Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : في الامامة .

              • الموضوع : الدليل العقلى على امامة علي عليه السلام‏ .

الدليل العقلى على امامة علي عليه السلام‏

  بسم الله الرحمن الرحيم

الأوصاف المجمع عليها في الإمام:‏

لو راجعتم كتب العقائد والكلام عند أهل السنّة ككتاب: [المواقف في علم الكلام‏] للقاضي الإيجي، و [شرح المواقف‏] للشريف الجرجاني، و [شرح‏] القوشچي على التجريد، و [شرح المقاصد] لسعد الدين التفتازاني، و [شرح العقائد النسفية]، وغير هذه الكتب التي هي من أُمّهات كتب العقيدة والكلام عند أهل السنّة. لرأيتم أنّهم يذكرون في المباحث المتعلقة بالإمام فصولًا، منها:إنّ نصب الإمام إنّما يكون بالإختيار، وليس بيد اللَّه سبحانه وتعالى‏، خلافاً للإماميّة.وإذا كان نصب الإمام عندهم بالإختيار، فإنّهم يذكرون - في فصل آخر- الشروط التي يجب توفّرها في الإمام حتّى يُختار للإمامة.وإذا راجعتم ذلك الفصل الذي يذكرون فيه الشروط، يذكرون هناك أوصافاً ويقسّمونها إلى قسمين:قسم قالوا بأنّها أوصاف مجمع عليها.وقسم هي أوصاف وقع الخلاف فيها.ونحن نتكلّم على ضوء تلك الشروط التي ذكروها على مسلكهم في تعيين الإمام وهو الإختيار، تلك الشروط المجمع عليها بينهم، الشروط التي ذكروها وأوجبوا توفّرها في الإمام كي يختار إماماً على المسلمين بعد رسول اللَّه (صلى الله عليه واله).نتكلّم معهم بغضّ النظر عن مسلكنا في تعيين الإمام، وهو أنّه بيد اللَّه سبحانه وتعالى‏.فما هي تلك الشروط والأوصاف التي أجمعوا على ضرورة وجودها في الإمام حتى يختار إماماً؟تلك الشروط المجمع عليها بينهم:

الشرط الأول: العلم‏

بأن يكون عالماً بالأصول والفروع، بحيث يمكنه إقامة الحجج والبراهين على حقيّة هذا الدين، ويمكنه دفع الشبهات الواردة من الآخرين، بأن يدافع عن هذا الدين من الناحية الفكرية، ويمكنه دفع الشبهات والإشكالات الواردة في أصول الدين وفروعه من المخالفين.

الشرط الثاني: العدالة

بأنْ يكون عادلًا في أحكامه، وفي سيرته وسلوكه مع الناس، وفي أحكامه عندما يتصدى‏ لرفع نزاع بين المسلمين، أن يكون عادلًا عندما يريد أن يقسّم بينهم بيت المال، أن يكون عادلًا في تصرّفاته المختلفة المتعلّقة بالشؤون الشخصية والعامة.

الشرط الثالث: الشجاعة

بأن يكون شجاعاً، بحيث يمكنه تجهيز الجيوش، والوقوف أمام هجمات الأعداء، بحيث يمكنه الدفاع عن حوزة الدين وعن بيضة الإسلام والمسلمين.هذه هي الشروط المتفق عليها عندهم، التي يجب توفرها في الشخص حتى يمكن اختياره للإمامة على مسلكهم من أنّ الإمامة تكون بالإختيار.ولابدّ وأنّكم تحبّون أنْ أقرأ لكم نصّاً من تلك الكتب التي أشرت إليها، لتكونوا على يقين ممّا أنسبه إليهم، ومن حقّكم أن تطالبوا بقراءة نص من تلك النصوص:جاء في كتاب [المواقف في علم الكلام‏] وشرح المواقف«1» ما نصّه: «المقصد الثاني: في شروط الإمامة:الجمهور على أنّ أهل الإمامة ومستحقّها من هو مجتهد في الأُصول والفروع ليقوم بأُمور الدين، متمكّناً من إقامة الحجج وحلّ الشبه في العقائد الدينية، مستقلًا بالفتوى‏ في النوازل وأحكام الوقائع نصّاً واستنباطاً، لأنّ أهمّ مقاصد الإمامة حفظ العقائد وفصل الحكومات ورفع المخاصمات، ولن يتمّ ذلك بدون هذا الشرط».إذن، الشرط الأول: أن يكون عالماً مجتهداً بتعبيره هو في الأصول والفروع، ليقوم بأمور الدين، وليكون متمكناً من إقامة الحجج والبراهين، ودفع الشبه المتوجهة إلى العقائد من قبل المخالفين.

