلة معها!
في مسند، حمد (6/264): « عن عائشة قالت: خرجت مع النبي (صلى الله عليه واله) في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم، ولم أبدن، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك، فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت، خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال: تعاليْ حتى أسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك»! ونحوه: 6/39، وابن ماجه (1/636) على شرط بخاري.
س1: لاحظوا أنها ذكرت سفرتين ولم تسمهما، وهذا يوجب الشك في كلامها! ويزيد الشك أن الحادثتين كانتا بحضور الصحابة! لكن لم يروهما أحد إلا عائشة؟!
 وزعمت أن النبي (صلى الله عليه واله) كان عنده مغنيتان!
في صحيح البخاري (3/228): «عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله (صلى الله عليه واله) وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعَاث (معركة بين الأوس والخزرج)، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله! فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا. قالت: وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت رسول الله (صلى الله عليه واله) وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول: دونكم يا بني أرفدة! (اسم للأحباش يشجعهم بذلك ) حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم. قال فاذهبي».
وفي الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية/480: «وهو النبي الذي رفع عائشة على منكبه لتنظر إلى الحبشة الذين كانوا يلعبون في المسجد، فاضطر عمر بن الخطاب أن ينهرهم»! راجع صحيح مسلم كتاب صلاة العيدين الحديث 18-22. والشياطين من الجن والإنس كانوا يلهون في جلسة مع رسول الله، فعندما جاء عمر بن الخطاب فروا عندما رأوا عمر، ومن قبل كانوا آمنين ويلهون! فمعنى ذلك أن لعمر هيبة ورهبة وأهمية عند شياطين الجن والإنس أكثر من النبي! راجع سنن الترمذي - أبواب المناقب، باب مناقب عمر!
أسئلة:
س1: قال ابن طاووس في الطرائف/221: «كيف حسن من هؤلاء المسلمين نقل مثل هذه الأحوال لنبيهم وتصحيحهم لها، وهم قد ذكروا عنه أنه أعقل العقلاء وأكمل الأنبياء (صلى الله عليه واله)! وتالله إننا نحن نعلم أن نبيهم ما كان على صفة يرضى بمثل ما قد ذكرته عائشة عنه، فإن كل عاقل يعلم أن مثل هذا اللعب واللهو والاشتغال عن الله لا يليق بمن يدعي صحبة نبي من الأنبياء (عليهم السلام)، فكيف يروونه عمن يعتقد أنه أفضل الأنبياء (صلى الله عليه واله)! ومن أعجب ما تضمنه بعض هذه الأحاديث أنه كان يفرج زوجته على الذين يلعبون ويطلق لنسائه وحرمه الانبساط، في مثل هذه الروايات التي تقدح في الأماثل والأفاضل، ولاسيما وقد ذكر أنه كان أعظم الناس غيرة! ومن طرائف ذلك أنهم ذكروا أن الحبشة كانوا يلعبون في المسجد، وقد رووا أن نبيهم (صلى الله عليه واله) صان مسجده عن غير العبادات، حتى أن رجلاً ضلت له ضالة فنادى عليها في المسجد فأنكر عليه».
س2: أضف إلى ذلك تفاصيل قالتها عائشة تزيد الحادثة بعداً عن التصديق، حيث يفهم من بعض الروايات أنها ركبت على ظهر النبي (صلى الله عليه واله)! قالت: «وكنت أنظر فيما بين أذنيه.. فقال لي: أما شبعت أما شبعت؟ قالت: فجعلت أقول لا لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر قال: فارفض الناس عنها، قالت: فقال رسول الله: إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر»! (أحاديث عائشة للعسكري: 2/211).
وعلق عليه السيد شرف الدين في كتابه: إلى المجمع العلمي بدمشق/88: «من عذيرنا من هؤلاء، يريدون ليثبتوا فضيلة لمن يوالون فيأتون بمثل هذه لعائشة، غافلين عما يلزمها من اللوازم الباطلة المستحيلة على سيد رسل الله (صلى الله عليه واله) وأكمل مخلوقاته!
كما رووا في خصائص عمر أنه ما انقطع الوحي عني مرة، إلا خلته نزل في آل الخطاب! ورووا أيضاً : لو نزل العذاب ما نجا منه إلا آل الخطاب! ذهولاً عما وراء هذا الافتراء من الداهية الدهياء والطامة العمياء! نعوذ بالله من سبات العقل»!
 شهادة عائشة المتناقضة في أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)! 
 وقعت عائشة في التناقض عندما شهدت بأن علياً وفاطمة (عليهما السلام) أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم زعمت أنها وأباها أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)!
روى أحمد (4/275): «استأذن أبو بكر على رسول الله (صلى الله عليه واله) فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي ومني، مرتين أو ثلاثاً، فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى إليها (ضربها) فقال: يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله»! والنسائي (5/139، و365، وأبو داود: 2/477).
وروى النسائي (5/139): «عن جميع بن عمير قال دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها تسألها من وراء الحجاب عن علي (عليه السلام)؟ فقالت: تسأليني عن رجل ما أعلم أحداً كان أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) منه، ولا أحب إليه من امرأته». وخصائص أمير المؤمنين للنسائي/109.
وفي تناقضات الألباني الواضحات: 2/251: « كان أحب النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فاطمة ومن الرجال علي. وقد كتم الألباني شاهداً صحيحاً رواه الإمام أحمد في مسنده (4/275 ) عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على رسول الله فسمع صوت عائشة عالياً... قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7/27): أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير».
وفي تفسير ابن كثير (3/493)، عن ابن حوشب: « دخلت مع أبي على عائشة فسألتها عن علي فقالت: تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه؟ لقد رأيت رسول الله دعا علياً وفاطمة وحسن وحسيناً (رضي الله عنهم) فألقى عليهم ثوباً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قالت فدنوت منهم فقلت: يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال: تنحي فإنك على خير»!
وروى عنها ابن أختها عروة قال: «قلت لعائشة: من كان أحب الناس إلى رسول الله؟ قالت: علي بن أبي طالب.قلت: أي شئ كان سبب خروجك عليه؟ قالت: لم تزوج أبوك أمك؟ قلت: ذلك من قدر الله، قالت: وكان ذلك من قدر الله»! (كنز العمال: 11/334،
ورواه ابن حجر في لسان الميزان: 5/154، ونقل رد الصابوني له، وقال: «ثم وجدت الحديث في غرائب مالك للدارقطني أخرجه عن أبي سهل بن زياد وبسنده، قال لم يروه عن مالك عن ابن أبي الخصيب وغيره أثبت منه. ووصف الصابوني فإنه محمد بن يوسف بن إسماعيل الصابوني أبو عبد الله الحافظ. وقد ذكره الخطيب فقال: روى عنه عباس التستري وإبراهيم الحربي ومحمد بن غالب تمتام وغيرهم وكان ثقة. ثم ساق من طريق ابن جامع قال: سنة ثمان عشرة ومائتين مات محمد بن الخصيب الأنطاكي. ثقة».
أما البخاري (4/192) وأمثاله من المتشددين في نصرة السلطة، فتعاموا عن اعتراف عائشة بأن علياً وفاطمة (عليهما السلام) أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، وجاؤوا بشهادة عمرو بن العاص بأن عائشة وأباها أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم عمر ثم أبو عبيدة (أبو يعلى: 8/229) وقال عدَّدَ النبي (صلى الله عليه واله) رجالاً من قريش!وطبعاً ليس فيهم علي (عليه السلام)! فروى البخاري عن عمرو بن العاص قال: «إن النبي (صلى الله عليه واله) بعثني على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها. فقلت: ثم مَن؟ قال: ثم عمر بن الخطاب، فعدَّ رجالاً».
وتمسك النواصب برواية ابن العاص : «قال ابن حزم: فقد فضلها رسول الله على أبيها وعلى عمر وعلى علي وفاطمة تفضيلاً ظاهراً» (أعلام النساء لكحالة: 2/128).
وتعاموا عن حديث ابن عباس، قال : «دخل رسول الله (صلى الله عليه واله) على عليٍّ وفاطمة وهما يضحكان، فلما رأيا النبي سكتا فقال لهما النبي (صلى الله عليه واله) : ما لكما كنتما تضحكان فلما رأيتماني سكتما؟ فبادرت فاطمة فقالت: بأبي أنت يا رسول الله قال هذا: أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله منك! فتبسم رسول الله وقال: يا بنية لك رقة الولد وعلٌّي أعز عليَّ منك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي هريرة قال: قال عليٌّ: يا رسول الله أيما أحب إليك، أنا أم فاطمة؟ قال فاطمة أحب إليَّ منك، وأنت أعز عليَّ منها». (مجمع الزوائد: 9/202).
وتمسكوا بأقوال عائشة التي ناقضت فيه نفسها، فروى البخاري (3/132) عنها أن النبي (صلى الله عليه واله) ميزها على نسائه، ولم يسمع لشكواهن فيها! قالت: «إن نساء رسول الله (صلى الله عليه واله) كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله، وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) أخرها حتى إذا كان رسول الله في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية إلى رسول الله في بيت عائشة، فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدى إلى رسول الله هدية فليهده حيث كان من نسائه، فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئاً فسألنها فقالت: ما قال لي شيئاً! فقلن لها: فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضاً فلم يقل لها شيئاً! فسألنها فقالت ما قال لي شيئاً! فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته، فقال لها: لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة ألا عائشة! قالت فقلت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله! ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) فأرسلت إلى رسول الله تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر، فكلمته فقال: يا بنية ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: إرجعي إليه فأبت أن ترجع، فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها، حتى أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لينظر إلى عائشة هل تكلم؟ فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها! قالت فنظر النبي (صلى الله عليه واله) إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر!» ومسلم (7/135، و أحمد : 6/88، وغيرهما.
وفي صحيح ابن حبان (16/47): «عن عائشة قالت: لما رأيت من النبي (صلى الله عليه واله) طيب نفس قلت: يا رسول الله أدع الله لي، فقال: اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر، ما أسرت وما أعلنت فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك»! ووثقه في الزوائد (9/243).
وبهذا تحاول أن تجعل نفسها الوحيدة التي دعا لها النبي (صلى الله عليه واله) بغفران كل ما ستفعله بعده! لتغطي به ذنبها في سفك دماء ألوف المسلمين في حرب الجمل!
ولم يكتفوا بذلك فوضعوا على لسان أم سلمة أن النبي (صلى الله عليه واله) كان من حبه لعائشة «لا يتمالك»! (الطبراني الكبير: 23/45).وروى الذهبي في سيره (2/172) أن ابن عمرو بن العاص بعث شخصاً إلى أم سلمة قال: «سلها أكان رسول الله يقبّل وهو صائم؟ فإن قالت لا، فقل: إن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو صائم، فقالت: لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حباً، أما إياي فلا»!
راجع في هذا الموضوع نفحات الأزهار لآية الله الميلاني: 14/258، فقد استوفى الموضوع، وخصص ذا المجلد من كتابه لإثبات طرق وأسانيد حديث الطائر الذي أهداه الله لرسوله (صلى الله عليه واله) عندما كان بيته وليس عند أحد من نسائه، فدعا الله تعالى أن يبعث له أحب خلقه إليه ليتغدى معه من ذلك الطائر، فسمع دعاءه خادمه أنس بن مالك، فجاء علي (عليه السلام) فأرجعه أنس مرات بأمل أن يأتي غيره فلم يأت! وعاد علي (عليه السلام) فكبر النبي (صلى الله عليه واله) وفرح وقال لأنس لم فعلت ذلك.؟!
أسئلة:
س1: إذا روي عن شخص بسند صحيح شهادته بأنه هو أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، ثم روي عنه بسند صحيح أن أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) خصمه الذي يبغضه! فأي شهادتيه يجب قبولها؟!
س2: هل يصح القول إن عائشة ادعت أفضليتها وأباها أولاً وأنهما أحب الناس إلى النبي (صلى الله عليه واله)، ثم تراجعت بعد هزيمة حرب الجمل، لأنا نجد عنها بعدها أحاديث تعترف فيها بفضل علي والزهراء (عليهما السلام) وكأنها بذلك تكفر عن فعلتها وحربها الخاسرة؟!
 زعمت عائشة أن الخلافة لأبيها وأولاده بالنص!
أجمع أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم على أن النبي (صلى الله عليه واله) أوصى بالخلافة لعلي والعترة (عليهم السلام)، وأجمعت أتباع مذاهب الخلافة على أن النبي (صلى الله عليه واله) لم يوص إلى أحد.
ففي صحيح البخاري (8/126): «قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني، رسول الله»! لكن تفردت عائشة بالقول إن النبي (صلى الله عليه واله) أوصى لأبي بكر وأراد أن يكتب بذلك عهداً! قالت: «قال لي رسول الله في مرضه: أدعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أول»! (مسلم7/110، وأحمد: 6/144، وغيرهما) ورواه بخاري: 7/8، و: 8/126، بلفظ: «أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون».
 وقال ابن حجر: 1/186 و: 13/177: «أفرط المهلب فقال: فيه دليل قاطع في خلافة أبي بكر، والعجب أنه قرر بعد ذلك أنه ثبت أن النبي (صلى الله عليه واله) لم يستخلف»!
وكان عبد الرحمن بن أبي بكر أكثر صراحة من أخته فقال: «قال رسول الله: إئتوني بكتاب وكتف أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده أبداً». (مجمع الزوائد: 5/181).
أي ليكتب الخلافة لأبي بكر وبنيه! ولم يذكر لماذا لم يكتب النبي (صلى الله عليه واله) الخلافة لهم، فهل اتهمه أحدٌ بأنه يهجر وقال: حسبنا كتاب الله؟! وهل لغطوا واختلفوا فطردهم النبي (صلى الله عليه واله) فقال: قوموا عني؟!
