طُرُق معرفةِ الأَنبياءِ : موسّع
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما يدعي الناس اشياء تفتقر إلى الدليل على صحة ادعائهم، ولابد لمن يدعي أو يزعم شيئاً ما ان يأتي بدليل على صحة ادعائه. وهذا ما يوافق الفطرة البشرية. ومن الطبيعي أن اعظم ادعاء هو أن يدعي شخص النبوة. إذن ما هي الأدلة التي تثبت نبوة من يدعي النبوة؟ هناك ثلاث أدلة يمكن ان يستدل بها على ادعاء النبوة، وهي:
1: أن يصرّح النبيُ السابقُ الذي ثبتت نبوّتُه بالأدلّة القاطعة، على نبوة النبي اللاحِق كما صَرّح السيدُ المسيح (عليه السلام) بنبوة النبي محمد خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) وبشّر بمجيئه.
2: أنْ تشهَد القرائنُ والشواهد المختلفة على صِدقِ دعواه. وهذه الشواهد والقرائن يمكن تحصيلُها من سيرته في حياته، وفي محتوى دعوته، ومن الشخصيات التي آمنت به، وانضوت تحت لوائه، وكذا في طريقة دعوته، وأُسلوبه في العمل لنشر مبادئه، وتبليغها. وهذه الطريقة هي التي يُستفاد منها في المحاكم في العالمِ اليوم لتمييز الحق عن الباطل، والبريء عن المجرم. وقد استفاد كثيرون مِن هذه الطريقة ذاتها للتأكّد من صِدق رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله و سلم)، وصحّة دعواه النبوة في صدر الإسلام.
3: الإتيان بالمعجزة، يعني أن يُقرِنَ مدّعي النبوة دعواه، بعملٍ خارقٍ للعادة ويتحدّى به الآخرين، ويكونَ ذلك العمل للخارق مطابقاً لدعواه.
والإتيان بالمعجزة هو من أهم الأدلة التي يستفاد منها على مر العصور لمعرفة النبي، والانبياء بدورهم كانوا يأتون بالمعجزة كدليل على نبوتهم.