عمل المعروف ينجي الكفار من النار.. إلا أبا طالب!
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ورد في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ما لتقديم الخدمة والعون أو شربة لنبي من الأنبياء (عليهم السلام) من فضل وثواب وأجر عند الله، أو خدمة بسيطة يقدمها لمؤمن من المؤمنين، فإن الشفاعة تشمله، فكيف بأبي طالب الذي نذر كل وجوده وأولاده وعشيرته لنصرة النبي (صلى الله عليه وآله) ورسالته، وتحمّل أذى قريش ومكائدها وتهديدها؟
ففي ابن ماجة: (عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله): يُصَفُّ الناس يوم القيامة صفوفاً، وقال ابن نمير أهل الجنة، فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول: يا فلان أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة؟ قال فيشفع له. ويمر الرجل فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهوراً؟ فيشفع له. قال ابن نمير ويقول: يا فلان أما تذكر يوم بعثتني في حاجة كذا وكذا فذهبت لك؟ فيشفع له). انتهى(1).
وفي الدر المنثور: عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) في قوله: فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، قال: أجورهم يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله الشفاعة فيمن وجبت لهم النار، ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا. انتهى(2).
لكن جواب علماء السلطة حاضر، وهو أن أبا طالب مجرم كبير مثل أبي لهب وأبي جهل وفراعنة قريش الذين كذبوا النبي (صلى الله عليه وآله) وتآمروا لقتله! ولذلك لا تؤثر فيه الشفاعة إلا بنقله من قعر جهنم إلى الضحضاح!! فحماة الأنبياء في منطق السلطة كأعداء الأنبياء عليهم السلام، بل أسوأ حالاً!
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن ماجة: 2/496.
(2) الدر المنثور: 2/ 249..