 وقد عملت عائشة ليكون أخوها عبد الرحمن خليفة، فقتله معاوية، وكانت عملت ليكون الخليفة ابن عمها طلحة فقتله مروان في معركة الجمل! ثم كانت تهيء ابنه موسى بن طلحة، الذي ادعى أنه المهدي الموعود، وسيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، ولكنه لم يصل إلى شيء، ولم يملأ شبراً من الأرض عدلاً!
كما زعمت عائشة أن بني تيم أسرع العرب إلى الإسلام! «قالت: دخل عليَّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يقول: يا عائشة، قومك أسرع أمتي بي لحاقاً» (حياة الصحابة: 2/365).
أسئلة:
س1: ما دام النبي (صلى الله عليه واله) أمر بإحضار أبي بكر وابنه ليكتب لهما عهده بالخلافة من بعده، فما الذي منعه من ذلك؟ وهل صاح أحد إن النبي ليهجر، حسبنا كتاب الله؟!
س2: هل تصدقون بأن النبي (صلى الله عليه واله) لم يستخلف علياً (عليه السلام) ولا غيره، أم تصدقون حديث عائشة بأنه أراد أن يستخلف أبا بكر وأولاده من بعده؟!
س3: هل خالف أبو بكر وصية النبي (صلى الله عليه واله) له ولأولاده بعده، فلم يستخلف ابنه عبد الرحمن واستخلف عمر بن الخطاب؟!
س4: ما معنى: «يا عائشة قومك أسرع أمتي بي لحاقاً»؟ وهل كان بنو تيم أسرع الناس لحاقاً بالإسلام، أو أسرع الناس لحاقاً برسول الله (صلى الله عليه واله) بعد موته؟!
 وكانت معجبة بابن عشيرتها طلحة وابنه موسى!
كان طلحة يأتيها فيجلس معها فنهاه النبي (صلى الله عليه واله) فأجابه طلحة بخشونة وجاهلية! ثم قال: لئن مات محمد لأتزوجن عائشة!
«فقال النبي (صلى الله عليه واله) : لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا! فقال: يا رسول الله إنها ابنة عمي والله ما قلت لها منكراً ولا قالت لي! قال النبي: قد عرفت ذلك. إنه ليس أحد أغْيَرُ من الله وإنه ليس أحد أغْيَر مني! فمضى ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي لأتزوجنها من بعده! فأنزل الله هذه الآية: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) (سنن البيهقي: 7/69).
وفي تفسير القمي: 2/195: « لما أنزل الله: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)، وحرم الله نساء النبي على المسلمين، غضب طلحة فقال: يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا! لئن أمات الله محمداً لنفعلن كذا وكذا»!
ثم عملت عائشة زمن عثمان ليكون طلحة الخليفة بعده، لكنها تفاجأت ببيعة المسلمين لعلي (عليه السلام)، فقالت: وددتُ أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا! وكانت في الطريق إلى المدينة فرجعت إلى مكة، وضربت خيمتها في حجر إسماعيل وأخذت تُخذِّلُ الناس عن بيعة علي (عليه السلام)، وأعلنت أن عثمان قتل مظلوماً وأنها ستطلب بدمه! وخرجت مع طلحة والزبير إلى البصرة فقتلا خارج المعركة وانهزمت عائشة وتبنت العمل لخلافة عبد الله بن الزبير ابن أختها!
أسئلة:
س1: ماذا تقولون في أحاديث نهي النبي (صلى الله عليه واله) لطلحة أن يأتي إلى بيته ويجلس مع عائشة، وفي أجوبة طلحة غير المؤدبة؟
س2: ماذا كان موقف عائشة عندما غضب النبي (صلى الله عليه واله) ونهى طلحة عن دخول بيته؟!
س3: هل كان تعصب عائشة لطلحة وابنه موسى وهما من عشيرتها بني تيم، أقوى من علاقتها بالنبي (صلى الله عليه واله)، ثم أقوى من علاقتها بابن أختها عبد الله بن الزبير؟
 عجز محبوا عائشة عن الدفاع عنها
عائشة أكثر نساء النبي (صلى الله عليه واله) كلاماً وإثارة للجدل! فقد سببت بأقوالها وأفعالها إشكالات وأسئلة عجز محبوها عن الجواب عنها! وأكثر ما يعجزون عنده خروجها على الخليفة الشرعي، وشقها عصا المسلمين، وإشعالها حرب الجمل بدون سبب مقنع، وقد قتل فيها ألوف المسلمين!
ثم يعجزون عن الجواب على إرضاعها الرجال، بل يتفاجؤون بأنها أرسلت بضعة رجال أو بضعة عشر، إلى أختها وزوجة أخيها، فرضع الواحد خمس رضعات، وربما خمس مصات، وصار من محارمها يدخل عليها مع أنه أجنبي!
ثم يفاجئهم مدحها المفرط لنفسها، فقد تحدثت كثيراً عن ملبسها ومأكلها ونومها ويقظتها وجمالها وفضلها على نساء النبي (صلى الله عليه واله)! بل تحدثت عن أمورها الشخصية مع النبي (صلى الله عليه واله) بأسلوب ممجوج، يستحي منه من عنده أقل حياء!
ونسبت إلى النبي (صلى الله عليه واله) أحاديث في فضلها وفضل أبيها وعشيرتها بني تيم، لم يصدقها فيها علماء السلطة، ولكنهم سكتوا عنها لأنها أحاديث بنت الرئيس!
عندما رأت عائشة أن النبي (صلى الله عليه واله) اهتم بدفن فاطمة بنت أسد (رضي الله عنها)، ونزل في قبرها، قالت إنه نزل في قبر أمها أم رومان! (الإصابة: 8/392)
ثم غالت عائشة في أمها وشطحت، فمدحتها بأن النبي (صلى الله عليه واله) دعا المسلمين إلى أن يتفرجوا عليها فقال: « من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان» (الطبقات: 8/277)!
وعندما رأى علماء السلطة أن هذا غير معقول تحايلوا على معناه فقالوا: «أي يتأملها بعين بصيرته لا ببصره، فإنه إلى الأجنبية حرام» (فيض القدير: 6/197).
أسئلة:
س1: هل تدافعون عن أحاديث عائشة الجنسية وشبه الجنسية، أم تنتقدونها؟
س2: هل تصدقون ما زعمته عائشة من قول النبي (صلى الله عليه واله) في أمها، وأبيها؟!
 كانت ترسل الرجل إلى قريباتها ليرضعنه!
في إرشاد الساري بشرح البخاري (6/265) : « كانت تأمر عائشة بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها أو يدخل عليها، وأن كان كبيراً خمس رضعات»! وقد أرضعت بهذه الطريقة عدة رجال، وقد يكون الواحد منهم يرضع خمس مصات من ثدي بنت أختها أو بنت أخيها، فيكون محرماً عليها كما زعمت! (راجع الحلى: 10/9).
وقد استنكرت عليها هذا العمل نساء النبي (صلى الله عليه واله) فزعمت أن رضاع الكبير نزلت في آية فأكلتها السخلة الملعونة، وبقي القرآن ناقصاً إلى يوم الدين!
قالت: «كانت في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله (صلى الله عليه واله) اشتغلنا بموته فدخل الداجن فأكلها»! وسألوها عن الخمس رضعات، فقالت: نزلت الآية أولاً عشر رضعات، ثم نسخت بخمس رضعات!
وقد رووا ذلك في أصح كتبهم، واعترفوا بفعل عائشة هذا، وحاولوا الدفاع عنها دون جدوى! روى مسلم : 4/167، عن عائشة أنها قالت: «كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وهن فيما يقرأ من القرآن»! ورواه الدارمي: 2/157، وابن ماجة: 1/625 ومسند الشافعي ص 416، وروى بعده قولها: لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا، ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها».
أسئلة:
س1: زعمت عائشة أن النبي (صلى الله عليه واله) دفن في غرفتها، ثم قالت إنها كانت بعيدة عنها مشغولة بتمريض النبي (صلى الله عليه واله) وكانت فارغة، فدخلت داجن أي سخلة وأكلت آية الرضاع وغيرها، من تحت سريرها! فأي قوليها تصدقون؟!
س2: كتبنا في سيرة الإمام الحسن (صلى الله عليه واله) أن غرفة عائشة كان لها باب واحد، والغرفة التي توفي فيها النبي (صلى الله عليه واله) كان لها بابان، فقد دخل المسلمون من باب وصلوا على جنازته وخرجوا من باب آخر، فلا يصح أنه توفي في غرفة عائشة، فما قولكم؟!
س3: هل ترون أن عمل عائشة في إرضاع الكبير عمل طبيعي، أم تشعرون بشيء من الخجل بسببه؟!
س4: هل أحصيتم عدد الرجال الذين أرسلتهم عائشة إلى أقاربها فأرضعنهم، فقد ذكر بعضهم أنهم بضع عشرة رجلاً؟!
س5: هل يسمح أحدكم لزوجته أن ترضع رجلاً أجنبياً، ليكون محرماً عليها؟!
س6: ما هو رأي فقهائكم المعاصرين في رضاع الكبير، وهل سمعتم بفتواهم للموظفة التي تعمل وحدها مع زميل أن تعمل برأي عائشة وترضعه ليحرم عليها؟!
س7: تقول عائشة إن رضاع الكبير يكفي أن يكون خمس رضعات، فهل أن المصة الواحدة تعتبر رضعة؟ وهل إذا مص الرجل من ثدي امرأة أجنبية خمس مرات فقد صار محرماً عليها؟!
س8: هل يشترط في رضاع الكبير رضا زوج المرأة، أم يجوز لها ولو لم يرض؟!
 اشتهرت بسلوكها غير المؤدب مع النبي (صلى الله عليه واله)!
وقد اعترفت بذلك فقالت: «كنت أمد رجلي في قبلة‌ النبي وهو يصلي، فإذا سجد غمزني فرفعتها فإذا قام مددتها» (البخاري: 2/109).
وقولها له (صلى الله عليه واله) : «لا تشبع من أم سلمة»! (الطبقات: 8/80).
 وكانت تتفقد النبي (صلى الله عليه واله) ليلاً، وتعقبته عندما ذهب إلى زيارة البقيع!
 وكانت تتعقبه إذا دخل إلى الخلاء! «عن عائشه: كان النبي إذا دخل الغائط أدخل على أثره فلا أرى شيئاً، فذكرت ذلك له فقال: يا عائشه أما علمت أن أجسادنا نبتت على أرواح أهل الجنة، فما خرج منا من شي‌ء ابتلعته الأرض». (تاريخ الذهبي: 14/109، وتاريخ بغداد: 8/62)
أسئلة:
س1: ما قولكم في عمل عائشة ومد رجلها أمام النبي (صلى الله عليه واله) وهو يصلي؟ وفي اتهامها النبي (صلى الله عليه واله) بالنهم على أم سلمة؟!
س2: ما معنى قول النبي (صلى الله عليه واله) إن أجسادنا نبتت على أرواح أهل الجنة؟
 قالت للنبي (صلى الله عليه واله) : أنت الذي تزعم أنك نبي!
كان النبي (صلى الله عليه واله) في سفر ومعه زوجتاه صفية وعائشة، فأمر بوضع أسباب صفية على جمل عائشة، «قالت عائشة: فلما رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله! قالت فقال رسول الله: يا أم عبد الله إن متاعك كان فيه خف وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأ بالركب فحولنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها. قالت فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله! قالت: فتبسم قال أوفي شك أنت يا أم عبد الله؟ قالت قلت: ألست تزعم أنك رسول الله أفلا عدلت! وسمعني أبو بكر وكان فيه غرب أي حدة فأقبل عليَّ فلطم وجهي، فقال رسول الله: مهلاً يا أبا بكر. فقال: يا رسول الله أما سمعت ما قالت؟! فقال رسول الله: إن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه». (مجمع الزوائد: 4/322، ومسند أبي يعلى: 8/129، والسيرة الحلبية: 3/313، وفيض القدير: 3/661.).
س1: إذا قال هذا الكلام لرسول الله (صلى الله عليه واله) غير عائشة فهل يعتبر كفراً بنبوته؟!
وقالت للنبي (صلى الله عليه واله) : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك!
في مسند أحمد : 6/261: «لما نزلت هذه الآيات: (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُئْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ) قالت عائشة: يا رسول الله، ما أرى ربك إلا يسارع في هواك»! وصحيح بخاري: 6/24.
س1: هل أن تهمة عائشة هذه خاصة بالنبي (صلى الله عليه واله) أم هي تهمة لله تعالى بأنه يميل عن الحق، من أجل هوى نبيه (صلى الله عليه واله)؟!
 واتهمت النبي (صلى الله عليه واله) بأنه مسحور!
قال الله تعالى: (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إلا رجلاً مَسْحُوراً). وقالت عائشة لقد سُحِر النبي (صلى الله عليه واله) وأثَّر عليه السحر، فكان يتخيل أنه فعل الشيء ولم يفعله!
وزعمت أن يهودياً سَحَره، فأخذ مشطه وبعض شَعره وجعل فيه سحراً ودفنه في بئر! وأنه (صلى الله عليه واله) فقد حواسه وذاكرته وبقي على تلك الحالة ستة أشهر! حتى دلَّهُ رجلٌ على الشخص الذي سحره والبئر التي أودع فيها المشط والمشاطة من شعره! فذهب إلى البئر واستخرج المشط منها وفكَّ عقد خيط الجلد الذي لفَّ به، وأمر بدفن البئر، ولم يقتل الذي سحره، لأنه لم يُرِدْ أن يثير فتنة!
 روى البخاري هذه الخرافة عن عائشة في خمسة مواضع! منها في: 4/91: « عن عائشة قالت: سُحِرَ النبي (صلى الله عليه واله)! وقال الليث كتب إلى هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه، عن عائشة قالت: سُحر النبي (صلى الله عليه واله) حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: اُشْعِرتُ أن الله أفتاني فيما فيه شفائي. أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر: ما وجعُ الرجل؟ قال: مَطْبُوب! قال: ومن طَبَّهُ؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في ماذا؟ قال: في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر! قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذِروان! فخرج إليها النبي (صلى الله عليه واله) ثم رجع فقال لعائشة حين رجع: نخلها كأنها رؤوس الشياطين! فقلت: استخرجتهُ؟ فقال: لا، أما أنا فقد شفاني الله، وخشيتُ أن يثير ذلك على الناس شراً، ثم دُفِنَتْ البئر»!
 وفي: 4/68: « سُحر حتى كان يُخَيَّلُ إليه أنه صنع شيئاً ولم يصنعه»!
 وفي: 7/88: « مكث النبي كذا وكذا، يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي»!
 وفي: 7/29: «كان رسول الله سُحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن! قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا»!
 وكرره البخاري ذلك بروايات متعددة (7/28 و164). وروته عامة مصادرهم!
 وقال إمامهم الكبير ابن حجر في مدة بقاء النبي (صلى الله عليه واله) مسحوراً مجنوناً معاذ الله! «ووقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي: فأقام أربعين ليلة، وفي رواية وهيب عن هشام عند أحمد: ستة أشهر ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه، والأربعين يوماً من استحكامه! وقال السهيلي: لم أقف في شيء من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث النبي فيها في السحر حتى ظفرت به في جامع معمر عن الزهري أنه لبث ستة أشهر!كذا قال. وقد وجدناه موصولاً بإسناد الصحيح فهو المعتمد» (فتح الباري: 10/192).
ويقصد السهيلي ما في مسند أحمد: 6/63: «عن عائشة قالت: لبث رسول الله ستة أشهر يرى أنه يأتي نساءه، ولا يأتي»!
أسئلة:
س1: كيف صدقتم عائشة في افترائها على رسول الله (صلى الله عليه واله) بأنه كان لستة أشهر مسحوراً، وأنه مرض من السحر وانتثر شعر رأسه وصار أقرع، وصار يذوب ولا يدري ما عراه! وكان يتصور أنه يرى شيئاً وهو لا يراه، وأنه أكل ولم يأكل، وأنه نام مع زوجته ولم يفعل؟!
س2: هل رأيتم في افتراء بني إسرائيل على أنبيائهم (عليهم السلام) ما يصل إلى هذا الإفتراء؟!
س3: ما هو الفرق بين قول الكفار الظالمين: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَسْحُوراً، وبين قول عائشة: «حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله»؟!أليس هذا الجنون بعينه؟!
س4: إن قبلتم قولها في النبي (صلى الله عليه واله) فمن يضمن أن يكون الله تعالى أنزل عليه وحياً وأوامر، فتصور أنه بلغها ولم يبلغها؟!