الشرط الثاني: «ذو رأي وبصارة، بتدبير الحرب والسلم وترتيب الجيوش وحفظ الثغور، ليقوم بأُمور الملك، شجاع ليقوى‏ على الذب عن الحوزة والحفظ لبيضة الإسلام بالثبات في المعارك».لاحظوا بدقة ولا تفوتنّكم الكلمات الموجودة في هذا النص، وكتاب المواقف وشرح المواقف من أهم كتب القوم في علم الكلام، فالشرط الثاني هو الشجاعة.«وقيل في مقابل قول الجمهور: لا يشترط في الإمامة هذه الصفات، لأنّها لا توجد الآن مجتمعة».وكتاب المواقف إنّما أُلّف في القرن السابع أو الثامن من الهجرة، وهذه الصفات غير مجتمعة في الحكّام في ذلك الوقت، إذن يجب عليهم أن يرفعوا اليد عن اعتبارها في الإمام، ويقولوا بإمامة من لم يكن بعالم أو لم يكن بشجاع وحتّى من يكون فاسقاً فاجراً، كما سنقرأ صفة العدالة أيضاً وهو الشرط الثالث:يقول: «نعم يجب أن يكون عدلًا، لئلّا يجور، فإنّ الفاسق ربّما يصرف الأموال في أغراض نفسه فيضيع الحقوق». «فهذه الصفات شروط معتبرة في الإمامة بالإجماع».هذا نصّ عبارته.

ثم يقول: «وهاهنا صفات أُخرى‏ في اشتراطها خلاف».إذن، نتكلّم معهم باعتبارنا عقلاء مثلهم، ونعتبر هذه الصفات الثلاث أيضاً في الإمام، ونفترض أنّ الإمامة تثبت بالإختيار، والإمامة مورد نزاع بيننا وبينهم، فنحن نقول بإمامة علي وهم يقولون بإمامة أبي بكر.فلنلاحظ إذن، هل هذه الصفات المعتبرة بالإجماع في الإمام، المجوّز توفّرها فيه لانتخابه واختياره إماماً، هل هذه الصفات توفّرت في علي أو في أبي بكر، حتّى نختار عليّاً أو نختار أبا بكر؟ ومع غضّ النظر عن الكتاب والسنّة الدالّين على إمامة علي بالنص أو غير ذلك؟نحن والعقل الذي يقول بأنّ الرئيس للأُمّة والخليفة عن النبي (صلّى اللَّه عليه وآله) والقائم مقامه لإدارة امور المسلمين، يجب أن يكون واجداً لهذه الصفات المجمع عليها، ونحن تبع لهذا الإجماع الذي هم يدّعونه على هذه الصفات.وأيضاً: نحن نوافق على هذا الإجماع، وإن كنّا نقول باعتبار العصمة التي هي‏ أعلى‏ من العدالة، لكن مع ذلك نبحث عن هذه المسألة في هذه الليلة مع غضّ النظر عن مسلكنا في ثبوت الإمامة وتعيين الإمام.إذن، يتلخّص كلام القوم في الصفات اللازم وجودها في الإمام بالإجماع في ثلاثة صفات:أنْ يكون متمكناً من إقامة الحجج وحلّ الشبه في العقائد الدينية، لأنّ أهم مقاصد الإمامة حفظ العقائد فصل الخصومات، فلابدّ وأن يكون عالماً في الدين بجميع جهاته من أُصوله وفروعه، ليتمكّن من الدفاع عن هذا الدين إذا ما جاءت شبهة أو توجّهت هجمة فكرية.وأن يكون شجاعاً، ليقوى‏ على‏ الذبّ عن الحوزة والحفظ لبيضة الإسلام بالثبات في المعارك، لأنّ الإمام إذا فرّ من المعركة فالمأمومون يفرون، إذا فرّ القائد فالجنود يفرّون تبعاً له، إذا انكسر الرئيس انكسر الجيش كلّه، وهذا واضح، إذن بنصّ عبارة هؤلاء يجب أن يكون من أهل الثبات في المعارك.وأن يكون عدلًا غير ظالم ولا فاسق.فإمّا تكون هذه الصفات مجتمعة في علي دون غيره، فيكون علي هو الإمام، وإمّا تكون مجتمعة في غير علي فيكون ذاك هو الإمام، وإمّا تكون مجتمعة في كليهما، فحينئذ ينظر إلى أنّ أيّهما الواجد لهذه الصفات في أعلى‏ مراتبها، وإلّا فمن القبيح تقديم المفضول على الفاضل عقلًا، والقرآن الكريم يقول: «أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدّي»، من يكون عادلًا أولى‏ بأن يكون إماماً أو من يكون فاسقاً؟ العالم أولى‏ أن يكون إماماً نقتدي به أو من يكون جاهلًا؟ وعلى فرض أن يكون كلاهما عالمين فالأعلم هو المتعيّن أولا؟ لابدّ من الرجوع إلى حكم العقل والعقلاء في المسألة، ونحن نتكلّم على هذا الصعيد.قالوا: هذه هي الصفات المعتبرة بالإجماع، أمّا أنْ يكون هاشميّاً ففيه خلاف، أمّا أنْ يكون معصوماً ففيه خلاف، أمّا يكون حرّاً، ربّما يكون فيه خلاف، ربّما ينسبون إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) أنه أمر بطاعة من وليّ على المسلمين وإنْ كان عبداً. ربما ينسبون إليه هكذا حديث، لكن هذه قضايا مختلف فيها، فالعصمة تقول بها الشيعة، وغيرهم لا يقولون بها، وكذا سائر الصفات فهي مورد خلاف، مثل أن يكون هاشمياً، أن يكون قرشياً، أن يكون حرّاً، وغير ذلك من الصفات المطروحة في الكتب.أمّا الصفات المتفق عليها بين الجميع فهي: العلم والعدالة والشجاعة، ونحن نبحث على ضوء هذه الصفات.

