ماموجود في البخاري ومسلم موجود بعينه في التوراة!!
بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح مسلم ( عن أبي هريرة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وفي حديث ابن حاتم
عن النبي ( صلى الله عليه وسلم) قال إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته )
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ح و حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم) قال إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه . وقال ابن حجر في الفتح ( قال النووي راجع الشرح )(1). قال العلماء إنما نهى عن ضرب الوجه لأنه لطيف يجمع المحاسن , وأكثر ما يقع الإدراك بأعضائه , فيخشى من ضربه أن تبطل أو تتشوه كلها أو بعضها , والشين فيها فاحش لظهورها وبروزها , بل لا يسلم إذا ضربه غالبا من شين ا ه . والتعليل المذكور حسن , لكن ثبت عند مسلم تعليل آخر, فإنه أخرج الحديث المذكور من طريق أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة وزاد " فإن الله خلق آدم على صورته " واختلف في الضمير على من يعود ؟ فالأكثر على أنه يعود على المضروب لما تقدم من الأمر بإكرام وجهه , ولولا أن المراد التعليل بذلك لم يكن لهذه الجملة ارتباط بما قبلها . وقال القرطبي : أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه " إن الله خلق آدم على صورة الرحمن " قال : وكأن من رواه أورده بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في ذلك . وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة ثم قال : وعلى تقدير صحتها فيحمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى . قلت : الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في " السنة " والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله ثقات وأخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة بلفظ يرد التأويل الأول قال : " من قاتل فليجتنب الوجه فإن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن " فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه , أو من تأويله على ما يليق بالرحمن جل جلاله , وسيأتي في أول كتاب الاستئذان من طريق همام عن أبي هريرة رفعه : خلق الله آدم على صورته الحديث , وزعم بعضهم أن الضمير يعود على آدم أي على صفته أي خلقه موصوفا بالعلم الذي فضل به الحيوان وهذا محتمل , وقد قال المازري : غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره وقال : صورة لا كالصور انتهى . وقال حرب الكرماني في " كتاب السنة " سمعت إسحاق بن راهويه يقول : صح أن الله خلق آدم على صورة الرحمن . وقال إسحاق الكوسج سمعت أحمد يقول هو حديث صحيح وقال الطبراني في كتاب السنة " حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال رجل لأبي إن رجلا قال خلق الله آدم على صورته - أي صورة الرجل - فقال : كذب هو قول الجهمية " انتهى . وقد أخرج البخاري في " الأدب المفرد " وأحمد من طريق ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعا " لا تقولن قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته " وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك , وكذلك أخرجه ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي رافع عن أبي هريرة بلفظ " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورة وجهه " ولم يتعرض النووي لحكم هذا النهي , وظاهره التحريم . ويؤيده حديث سويد بن مقرن الصحابي " أنه رأى رجلا لطم غلامه فقال : أوما علمت أن الصورة محترمة " أخرجه مسلم وغيره (2).
وفي ما تقدم كفاية لوضع الصورة من قبل أهل السنه فالزيادة ثابتة عندهم أن الله حاشاه خلق آدم على صورة الرحمن نفسه حاشاه
وهذا المعتقد الذي جلبه أبو هريرة من كيسه هو نسخ لما في التوراة المحرفة وهو نفسه الموضع الذي وقعت عليه فتعرفت على منشأ هذه الآفة الإعتقادية جاء في التوراة سفر التكوين الإصحاح ( الفقرة ) الأول
( 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ . ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ ) فلما بقيت هذه الكلمة عالقة بذهن أبي هريرة إستحسنها ولأنه يضنها عن التوراة التي كان يعتقد بصحتها ولا يزال كما نرى من نقله عنها , إستحسنها ونسبها للرسول (صلى الله وعليه وآله و سلم) حاشاه اللهم لك الحمد بأن خصصتنا بالتمسك بعترة نبيك عدل الكتاب الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النووي، راجع الشرح، 16/166.
(2) أخرجه مسلم وغيره 5/133.