س5: متى كانت هذه الحادثة؟ في السنة السادسة أو السابعة؟ وكل حياة النبي (صلى الله عليه واله) وسنواتها وأيامها مشهودة، وكيف لم يعرف ذلك إلا عائشة؟!
س6: كيف توافقون اعتقاد أهل الجاهلية بالقدرات الخارقة للساحر وتأثيره حتى على الأنبياء (عليهم السلام)؟! ولو صح ذلك فلماذا لم يَصِر السَّحَرَة حكام الأرض؟!
س7: هل عرفتم سبب قوله (صلى الله عليه واله) : «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»؟!
 اتهمت النبي (صلى الله عليه واله) بأنه قاسي القلب لا تدمع عينه على أحد!
في مصنف ابن أبي شيبة (3/267): «قالت: حضر رسول الله (صلى الله عليه واله) وأبو بكر وعمر، يعني وفاة سعد بن معاذ، فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء عمر من بكاء أبي بكر وإني لفي حجرتي! قالت وكانوا كما قال الله: رحماء بينهم قال علقمة: أي أماه كيف كان يصنع رسول الله؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته»!!
 أسئلة:
س1: أليس في علمائكم رجل تثور غيرته لنبيه (صلى الله عليه واله) ويقول لعائشة: كفاك طعناً بالنبي (صلى الله عليه واله)، فمن يصدقك بأنه لم تدمع عينه رحمة لأحد!
وهل أنت إلا كمن ينفي الكرم عن حاتم الطائي، ويثبتها لسوقة الناس!
س2: أليس في علمائكم رجل رشيد يقول لعائشة: كفاك غلواً في أبيك وعمر، فقد فضلتيهما على النبي (صلى الله عليه واله)، وهما المعروفان بغير ذلك، خاصة عمر!
 واشتهرت بسوء خلقها مع نساء النبي (صلى الله عليه واله)
فقد شتمت أم سلمة وغيرها من نساء النبي (صلى الله عليه واله)، وأخذت برأس سودة وعاونتها حفصة ولطخت وجهها بالعصيدة! (أحاديث عائشة: 1/63).
وشتمت صفية واتهمتها بتهمة، قال عنها النبي (صلى الله عليه واله): إنها لو مزجت بماء البحر لنتنته! (المصابيح: 3/329).
س1: هل جمعتم أحاديث عراكات عائشة مع نساء النبي (صلى الله عليه واله)، وظلمها لهن بلسانها ويدها وتصرفاتها؟!
 وكانت تُكَسِّر أوانيهن عندما يرسلن طعاماً له ولأصحابه!
وتكرر ذلك منها، ففي صحيح البخاري (3/108): «فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين مع خادم بقصعة فيها طعام، فضربت يده فكسرت القصعة، فضمها وجعل فيها الطعام وقال: كلوا، وحبس الرسول والقصعة حتى فرغوا، فدفع القصعة الصحيحة وحبس المكسورة» والنسائي (7/70).
وفي عمدة القاري (13/36): «قال الطيبي: إنما أبهمت عائشة تفخيماً لشأنها»
ثم روى عن عائشة: « فأخذني إفكل يعني رعدة فكسرت الإناء! وقال الشيخ يحتمل أنهما واقعتان وقعت لعائشة مرة مع زينب ومره مع صفية..عن أنس أنهم كانوا عند رسول الله (صلى الله عليه واله) في بيت عائشة إذا أتي بصفحة خبز ولحم من بيت أم سلمة فوضعنا أيدينا وعائشة تصنع طعاماً عجلة، فلما فرغنا جاء‌ت به ورفعت صفحة أم سلمه فكسرتها! وقال الشيخ يحتمل أنهما واقعتان وقعت لعائشة مره مع زينب ومره مع صفية»! وفي مسند أحمد (3/105) «عن أنس.. قال أظنها عائشة»
وفي تاريخ بغداد (4/132) عن عائشة قالت: « ولقد رأيتني يوماً بعثت صفيه إليه بإناء فيه طعام وهو عندي وفي يومي، فما هو إلا أن بصرت بالإناء فلما وصل الإناء إلى حيث أنا له صدمته بيدي فكفأته على الأرض، فرماني رسول الله ببصره فعرفت الغضب في طرفه»!
وفي فتح الباري (5/90): «وفي رواية أم سلمة عند النسائي: فجاءت عائشة ومعها فهر ففلقت به الصفحة! وفي رواية ابن علية فضربت التي في بيتها يد الخادم فسقطت الصفحة فانفلقت»!
س1: هل ترون تصرفات عائشة هذه مقبولة ولا تخدش في مقامها عندكم؟!
 وكانت وحفصة تؤذيان وتستعملان الكذب والحيلة!
واتفقت مع حفصة على الكذب واستعمال الحيلة لخداع إحدى زوجات النبي (صلى الله عليه واله)! ففي الكافي: 5/421: « تزوج النبي (صلى الله عليه واله) امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها سنى وكانت من أجمل أهل زمانها، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على رسول الله بجمالها فقالتا لها: لا يرى منك رسول الله (صلى الله عليه واله) حرصاً إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي بالله إذا دخلت عليه! فلما دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله (صلى الله عليه واله) عنها فقال: أمِنَ عائذُ الله، فطلقها وألحقها بأهلها» والاستيعاب: 4/1786، والطبقات: 8/145، والمحبر/94، واليعقوبي: 2/85، والحاكم: 4/37، وفيه: «فكانت تقول: أدعوني الشقية...قال ابن عمر..إنها ماتت كمداً». ومذيل الطبري/106.
أسئلة:
س1: هل يتناسب هذا العمل من عائشة وحفصة مع أقل درجات التقوى في المرأة المؤمنة العادية، فضلاً عن زوجة النبي (صلى الله عليه واله)؟!
س2: لقد ارتكبتا معاصي الكذب والحيلة وأذى الغير، فهل تابتا من ذلك؟!
 واتهمت مارية أم إبراهيم بالفاحشة!
وكانت تؤذي مارية القبطية، وزاد أذاها لها عندما رزقها الله إبراهيم، فافترت عليها واتهمتها برجل قبطي، ونفت شبه إبراهيم بالنبي (صلى الله عليه واله) ! فأنزل الله آيات الإفك في براءة مارية، وهي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. فزعمت عائشة أنها هي التي اتهموها وأن الآيات نزلت في برائتها، مع أنها لم تكن ساذجة غافلة!
س1: كيف تقبل عقولكم قول عائشة إن آية التبرئة نزلت فيها، وقد وصف الله المتهمة بأنها من الغافلات الساذجات، وهو وصف ينطبق على مارية القبطية ولا ينطبق على عائشة: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ..)؟!
 أشار النبي (صلى الله عليه واله) إلى أنهما سَمَّتَاه في مرض وفاته!
عندما كان النبي (صلى الله عليه واله) مريضاً عرف أن عائشة وحفصة أعدتا له دواء تريدان أن تلداه به، أي تجعلاه في فمه بالقوة عندما يغشى عليه، فنهاهما لكنهما خالفتاه ولدَّتاه، فغضب وأمرهما والحاضرين أن يشربوا منه، فوجه إليهم التهمة بسمه!
قال البخاري: 7/17: «قالت عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟! قلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر، إلا العباس فإنه لم يشهدكم»!
كما كان لها دور في مرض النبي (صلى الله عليه واله) في تأخير حركة جيش أسامة، فأرسلت إلى أبيها وعمر فجاؤوا! ثم زعمت أن النبي (صلى الله عليه واله) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فعرف النبي (صلى الله عليه واله) فغضب وخرج يتهادى وهو مريض، وأخر أبا بكر وصلى بالناس! وما أن توفي النبي (صلى الله عليه واله) حتى تركت عائشة وحفصة جنازته وكسرتا الحداد، وذهبتا تدوران على بيوت الأنصار لإقناعهم ببيعة أبي بكر ولم يحضر أحد منهم جنازة النبي (صلى الله عليه واله) ! راجع تفصيل ذلك في السيرة النبوية عند أهل البيت (عليهم السلام).
س1: ما هي الحكمة من أمر النبي (صلى الله عليه واله) كل الحاضرين أن يشربوا من ذلك الدواء، إلا العباس وفي رواية إلا بني هاشم، وهو يعلم أنهم قد يشربون غيره؟ أليس هدفه أن يخبرنا بأنه مات مسموماً ويتهم بدمه الحاضرين غير بني هاشم؟!
 وكانت حفصة وعائشة حليفتين.
 وكان تحالفهما كتحالف أبويهما، وكانت حفصة تقلد عائشة في كثير من الأمور وقد أخذت برأيها في رضاع الكبير، فكانت ترسل الأجنبي إلى أختها لترضعه خمس رضعات ويدخل عليها! (الأم للشافعي: 7/236).
وأرسلت عائشة إلى حفصة وغيرها من أمهات المؤمنين كما نص عليه غير واحد من أثبات أهل الأخبار، تسألهن الخروج معها إلى البصرة، فما أجابها إلى ذلك منهن إلا حفصة لكن أخاها عبد الله أتاها فعزم عليها بترك الخروج، فحطت رحلها بعد أن همت! (النص والاجتهاد/432).
 ونزلت فيها وفي عائشة آية النهي عن السخرية!
قال النووي في المجموع: 15/353: «بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي (صلى الله عليه واله) وهي تبكى وقالت: قالت لي حفصة: وإنك لتحت نبي، فبم تفتخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة».
وروى الجميع أن آية: لا يسخر قوم من قوم، نزلت في حفصة وعائشة! لسخريتهما من صفية بنت حي ( (الحاكم: 4/29، وعمدة القاري: /122، والأحوذي: 10/267، وأوسط الطبراني: 8/236، تفسير القمي: 2/321.)
وفي أسباب النزول للواحدي/263، في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). أن سبب نزول ها أن حفصة وعائشة سخرتا من أم سلمة: «وذلك أنها ربطت حقويها بسبنية وهي ثوب أبيض، وسدلت طرفه خلفها فكانت تجره، فقالت عائشة لحفصة: أنظري ما تجر خلفها كأنه لسان كلب.».!
أسئلة:
س1: صوروا لكم أن عائشة وحفصة تقيتان، بينما كشفت آيات سورة الحجر أنهما ارتكبتا السخرية حتى ضاق بها حلم الله تعالى ذرعاً وأنزل فيها آيات النهي وأشار إلى أن من سخرتا منها خير منهما؟!
س2: هل تصدقون بأن سخريتهما من أم سلمة كانت من طرف ثوب أم سلمة، ألا يحتمل أنها كانت أشد فخففها رواة السلطة؟!
 وقاطعت عائشة حفصة وهجرتها حتى ما تتا!
كانت حفصة وعائشة في حزب واحد، قالت عائشة: « إن نساء رسول الله (صلى الله عليه واله) كنَّ حزبين، فحزب عائشة وحفصة وصفية وسودة. والحزب الآخر أم سلمه وسائر نساء رسول الله». (بخاري: 3/132).
لكن تحالفهما لم يستمر، ففي المعارف لابن قتيبة/550: « وعائشة كانت مهاجرة لحفصة حتى ماتتا! وكان عثمان بن عفان مهاجراً لعبد الرحمن بن عوف حتى ماتا!. وكان طاووس مهاجراً لوهب بن منبه إلى أن ماتا! وجرى بين الحسن وابن سيرين شئ، فمات الحسن ولم يشهد ابن سيرين جنازته».
كما أن عائشة هاجرت ابن أختها عبد الله بن الزبير، عندما كان حاكماً للحجاز، لأنه اعتبر تصرفاتها المالية إسرافاً وسفهاً وأراد أن يحجر عليها! وطال هجرها له سنين! (عمدة القاري: 22/142، وتحفة الأحوذي: 6/50، وكبير الطبراني: 20/21).
وفي إرشاد الساري (9/52): «فسخط ابن الزبير بيع تلك الدار فقال: أما والله لتنتهين عائشة عن بيع رباعها (عقارها) أو لأحجرن عليها! فقالت عائشة: لله عليَّ نذرٌ أن لا أكلم ابن الزبير أبداً»! ونحوه صحيح البخاري (4/156).
س1: كيف تفسرون هجر عائشة لحفصة وابن الزبير أكثر من ثلاثة أيام، وقد صح عندكم قول النبي (صلى الله عليه واله) : «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار»! وفي المجموع: 16/446: «رواه أبو داود على شرط البخاري ومسلم».
 حكمت في دولة أبيها ودولة عمر وصارت صاحبة ثروة!
وأول ما قامت به أنها سيطرت على قبر النبي (صلى الله عليه واله) وادعت أنه أعطاها إياه، وجعلت له قفلاً! وأخذت امتيازات مالية فصارت من أثرياء الصحابة!
ففي الطبقات: 8/46: «فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين وقال: إنها حبيبة رسول الله (صلى الله عليه واله) ».
وفي مسند أحمد: 2/22، أن عمر خيَّرَ حفصة وعائشة بين أرض من خيبر، أو غلة سنوية، فاختارتا الغلة».
وفي مجمع الزوائد: 4/624: «عن عائشة أن درجاً (صندوق جواهر) أتى عمر بن الخطاب فنظر إليه أصحابه فلم يعرفوا قيمتة، فقال: أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله (صلى الله عليه واله) إياها؟ قالوا: نعم، فأتى به عائشة ففتحته، فقيل هذا أرسل به إليك عمر».
وفي عمدة القاري (11/28): «بعث معاوية إلى عائشة بطوق من ذهب فيه جوهر قُوِّم بمائة ألف».
وفي وفاء الوفا (2/464): «اشترى معاوية من عائشة منزلها بمائة ألف وثمانين ألف درهم». وقال ابن أختها عروة كما في الترغيب: 4/22: ««جاء‌ها يوماً من عند معاوية ثمانون ألفاً».
س1: لماذا صورتم عائشة للعوام كأنها عابدة زاهدة تسكن في حجرتها قرب قبر النبي (صلى الله عليه واله)، مع أنها كانت صاحبة ثروة كبيرة، ولها بيوت في أعالي المدينة، باعت واحداً منها بمئة وثمانين ألف درهم، وهي في ذلك الوقت ثمن قصر!
وكانت تسكن بعيداً عن المسجد، فقد احتاجت إلى ركوب بغل لتجئ إلى المسجد وتمنع دفن الإمام الحسن (عليه السلام) عند جده (صلى الله عليه واله)!
حسدها المفرط لخديجة (عليها السلام).
اشتهر حسد عائشة لخديجة (عليها السلام) وكانت تجهر به فتقول: «ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة»! (صحيح بخاري: 8/195). وسببه مكانة خديجة (عليها السلام) عند الله تعالى ورسوله ومدح النبي (صلى الله عليه واله) لها ليُعَرِّف المسلمين قدرها! ففي سيرة ابن إسحاق: 5/234: «حسبك من نساء العالمين بأربع: مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد».
 وفي السيرة الحلبية: 3/401: «قالت له وقد مدح خديجة: ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيراً منها! فغضب رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال: والله ما أبدلني الله خيراً منها»!
وفي سيرة ابن إسحاق: 5/228: قالت: «لكأنه ليس في الأرض امرأة إلا خديجة! فقام رسول الله مغضباً فلبث ما شاء الله، ثم رجع فإذا أم رومان فقالت: يا رسول الله ما لك ولعائشة إنها حَدَث، وأنت أحق من تجاوز عنها، فأخذ بشدق عائشة وقال: ألست القائلة كأنما ليس على الأرض امرأة إلا خديجة! والله لقد آمنت بي إذ كفر قومك، ورزقت مني الولد وحرمتموه»!
وفي فتح الباري: 7/102، أن أكثر حسدها لخديجة (عليها السلام) كان بسبب بشارة جبرئيل لها ببيت في الجنة. قالت عائشة: «ما حسدت امرأة قط ما حسدت خديجة حين بشرها النبي ببيت»!
وقد روى عددٌ منهم حديث بيت خديجة (عليها السلام) بدون قصب! ففي فضائل الصحابة/75، للنسائي: «بشر رسول الله خديجة ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب». والنسائي: 5/94، والجامع الصغير: 2/247 لكن عائشة جعلته كوخاً من قصب! « بشر خديجة ببيت من الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب»! (بخاري: 2/203).
أما لماذا من قصب؟ فتقول عائشة: «توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أريتُ لخديجة بيتاً من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».
 وفي فتح الباري: 1/27: «ماتت خديجة قبل أن تفرض الصلاة فقال النبي: رأيت لخديجة بيتاً من قصب»! فبيت خديجة (عليها السلام) بزعمها من قصب لأنها لم تصلَّ، أما بيتها هي فهو من لؤلؤ لأنها صلَّت! وهذا يسليها عن بشارة النبي (صلى الله عليه واله) لخديجة ببيت في الجنة، وعن حبه لها وتفضيله إياها على عائشة!
أسئلة:
 س1: القصب هو النبات المعروف، فهل رأيتموه وصفاً لقصور الجنة؟!