علي عليه السّلام والعلم‏:

العلم والتمكن من إقامة الحجج والبراهين على حقيّة هذا الدين، والتمكن من دفع شبه المخالفين، من الصفات المتفق عليها.لندرس سيرة علي وسيرة أبي بكر، لندرس ما ورد في هذا وهذا، لندرس ما قاله رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم)، وما قاله الصحابة، وما قاله سائر العلماء في علي، وما قيل في أبي بكر.ولا نرجع إلى شي‏ء ممّا يروى‏ عن كلّ واحد منهما في حقّ نفسه، فعلي (عليه السّلام) يقول: «علّمني رسول (صلّى اللَّه عليه وآله) ألف باب من العلم، يفتح لي من كلّ باب ألف باب»«2».لا نرجع إلى هذا الخبر الثابت في المصادر، لأنّ المفروض أنّه في علي ومن علي، نرجع إلى غير هذه الروايات.مثلًا يقول علي: «سلوني قبل أن تفقدوني»«3» هذا لم يرد عن أبي بكر، أبو بكر لم يقل في يوم من الأيام: سلوني قبل أن تفقدوني، لكن نضع مثل هذه‏ الروايات الواردة عن علي على جانب، وإنْ كنّا نستدلّ بها في مواضعها، وهي موجودة في كتب أهل السنّة. لكنّا نريد أن ندرس سيرة هذين الرجلين، أن ندرس سيرة أمير المؤمنين وأبي بكر على ضوء ما ورد وما قيل فيهما عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) والصحابة والعلماء، لنكون على بصيرة من أمرنا، عندما نريد أن نختار وننتخب أحدهما للإمامة بعد رسول الله (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) على مسلك القوم.

أنا مدينة العلم وعلي بابها:

والآن نبحث عن الصفة الأولى‏ وهي العلم، والتمكن من إقامة الحجج والبراهين، ورسول اللَّه يقول في علي: «أنا مدينة العلم وعلي بابها».هذا الحديث موجود في كتبهم، يرويه:

1- عبدالرزاق بن همّام الصنعاني.

2- يحيى‏ بن معين، الإمام في الجرح والتعديل، مع تصحيحه لهذا الحديث.

3- أحمد بن حنبل.

4- الترمذي.

5- البزّار.

6- ابن جرير الطبري.

7- الطبراني.

8- أبو الشيخ.

9- ابن السقا الواسطي.

10- ابن شاهين.

11- الحاكم النيسابوري.

12- ابن مردويه.

13- أبو نعيم الإصبهاني.

14- الماوردي.

15- الخطيب البغدادي.

16- ابن عبدالبر.

17- السمعاني.

18- ابن عساكر.

19- ابن الأثير.

20- ابن النجّار.

21- السيوطي.

22- القسطاني.

23- ابن حجر المكي.

24- المتقي الهندي.

25- علي القاري.

26- المنّاوي.

27- الزرقاني.

28- الشاه ولي اللَّه الدهلوي.

وغيرهم، وكلّ هؤلاء يشهدون بأنّ رسول اللَّه قال في علي: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»«4».

وهل قال مثل هذا الكلام في غير علي؟

أنا دار الحكمة وعلي بابها:

ويقول رسول اللَّه في حق علي: «أنا دار الحكمة وعلي بابها»، وعندما نراجع الكتب نرى‏ هذا الحديث يرويه:

1- أحمد بن حنبل.

2- الترمذي.

3- محمّد بن جرير الطبري.

4- الحاكم النيسابوري.

5- ابن مردويه.

