هل تصح رؤية علماء السنة لله سبحانه في المنام؟وهل يثبت ذلك تشبيه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
يروي البخاري: حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي ( صلى الله عليه وسلم) من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتخيل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. صحيح البخاري وفي رواية أخرى: لا يتمثل في صورتي
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن (النبي صلى الله عليه وسلم) قال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ومن رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار صحيح البخاري فإذا كان الشيطان لا يتخيل بصورة النبي (صلى الله عليه وآله)، فمن باب أولى لا يتخيل بصورة الله سبحانه وتعالى وهذا واضح ولكننا كثيرا ما نقرأ في كتب السير والتواريخ أن علماء اهل السنة رأوا ربهم في المنام!!! والسؤال هو: هل رأوه بكيف أو بلا كيف؟؟؟
وإليك قائمة بأسماء بعض من رأوا ربهم في المنام وعددهم عشرة:
1 – رقبة بن مصقلة: جرير بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: لأكرمن مثوى سليمان التيمي، صلى لي الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة. (1)
2 – الأوزراعي:قال عمرو بن أبي سلمة التنيسي: حدثنا الأوزاعي، قال: رأيت كأن ملكين عرجا بي، وأوقفاني بين يدي رب العزة، فقال لي: أنت عبدي عبدالرحمن الذي تأمر بالمعروف؟
فقلت: بعزتك أنت أعلم. قال: فهبطا بي حتى رداني إلى مكاني.(2)
3– سريج بن يونس: قال عبدالله بن أحمد: سمعت سريج بن يونس، يقول: رأيت رب العزة في المنام، فقال: سل حاجتك، فقلت: رحمن سرٌ بسر، يعني: رأسا برأس. سير أعلام النبلاء ج 11 ص 146
4 – أحمد بن حنبل: عبدالعزيز بن أحمد النهاوندي، سمعت عبدالله بن أحمد بن حنبل، سمعت أبي، يقول: رأيت رب العزة في المنام، فقلت: يا رب، ما أفضل ما تقرب به إليك المتقربون؟
قال: بكلامي يا أحمد. قلت: يا رب، بفهم، أو بغير فهم؟
قال: بفهم وبغير فهم. (3)
5 – أبو حسان الزيادي:وعن إسحاق الحربي، قال: حدثني أبو حسان الزيادي، أنه رأى رب العزة في المنام، فقال: رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه، ورأيت فيه رجلاً خُيل إلي أنه النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزل عليك في سورة الرعد: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} ؟ ثم انتبهت. (4)
6 - ابن مزدين: قال جعفر بن محمد الأبهري: كان من أولياء الله الذين يتكلمون على السر، سمعته يقول: رأيت رب العزة في المنام أيام القحط، فقال: يا أبا علي لا تشغل خاطرك، فإنك عيالي، وعيالك عيالي، وأضيافك عيالي. (5)
7 – أبو القاسم القشيري: قال عبدالغافر بن إسماعيل: قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: رأيت رب العزة في المنام وهو يخاطبني وأخاطبه، فكان في أثناء ذلك أن قال الرب جل اسمه: أقبل الرجل الصالح.
فالتفتُ فإذا أحمد الثعلبي مقبل. (6)
8 – أبو المظفر السمعاني: وسمعت شهردار بن شيرويه، سمعت منصور بن أحمد، وسأله أبي، فقال: سمعت أبا المظفر السمعاني يقول: كنت حنفيا، فبدا لي، وحججت، فلما بلغت سميراء، رأيت رب العزة في المنام، فقال لي: عد إلينا يا أبا المظفر، فانتبهت، وعلمت أنه يريد مذهب الشافعي، فرجعت إليه. (7)
9 – أبو عبدالله الرستمي: وقال الجبائي: سمعت محمد بن سالار، سمعت أبا عبدالله الرستمي يقول: وقفت على ابن ماشاذه وهو يتكلم على الناس، فلما كان في الليل، رأيت رب العزة في المنام وهو يقول لي: يا حسن، وقفت على مبتدع، ونظرت إليه، وسمعت كلامه، لأحرمنك، النظر في الدنيا. فاستيقظت كما ترى.
قال الجبائي: كانت عيناه مفتوحتين وهو لا ينظر بهما. (8)
10 – يزيد بن هارون: أحمد بن سنان قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا يزيد تكتب من حريز بن عثمان؟! فقلت: يا رب ما علمت منه إلا خيرا. فقال لي: يا يزيد لا تكتب منه فإنه يسب عليا. (9) فائدة: قال العلامة المجلسي قدس سره: لي: ابن ناتانة، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي قال: قلتُ للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): إن رجلا رأى ربه عز وجل في منامه فما يكون ذلك؟ فقال: ذلك رجل لا دين له، إن الله تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة ولا في المنام و لا في الدنيا ولا في الآخرة. بيان: لعل المراد أنه كَذَبَ في تلك الرؤيا. أو أنه لما كان مجسّما تخيل له ذلك. أو أن هذه الرؤيا من الشيطان، وذكرها يدل على كونه معتقدا للتجسم. (10)
(1) سير أعلام النبلاء ج 6 ص 197
(2) سير أعلام النبلاء ج 7 ص118
(3) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 347
(4) سير أعلام النبلاء ج 11 ص 497
(5) سير أعلام النبلاء ج 16 ص 469
(6) سير أعلام النبلاء ج 17 ص 437
(7) سير أعلام النبلاء ج 19 ص 117
(8) سير أعلام النبلاء ج 20 ص 434
(9) تاريخ بغداد ج 8 ص 261
(10) بحار الأنوار ج 4 ص 32