ابن عمر يستعين بغير الله
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من المعروف على السلفية تكفيرهم اكثر المسلمين بسبب الاستعانة بغير الله ـ كما يتصورون ـ. وهذا شخص مقدّس عندهم يستعين بغير الله فهل هو كافر؟؟
فهناك العديد من رواياتهم تشير الى استعانة عبد الله بن عمر بن الخطاب بغير الله واليك طرق الحديث.
طرق الحديث:
1. الأدب المفرد للبخاري: باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله.
1001 - حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد(1).
2. عمل اليوم والليلة لابن السني: باب ما يقول إذا خدرت رجله.
167 - حدثني محمد بن إبراهيم الأنماطي، وعمرو بن الجنيد بن عيسى، قالا: حدثنا محمد بن خداش، حدثنا أبو بكر بن عياش، حدثنا أبو إسحاق السبيعي، عن أبي شعبة، قال: كنت أمشي مع ابن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فجلس، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك. فقال: « يا محمداه فقام فمشى »(2).
3. غريب الحديث لإبراهيم الحربي:
- حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن عمر، قال: « خدرت رجله »، فقيل: اذكر أحب الناس، قال: « يا محمد »
وفي نفس الصفحة:
757 - حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد: جئت ابن عمر فخدرت رجله، فقلت: مالرجلك؟ قال: « اجتمع عصبها »، قلت: ادع أحب الناس إليك، قال: « يا محمد »: فبسطها(3).
4. تاريخ دمشق لابن عساكر: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي الرازي وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أخبرنا أبو محمد الصريفيني أخبرنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد اخبرنا زهير عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من هاهنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال يا محمد فانبسطت(4).
5. الطبقات الكبرى لابن سعد: قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند ابن عمر فخدرت رجله فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا، هذا في حديث زهير وحده، قال قلت: ادع أحب الناس إليك، قال: يا محمد، فبسطها(5).
6. مسند ابن الجعد:
2117 - وبه عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، ما لرجلك؟ قال: « اجتمع عصبها من هاهنا، قلت: ادع أحب الناس إليك، قال: يا محمد، فانبسطت»(6).
7. تهذيب الكمال للمزي: أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري وزينب بنت مكي قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزذ قال أخبرنا الحافظ أبو البركات الأنماطي قال أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال: اجتمع عصبها من هاهنا قال قلت ادع أحب الناس إليك فقال: يا محمد فانبسطت(7).
8. عمل اليوم والليلة لابن السني: حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي، حدثنا حاجب بن سليمان، حدثنا محمد بن مصعب، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الهيثم بن حنش، قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فخدرت رجله، فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك. فقال: يا محمد (صلى الله عليه وسلم). قال: فقام فكأنما نشط من عقال(8).
ماذا قال علمائهم حول هذا الاثر:
1. ذكره ابن تيمية في كتابه (الكلم الطيب) وهو ما يدل على قبوله هذا اللفظ واعتباره من الكلام الطيب(9).
2. ذكره النووي في كتابه (الأذكار) مما يجعله ذكراً يتعبد به و يتقرب الى الله به(10).
3. ذكره ابن السني في كتابه (أعمال اليوم والليلة) وجعلها من اعمال اليوم والليلة (المصدر ذكرناه اعلاه).
4. ذكره ابن القيم في كتابه (الوابل الصيب من الكلم الطيب) و لم يعلق عليها مما يعني قبولها مع ان المحقق ضعف الاثر ولكن ذكرنا طرقه(11).
5. ذكره الشوكاني في كتابه (تحفة الذاكرين) ولم يعلق عليها بل يحتج بها بجعلها الاذكار وذكر شواهد لها(12).
فإذا كانت كتبهم تنقل هذه الأحاديث التي تؤكد استعانة عبد الله بن عمر بغير الله، وكان مورد قبول كثير من علماءهم، فهو إما أن يكون استعانة بغير الله أو لا؟
فإذا كان كذلك فلماذا يتهموا الشيعة بذلك وعمر يفعله؟ وان لم يكن كذلك فهو موافق لرأي الشيعة. في أن مثل هذه الأمور ليست استعانة بغير الله تعالى بل التوسل إلى الله بحق أوليائه وخيرته من خلقه.
_____________
(1) الأدب المفرد للبخاري: 3/440-441.
(2) عمل اليوم والليلة, لابن السني: ح167.
(3) غريب الحديث, لإبراهيم الحربي: 3/15 ح756.
(4) تاريخ دمشق, لابن عساكر: 31/177.
(5) الطبقات الكبرى, لابن سعد: 4/154.
(6) مسند ابن الجعد: 5/361.
(7) تهذيب الكمال للمزي: 17/142.
(8) عمل اليوم والليلة لابن السني: ص56 ح170.
(9) الكلم الطيب: ح237.
(10) الاذكار: ج1/ص305.
(11) الوابل الصيب: ص 181.
(12) تحفة الذاكرين: ص308.