6- أبو نعيم.

7- الخطيب التبريزي.

8- العلائي.

9- الفيروز آبادي.

10- ابن الجزري.

11- ابن حجر العسقلاني.

12- السيوطي.

13- القسطلاني.

14- الصالحي الدمشقي.

15- ابن حجر المكي.

16- المتقي الهندي.

17- المنّاوي.

18- الزرقاني.

19- ولي اللَّه الدهلوي.

وغيرهم.

وهؤلاء يشهدون بأنّ رسول اللَّه قال في علي: «أنا دار الحكمة وعلي بابها»«5».

فإذا كان رسول اللَّه يقول في حقّ علي هكذا، وهم يروون هذا الحديث، فهل علي المتمكن من إقامة الحجج والبراهين على حقيّة هذا الدين ودفع الشبه، أو غيره الذي لم يرد مثل هذا الحديث في حقّه؟

أنت تبيّن لأُمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي:

والأظهر من هذا قوله (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) لعلي: «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي».

فقد نصب علياً للحكم بيننا في كلّ ما اختلفنا فيه، من أمور ديننا ودنيانا.

وهذا الحديث يرويه:

1- الحاكم النيسابوري، ويصحّحه.

2- ابن عساكر، في تاريخ دمشق.

3- الديلمي.

4- السيوطي.

5- المتقي الهندي.

6- المنّاوي.

وجماعة آخرون يروون هذا الحديث«6».

ولم يرد مثل هذا الحديث في حقّ غير علي.

عليّ هو الأُذن الواعية:

وأيضاً، لمّا نزل قوله تعالى‏: «وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ»«7»

 نرى‏ رسول اللَّه يصرّح بأنّ عليّاً هوالأُذن الواعية.

فيكون علي وعاءٌ لكلّ ما أنزل اللَّه سبحانه وتعالى‏، يكون وعاء لجميع‏ الحقائق، يكون واعياً لجميع الأُمور.

وهذا الحديث تجدونه في:

1- تفسير الطبري.

2- تفسير الكشاف.

3- تفسير الرازي.

4- الدر المنثور، حيث يرويه السيوطي هناك عن: سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر، والواحدي، وابن النجار.

وتجدونه أيضاً في:

5- حلية الأولياء.

6- مجمع الزوائد.

وفي غير هذه الكتب«8».

أقضاكم عليّ:

ويقول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) : «أقضاكم علي».

كنّا نحتاج إلى الإمام لرفع الخصومات والتنازعات والخلافات بين الناس كما ذكر صاحب شرح المواقف، ورسول اللَّه يقول: «علي أقضاكم».

ولم يرد مثل هذا الكلام في حق غير علي.

فما ذنبنا إن قلنا بأنّ عليّاً هو المتعيّن للإمامة؟ حتّى لو كان الأمر موكولًا إلى الأُمّة، حتّى لو كان الأمر مفوّضاً إلى اختيار الناس؟ كان عليهم أنْ يختاروا عليّاً، لأنّ‏ هذه هي الضوابط التي قرّروها في علم الكلام، وقالوا: بأن هذه الصفات هي صفات مجمع على اعتبارها في الإمام.

وحديث «أقضاكم علي» تجدونه في:

1- صحيح البخاري.

2- مسند أحمد.

3- المستدرك.

4- سنن ابن ماجه.

5- الطبقات الكبرى‏.

6- الاستيعاب.

7- سنن البيهقي.

8- مجمع الزوائد.

9- حلية الأولياء.

10- أُسد الغابة.

11- الرياض النضرة.

وفي غيرها من الكتب.

هذا فيما يتعلّق- باختصار- بكلمات رسول اللَّه التي هم يروونها، وفيها شهادة رسول اللَّه أو إخبار رسول اللَّه بمقامات علي، وبأنّه المتمكن من إقامة الحجج، وإقامة البراهين، ودفع الشبه.

إنّ عليّاً هو المرجع من قبل رسول اللَّه في رفع الخلافات، وهو المبيّن لما اختلف فيه المسلمون بعد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم).

كلمات الصحابة في المقام العلمي للإمام علي عليه السّلام:

وأمّا كلمات الصحابة فما أكثرها، وإنّي أنقل لكم نصّاً من أحد كبار الحفّاظ بترجمة أمير المؤمنين (عليه السّلام)، يشتمل هذا النص على شهادات من كبار الصحابة والتابعين في حقّ علي (عليه السّلام) من حيث مقامه العلمي.

يقول الحافظ النووي في كتاب [تهذيب الأسماء واللغات‏] حيث يترجم لعلي (عليه السّلام) :

أحد العلماء الربّانيين والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين، وأحد السابقين إلى الإسلام ....