س 2- كيف تصدقون قول عائشة إن خديجة (عليها السلام) ماتت قبل أن تفرض الصلاة مع أن أحاديث السيرة مجمعة على أن الصلاة كانت من حين البعثة، وكانت خديجة تصلي مع النبي (صلى الله عليه واله)، وقد صححوا رواية ابن عفيف الكندي، ونحوها رواية ابن مسعود، كما في مسند أحمد: 1/209، والحاكم وصححه: 3/183، ومجمع الزوائد: 9/222، قال: «كنت امرأ تاجراً فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجراً، فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها مالت قام يصلي. قال: ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي. قال فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟ قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي. قال فقلت: من هذه المرأة؟قال: هذه امرأته خديجة ابنة خويلد. قال قلت: من هذا الفتى؟ قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. قال فقلت : فما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي، ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر! قال فكان عفيف وهو ابن عم الأشعث بن قيس يقول وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب»! والطبراني الكبير: 10/183، وتاريخ دمشق: 3/265، وسير الذهبي: 1/463، وما نزل من القرآن في علي لابن مردويه/49، والحاكم: 3/183، والاستيعاب: 3/1096و1242، والفصول المختارة/273، وشرح النهج: 13/225، وشواهد التنزيل: 2/302.
أما الفرائض الخمس فقد فرضت في الإسراء والمعراج، وكان المعراج في السنة الثانية وليس بعد وفاة خديجة (عليها السلام) كما زعمت عائشة!
س3: مادام حسد عائشة وصل إلى تحريفها حديث النبي (صلى الله عليه واله) وهو حديث قدسي، فأضافت له القصب! ثم حرفت سيرة النبي (صلى الله عليه واله) فجعلت معراجه بعد وفاة خديجة (عليها السلام) فما الذي يضمن لنا أنها لم تحرف بقية الأحاديث والأحداث؟!
س4: بماذا تصفون مستوى الأدب والأخلاق عند زوجة النبي (صلى الله عليه واله) التي تضطره مع حلمه وتسامحه لأن يطردها، ويأخذ بشدقها حتى تسكت؟!
 حسدها لفاطمة (عليها السلام) وتوبيخ النبي (صلى الله عليه واله) لها
قال ابن حجر في فتح الباري (9/222): « دخل رسول الله (صلى الله عليه واله)على عائشة وفاطمة، وقد جرى بينهما كلام فقال: ما أنت بمنتهية يا حميراء عن ابنتي! إن مثلي ومثلك كأبي زرع مع أم زرع! فقالت: يا رسول الله حدثنا عنهما. فقال : كانت قرية فيها إحدى عشرة امرأة، وكان الرجال خلوفاً، فقلن تعالين نتذاكر أزواجنا بما فيهم ولا نكذب.. كان رجل يكنى أبا زرع وامرأته أم زرع فتقول أحسن لي أبو زرع وأعطاني أبو زرع وأكرمني أبو زرع وفعل بي أبو زرع».
أقول: يظهر أن النبي (صلى الله عليه واله) ضرب لعائشة مثل أبي ورع وأم زرع، أكثر من مرة يحثها بذلك على أن تكون كأم زرع، وتقدمت قصتها عن عائشة وأنها كانت تتحدث عن ثروة أبي بكر فقال لها النبي (صلى الله عليه واله) : أسكتي فأنا لك كأبي زرع!
ولعائشة قصص في حساسيتها من فاطمة (عليها السلام)، لكن سلوك فاطمة فرض احترامها عليها حتى كانت عائشة تقول: «ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة من فاطمة، إلا أن يكون الذي ولدها». ( مجمع الزوائد: 9/201)
ورواه أبو يعلى وصححه: 8/153، وفيه: «وكان بينهما شئ، فقالت عائشة: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب»!
واستمر حسد عائشة لفاطمة (عليها السلام) بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله) فلم تزرها في مرضها!
وكانت تبغض أولادها (عليهم السلام) أيضاً! فكانت تحتجب عن الحسن والحسين (عليهما السلام) مع أنهما من محارمها، بينما كانت ترضع الرجال الكبار، وتدخلهم عليها!
أسئلة:
س1: مادامت عائشة تشهد في فاطمة (عليها السلام) وتقول: «ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها».«يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب» فلماذا لم تقل لأبيها أبي بكر: إنها صادقة في أن النبي (صلى الله عليه واله) منحها فدكاً من حياته؟!
س2: هل تفهمون من قول النبي (صلى الله عليه واله) : « ما أنت بمنتهية يا حميراء عن ابنتي! إن مثلي ومثلك كأبي زرع مع أم زرع!» أنه مدح لعائشة أو ذم؟!
 سيطرت عائشة بالقوة على بيت النبي (صلى الله عليه واله) !
فقد خرجت عند وفاة الإمام الحسن (عليه السلام) وركبت على بغل مروان لتمنع بني هاشم أن يدفنوه عند جده (صلى الله عليه واله)، مع أنها لا تملك شيئاً من المكان!
ففي الكافي (1/300)، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «لما حضر الحسن بن علي الوفاة قال للحسين: يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها، إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) لأحدث به عهداً ثم اصرفني إلى أمي، ثم ردني فادفني بالبقيع.
واعلم أنه سيصيبني من عائشة ما يعلم الله والناس صنيعها وعداوتها لله ولرسوله، وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن (عليه السلام) وضع على السرير ثم انطلقوا به إلى مصلى رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي كان يصلي فيه على الجنائز، فصلى عليه الحسين وحمل وادخل إلى المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله (صلى الله عليه واله) ذهب ذو العوينين إلى عائشة فقال لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن ليدفنوا مع النبي فخرجت مبادرة على بغل بسرج فكانت أول امرأة ركبت في الإسلام سرجاً، فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه! فقال لها الحسين: قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله (صلى الله عليه واله) وأدخلت عليه ببيته من لا يحب قربه، وإن الله سائلك عن ذلك يا عائشة
»!
وفي دلائل الإمامة/160: « فوافى ( مروان ) مسرعاً على بغله حتى دخل على عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين إن الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن عند قبر جده، ووالله لئن دفنه معه ليذهبن فخر أبيك وصاحبه عمر إلى يوم القيامة! فقالت له: فما أصنع يا مروان؟ قال: تلحقي به وتمنعيه من الدخول إليه. قالت: فكيف ألحقه؟ قال: هذا بغلي فاركبيه والحقي القوم قبل الدخول. فنزل لها عن بغله وركبته وأسرعت إلى القوم وكانت أول امرأة ركبت السرج هي، فلحقتهم وقد صاروا إلى حرم قبر جدهما رسول الله (صلى الله عليه واله) فرمت بنفسها بين القبر والقوم، وقالت: والله لا يدفن الحسن ها هنا أو تحلق هذه، وأخرجت ناصيتها بيدها»!
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3/276: « فانتهى الحسين إلى قبر النبي (صلى الله عليه واله) فقال: إحفروا، فنكب عنه سعيد بن العاص يعني أمير المدينة فاعتزل، وصاح مروان في بني أمية ولبسوا السلاح! فقال له الحسين: يا ابن الزرقاء مالك ولهذا؟ أوال أنت؟ فقال : لا تخلص إلى هذا وأنا حي! فصاح الحسين بحلف الفضول فاجتمعت هاشم وتيم وزهرة وأسد في السلاح، وعقد مروان لواء وكانت بينهم مراماة».
أسئلة:
س1: كانت عائشة وعدت الإمام الحسن (عليه السلام) أن يدفن عند جده، فقالت كما رووا عنها: « نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت أحب أن أدفن فيه، وأنا أؤثرك به» ( تاريخ دمشق: 13/289 ) « قالت : نعم وكرامة» (سير أعلام النبلاء : 3/277).
ثم نقضت كلامها وأتت من بيتها مسرعة على بغل وقالت: « والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله في حياته! وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري، وما آثر عليَّ عندنا بحسن» ( تاريخ دمشق: 13/293 ).
وفي بهجة المجالس لابن عبد البر/34: « لما مات الحسن أرادوا أن يدفنوه في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) فأبت ذلك عائشة وركبت بغلة وجمعت الناس! فقال لها ابن عباس: كأنك أردت أن يقال: يوم البغلة كما قيل يوم الجمل! قالت: رحمك الله ذاك يوم نسي! قال: لا يوم أذكر منه على الدهر»!
وقال لها ابن أخيها القاسم بن محمد بن أبي بكر: « يا عمة! ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء»! (اليعقوبي : 2/225)
وروى البخاري في كتاب الكنى/5، تعليقا لاذعاً لابن عباس لما رأى بغلة عائشة ركضت بها في المسعى وخرجت عن سيطرتها، فقال: «كان يوم البغلة»!
س2: من هو القائل:
أيا بنت أبي بكر**** فلا كان، ولا كنت
تجملت تبغلت**** وإن عشت تفيلت
لك التسع من الثمن**** وبالكل تملكت
س3: نص المؤرخون على أن المدينة غصت بالناس يوم تشييع الحسن (عليه السلام)، ومعنى: وأخرجت ناصيتها بيدها: أخرجت شعرها أمام الناس، لأن الناصية شعر مقدم الرأس! فهل يجوز ذلك، وهل يناسب زوجة النبي (صلى الله عليه واله)؟!
 قطع عثمان مخصصات عائشة وحفصة فثارتا عليه!
قطع عثمان مخصصات عائشة وحفصة، فجاءتا معترضتين فقال: «لا أجد لك موضعاً في الكتاب ولا في السنة، وإنما كان أبوك وعمر بن الخطاب يعطيانك بطيبة من أنفسهما، وأنا لا أفعل! قالت له: فأعطني ميراثي من رسول الله». (أمالي المفيد/125)«وكان متكئاً فجلس وقال: ستعلم فاطمة أي ابن عم لها أنا اليوم! ثم قال لهما: ألستما اللتين شهدتما عند أبويكما ولفقتما معكما أعرابياً يتطهر ببوله مالك بن أوس بن الحدثان فشهدتما معه أن النبي قال: لا نورث». (المسترشد/508).
 وفي كتاب سُليم بن قيس/242: «لا والله ولا كرامة لكما ولا نعمت عنه! ولكن أجيز شهادتكما على أنفسكما فإنكما شهدتما عند أبويكما أنكما سمعتما من رسول الله يقول: النبي لا يورث، ما ترك فهو صدقة! ثم لقنتما أعرابياً جلفاً يبول على عقبيه ويتطهر ببوله فشهد معكما! ولم يكن في أصحاب رسول الله من المهاجرين ولا من الأنصار أحد شهد بذلك غيركما وغير أعرابي! أما والله ما أشك أنه قد كذب على رسول الله وكذبتما عليه معه، ولكني أجيز شهادتكما على أنفسكما فاذهبا فلاحق لكما! فانصرفتا من عنده تلعنانه وتشتمانه»!
وفي رواية الجوهري في السقيفة: 82، وشرح النهج: 9/5، أنهما تكلمتا في المسجد تحركان الناس على عثمان فقال: « إن هاتين لفتانتان يحل لي سَبُّهُمَا، وأنا بأصلهما عالم! فقال له سعد بن أبي وقاص: أتقول هذا لحبائب رسول الله؟ فقال: وفيم أنت وما هاهنا! ثم أقبل نحو سعد عامداً ليضربه فانسل سعد من المسجد».
أسئلة:
س1: هل توافقون أبا الفتح الكراجكي على تعجبه في كتابه التعجب من أغلاط العامة/137، قال: «ثم إن العجب كله من أن تمنع فاطمة جميع ما جعله الله لها من النحلة والميراث، ونصيبها ونصيب أولادها من الأخماس التي خص الله تعالى بها أهل بيته (عليهم السلام) دون جميع الناس! فإذا قيل للحاكم بهذه القضية: إنها وولدها يحتاجون إلى إنفاق جعل لهم في كل سنة بقدر قوتهم على تقدير الكفاف! ثم يجري (عمر) برأيه على عائشة وحفصة في كل سنة اثنى عشر ألف درهم واصلة إليهما على الكمال»!
س2: لاحظوا قول عثمان بن عفان لعائشة وحفصة: «ولفقتما معكما أعرابياً يتطهر ببوله مالك بن أوس بن الحدثان فشهدتما معه أن النبي قال: لا نورث».
يظهر منه أن المسلمين لم يقبلوا حديث أبي بكر في نفي توريث النبي (صلى الله عليه واله) فجاؤوا بشاهد عليه هو البدوي ابن الحدثان، فما رأيكم؟!
س3: ما هو الوجه الشرعي لدفن أبي بكر وعمر في بيت النبي (صلى الله عليه واله) قرب قبره؟ فالمكان عندنا ملك للنبي (صلى الله عليه واله) ثم لوارثته الوحيدة ابنته الزهراء (عليها السلام)، وعلى قول أبي بكر هو صدقة لكل المسلمين، وكل تصرف فيه يحتاج إلى إذن الزهراء أو ورثتها (عليهم السلام) عندنا، والى إجازة كل المسلمين عند أتباع أبي بكر، ولم يستجز أبو بكر من أحد، واستجاز عمر من عائشة، وهي لا تملك ولا تمثل المسلمين كلهم! فدفنهما هناك غير شرعي! هذا من ناحية ملكية أرض القبر فقط، فما قولكم؟
س4: استمرت عائشة وحفصة في ادعاء حقهما في إرث النبي (صلى الله عليه واله)، ولعل ذلك لأن أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم كانوا ينتقون دفن أبويهما في ملكهم!
ففي الفصول المختارة/74، أن الفضال بن الحسن بن فضال مرَّ على أبي حنيفة: «وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئاً من فقهه وحديثه، فقال لصاحب كان معه: والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة! فقال صاحبه: إن أبا حنيفة ممن قد علمت حاله ومنزلته وظهرت حجته، فقال: مه هل رأيت حجة كافر علت على مؤمن؟ ثم دنا منه فسلم عليه فرد ورد القوم بأجمعهم السلام. فقال: يا أبا حنيفة رحمك الله إن لي أخاً يقول: إن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب وأنا أقول: إن أبا بكر خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) وبعده عمر، فما تقول أنت رحمك الله؟ فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال: كفى بمكانهما من رسول الله كرماً وفخراً، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره، فأي حجة أوضح لك من هذه؟ فقال له فضال: إني قد قلت ذلك لأخي فقال: والله لئن كان الموضع لرسول الله دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله (صلى الله عليه واله) لقد أساءا وما أحسنا إليه إذ رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما! فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال قل له: لم يكن لهما ولا له خاصة، ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما. فقال له فضال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم أن النبي (صلى الله عليه واله) مات عن تسع حشايا فنظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك، وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله (صلى الله عليه واله) وفاطمة ابنته تمنع الميراث؟فقال أبو حنيفة: يا قوم نحُّوه عني فإنه والله رافضي خبيث»!
 كانت ترفع نعل النبي (صلى الله عليه واله) وتحرض على عثمان!
«وكانت تخرج قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشعره وتقول : هذا قميصه وشعره لم يبلَ وقد أبلى دينه»! «كانت عائشة تحرض على قتل عثمان وتقول: أيها الناس هذا قميص رسول الله (صلى الله عليه واله)لم يبل وبليت سنة، أقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً»! (أبو الفداء: 1/127، وفتوح ابن الأعثم: 2/225، واليعقوبي: 2/175).
