الأئمِة الإثنا عشر : موسّع
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنّ إمامة الأئمة الاثني عَشَر ثَبَتت من خلال طَريقين؛ أولهما عن طريق نصّ النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) حسب الرّوايات المروِيّة عنه (صلى الله عليه و آله و سلم) الدالة على إمامة شخص خاص. وثانيهما عن طريق الأئمة (عليهم السلام)، حيث ينصّ الإمامُ السابق على الإمام اللاحق.
فالنبيّ الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) لم يكتف بنَصب عليّ (عليه السلام)، بل ذكّر بأنّه سَيخلفهُ (صلى الله عليه و آله و سلم) اثنا عشر إماماً تتحقّق بهم عزةُ الإسلام إذ قال: «لا يَزالُ الدّين مَنيِعاً إلى اثنَيْ عَشَر خَلِيفةٌ».«1» وقد وَرَدت هذه الأحاديث الدالة على وجود اثني عشر خليفة في أوثق صحاح أهل السنة أيضاً. «2»
ومن المُسلَّم أنّ هؤلاء الخُلَفاء الاثني عشر الذين تتوقّف عليهم عزّة الإسلام ومنعتهُ ومضاؤه، لا تنطبق صفاتهم إلاّ على أئمة الشيعةِ الاثني عَشَر إذ لم تكن تلك الأَوصاف تتوفر في الخلفاء الأُمويين ولا العباسيين قط.
وأئمة الشِيعة الاثنا عشر هم:
1. الامام عليُّ بنُ أبي طالب (أميرالمومنين) (المولود قبل البعثة بعشر سنوات والمستشهَد عام 40 هجري) والمدفون في النجف الأشرف.
2. الإمامُ الحسَنُ بن علي (المجتبى) (3- 50 ه ق) المدفونُ في البقيع بالمدينة.
3. الإمامُ الحسين بن علي سيدُ الشهداء (4- 61 ه ق) المدفون في كربلاء.
4. الإمامُ عليُّ بن الحسينُ بن علي زينُ العابدين (38- 94 ه ق) المدفون في البقيع.
5. الإمامُ محمدُ بن علي باقرُ العلوم (57- 114 ه ق) المدفون في البقيع.
6. الإمامُ جعفرُ بنُ محمد الصادقُ (83- 148 ه ق) المدفونُ في البقيع.
7. الإمامُ موسى بنُ جعفر الكاظمُ (128- 183 ه. ق) المدفونُ في الكاظمية قرب بغداد.
8. الإمامُ عليُّ بن موسى الرضا (148- 203 ه. ق) المدفونُ في خراسان بإيران.
9. الإمامُ محمدُ بن علي الجوادُ (195- 220 ه ق) المدفونُ في الكاظمية.
10. الإمامُ عليُّ بن محمد الهادي (212- 254 ه ق) المدفونُ في سامراء بشمال بغداد.
11. الإمامُ الحسنُ بنُ علي العسكريُ (233- 260 ه. ق) المدفونُ في سامراء.
12. الإمامُ محمدُ بنُ الحسن المعروف بالمهديِّ، والحجة - عجَّل اللَّه فرجَه الشريف - وهو الإمامُ الثاني عشر، وهو حيٌّ حتى يظهر بأمر اللَّه (طبقاً للوعودِ الواردةِ في القرآنِ في سورة النور/ 54، وسورة التوبة/ 33 وسورة الفتح/ 28 وسورة الصف/ 9) ويقيم الحكومة الإِلهيّة على كلّ الكرةِ الأرضِيّةِ «3».
ولقد جاءَت تفاصيلُ حياة أئمةِ الشيعة الاثني عشر في كتب التاريخ والسيرة وحيث إِنّ الإمام الثاني عشر لا يزال حيّاً، ويتولّى منصبَ الإمامة بإرادةِ اللَّه تعالى، لهذا سنَذكر نقاطاً حوله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للاطلاع على بقية الاحاديث في هذا المجال يراجع اصول الكافي كفاية الاثر واثبات الهداة وغيرها.
(2) صحيح البخاري، 9/ 81، باب الاستخلاف؛ وصحيح مسلم 6/ 3، كتاب الامارة؛ ومسند أحمد 5/ 86- 108؛ ومستدرك الحاكم 3/ 81
(3) قد وقع بعض الاختلاف في تواريخ وفيات ومواليد بعض الأئمة وقد اخترنا احدها، كما انّ التاريخ يثبت انّ أغلب هؤلاء الأئمة قضوا شهداء.