إلى أن قال: أمّا علمه، فكان من العلوم في المحلّ العالي، روى‏ عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) خمسمائة حديث وستّة وثمانين حديثاً، اتفق البخاري ومسلم منها على عشرين، وانفرد البخاري بتسعة، ومسلم بخمسة عشر.

روى‏ عنه بنوه الثلاثة الحسن والحسين ومحمّد بن الحنفية، وروى‏ عنه: ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وأبو موسى‏، وعبد اللَّه بن جعفر، وعبد اللَّه بن الزبير، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد اللَّه، وروى‏ عنه من التابعين خلائق مشهورون.

ونقلوا عن ابن مسعود قال: كنّا نتحدّث أن أقضى‏ المدينة علي.

قال ابن المسيّب: ما كان أحد يقول: سلوني غير علي.

وقال ابن عباس: وإذا ثبت لنا الشي‏ء عن علي لم نعدل إلى غيره.

ثمّ يقول النووي: وسؤال كبار الصحابة - متى قالوا كبار الصحابة فمقصودهم المشايخ الثلاثة وغيرهم من العشرة المبشرة، هذه الطبقة - ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في‏ المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات، مشهور»«9».

فإذا كان كبار الصحابة يرجعون إلى علي في معضلاتهم، ويأخذون بقوله.

ولم نجد - ولا مورداً واحداً - رجع فيه علي إلى واحد منهم، أو احتاج الأخذ عن أحدهم، فماذا يحكم عقلنا؟ وكيف تحكمون؟

جهل المشايخ وأعلام الصّحابة:

لقد كان الإمام (عليه السّلام) هو المرجع الأعلى للمشايخ في المعضلات كما نصّ النووي، لكنّهم رجعوا كذلك إلى عدّةٍ من الصّحابة في موارد كثيرة - يذكرها ابن حزم الأندلسي في كلام له طويل - فيها جهل الصحابة وكبار الأصحاب بمسائل الدين، ورجوعهم إلى غيرهم.

يقول ابن حزم: ووجدناهم - أي‏الصحابة - يقرّون ويعترفون بأنّهم لم يبلغهم كثير من السنن، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة - لاحظوا هذا الحديث المشهور عن أبي هريرة - يقول: إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم.

وعلي ما شغله الصفق في الأسواق، ولم يشغله القيام بأمواله، وإنّما لازم رسول اللَّه ليلًا ونهاراً، ولذا لم يثبت رجوعه إلى غير رسول اللَّه ولا في موردٍ واحد.

يقول ابن حزم: وهذا أبو بكر لم يعرف فرض ميراث الجدّة وعرّفه محمّد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة [فاحتاج مثل أبي بكر إلى المغيرة بن شعبة في حكم شرعي!!]

وهذا أبو بكر سأل عائشة في كم كفّن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله).

وهكذا يذكر موارد أُخرى‏ عنه، حيث جهل القضايا ورجع إلى غيره.

ثمّ يقول: وهذا عمر يقول في حديث الاستئذان: أُخفي عَلَيّ، ألهاني الصفق في الأسواق، وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرّفه غيره، وغضب على‏ عيينة بن حصن حتّى ذكّره الحر بن قيس، وخفي عليه أمر رسول اللَّه بإجلاء اليهود، وخفي على أبي بكر قبله، وخفي على عمر أمره بترك الإقدام على الوباء وعرف ذلك عبد الرحمن بن عوف، وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا كان يقرأ به رسول اللَّه [وهذا طريف جدّاً] في صلاتي الفطر والأضحى‏، هذا وقد صلّاهما رسول اللَّه أعواماً كثيرة، وعمر جهل إنّ رسول اللَّه أيّ سورة كان يقرأ في هاتين الصلاتين وسأل أبا واقد الليثي!!

ثمّ يقول ابن حزم: ولم يدر [أي عمر] ما يصنع بالمجوس حتّى ذكّره عبد الرحمن بأمر رسول اللَّه، ونسي قبوله الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور، ولعلّه قد أخذ من ذلك المال حظّاً كما أخذ غيره، ونسي أمره بتيمّم الجنب فقال: لا يتيمّم أبداً ولا يصلّي ما لم يجد الماء، وذكّره بذلك عمّار، وأراد قسمة مال الكعبة حتّى ذكّره بعض الصحابة.

ثمّ ينتقل ابن حزم إلى عثمان وغيره فيقول: وهذا عثمان ...، وهذه عائشة ...، وهذه حفصة ...، وهذا ابن عمر ...، وهذا زيد بن ثابت ....

هذا النص تجدونه في [الإحكام في أصول الأحكام‏]«10».

