الشافعي وابن حنبل قبوريان
بسم الله الرحمن الرحيم
طالما كفر الوهابية زائري القبور ويدعونهم بالقبورية مع اننا نجد ان ائمة المذاهب جميعا يزورون القبور فهل هذا يدل على كفرهم فيقول ابن حجر في «الخيرات الحسان»(1), في مناقب الامام أبي حنيفة في الفصل الخامس والعشرين: إنّ الامام الشافعي أيام كان هو ببغداد كان يتوسّل بالامام أبي حنيفة، ويجييء إلى ضريحه يزور فيسلّم عليه، ثمّ يتوسّل الله تعالى به في قضاء حاجاته.
وقال: قد ثبت أن الامام أحمد توسّل بالامام الشافعي حتى تعجّب ابنه عبد الله بن الامام أحمد فقال له أبوه: إنَّ الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن. ولمّا بلغ الامام الشافعي: أن أهل المغرب يتوسّلون بالامام مالك، لم ينكر عليهم.
وذكر الذهبي في تاريخ بغداد: "أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي - المحدث الثقة - قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي - المحدث الثقة - قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال - إمام الحنابلة في زمنه - يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهّل الله تعالى لي ما أحب"(2).
وذكره ابن الجوزي في المنتظم(3) في ترجمة الإمام موسى (الكاظم عليه السلام).
هذا موقف سلف الوهابية من التبرك بقبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مع أنهم يكفرون من يقصد القبر ليتوسل به!! بل يفجرون تلك المشاهد الشريفة وينصبون العداء لأئمة أهل البيت!.
___________
(1) حكاه عنه السيد أحمد زيني دحلان في خلاصة الكلام: ص 252, والدرر السنية.
(2) تاريخ بغداد: ج1/ ص120 باب (ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد).
(3) ابن الجوزي في المنتظم: ج9/ص88.