وفي الإيضاح/259، أن عثمان قال لعائشة وحفصة: « ألستما اللتين شهدتما عند أبي بكر ولفقتما معكما أعرابياً يتطهر ببوله مالك بن الحويرث بن الحدثان فشهدتم أن النبي قال : إنا معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة! فإن كنتما شهدتما بحق فقد أجزت شهادتكما على أنفسكما، وإن كنتما شهدتما بباطل فعلى من شهد بالباطل لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!
فقالتا له: يا نعثل والله لقد شبهك رسول الله بنعثل اليهودي! فقال لهما: ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحِينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ! فخرجتا من عنده»!
وأيدت عائشة وحفصة مطالب وفد المصريين الذين حاصروا عثمان في دار الخلافة، وقالت عائشة لابن عباس: « إياك أن ترد الناس عن هذا الطاغية! وقالت عندما قتل عثمان بعض المصريين: «أيقتل قوماً جاؤوا يطلبون الحق؟».
وذهبت إلى الحج وعثمان محصور وقالت لمروان: «وددت والله أن أضعك وعثمان في بعض غرائري (أكياس تحمل على الجمال) وأرميكما في البحر! وقالت: سيشأم عثمان قومة، كما شأم أبو سفيان قومه يوم بدر».
ولما بلغها قتل عثمان فرحت وقالت: «بعداً لنعثل وسحقاً، يا معشر قريش لا يسومنكم مقتل عثمان كما سام أحمر ثمود قومه! ودعت الناس إلى بيعة طلحة، وكانت تتوقع أن يتم ذلك! وقالت إن أحق الناس بهذا الأمر ذو الإصبع، ثم أقبلت مسرعه إلى المدينة، وهي لا تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر!
ثم خرجت من مكة تريد المدينة، فلما كانت بسَرَف لقيها رجل من أخوالها من بني ليث يقال له عبيد بن أبيّ، فأخبرها بقتل عثمان واجتماع المسلمين على بيعة علي، فقالت: ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك، ردوني ردوني»! (الكامل: 2/312، واليعقوبي: 2/180).
وروى الطبري في تاريخه: 3/477: «ردوني ردوني! فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوماً، والله لأطلبن بدمه! فقال لها ابن أم كلاب: ولمَ؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت! ولقد كنت تقولين أقتلوا نعثلاً فقد كفر!
قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول! فقال لها ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغيَرْ **** ومنك الرياحُ ومنك المطرْ
وأنت أمرت بقتل الإمام **** وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله **** وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا **** ولم ينكسف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذا تَدْرُإٍ **** يزيل الشَّبَا ويقيم الصَّعَر
ويلبس للحرب أثوابها **** وما من وفى مثل من قد غدر
أسئلة:
س1: ألا تعجبون من عائشة وحفصة وسبب نقمتهما على عثمان حتى كفرتاه ودعتا للثورة عليه وقتله؟! ولو أعطاهما لصار خليفة شرعياً عادلاً؟!
س2: ما قولكم في تناقض موقف عائشة من عثمان، فبينما هي تدعو إلى قتله حتى دعت بعد أيام إلى الأخذ بثاره! وسمته نعثلاً: «وقالوا لعثمان نعثلاً تشبيهاً له برجل مصري إسمه نعثل، كان طويل اللحية، والنعثل: الذكر من الضباع» (تاريخ الذهبي: 3/444).
وقال في شرح النهج (6/215): «قال كل من صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله لم يبلُ وعثمان قد أبلى سنته! قالوا: أول من سمى عثمان نعثلاً عائشة، والنعثل: الكثير شعر اللحية والجسد وكانت تقول : أقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً»! «قالت لها أم سلمة: يا بنت أبي بكر أبدم عثمان تطلبين! فوالله إن كنت لأشد الناس عليه وما كنت تدعينه إلا نعثلا ً»! (المعيار والموازنة/27).
 نصيحة أم سلمة لعائشة!
قال الشريف المرتضى في رسائله: 4/66: «ومن الأخبار الطريفة ما رواه نصر بن مزاحم هذا عن أبي عبد الرحمن المسعودي، عن السري بن إسماعيل بن الشعبي عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: كنت بمكة مع عبد الله بن الزبير وبها طلحة والزبير. قال: فأرسلا إلى عبد الله بن الزبير فأتاهما وأنا معه فقالا له: إن عثمان قتل مظلوماً وإنا نخاف الانتشار من أمة محمد (صلى الله عليه واله) فإن رأت عائشة أن تخرج معنا لعل الله يرتق بها فتقاً ويشعب بها صدعاً!
قال: فخرجنا نمشي حتى انتهينا إليها فدخل عبد الله بن الزبير في سمرها وجلست على الباب، فأبلغها ما أرسلا به إليها فقالت: سبحان الله، ما أمرت بالخروج وما تحضرني امرأة من أمهات المؤمنين إلا أم سلمة، فإن خرجت خرجتُ معها! فرجع إليهما فأبلغهما ذلك فقالا: إرجع إليها فلتأتها فإنها أثقل عليها منا، فرجع إليها فبلغها فأقبلت حتى دخلت على أم سلمة فقالت أم سلمة: مرحباً بعائشة، والله ما كنت لي بزائرة فما بدا لك؟!
قالت: قدم طلحة والزبير فخبرا أن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوماً! قال: فصرخت أم سلمة صرخة أسمعت من في الدار فقالت: يا عائشة أنت بالأمس تشهدين عليه بالكفر، وهو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوماً، فما تريدين!
قالت: تخرجين معي فلعل الله أن يصلح بخروجنا أمر أمة محمد (صلى الله عليه واله)!
فقالت: يا عائشة أخرج وقد سمعت من رسول الله ما سمعت! نشدتك بالله يا عائشة الذي يعلم صدقك إن صدقت، أتذكرين يومك من رسول الله فصنعت حريرة في بيتي فأتيته بها وهو يقول: والله لا تذهب الليالي والأيام حتى تتنابح كلاب ماء بالعراق يقال له الحوأب امرأة من نسائي في فتية باغية، فسقط الإناء من يدي فرفع رأسه إلي فقال: ما بالك يا أم سلمة؟ قلت: يا رسول الله ألا يسقط الإناء من يدي وأنت تقول ما تقول؟ما يؤمنني أن أكون أنا هي! فضحكت أنت فالتفت إليك فقال: ما يضحكك يا حمراء الساقين، إني لأحسبك هي!
ونشدتك بالله يا عائشة أتذكرين ليلة أسرى بنا رسول الله (صلى الله عليه واله)من مكان كذا وكذا، وهو بيني وبين علي بن أبي طالب يحدثنا، فأدخلت جملك فحال بينه وبين علي، فرفع مرفقة كانت معه فضرب بها وجه جملك وقال: أما والله ما يومك منه بواحد، ولا بليته منك بواحدة، أما إنه لا يبغضه إلا منافق أو كذاب!
وأنشدك الله يا عائشة! أتذكرين مرض رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي قبض فيه فأتاك أبوك يعوده ومعه عمر، وقد كان علي بن أبي طالب يتعاهد ثوب رسول الله (صلى الله عليه واله) ونعله وخفه ويصلح ما وهى منها، فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله (صلى الله عليه واله) وهي حضرمية وهو يخصفها خلف البيت، فاستأذنا عليه فأذن لهما فقالا: يا رسول الله كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحمد الله تعالى. قالا: ما بد من الموت؟ قال (صلى الله عليه واله) : لا بد منه. قالا: يا رسول الله فهل استخلفت أحداً؟ فقال: ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل، فخرجا فمرا على علي وهو يخصف النعل!
كل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدين عليه، لأنك سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله)!
ثم قالت أم سلمة: يا عائشة أنا أخرج على علي بعد هذا الذي سمعته عن رسول الله (صلى الله عليه واله)؟! فرجعت عائشة إلى منزلها فقالت: يا ابن الزبير أبلغهما أني لست بخارجة بعد الذي سمعته من أم سلمة، فرجع فبلغهما.
 قال: فما انتصف الليل حتى سمعنا رغاء إبلها ترتحل، فارتحلت معهما»!
وأضاف المرتضى (رحمه الله) : «و من العجائب أن يكون مثل هذا الخبر الذي يتضمن النص بالخلافة، وكل فضيلة غريبة، موجوداً في كتب المخالفين، وفيما يصححونه من روايتهم، ويصنفونه من سيرتهم ولا يتبعونه، لكن القوم رووا ما سمعوا وأودعوا كتبهم ما حفظوا ونقلوا، ولم يتخيروا ويتبينوا ما وافق مذهبهم دون ما خالفهم»! وفي هامشه: شرح النهج: 2/78، والعقد الفريد: 3/96، والبدء والتاريخ: 2/109، والفائق للزمخشري: 1/190 وروى نحوه في الإختصاص/116، وفيه تفصيلات، منها: فلما كان من ندمها أنشأت أم سلمة تقول:
لو كان معتصماً من زلة أحد **** كانت لعائشة العتبى على الناس
كم سنة لرسول الله تاركة **** وتلو آي من القرآن مدراس
قد ينزع الله من ناس عقولهم **** حتى يكون الذي يقضي على الناس
فيرحم الله أم المؤمنين لقد **** كانت تبدل إيحاشاً بإيناس.
ولما أصرَّت عائشة على الفتنة،آلت أم سلمة على نفسها أن لا تكلمها كل عمرها»!
وفي مواقف الشيعة: 1/93: «دخلت على أم سلمة بعد رجوعها من وقعة الجمل.. فقالت عائشة: السلام عليك يا أم المؤمنين، فقالت: يا حائط، ألم أنهك ألم أقل لك؟ قالت عائشة: فإني أستغفر الله وأتوب إليه، كلميني يا أم المؤمنين!
قالت: يا حائط! ألم أقل لك ألم أنهك؟ فلم تكلمها حتى ماتت! وقامت عائشة وهي تبكي وتقول: وا أسفاه على ما فرط مني ».ومحاسن البيهقي/181، وطبعة/221. راجع: الكافئة في رد توبة الخاطئة للمفيد (رحمه الله).
س1: ظهر من هذا الحوار والكلام أن أم سلمة أعقل من عائشة وأتقى وابعد نزراً، فكيف تفضلون عائشة عليها؟!
 صاحبة الجمل الأدْبَبْ وصاحبة كلاب الحَوْأب!
التحق طلحة والزبير بعائشة في مكة، وأرسلوها إلى أم سلمة لتذهب معهم إلى البصرة لأن فيها أنصارهم! فنهتها أم سلمة وحذرتها وأقامت عليها الحجة، فوعدتها أن لاتذهب، ثم خالفتها ذهبت راكبة ًعلى الجمل الأدبب حتى وصلت إلى الحوأب، فنبحتها كلابها كما أخبرها رسول الله (صلى الله عليه واله) فقالت ردوني! فشهدوا لها بأن المكان ليس إسمه الحوأب!
ففي تاريخ أبي الفداء (1/173): «قال عبد الله بن الزبير: إنه كذب! يعني ليس ماء الحوأب! ولم يزل بها وهي تمتنع فقال لها: النجاء النجاء، فقد أدرككم علي بن أبي طالب! فارتحلوا نحو البصرة، فاستولوا عليها بعد قتال مع عثمان بن حنيف فنتفت لحيته وحواجبه وسجنته ثم أطلقته».
 فقد روى الجميع تحذيرالنبي (صلى الله عليه واله) للمسلمين منها! وفي البخاري أنه (صلى الله عليه واله) أشار إلى بيتها وقال: هاهنا الفتنة!
وقال لها عند ما شكت من وجع رأسها: ماضرك لو متِّ قبلي! وحذرها أن تكون صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وشمالها قتلى كثيرة في النار!
وكان سعيد بن العاص الأموي مع جيش عائشة، فلما نبحتها كلاب الحوأب رجع وقال لمروان: إن قتلة عثمان على أعجاز الإبل! يقصد عائشة وطلحة والزبير! ورجع المغيرة بن شعبة ومن معه من ثقيف!
وقال الصحابي أبو بكرة كما في صحيح البخاري (5/136): « لقد نفعني الله بكلمه سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه واله) أيام الجمل بعد ما كدت أن الحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم! قال: لما بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله) أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: لن يفلح قوم ولوا أمرهم أمرأة».
وفي طريق البصرة تنازع طلحة والزبير على إمامة الصلاة بالناس، فأمرت عائشة أن يصلي بالجيش ابن أختها عبد الله! وكتبت إلى عامل البصرة من قبل علي (عليه السلام) وهو عثمان بن حنيف الأنصاري، أن يخلي لها دار الإمارة، فشاور الأحنف بن قيس زعيم تميم فنهاه، وكتبا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبرانه.
 عائشة تحتل البصرة غدراً!
نزلت قرب البصرة فخرج ابن حنيف والأحنف وكلماها هي وطلحة والزبير فرفضت الرجوع وعسكرت قرب البصرة، وخطبت في مربدها!
وتوسط بعض الزعماء بينهم وبين ابن حنيف حاكم البصرة، واتفقوا على الصبر حتى يصل علي (عليه السلام)، لكنهم غدروا بابن حنيف وهاجموا بيت المال وقتلوا حراسه وأخذوه، وأمرت عائشة بقتل الوالي فهددهم بأخيه سهل والي المدينة، فخافوا أن يقتل أقاربهم، فأمرت بجلده ونتف شعر رأسه ولحيته وأشفار عينيه!
وفي تاريخ اليعقوبي (2/181): «وقدم القوم البصرة وعامل علي عثمان بن حنيف، فمنعها ومن معها من الدخول فقالا: لم نأت لحرب وإنما جئنا لصلح، فكتبوا بينهم وبينه كتاباً أنهم لا يحدثون حدثاً إلى قدوم علي، وأن كل فريق منهم آمن من صاحبه، ثم افترقوا فوضع عثمان بن حنيف السلاح»!
وفي الإستيعاب (1/368): «ذكر المدائني أن عثمان بن حنيف لما كتب الكتاب بالصلح بينه وبين الزبير، وأن يكفوا عن الحرب ويبقى هو في دار الإمارة خليفه لعلي حتى يقدم علي، فلما كان بعد ايام جاء عبد الله بن الزبير في ليلة ذات ريح وظلم فطوقوا عثمان بن حنيف في دار الإمارة، فأخذوه وأخذ ما في بيت المال إلى عائشه، فقالت عائشه: أقتلوا عثمان بن حنيف»!
وفي شرح النهج (9/321): «أرسلت عائشة إلى الزبير أقتل السبابجة، حرس بيت المال، فذبحهم كما يذبح الغنم، ولي ذلك عبد الله ابنه»!
أسئلة:
س1: ما رأيكم في خروج عائشة على إمامها الشرعي علي (عليه السلام)؟
وهل بقي لها عذر بعد إقامة النبي (صلى الله عليه واله) الحجة عليها؟!
س2: ما رأيكم في حديث الجمل الأدبب، وكلاب الحوأب، وقصتها؟!
س3: ما رأيكم في تنازع طلحة والزبير على إمامة الصلاة بجيش عائشة، حتى كادت تطلع الشمس! ألا يدل ذلك على أن عملهما ليس لله تعالى؟!
س4: اتفقت عائشة مع حاكم البصرة على الهدنة حتى يصل علي (عليه السلام)، ثم غدرت به وأمرت بمهاجمة مقر الحاكم ليلاً، وقتلت نحو سبعين من المسلمين وحراس بيت المال واستولت عليه. فما رأيكم في هذا العمل وبأمرها بقتلهم؟!
 كتبت عائشة إلى حفصة تسخر بعلي (عليه السلام)
وكتبت عائشة إلى حفصة تخبرها بنزول علي في ذي قار (الناصرية) ينتظر وصول أعوانه من الكوفة، وأنه خائف من جيش عائشة، فأقامت حفصة مجلس غناء فرحاً بذلك! قال المفيد (رحمه الله) في الكافئة في إبطال توبة الخاطئة/16: «ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر: أما بعد، فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار، والله دق عنقه كدق البيضة على الصفا، إنه بذي قار بمنزلة الأشقر، إن تقدم نحر وإن تأخر عقر! فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك، ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفاً وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن: ما الخبر ما الخبر! عليٌّ كالأشقر! إن تقدم نحر وإن تأخر عقر! فبلغ أم سلمة اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة، فبكت وقالت: أعطوني ثيأبي حتى أخرج إليهن وأقع بهن! فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك فلبست ثيابها وتنكرت وتخفرت واستصحبت جواريها متخفرات، وجاءت حتى دخلت عليهن كأنها من النظارة، فلما رأت ما هن فيه من العبث والسفه كشفت نقابها وأبرزت لهن وجهها ثم قالت لحفصة: إن تظاهرت أنت وأختك على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل، فأنزل الله عز وجل فيكما ما أنزل! والله من وراء حربكما! فانكسرت حفصة وأظهرت خجلاً وقالت: إنهن فعلن هذا بجهل، وفرقتهن في الحال، فانصرفن من المكان»!
