من تهافت منطقهم: تكرار زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) حرام!
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال الاتي:
مقتضى إطلاق الأحاديث الشريفة وفتاوي أئمة المذاهب جميعاً استحباب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) لمن دخل المسجد النبوي سواء أراد أداء الفريضة فيه أم غيرها أو لم يرد الصلاة فيه، وسواء قبل صلاته أو بعدها، وسواء كان ذلك مرة أو أكثر!
وخالف أتباع ابن تيمية جميع المسلمين في ذلك فقالوا: دخول المسجد بنية زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) معصية، والخطوة الواحدة داخل المسجد بنية زيارته معصية، وإن كانت هذه الخطوة مع نية التوسل به فهي شرك!
وأفتوا بأن أصل زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) مشروعة، لكن تكرارها حرام! فصارت زيارة قبر أقدس شخص في الوجود (صلى الله عليه وآله) قليلها حلال وكثيرها حرام؟!
فإن زعموا أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى أن يجعل قبره عيداً أي محفلاً، وأن هذا يشمل زيارة قبره الشريف فلا فرق في ذلك بين المرة والمرات! واللازم عليهم أن يحرموا زيارة القبر الشريف كلياً، لأن المسلمين يجتمعون حوله ويحتفلون بزيارته طوال السنة، والذي يزوره أول مرة والذي يزوره للمرة الخمسين، مشاركون في هذا الإحتفاء والإحتفال!!
قال إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة صلاة الجمعة لعام1422:
(ويشرع لزائر المسجد النبوي من الرجال زيارة قبر النبي (صلى الله عليه واله) وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر بالسلام عليهم والدعاء لهم. أما النساء فلا يجوز لهن زيارة القبور في أصح قولي العلماء!!
وقال: (المخالفة السادسة: التكرار والإكثار من زيارة قبره (صلى الله عليه واله)، كأن تكون زيارته بعد كل فريضة، أو في كل يوم بعد فريضه بعينها، ففي هذا مخالفة لهدي النبي (صلى الله عليه واله) وفي هذا مخالفة لقوله (صلى الله عليه واله): لا تجعلوا قبري عيداً.
الأسئلة
1ـ كيف تزعمون أن زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) مشروعة بشرط أن لا يخطو المسلم خطوة واحدة بنية الزيارة؟!
فهل تقولون للمسلمين زوروا القبر لكن لا تنووا زيارته، فهذا محال، لأن الذي يخطو الى القبر فقد قصده ونوى زيارته!
وإن قلتم إن زيارته مشروعة، لزمكم أن تكون نيته والقصد اليه مشروعة، فمحال أن يكون العمل مشروعاً محبوباً لله تعالى وقصده معصية؟!
2 ـ نراكم تعبرون باستحباب زيارة مسجد النبي (صلى الله عليه وآله)، ولم نرَ لأحد منكم فتوى باستحباب زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) وقد يعبر بعضكم بأنها مشروعة لكن تشترطون أن تكون بدون قصد اليها، وتنهون عن تكرارها!
قال الشيخ البدير في خطبة الجمعة في المسجد النبوي في موسم حج سنة 1422: (المخالفة السادسة: التكرار والإكثار من زيارة قبره (صلى الله عليه واله) كأن تكون زيارته بعد كل فريضة، أو في كل يوم بعد فريضة بعينها، ففي هذا مخالفة لهدي النبي (صلى الله عليه واله)، وفي هذا مخالفة لقوله (صلى الله عليه واله): لا تجعلوا قبري عيداً).
فلماذا تخافون من المسلمين وتستعملون معهم التقية ولا تجهرون برأيكم في أن زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) غير مستحبة أبداً، بل هي جائزة على كراهة، بشرط أن تكون في العمر مرة واحدة لا أكثر! فإذا كررها المسلم كلما دخل إلى المسجد فهي معصية، وصاحبها محدث في المدينة، يستتاب عند القاضي، فإن تاب من هذه الجريمة يعزر حسب نظر القاضي أو يعفى عنه، وإن أصرَّ على جريمته يجب قتله، والأفضل أن يكون قتله قرب قبر النبي (صلى الله عليه وآله) حتى يكون عبرةً للآخرين!
3 ـ ما رأيكم في إمامكم الألباني الذي تقدم عنه أنه لا يصلي في المسجد النبوي لوجود قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيه؟
4- ما رأيكم في إمامكم ابن باز الذي نقلوا عنه أنه افتخر بأنه صلى إماماً في المسجد النبوي ثلاثين سنة، وكان يمر من عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يسلم عليه حتى مرة واحدة، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) رجل جاء ومضى!!