لولا علي لهلك عمر:

وأمّا كلمة عمر بن الخطّاب: لولا علي لهلك عمر، فإن هذه الكلمة جرت مجرى‏ الأمثال، سمع بها الكل حتّى الأطفال.

وكذا قوله: لا أبقاني اللَّه لمعضلة لست لها يا أبا الحسن.

وروى‏ كلمة: لولا علي لهلك عمر في واقعةٍ:

1- عبدالرزاق بن همّام.

2- عبد بن حميد.

3- ابن المنذر.

4- ابن أبي حاتم.

5- البيهقي.

6- ابن عبدالبر.

7- المحب الطبري.

8- المتقي الهندي في‏كنز العمال«11».

وفي مورد آخر أيضاً قال هذه الكلمة - لولا علي لهلك عمر - وذلك المورد قضية المرأة المجنونة التي زنت فهمّ عمر برجمها، وتلك القضية رواها:

1- عبدالرزاق.

2- البخاري.

3- الدارقطني.

وغيرهم من كبار الأئمّة«12».

وقد قالها في موارد أُخرى، لا نطيل بذكرها.

ولا بأس بذكر كلمة المناوي بهذا الصدد، يقول المناوي في شرح قوله (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) : «علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض»، وهذا حديث أيضاً وارد عن رسول اللَّه، يقول: أخرج أحمد: إنّ عمر أمر برجم امرأة، فمرّ بها علي فانتزعها، فأُخبر عمر، فقال عمر: ما فعله إلّا لشي‏ء، فأرسل إليه فسأله، فقال علي: أما سمعت رسول اللَّه يقول: «رفع القلم عن ثلاث .... قال: نعم، فقال عمر: لولا علي لهلك عمر.

قال المناوي: واتفق له مع أبي بكر نحوه - أي‏ اتفق إنّ أبا بكر أيضاً همّ بمثل هذه القضية وعلي منعه واستسلم لقول علي - وربّما قال: لولا علي لهلك أبو بكر«13».

كما أنّا وجدنا في بعض المصادر مورداً عن عثمان قال فيه: لولا علي لهلك عثمان«14».

إذن، مَنِ المتمكن من إقامة الحجج والبراهين ودفع الشبه؟

نحن الآن في القرن الرابع عشر أو في القرن الخامس عشر، ومن أين نعرف حالات علي وأحوال أبي بكر، ونحن نريد أن نختار أحدهما للإمامة على مسلك القوم؟

أليس طريقنا ينحصر بالإطلاع على هذه القضايا لنعرف من الذي توفّر فيه الشرط الأول المتفق عليه، والمجمع عليه بين العلماء من المسلمين، فهذا علي وهذه قضاياه، وهذه هي الكلمات الواردة في حقّه، وهذا رجوع غيره إليه، وعدم رجوعه إلى غيره، أي‏إنّه كان مستغنياً عن الغير وكان الآخرون محتاجين إليه.

انتشار العلوم الإسلامية بالبلاد بواسطة الإمام علي وتلامذته:

ولذا نرى أنّ العلوم الإسلاميّة كلّها قد انتشرت بالبلاد الإسلاميّة بواسطة علي وتلامذته من كبار الصحابة، لأنّ البلاد الإسلاميّة في ذلك العصر كانت: المدينة المنوّرة، ومكة المكرمة، والبصرة، والكوفة، واليمن، والشام.

أمّا في المدينة والكوفة، فقد عاش علي في هاتين المدينتين وأفاد فيهما الناس بعلومه.

أمّا الكوفة، فقبل مجي‏ء علي إليها كان فيها عبد اللَّه بن مسعود.

والشام، فكان عالمها الأكبر أبو الدرداء، وأبو الدرداء تلميذ عبد اللَّه بن مسعود، وعبد اللَّه بن مسعود تلميذ علي (عليه السّلام).

وأمّا البصرة ومكة المكرمة، فانتشرت العلوم في هاتين البلدتين أو هذين القطرين بواسطة عبد اللَّه بن عباس، وعبد اللَّه بن عباس تلميذ علي (عليه الصلاة والسّلام).

وأمّا اليمن، فقد سافر إليها علي (عليه السّلام) بنفسه أكثر من مرّة، وقبيلة همدان أسلمت عَلى‏ يده.

فكان حديث مدينة العلم، وحديث أنا دار الحكمة، وغير هذين الحديثين، وما ورد في تفسير قوله تعالى‏: «وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ» وشهادات كبار الصحابة، وشهادات كبار العلماء في القرون المختلفة، وأيضاً انتشار العلوم بواسطة علي، كلّ هذه الأُمور كانت أدلّة على أنّ المبرّز في هذا الميدان هو علي (عليه السّلام)، فالشرط الأول إنّما توفّر في علي دون غيره.