وفي مروج الذهب (1/320): «فجاء علي حتى وقف عيها فضرب الهودج بقضيب وقال: يا حُميراء، رسول الله (صلى الله عليه واله) أمرك بهذا؟ ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم وأبرزوك! وأمر أخاها محمداً فأنزلها في دار صفية بنت الحارث بن طلحة العبدي، وهي أم طلحة الطلحات».
أسئلة:
س1: ألا تلاحظون أن مستوى عائشة وحفصة مستوى عامي، فهما كأي امرأة تمتلئ غيظاً دون سبب، وتندفع في عداوتها غريزياً، بدون مقياس شرعي؟!
س2: هل لاحظتم الحرية التي أعطاها أمير المؤمنين (عليه السلام) لخصومه وأعدائه، حتى أن حفصة تقيم حفلة للسخرية به في عاصمته، وقرب بيته؟!
 س3: قال الله تعالى لعائشة وحفصة: (إِنْ تَتُوبَا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَمَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ).
ألا ترى أنها انطبقت كاملاً على تظاهرهما على أخيه ووصيه والخليفة الشرعي؟!
 أدارت عائشة معركة الجمل سبعة أيام
قال علي (عليه السلام) : «لقد علمت عائشة أن جيش المرأة وأهل النهروان ملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه واله)»! (دلائل النبوة للبيهقي (6/434).
وعندما وصل إلى البصرة كتب إلى عائشة، وأرسل اليها ابن عباس وزيد بن صوحان للمفاوضة، فأجابته بالحرب! وكانت مغتَرَّة بكثرة جيشها وقلة جيش علي (عليه السلام)، وخرجت راكبة على الجمل الأدبب تعبئ أصحابها!
وفي صبيحة المعركة وقف عمار بن ياسر بين الصفين وتكلم، وطلب علي الزبير وكلمه فانسحب من المعركة، واستغل مروان الوضع فرمى طلحة بسهم فقتله! فبقيت عائشة وحدها وأدارت المعركة سبعة أيام!
وفي اليوم السابع نشر علي (عليه السلام) راية رسول الله (صلى الله عليه واله) فهزمهم ووقع الجمل، فأرسل علي (عليه السلام) أخاها محمداً ليحملها من ساحة المعركة، وأعلن العفو العام، ومنع أن يؤخذ أحد أسيراً، أو يعتدى على مال أحد! وزار عائشة في منزلها، ثم أعادها إلى المدينة مع نساء ملثمات يحرسنها، وهي تحسبهن رجالاً!
ورجعت عائشة من حرب الجمل مملوءة غيظاً، لأنها هزمت شر هزيمة! وذكروا أمامها يوم الجمل فقالت: والناس يقولون يوم الجمل؟ قالوا نعم! وكانت تقول: «إن يوم الجمل لمعترض في حلقي، ليتني متُّ قبله أو كنت نسياً منسياً! وقالت لابن عمر: ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟! قال : رأيت رجلاً قد غلب عليك، يعني عبد الله بن الزبير»! (مسند ابن راهويه: 2/34).
وكأنها نسيت أن كثيرين نصحوها فركبت رأسها ولم تسمع!
س1: يدل حديث علي (عليه السلام) عن لعن النبي (صلى الله عليه واله) لجيش الجمل، وأنه (صلى الله عليه واله) أتم الحجة على الجميع، وحدثهم عما يكون بعده، وحذرهم بما فيه الكفاية!
ألا ترون أن السلطة قد أخفت العديد من أحاديث النبي (صلى الله عليه واله) في ذلك!
 إخبار النبي (صلى الله عليه واله) بأن الفتنة ستطلع من بيت عائشة
في صحيح البخاري (4/46): « قام النبي (صلى الله عليه واله) خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هاهنا الفتنة! ثلاثاً، من حيث يطلع قرن الشيطان».
أسئلة:
س1: لماذا خطب النبي (صلى الله عليه واله) يومها، وما هو موضوع خطبته ومناسبتها، ولماذا بترها البخاري ورواة السلطة؟!
س2: هل يوجد تحذير للأمة من شخص أو شخصة، أبلغ من القول إن غرفتها مركز الفتنة على الأمة، ومنها يخرج الشيطان الذي له قرون؟!
س2: هل رأيتم أمة يحذرها نبيها من زوجته بأبلغ تحذير، ثم تخالفه وتتخذها إمامة بعده، وتطيعها وتخرج معها على خليفة شرعي بايعته باختيارها؟!
س3: هذا الحديث يكفي لسقوط عدالة عائشة، وحرمة أخذ أي شيء من أمور الدين منها، إلا ما شهدت به على نفسها، وليس لنفسها!
والسببه أن الصادق الأمين (صلى الله عليه واله) أخبر أن الفتنة في قولها وفعلها، وأن الشيطان ذا القرون مع حركتها! فأي كلمة تأخذها منها قد تكون من مفردات الفتنة، لأنها من صاحبة الفتنة، وأي خطوة تخطوها معها، فرفيقك الشيطان ذو القرون!
س4: ما هو السبب في أن الناس بعد النبي (صلى الله عليه واله) أشربوا الإعراض عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) والعترة، رغم تأكيدات النبي (صلى الله عليه واله) على مقامها ووصيته بها، فقد دعتهم إلى رفض السقيفة وإنصافها من السلطة، فلم يستجب لها إلا بضعة نفر؟! وفي المقابل أشربوا حب عائشة وطاعتها، رغم تحذيرات النبي (صلى الله عليه واله) منها؟! فقد دعتهم إلى شق عصا المسلمين والخروج على الإمام الشرعي، فتراكضوا إلى طاعتها، واستجاب لها أكثر من مئة ألف، وحاربوه معها؟!
 قال النبي (صلى الله عليه واله) لعائشة: ما ضرَّك لو مِتِّ قبلي!
في مسند أحمد (6/228)، عن عائشة قالت: «رجع رسول الله (صلى الله عليه واله) ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعاً في رأسي، وأنا قول وا رأساه! قال : بل أنا وارأساه! قال: ما ضرك لو متِّ قبلي فغسلتك وكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك؟! قلت: لكأني بك والله لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك! قالت: فتبسم رسول الله (صلى الله عليه واله) ثم بدئ بوجعه الذي مات فيه». والبيهقي (3/396) وابن ماجة (1/470) ووثقه في الزوائد، والبخاري بلفظ آخر ( 8/125)، وابن هشام (4/299).
أسئلة:
س1: اتفق الجميع على أن النبي (صلى الله عليه واله) زار البقيع قبل مرضه الذي توفي فيه، وحذر الأمة من الفتن الكامنة بالباب، وانها ستنقض بعد موته على دينه وأمته!
فقوله لعائشة من هذا الجو وهذا الأفق النبوي الرحيم! لكن جو عائشة هو الجو الجنسي مع الزوج لا أكثر، ولذا كان جوابها من عالمها!
س2: بماذا تجيب النبي (صلى الله عليه واله) لو قال لك: ما ضرك لو مت قبلي فصليت عليك ودفنتك؟ أما المؤمن الموقن بنبوته (صلى الله عليه واله) وبأنه لا ينطق عن الهوى، فيعتبر ذلك شرفاً عظيماً، ويقول: قبلت يا رسول الله فادع الله أن يميتني. وأما الأقل إيماناً فيسأله: هل موتي في حياتك يا رسول الله خير لي، وهل أدخل الجنة إذا صليت عليَّ ودعوت لي؟ فإن قال النبي (صلى الله عليه واله) نعم، يقول له: قبلت يا رسول الله، فادع لي أن أموت قبلك.
لكن عائشة رفضت بدون سؤال، وكشفت عن أن تفكيرها وهمها يتركز على الضرة والغيرة ونوم النبي (صلى الله عليه واله) مع غيرها! ولا سألت النبي (صلى الله عليه واله) عن سبب تمنيه الموت لها قبله وهل هو خير لها، وهل أنها تدخل الجنة؟! فأي فرق بينها وبين أي امرأة عادية تعيش الأمور المادية، وتسيطر عليها الغيرة الجنسية من ضرتها؟!
س3: يدل الحديث على أن النبي (صلى الله عليه واله) أراد من عائشة أن تقبل وتطلب الموت قبله؟ وذلك إشفاقاً على أمته منها، وإشفاقاً عليها من النار!
لكنها لم تقبل وأجابت جواباً فيه سوء أدب! فهل يدل ذلك برأيكم على خطرها على الأمة، وخطرها على نفسها؟!
 إمرأة من عبد القيس تُفحم عائشة!
روى ابن قتيبة في عيون الأخبار/202: « دخلت أم أفعى العبدية على عائشة فقالت: يا أم المؤمنين ما تقولين في أمرأة قتلت ابناً لها صغيراً؟ قالت: وجبت لها النار! قالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أولادها الأكابر عشرين ألفاً؟! قالت: خذوا بيد عدوة الله»! ! والصراط المستقيم: 3/166، وأعلام النساء: 1/73.
أسئلة:
س1: انسحب الزبير من المعركة عند شروق الشمس، وبعده بقليل قتل مروان طلحة بسهم، وذلك قبل بدء المعركة! فلم يبق إلا عائشة، فقادت المعركة سبعة أيام، وانحصر إثم من قُتل بها! فلماذا لا تحملونها إثم شق عصا المسلمين وسفك دمائهم؟!
س2: اعترفت عائشة بأنها غيرت بعد النبي (صلى الله عليه واله) (وأحدثت)! ولذا قالت لا تدفنوني عنده! لكن لم يثبت عندنا أنها تابت، وقد ألف أحد كبار علمائنا وهو المفيد (رحمه الله) كتاباً بإسم: الكافئة في رد توبة الخاطئة! فما رأيكم؟!
 شماتة عائشة بموت علي (عليه السلام)
 عندما جاءها خبر مقتل علي (عليه السلام) سجدت لله شكراً! (مقاتل الطالبيين/43) فاستنكرت عليها زينب بنت أم سلمة فقالت: إذا نسيت فذكروني! «عن ذكوان مولى أم سلمة عن زينب بنت أبي سلمة قالت: كنت يوماً عند عائشة.. إذ دخل رجل معتم عليه أثر السفر فقال: قتل علي بن أبي طالب! فقالت عائشة:
فإن يكُ ناعياً فلقد نعاهُ **** نَعِيٌّ ليس في فيهِ الترابُ
ثم قالت: من قتله؟قالوا: رجل من مراد. قالت: رب قتيل الله بيد رجل من مراد!
قالت زينب فقلت: سبحان الله يا أم المؤمنين، أتقولين مثل هذا لعلي في سابقته وفضله؟ فضحكت وقالت: بسم الله إذا نسيت فذكريني» (مواقف الشيعة: 3/158).
وقصص بغضها لعلي وفاطمة (عليهما السلام) كثيرة، فقد رفعت صوتها على النبي (صلى الله عليه واله) ذات مرة قائلة: والله لقد علمت أن علياً وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي! لكنها قالت إن النبي (صلى الله عليه واله) قال في علي والعباس: من أراد أن ينظر إلى رجلين من أهل النار، فلينظر اليهما! الخ. (راجع: المراجعات/325).
أسئلة:
س1: قال ابن حجر في فتح الباري (1/60): «وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي أن النبي (صلى الله عليه واله) قال له: لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق» وخصائص النسائي/105.
وقال في فتح الباري: 7/57: «وفي الحديث تلميح بقوله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، فكأنه أشار إلى أن علياً تام الإتباع لرسول الله (صلى الله عليه واله) حتى اتصف بصفة محبة الله له، ولهذا كانت محبته علامة الإيمان، وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم». فهل كان بغض عائشة لعلي (عليه السلام) إيماناً أم نفاقاً؟!
س2: روى ابن كثير قول عائشة وصححه : «قالت: رحم الله علياً لقد كان على الحق وما كان بيني وبينه إلا كما يكون بين المرأة وأحمائها» (فتح الباري: 9/289.
وفي تاريخ الطبري: 3/547: «والله ما كان بيني وبين علي في القديم، إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي على معتبتي من الأخيار»!
وهذا اعتراف بأن سبب بغضها لعلي (عليه السلام) وخروجها عليه هو الحساسية الشخصية فقط، لا دم عثمان ولا طلب الإصلاح كما زعمت! فما رأيكم؟!
س3: بعد هذا الإعتراف من عائشة، بماذا تفسرون شماتتها بموته (عليه السلام)؟!
 هل تأخذون دينكم عن الحميراء؟!
قال السرخسي في أصوله (1/354): « الصحابه كانوا يرجعون إلى أزواج رسول الله (صلى الله عليه واله) فيما يشكل عليهم من أمر الدين فيعتمدون خبرهن. وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : تأخذون ثلثي دينكم من عائشه».
وفي التعجب من أغلاط العامة لأبي الفتح الكراجكي/132: «ثم يَدَّعون مع هذا أن النبي (صلى الله عليه واله) قال: خذوا ثلث دينكم عن عائشة، لا بل خذوا ثلثي دينكم عن عائشة، لا بل خذوا كل دينكم عن عائشة»!
وفي تفسير المراغي (13/113): « وفيها يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) : خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء! ومن ثم كانت أكثر من حدث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) بعد أبي هريرة. وقد كان الصحابة يختلفون اليها للحديث والفتيا، ولا يجدون معدلاً عن التسليم برأيها».
وفي الإحكام للآمدي (1/225): « قوله (صلى الله عليه واله) : خذوا شطر دينكم عن الحميراء».
وقال الآلوسي (3/155): «محتجين بقوله (صلى الله عليه واله) : خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء. وقوله: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام».ثم استدل الآلوسي على أفضلية الزهراء (عليها السلام) على عائشة.
وفي تحفة الأحوذي (10/259): «وأما حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء، يعني عائشة، فقال الحافظ ابن الحجر العسقلاني: لا أعرف له إسناداً ولا رواية في شئ من كتب الحديث، إلا في النهاية لابن الأثير، ولم يذكر من خرجه! وذكر الحافظ عماد الدين بن كثير أنه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه! وقال السخاوي ذكره في الفردوس بغير إسناد وبغير هذا اللفظ، ولفظه: خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء، وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له إسناداً! وقال السيوطي: لم أقف عليه كذا في المرقاة».
أسئلة:
س1: من عجائب أمركم أن علماؤكم نقاد الحديث اعترفوا بأن هذا الحديث لا سند له في مصادركم، فهو مقطوع أو موضوع، ومع ذلك يستدل به علماؤكم؟!
س2: هل تأخذون من عائشة فتاويها الثابتة عنها ثبوتاً قطعياً والمخالفة لإجماع المسلمين، مثل إرضاع الرجل الكبير؟!
س3: وهل تأخذون بفتواها بنقص القرآن وتحريفه ونقص الآيات التي أكلتها سخلتها الملعونة؟!
 كيف علَّمَت عائشة الرجال غسل الجنابة!
روى البخاري في صحيحه (1/68)، عن أبي سلمة قال: «دخلت أنا وأخو عائشه على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبي (صلى الله عليه واله) فدعت بإناء نحو من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب»!
وبَرَّرَ أتباعها فعلها الشاذ، بل أفتوا بأن تعليم الغسل عملياً مستحب!
قال في فتح الباري (1/314): «قال القاضي عياض ظاهره أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل نظره للمحرم لأنها خالة أبي سلمة من الرضاع أرضعته أختها أم كلثوم، وإنما سترت أسافل بدنها مما لا يحل للمحرم النظر إليه! قال: وإلا لم يكن لاغتسالها بحضرتهما معنى، وفى فعل عائشة دلالة على استحباب التعليم بالفعل لأنه أوقع في النفس»!
أسئلة:
س1: لو أن رجالاً من أقارب زوجتك وغيرهم جاؤوا إلى منزلكم وسألوا زوجتك عن غسل الجنابة، فعملت كما عملت عائشة، ماذا كنت تفعل؟!
س2: كشف ابن حجر أن أبا سلمة أحد الرجال الذين أرضعتهم عائشة من أقاربها ليصير محرماً عليها! وقال إنها سترت النصف الأسفل من بدنها، وكشفت النصف الأعلى واغتسلت أمامهما! فما رأيكم بهذا الوضع المشين؟!
 من تصدقون عائشة أم مروان؟!
