اتهموا نبينا (صلى الله عليه وآله) بأن الحاخام علمه التوحيد!
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:
مما استندوا اليه في قولهم بالتجسيم، أن حاخاماً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وقال له إن الله تعالى جسدٌ وله يدٌ وأصابع! فصدقه النبي (صلى الله عليه وآله) وضحك له!
ففي صحيح البخاري: (عن عبد الله بن عمر قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يحمل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول أنا الملك ! فضحك النبي (صلى الله عليه واله) حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر)!(1).
وفي مسند أحمد: (عن عبد الله بن مسعود قال جاء حبر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال: يا محمد أو يا رسول الله إن الله عز وجل يوم القيامة يحمل السموات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع، يهزهن فيقول أنا الملك! فضحك رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر)(2).
ورواه أيضاً في موارد أخرى: ( فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع....)، أي نجد في التوراة أو في كتبنا!(3).
وقد قبل روايته ابن عبد الوهاب وأوردها في آخر كتابه الذي سماه (التوحيد)، وعقد لها باباً خاصاً هو آخر باب في كتابه!
الأسئلة
1 ـ كم إصبع لمعبودكم: خمسة أو ستة؟ ففي رواية البخاري خمسة، وفي رواية ابن حنبل ستة، فهل له عند الحنابلة إصبع زائدة؟!
2 ـ لماذا خالفتم العلماء الذين نفوا أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله) قد أقر الحاخام على تجسيمه، بقرينة أنه تلا قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(4), وقالوا إن صح أنه (صلى الله عليه وآله) ضحك، فقد ضحك استغراباً وسخرية من قول الحاخام لا تصديقاً، وإذا جاء الإحتمال بطل الإستدلال؟!
قال النووي في شرح مسلم: (ظاهر الحديث أن النبي (صلى الله عليه واله) صدق الحبر في قوله إن الله تعالى يقبض السموات والأرضين والمخلوقات بالأصابع ثم قرأ الآية التي فيها الإشارة الى نحو ما يقول.
قال القاضي: وقال بعض المتكلمين ليس ضحكه (صلى الله عليه واله) وتعجبه وتلاوته للآية تصديقاً للحبر بل هو رد لقوله وإنكار وتعجب من سوء اعتقاده، فإن مذهب اليهود التجسيم ففهم منه ذلك. وقوله تصديقا له إنما هو من كلام الراوى على ما فهم)(5).
وقال ابن حجر في فتح الباري: (ضحكة (صلى الله عليه واله) من قول الحبر فيحتمل الرضى والانكار واما قول الراوي تصديقا له فظن منه وحسبان)(6).
3- هل تقبلون بهذه الخفة التي نسبها النص الى الله تعالى (يهزهن فيقول أنا الملك!) وفي بعضها (أنا الملك)مكرراً! كأنه يرقص من فرحه بقدرته؟!
__________
(1) صحيح البخاري: 6/33.
(2) مسند أحمد: 1/457.
(3) المصدر السابق, مثل: 8 / 174، و202، وفي: 6/33.
(4) سورة الزمر: 67.
(5) شرح مسلم: 17/130.
(6) فتح الباري: 13/336.