ولدلالة هذه الأُمور على تقدّم علي على غيره من الأصحاب، يضطر القوم إلى‏ التحريف والتكذيب، فإنكم إذا راجعتم [صحيح الترمذي‏] لا تجدون فيه حديث: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، مع رواية غير واحدٍ من الحفاظ الأعلام كابن الأثير والسيوطي وابن حجر هذا الحديث عنه!

وهكذا يضطرّ ابن تيميّة أنْ يكذّب كلّ هذه الأُمور، حتّى أنّ كون ابن عباس تلميذاً لعلي يكذّبه ابن تيميّة، حتّى أخذ عبد اللَّه بن مسعود عن علي يكذّبه، وحديث مدينة العلم يكذّبه، وهكذا الأحاديث الأُخرى‏ التي ذكرت بعضها.

يقول بالنسبة إلى حديث: «هو الأُذُن الواعية» يقول: إنّه حديث موضوع باتفاق أهل العلم.

وحديث: «أقضاكم علي» يكذّبه ابن تيميّة، حتّى يقول: هذا الحديث لم يثبت، وليس له إسناد تقوم به الحجة، لم يروه أحد في السنن المشهورة، ولا المسانيد المعروفة، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف«15».

وقد ذكرنا أنّه في البخاري، وفي سنن النسائي، سنن ابن ماجة، وفي الطبقات لابن سعد، وفي مسند أحمد، وغيرها من الكتب.

وتكذيب ابن تيمية هو الآخر دليل على ثبوت هذه القضايا، وعلى تقدم علي في هذا الشرط على غيره.

وتلخّص، أنّه إذا كان العلم بالأصول والفروع، وإذا كان التمكن من إقامة الحجج والبراهين ودفع الشبه، هو الشرط الأول المتفق عليه بين المسلمين في الإمام الذي يريد المسلمون أن يختاروه على مسلك الإختيار، فهذا الشرط موجود في علي دون غيره.

فأيّ حديث يروونه في حقّ أبي بكر في مقابل هذه الأدلّة وغيرها؟

يروون حديثاً ينسبونه إلى رسول اللَّه: «ما صبّ اللَّه في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر».

إن كان هذا الحديث صدقاً، فلماذا يقول ابن حزم جهل كذا فرجع إلى فلان، جهل كذا فرجع إلى فلان، جهل كذا فرجع إلى فلان.

لكنّ هذا الحديث أدرجه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات ونصّ على أنّه كذب«16».

ولا يوجد حديث آخر في باب العلم يروونه بحق أبي بكر سوى‏ هذا الحديث الذي ذكرته.

قال اللَّه تعالى: «كَيْفَ تَحْكُمُونَ».

علي عليه السّلام والعدالة:

ننتقل الآن إلى الشرط الثاني، وهو العدالة.

وأيضاً: نجد الأحاديث الكثيرة المتفق عليها بين المسلمين بين الطرفين المتخاصمين في هذه المسألة، تلك الأحاديث شاهدة على أنّ عليّاً (عليه السّلام) كان أعدل القوم.

أذكر لكم حديثين فقط:

أحدهما: قوله (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) : «كفّي وكفّ علي في العدل سواء».

هذا الحديث يرويه:

1- ابن عساكر في تاريخ دمشق.

2- الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.

3- المتقي الهندي في كنز العمّال.

4- صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة.

وغير هؤلاء «17».

الثاني: قوله (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) لعلي: «يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يخصمك فيها أحد من قريش: أنت أوّلهم إيماناً باللَّه، وأوفاهم بعهد اللَّه، وأقومهم بأمر اللَّه، وأقسمهم بالسويّة، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند اللَّه مزيّة».

فهذا ما يقوله رسول اللَّه، ويرويه:

1- أبو نعيم في حلية الأولياء «18».

2- وصاحب الرياض النضرة.

3- ابن عساكر، حيث يرويه عن عمر بن الخطّاب نفسه حيث يقول: كفّوا عن ذكر علي ...، ويذكر هذه القطعة من الحديث أيضاً.

وأنتم تعرفون قضيّة ما كان بين عقيل وعلي (عليه السّلام)، لعدالته، وتعرفون أيضاً قضايا أُخرى‏ كثيرة من عدله (عليه السّلام) في كتب الفريقين، ممّا لا نطيل بذكرها هذا البحث.

علي (عليه السّلام) والشجاعة:

وأمّا الشرط الثالث الذي هو الشجاعة, قال في [شرح المواقف‏]: إنّما اعتبر هذا الشرط ليقوى‏ على الذب عن الحوزة والحفظ لبيضة الإسلام بالثبات في المعارك.