قال مروان كما في صحيح البخاري (6/42): « إن هذا ( عبد الرحمن بن أبي بكر) الذي أنزل الله فيه: وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي. فقالت عائشة: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن، إلا أن الله أنزل عذري. أما أنت يامروان فأشهد أن رسول الله لعن أباك وأنت في صلبه! فأنت فَضَضٌ من لعنة الله» (تخريج الآثار: 3/2828).
«نزل في أبيك: وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ..سمعت رسول الله يقول لأبيك وجدك أي الذي هو العاص بن أمية: إنهم الشجرة الملعونة في القرآن». (الحلبية (1/317).
س1: من المعروف أن عبد الرحمن أبي بكر لم يسلم، وكان مع المشركين في بدر وطلب أن يبرز اليه أبوه أبو بكر، وروي أنه نزلت فيه الآية كما قال مروان. وقد ردت عائشة قوله ونفت أن يكون نزل في آل أبي بكر أي آية حتى آية الغار، ما عدا آية براءتها: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. وتقدم أنها نزلت في مارية! فما رأيكم؟!
من تصدقون: عائشة أم مجموعة من الصحابة؟
في الطبقات (2/260): « قيل لأم المؤمنين عائشة: أكان رسول الله (صلى الله عليه واله) أوصى إلى علي؟ قالت: لقد كان رأسه في حجري، فدعا بالطست فبال فيها، فلقد انخنث في حجري، وما شعرت به فمتى أوصى إلى علي»!
وقالت : «فمات في اليوم الذي كان يدور على فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي، ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر اليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فقلت له: أعطنى هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه فقضمته ثم مضغته، فأعطيته رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستن به وهو مسند إلى صدري».
وقالت: « مات النبى (صلى الله عليه واله) وإنه لبين حاقنتي وذاقنتي». (بخاري: 5/140)
وقالت: «فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: اللهم الرفيق الأعلى». (بخاري: 5/144).
وفي الطبقات: 2/262: «ذكر من قال توفي رسول الله (صلى الله عليه واله) في حجر علي بن أبي طالب.. عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين: ما كان آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ فقال عمر: سل علياً. قال: أين هو؟ قال: هو هنا، فسأله فقال علي: أسندته إلى صدري، فوضع رأسه على منكبي فقال: الصلاة الصلاة. فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء، وبه أمروا وعليه يبعثون. قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال: سل علياً. قال فسأله فقال: كنت أغسله وكان العباس جالساً و كان أسامة وشقران يختلفان إليَّ بالماء..
عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) في مرضه: أدعوا لي أخي، قال فدعي له علي فقال أدن مني فدنوت منه فاستند إليَّ فلم يزل مستنداً وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريق النبي (صلى الله عليه واله) ليصيبني، ثم نزل برسول الله وثقل في حجري، فصحت يا عباس أدركني فإني هالك! فجاء العباس فكان جهدهما جميعاً أن أضجعاه..
 عن الشعبي قال: توفي رسول الله (صلى الله عليه واله) ورأسه في حجر علي وغسله علي والفضل محتضنه وأسامة يناول الفضل الماء. عن أبي غطفان قال: سألت بن عباس أرأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) توفي ورأسه في حجر أحد؟ قال: توفي وهو لمستند إلى صدر علي قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت توفي رسول الله (صلى الله عليه واله) بين سحري ونحري! فقال بن عباس: أتعقل، والله لتوفي رسول الله (صلى الله عليه واله) وإنه لمستند إلى صدر علي، وهو الذي غسله وأخي الفضل بن عباس».
وقال السيد شرف الدين في المراجعات/328: « أما دعوى أم المؤمنين بأن النبي (صلى الله عليه واله) قضى وهو في صدرها فمعارضة، بصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة، وحسبك من طريق غيرهم ما أخرجه ابن سعد بالإسناد إلى علي (عليه السلام)، وأخرج أبو نعيم في حليته، وأبو أحمد الفرضي في نسخته، وغير واحد من أصحاب السنن، عن علي قال: علمني رسول الله (صلى الله عليه واله) يعني حينئذ ألف باب كل باب يفتح ألف باب. وكان عمر بن الخطاب إذا سئل عن شيء يتعلق ببعض هذه الشؤون، لا يقول غير: سلوا علياً، لكونه هو القائم بها.
قلت: والأخبار في تلك متواترة، عن سائر أئمة العترة الطاهرة، وإن كثيراً من المنحرفين عنهم ليعترفون بهذا، حتى أن ابن سعد أخرج بسنده إلى الشعبي..
 وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخطب بذلك على رؤوس الأشهاد، وحسبك قوله من خطبة له (عليه السلام) : ولقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) أني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط! ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال وتتأخر فيها الأقدام، نجدةً أكرمني الله بها. ولقد قبض (صلى الله عليه واله) وإن رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي، ولقد وليت غسله والملائكة أعواني، فضجت الدار والأفنية، ملأ يهبط وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه، حتى واريناه في ضريحه.
وصح عن أم سلمة أنها قالت : والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله (صلى الله عليه واله)! عدناه غداة وهو يقول: جاء علي، جاء علي، مراراً، فقالت فاطمة: كأنك بعثته في حاجة؟ قالت: فجاء بعد، فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، قالت أم سلمة: وكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) وجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك، فكان علي أقرب الناس به عهداً! ولو لم يعارض حديث عائشة إلا حديث أم سلمة وحده، لكان حديث أم سلمة هو المقدم، لوجوه كثيرة».
أسئلة:
س1: لقد اختلف حديث علي (عليه السلام) وعائشة إلى حد التناقض، ونحن لانتردد في قبول كلام علي (عليه السلام) ورد كلام عائشة، فماذا تفعلون أنتم؟!
س2: قال ابن حجر في فتح الباري (8/106): « وهذا الحديث يعارض ما أخرجه الحاكم وابن سعد من طرق أن النبي (صلى الله عليه واله) مات ورأسه في حجر علي، وكل طريق منها لا يخلو من شيعي، فلا يلتفت إليهم! ثم قال: «وأخرج الحاكم في الإكليل من طريق حبة العدني عن علي: أسندته إلى صدري فسالت نفسه. وحبة ضعيف. ومن حديث أم سلمة قالت: عليٌّ آخرهم عهداً برسول الله (صلى الله عليه واله).
والحديث عن عائشة أثبت من هذا، ولعلها أرادت آخر الرجال به عهداً. ويمكن الجمع بأن يكون عليٌّ آخرهم عهداً به، وأنه لم يفارقه حتى مال فلما مال ظن أنه مات، ثم أفاق بعد أن توجه، فأسندته عائشة بعده إلى صدرها فقبض»!
فإذا كان ابن حجر يضعف الحديث لوجود شيعي فيه، فلماذا لايضعف أحاديث عشرات الرواة الشيعة في أسانيد البخاري ومسلم، وهم يزيدون على مئة راو؟!
 قتل معاوية أخويها فسكتت عنه!
قتل معاوية أخاها محمد بن أبي بكر في مصر وأحرق جثته، فبكت عليه ولعنت معاوية وعمرو بن العاص، وكانت تلعنهما كلما عثرت!
وزاد من غيظها أن ضرتها أم حبيبة أخت معاوية أرسلت اليها كبشاً مشوياً «وقالت: هكذا قد شُوِيَ أخوك! فلم تأكل عائشة بعد ذلك شواء حتى ماتت»! (الغارات: 2/757، وحياة الحيوان للدميري: 1/404)ثم استرضاها معاوية بالمال، فسكتت!
ففي مسند أحمد: 4/92: «عن سعيد بن المسيب أن معاوية دخل على عائشة فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلاً فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعليه وأنا في بيت أمان وقد سمعت النبي يقول: الإيمان قيد الفتك! كيف أنا في الذي بيني وبينك حوائجك؟ قالت: صالح. قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا عز وجل»!
ثم ساءت علاقتها مع معاوية عندما أراد أن يأخذ البيعة ليزيد، لأنها كانت تريد الخلافة لأخيها عبد الرحمن! فعندما دعا مروان في مسجد النبي (صلى الله عليه واله) إلى بيعة يزيد بن معاوية، وقف عبد الرحمن بن أبي بكر في وجهه وتشاتما، فأمر مروان الشرطة أن يأخذوه، فهرب إلى غرفة عائشة، فخرجت إلى المسجد وشتمت مروان، وهرَّبت أخاها من المدينة، فقتلوه بالسم قرب مكة!
أسئلة:
س1: هل كان قتل معاوية لمحمد وعبد الرحمن ابني أبي بكر، بحق أم بباطل؟ ولماذا سكتت عليه عائشة؟!
س2: هل تعتبرون بيعة يزيد بن معاوية باطلة لأن عائشة وقفت ضدها، وهل تحتملون أن معاوية سم عائشة كما سم أخاها، لأنهما رفضا بيعة يزيد؟!
 حسرة عائشة وغيظها عند موتها
توفيت عائشة في عهد معاوية بعد أخيها عبد الرحمن، وقيل قتلها معاوية بالسم وقيل وقعت في بئر حفره لها في طريقها! وكانت تصيح وهي تحتضر: إني أحدثت بعد رسول الله فلا تدفنوني عنده! يا ليتني لم أخلق! لوددت أني كنت مدرة ولم أكن شيئاً مذكوراً! وتوفيت ودفنت في البقيع وصلى عليها أبو هريرة.
وفي البخاري (6/10): «وددت أني كنت نسياً منسياً»
وفي مسند ابن راهويه (2/40): «قالت عائشة: والله لوددت أني كنت شجرة، والله لوددت أني كنت مدرة، والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئاً قط»!
وكذا جاء عنها أنها قالت: يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة.
وقالت: وددت أني إذا مت كنت نسياً منسياً.
وكانت إذا قرأت الآية: وَقَرْنَ في بُيُوتكن، بكت بكاء شديداً حتى تبل خمارها.. وكانت تحدث أولاً نفسها أن تدفن في بيتها فقالت: «إني أحدثت بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) حدثاً! أدفنوني مع أزواجه، فدفنت بالبقيع» والطبقات (8/51).
وقال الباقلاني في التمهيد/552، عن طلحة والزبير وعائشة وكل من حارب علياً (عليه السلام) : «ومنهم من يقول إنهم تابوا من ذلك ويستدل برجوع الزبير وندم عائشة إذا ذكروا لها يوم الجمل وبكائها حتى تبل خمارها! وقولها وددت أن لو كان لي عشرون ولداً من رسول الله (صلى الله عليه واله) كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأني ثكلتهم، ولم يكن ما كان مني يوم الجمل! وقولها: لقد أحدقت بي يوم الجمل الأسنة حتى صرت على البعير في مثل اللجة، وإن طلحة قال لشاب من عسكر علي وهو يجود بنفسه: أمدد يدك أبايعك لأمير المؤمنين، وما هذا نحوه».
أسئلة:
س1: بماذا تفسرون حسرات عائشة عند احتضارها؟
س2: هل يدل يأس عائشة من غفران الله تعالى على أنها لم تتب، أو كانت ترى أن التوبة لاتنفعها؟!
س3: هل لاحظتم أن خصوم علي (عليه السلام) كلهم يعيشون حالة رهيبة عند الموت! فيها التحسر واليأس والخوف والهلع من لقاء الله تعالى، ويتمنون أن لايكونوا خلقوا! وفي المقابل يواجه علي وأبناؤه (عليهم السلام) وشيعتهم الموت باطمئنان ويقين، وثقة برحمة الله تعالى، حتى اشتهر عن علي (عليه السلام) قوله لما ضرب: فزت ورب الكعبة!
 كانت عنيفة فقتلت امرأة! وقتلت حفصة امرأتين!
فقد قتلت عائشة امرأة واحدة، زعمت أنها كتبت لها سحراً، أما حفصة فقتلت امرأتين زعمت أنهما كتبا لها سحراً! ( المحلى: 11/395).
وقال النووي في المجموع (20/39): «وأخرج مالك عن عائشة أنها قطعت يد عبد لها وأخرج أيضاً أن حفصة قتلت جارية لها سحرتها».
وقال مالك في الموطأ (2/871) إن الأمة كانت مدبرة، أي مكاتبة على حريتها. وفي الإستذكار (8/158) أن حفصة : « أمرت بها عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فقتلها» ومغني ابن قدامه: 10/80، وصححه الألباني في إرواء الغليل: 6/178.
وفي الطبقات: 3/356، أنها عندما قتل عمر دفعت أخاها عبيد الله لقتل الهرمزان وجفينة طفلة أبي لؤلؤة! قال أخوها عبد الله: «يرحم الله حفصة فإنها من شجع عبيد الله على قتلهم»!
أسئلة:
س1: ألا تلاحظون العنف والخشونة في سلوك عائشة وحفصة وفي منطقهما، والرحمة واللين في سلوك فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟!
س2: هل يجوز للإنسان أن يقتل شخصاً يتهمه بأنه كتب له سحراً، أم يجب عليه أن يشتكيه للقاضي ويأتي بالبينة، فيحكم عليه بالتاديب إن ثبت عليه؟!
س3: عندما قتل عمر دفعت حفصة ابنه عبيد الله فذهب إلى بيته وقتل طفلته، وقتل صاحبه جفينة، وقتل الهرمزان، واتفق المسلمون على أن الهرمزان مسلم قتل مظلوماً، وشهد عمر ببراءته من دمه، وحكم علي (عليع السلام) بالقصاص على ابن عمر لقتله مؤمناً فهرب إلى معاوية، فما هو الحد الذي يثبت على حفصة؟!
 زواج النبي (صلى الله عليه واله) بحفصة حليفة عائشة
كان أبو بكر وعمر يعملان للتقرب السياسي من النبي (صلى الله عليه واله) أكثر من جميع أصحابه، وقد أمر الله عز وجل رسوله (صلى الله عليه واله) أن يداري الناس ويترك الأمور تسير بشكل طبيعي، لتجري سنن الله وقوانينه في هداية الأمم وضلالها.
وقد رأى عمر أن زواج النبي (صلى الله عليه واله) من عائشة امتيازٌ مهم لأبي بكر، ولم تكن عنده بنت ليعرضها على النبي (صلى الله عليه واله) إلا حفصة وهي أرملة كبيرة السن غير جميلة لذلك لم يعرضها عليه وعرضها على عثمان وأبي بكر، فرفضاها!
ففي مسند أحمد: 2/27: «عن ابن عمر قال: لما تأيَّمَتْ حفصة وكانت تحت خنيس بن حذافة، ولقي عمر عثمان فعرضها عليه فقال عثمان: مالي في النساء حاجة وسأنظر! فلقي أبا بكر فعرضها عليه فسكت! فوجد عمر في نفسه على أبي بكر، فإذا رسول الله قد خطبها، فلقي عمر أبا بكر فقال: إني كنت عرضتها على عثمان فردني، وإني عرضتها عليك فسكتَّ عني، فلأنا عليك كنت أشد غضباً مني على عثمان وقد ردني! فقال أبو بكر إنه (صلى الله عليه واله) قد كان ذكر من أمرها، وكان سراً فكرهت أن أفشي السر».
وفي الطبقات: 8/83، أن عمر شكى أبا بكر وعثمان للنبي (صلى الله عليه واله) فخطبها منه ففرح فرحاً شديداً! ولما طلقها النبي (صلى الله عليه واله) قال عمر: «يا ويح حفصة. قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً»! (الطبقات: 8/189، والبخاري: 3/103، وأحمد: 1/33 ).
وكانت حفصة أمينة أبيها عمر فكان يودع عندها كل ما يكتبه في نسخة القرآن التي يريد نشرها وإلزام المسلمين بها! وقد جعلها وصيته على أمواله (الأم للشافعي: 7/236) وأهمها بساتين ثمغ، التي أهداها له اليهود زمن النبي (صلى الله عليه واله)!
 وصارت حفصة ثرية وكان لها مخصصات من الخلافة: «ابتاعت حفصة حلياً بعشرين ألفاً فحبسته (أوقفته) على نساء آل الخطاب» (المجموع: 15/325).
 
