شبهة مخالفة امير المؤمنين لرسول الله والرد عليها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله الطاهرين..
يقول البعض إن عصيان عمر عن امر رسول الله بكتابة الوصية يوم وفاته هو كامتناع الإمام علي (عليه السلام) من محو اسم الرسول (صلى الله عليه وآله) يوم صلح الحديبية فهذا كذاك فلِمَ تؤاخذون عمر عليه دون امير الؤمنين علي (عليه السلام)؟
ورداً على هذه الشبهة نقول: إن ما نقله ابن بطال كاف في الجواب على هذه الشبهة، ولا نزيد عليها.
قال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري: (وإباءة علي من محو « رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) » أدب منه وإيمان وليس بعصيان فيما أمره به، والعصيان ها هنا أبر من الطاعة له وأجمل في التأدب والإكرام.)(1)
3335 - قَوْله: ( هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله (.......وَهَذَا الَّذِي فَعَلَهُ عَلِيّ ( رَضِيَ الله عَنْهُ ) مِنْ بَاب الْأَدَب الْمُسْتَحَبّ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَفْهَم مِنْ النَّبِيّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تَحْتِيم مَحْو عَلِيّ بِنَفْسِهِ، وَلِهَذَا لَمْ يُنْكِر وَلَوْ حَتَّمَ مَحْوه بِنَفْسِهِ لَمْ يَجُزْ لِعَلِيٍّ تَرْكه، وَلَمَا أَقَرَّهُ النَّبِيّ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى الْمُخَالَفَة....)(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري: باب 8 ج 15 ص 96 ( نسخة الشاملة).
(2) النووي في شرحه على صحيح مسلم: ج 6 ص 239 (نسخة الشاملة).