يدعي ابن كثير أنه لم ينزل في علي شيء من القرآن بخصوصيته!!
بسم الله الرحمن الرحيم
يكون القول له قيمة ويؤخذ بها اذا كان القائل بها ذو علم ومنزلة يعتد بها، وكذا اذا كان منصفاً في قوله مستنداً إلى دليل علمي رصين.
أما إذا كان القائل غير منصف، بل وحاقد وناصب للعداء على شخص ما، فلا يمكن الأخذ بقوله إذا كان غير مستند إلى الدليل العلمي المقبول.
يأتي الناصبي ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) ويقول في حديث الصدقة بالخاتم وهو راكع:
قال الطبراني: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس العبدي، حدثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي عن أبيه، عن جده، عن علي قال نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم، وإذا سائل، فقال: " يا سائل، هل أعطاك أحد شيئاً؟ " فقال: لا، إلا هاذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه.
وقال الحافظ بن عساكر: أحدثنا خالى أبو المعالي القاضي، أحدثنا أبو الحسن الخلعي، أحدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الشاهد، حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي، حدثنا القاضي جملة بن محمد، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو نعيم الأحول، عن موسى بن قيس، عن سلمة قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع، فنزلت: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ). وهذا لا يصح بوجه من الوجوه؛ لضعف أسانيده، ولم ينزل في علي شيء من القرآن بخصوصيته، وكل ما يوردونه في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) وقوله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيراً) وقوله: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) وغير ذلك من الآيات والأحاديث الواردة في أنها نزلت في علي، لا يصح شيء منها.
وأما قوله تعالى: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) فثبت في " الصحيح " أنها نزلت في علي وحمزة وعبيدة من المؤمنين، وفي عتبة وشيبة والوليد بن عتبة من الكافرين..
وما روى عن ابن عباس أنه قال: ما نزل في أحد من الناس ما نزل في علي وفي رواية عنه أنه قال: نزل فيه ثلاثمائة آية. فلا يصح ذلك عنه لا هذا ولا هذا. ولا يصح أيضاً ما قالوا فيه أنه قال: ما نزلت آية فيها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلا وعلي بن أبي طالب رأسها. كل ذلك لا يصح، وإنما هذا من غلو الرافضة.
فما رأيكم في هذا النصب؟