س1: ما هي عقيدتكم في ترتيب نساء النبي (صلى الله عليه واله) وأين تقع حفصة؟!
اعترف محبوا حفصة أنها كانت تؤذي النبي (صلى الله عليه واله)
 كانت حفصة تؤمن بنبوة النبي (صلى الله عليه واله) لكن ذلك لم يمنعها من مخالفته، وحتى مقاطعته وأذيته! قال عمر: «فدخلت على حفصة فقلت: أتغاضب إحداكن رسول الله اليوم حتى الليل؟ فقالت: نعم»! (صحيح بخاري: 3/103).
قال عمر: «وكان بيني وبين امرأتي كلام فأغلظت لي فقلت لما وإنك لهناك؟ قالت: تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي (صلى الله عليه واله)»! (صحيح بخاري: 7/47).
وفي الكافي: 6/138، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «أن زينب قالت لرسول الله (صلى الله عليه واله) : لا تعدل وأنت رسول الله! وقالت حفصة: إن طلقنا وجدنا أكفاءنا في قومنا! فاحتبس الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) عشرين يوماً، قال: فأنف الله عز وجل لرسوله فأنزل: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً..الى قوله: أَجْرًا عَظِيمًا. فاخترن الله ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبنَّ».
وقد طلق النبي (صلى الله عليه واله) حفصة مرتين ورجع اليها، وكانت الثانية في السنة التاسعة قبيل غزوة تبوك، كما نص أبوها، ورواه البخاري وغيره. أما الأولى فيبدو أنها في نفس سنة زواجه بها.
س1: أخبر الله تعالى عن حفصة وعائشة بأنهما تعاونتا ضد النبي (صلى الله عليه واله) ودعاهما إلى ترك ذلك والتوبة فقال: إِنْ تَتُوبَا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا، وفي قراءة: زاغت قلوبكما. ونزلت فيهما آية النهي عن السخرية كما نص الجميع، واعترفت حفصة بأنها كانت تغاضب النبي (صلى الله عليه واله) وتؤذيه! فما حكم من ترتكب هذه المعاصي، وهل وجدتم نصاً في توبتهما، وطلبهما من النبي (صلى الله عليه واله) أن يستغفر لهما؟!
نزلت سورة التحريم تهديداً من الله لعائشة وحفصة!
 اتفق الجميع على أن نزول سورة التحريم كان بسبب أن النبي (صلى الله عليه واله) ائتمن حفصة على سره فأذاعته وتآمرت على النبي (صلى الله عليه واله) هي وعائشة ونافقتا، فهددهما الله تعالى بأشد تهديد، وضرب الله لهما مثلاً بكافرتين من زوجات الأنبياء (عليهم السلام) خانتا زوجيهما في أمر الرسالة، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحِينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ. 
 قال المفيد في المسائل العكبرية/77: «جاء في حديث الشيعة عن جعفر بن محمد (عليه السلام) : أن السر الذي كان من رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى بعض أزواجه إخباره عائشة أن الله أوحى إليه أن يستخلف أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه قد ضاق ذرعاً بذلك لعلمه بما في قلوب قريش له من البغضاء والحسد والشنآن، وأنه خائف منهم فتنة عاجلة تضر بالدين، وعاهدها أن تكتم ذلك ولا تبديه وتستره وتخفيه.
فنقضت عهد الله سبحانه عليها في ذلك، وأذاعت سره إلى حفصة، وأمرتها أن تعلم أباها ليعلمه صاحبه، فيأخذ القوم لأنفسهم ويحتالوا في بعض ما يثبته رسول الله (صلى الله عليه واله) لأمير المؤمنين (ع) في حديث طويل له أسباب مذكورة. 
 ففعلت ذلك حفصة واتفق القوم على عقد بينهم إن مات رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يورثوا أحداً من أهل بيته، ولايؤتوهم مقامه! واجتهدوا في تأخيرهم والتقدم عليهم، فأوحى الله إلى نبيه (صلى الله عليه واله) بذلك وأعلمه ماصنع القوم وتعاهدوا عليه، وأن الأمر يتم لهم محنة من الله تعالى للخلق بهم!
فأوقف النبي (صلى الله عليه واله) عائشة على ذلك وعرفها ما كان منها من إذاعة السر، وطوى عنها الخبر بما علمه من تمام الأمر لهم، لئلا تتعجل إلى المسرة به وتلقيه إلى أبيها فيتأكد طمع القوم فيما عزموا عليه، وهو قوله تعالى: عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فالبعض الذي عرفه ما كان منها من إذاعة سره، والبعض الذي أعرض عنه ذكر تمام الأمر لهم».
 وروى الطبراني في الكبير: 12/91، عن ابن عباس: « فقال لها رسول الله: لاتخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة، فإن أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت، ويلي عمر من بعده، فذهبت حفصة فأخبرت عائشة»!
راجع ما كتبناه عن سورة التحريم في السيرة النبوية عند أهل البيت (عليهم السلام). واتهام عائشة وحفصة لمارية القبطية رضي الله عنها ونزول براءتها!
س1: هل قرأتم سورة التحريم وتأملتم في تحذير الله تعالى لزوجتي النبي (صلى الله عليه واله) وتهديده لهما، وأمره النبي (صلى الله عليه واله) أن يجاهد المنافقين ويغلظ عليهم، ثم ضرب لهما مثلاً بامرأتي نبيين (عليهما السلام) كانتا منافقتين كافرتين؟! فكيف يمكن لمنصف أن يقرأ هذا الذم والتقريع الذي نزل به جبرئيل (عليه السلام)، ثم يغمض عينيه عنه ويمدحهما؟!
 وانفردت حفصة بأحاديث لم يروها غيرها!
 مثل حديث أن أهل بدر كلهم في الجنة، وأهل بيعة الرضوان كلهم في الجنة، وحديث: « إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر». وأحاديث لم يروها غيرها واتهمت بوضعها! راجع: الإفصاح للمفيد/219.
س1: هل تصدقون حفصة بأن النبي (صلى الله عليه واله) قال ذلك؟ فلو كان قاله لتمسك به الشيخان في السقيفة لأنه ينص على أنهما بعده، ويأمر الأمة بالإقتداء بهما؟!

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/25   ||   القرّاء : 7592



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 

 ابن باز يحرم لبس الكعب العالي على النساء لأنه خطير !!

 مهاجمة أبي بكر وعمر بيت فاطمة وعلي(عليها السلام) !

 التسمية بعبد فلان في بقية المذاهب

 الإمامة والشورى

 أمر النبي أن يستقوا من بئر الناقة، دليل على التبرك بآثار الانبياء والصالحين

 اعتقادنا بالإمامة بعد النبي (عليه الصلاة و السلام)

 الكشف عن أن بولس كذب وخالف وعده للمسيح

 التحريف في انجيل يوحنا

 هل تؤمنون برب يعبث ويلغو في قوله وفعله؟

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1846323

  • التاريخ : 19/04/2024 - 02:07

Footer