قبر إمامهم ابن حنبل مزار.. وهو كان يزور القبور ويتوسل بالأموات!
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني الاشكال التالي:
يتعجب الإنسان عندما يقرأ عن الحنابلة في القديم وحتى في الحاضر، فيجد أنهم يعترفون أن إمامهم أحمد وكبار أئمتهم كانوا يزورون القبور ويتوسلون إلى الله تعالى بأصحابها! ويرى أنهم هم بنوا على قبر أحمد بن حنبل في بغداد مسجداً وقبة، وجعلوه مزاراً يزورونه ويصلون عند قبره، ويتوسلون ويتبركون ويتمسحون به! وما زال ذلك دين الحنابلة وديدنهم إلى اليوم!
فما بالهم يسكتون عن قبر أحمد بن حنبل وعمن يزوره، ولا يمنعون الناس من التوسل والتبرك والتمسح به، ولا يفتون بوجوب هدم قبته؟! فهل كان إمامهم أحمد وأسلافهم وإخوانهم مشركين؟
وكيف صار ذلك حلالاً، بينا صار قصد زيارة أفضل الخلق وسيد المرسلين حراماً، والتوسل به إلى الله بدعةً وشركاً وكفراً؟! وهل أحمد بن حنبل، وأحمد بن تيمية، أفضل من النبي (صلى الله عليه وآله)؟!
ففي البداية والنهاية لابن كثير: (وفي صفر سنة 542 رأى رجل في المنام قائلاً يقول له: من زار أحمد بن حنبل غفر له. قال: فلم يبق خاصٌ ولا عامٌ إلا زاره، وعقدت يومئذ ثم مجلساً، فاجتمع فيه ألوفٌ من الناس)(1).
وفي وفيات الأعيان لابن خلكان: (أحمد بن حنبل... توفي ضحوة الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول... ودفن بمقبرة باب حرب وباب حرب منسوب إلى حرب بن عبد الله أحد أصحاب أبي جعفر المنصور وإلى حرب هذا تنسب المحلة المعروفة بالحربية، وقبر أحمد بن حنبل مشهور بها يزار)(2).
وفي مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي الحنبلي: (حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلي الحربي وكان شيخاً صالحاً قال: كان قد جاء في بعض السنين مطرٌ كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام، فنمت ليلة في رمضان فأريت في منامي كأني قد جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره، فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين، فقلت: إنما تم هذا على قبر الإمام أحمد من كثرة الغيث! فسمعته من القبر وهو يقول: لا، بل هذا من هيبة الحق عز وجل لأنه عز وجل قد زارني!! فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل: يا أحمد، لأنك نصرت كلامي فهو ينشر ويتلى في المحاريب. فأقبلت على لحده أقبله ثم قلت: يا سيدي ما السر في أنه لا يقبل قبر إلا قبرك؟ فقال لي: يا بني، ليس هذا كرامة لي ولكن هذا كرامة لرسول الله (صلى الله عليه واله)! لأن معي شعرات من شعره! ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان! قال ذلك مرتين)(3).
وفي طبقات الحنابلة لأبي يعلي الموصلي: ( سمعت رزق الله يقول: زرت قبر الإمام أحمد صحبة القاضي الشريف أبو علي فرأيته يقبل رجل القبر! فقلت له: في هذا أثر؟ قال لي: أحمد في نفسي شيء عظيم، وما أظن أن الله تعالى يؤاخذني بهذا)(4).
وفي تاريخ بغداد للخطيب: (عن أبي الفرج الهندباني يقول: كنت أزور قبر أحمد بن حنبل فتركته مدة، فرأيت في المنام قائلاً يقول لي: لمَ تركت زيارة إمام السنة)(5).
وفي عمدة القاري في شرح البخاري للعيني: (سعيد العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل.. أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي (صلى الله عليه واله) وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك. قال فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية، فصار يتعجب من ذلك ويقول: (عجبت! أحمد عندي جليل، يقول هذا الكلام)(6), وأي عجب وقد روينا عن الإمام أحمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به!!
وفي تاريخ الإسلام للذهبي: ( قال ابن خزيمة: هل كان ابن حنبل إلا غلاماً من غلمان الشافعي؟)(7).
الأسئلة
1ـ لا يمكنكم المكابرة وإنكار هذه النصوص عن إمامكم وأسلافكم، فأمركم يدور بين رد رأي ابن تيمية الذي كفر المسلمين لتوسلهم بالأموات، وبين الحكم بكفر إمامكم ابن حنبل، فأيهما تختارون؟!
2- إذا كنتم تخالفون أحمد ابن حنبل في كثير من عقائده وفقهه، وتتبعون ابن تيمية، فلماذا تزعمون أنكم حنابلة، ولا تقولون إنكم تيميين؟!
____________
(1) البداية والنهاية, لابن كثير:12/323.
(2) وفيات الأعيان, لابن خلكان:1/64.
(3) مناقب الإمام أحمد, لابن الجوزي الحنبلي ص454.
(4) طبقات الحنابلة لأبي يعلي الموصلي:2/186.
(5) تاريخ بغداد, للخطيب: 4/423.
(6) عمدة القاري في شرح البخاري, للعيني:5 جزء9/241.
(7) تاريخ الإسلام, للذهبي: 14/335.