فراجعوا الأخبار والتواريخ وأنباء الحروب والغزوات، ليظهر لكم من كان الذابّ عن الحوزة والحافظ لبيضة الإسلام والثابت وذو الثبات في المعارك؟ من كان؟

لقد علم الموافق والمخالف أنّ عليّاً (عليه السّلام) كان أشجع الناس، وأنّ بسيفه ثبتت قواعد الإسلام، وتشيّدت أركان الإيمان، وكانت الراية بيده في كافة الغزوات، وما انهزم (عليه السّلام) في موطن من المواطن قط.

هذه الأُمور أعتقد أنّها قد تجاوزت حدّ الرواية وبلغت إلى حدّ الدراية، فتلك مواقفه في بدر، وأُحد، وخيبر، وحنين، والخندق - الأحزاب - وغير ذلك من الحروب والغزوات، من ذا يشك في أشجعيّة علي ومواقفه مع رسول اللَّه؟

نعم، يشك في ذلك مثل ابن تيميّة، لاحظوا ماذا يقول؟ يقول في جواب العلّامة الحلّي الذي قال: إنّ عليّاً كان أشجع الناس، يقول: هذا كذب، فأشجع‏ الناس رسول اللَّه«19».

وهل كان البحث عن شجاعة رسول اللَّه؟ وهل كان من شك في أشجعيّة رسول اللَّه؟ إنّما الكلام بين علي وأبي بكر! كلامنا في الإمامة بعد رسول اللَّه، كلامنا في الخلافة بعد رسول اللَّه.

لاحظوا كيف يغالط؟ ولماذا يغالط؟ لأنّه ليس عنده جواب، يعلم ابن تيميّة - ويعلمون كلّهم - بأنّ الشيخين قد فرّا في أكثر من غزوة، وأنّهما لم يقتلا ولا واحداً في سبيل اللَّه.

يقول العلّامة الحلّي: إنّ عليّاً قتل بسيفه الكفّار.

فيقول في جوابه ابن تيميّة: قوله: إنّ عليّاً قتل كلّ الكفّار! فلا ريب أنّه لم يقتل إلّا بعض الكفّار.

وهل قال العلّامة الحلّي: إنّ عليّاً قتل كلّ الكفّار! فلا ريب أنّه لم يقتل إلّا بعض الكفّار.

يقول ابن تيميّة: وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة، كعمر والزبير وحمزة والمقداد وأبي طلحة والبراء بن مالك وغيرهم.

يقول: ما منهم من أحدٍ إلّا قتل بسيفه طائفة من الكفّار.

فإذا سئل ابن تيميّة: أين تلك الطائفة من الكفّار الذين قتلهم عمر؟

يقول في الجواب: القتل قد يكون باليد كما فعل علي وقد يكون بالدعاء ...

القتال يكون بالدعاء كما يكون باليد.

هذا نصّ عبارته راجعوا كتاب [منهاج السنة] فإنّه موجود«20».

إذن، قَتَل عمر طائفة من الكفّار بالدعاء، ولا بأس!! وأيّ مانع من هذا!!

وإذا سألنا ابن تيميّة عن شجاعة أبي بكر - أليس الشرط الثالث: الشجاعة؟

يقول في الجواب بنصّ عبارته - بلا زيادة ونقيصة - ما نصه: إذا كانت الشجاعة المطلوبة من الأئمّة شجاعة القلب، فلا ريب أنّ أبا بكر كان أشجع من عمر، وعمر أشجع من عثمان وعلي وطلحة والزبير، وكان يوم بدر مع النبي في العريش«21».

إذن، تكون شجاعة أبي بكر بقوّة القلب فقط، وقد جاهد وقاتل بقوّة القلب!

فالشجاعة على قسمين أوْ لها معنيان: الشجاعة التي يفهمها كلّ عربي، ومعنى‏ آخر يفهمه ابن تيميّة من الشجاعة: قوّة القلب، وأبو بكر كان قوي القلب!!

وهكذا يجيب ابن تيميّة عن توفّر هذا الشرط في علي دون الشيخين، يجيب عن ذلك بجوابٍ لا تجدونه في أيّ كتابٍ من الكتب، فيجعل عمر مقاتلًا، لكن لا باليد بل بالدعاء، والقتال بالدّعاء كالقتال باليد، ويجعل أبا بكر شجاعاً، لكن شجاعة القلب وهي المطلوبة في الأئمّة!! وكأنّ عليّاً كانت عنده الشجاعة البدنية ولم تكن عنده شجاعة قلبيّة!!

وكلّ هذا من ابن تيميّة ينفعنا في يقيننا بصحة استدلالاتنا، وإلّا فأيّ معنى لتفسير القتال والجهاد في سبيل اللَّه وقتل طائفة من الكفّار بالدعاء؟

ثمّ لو كانا واجدين لقوّة القلب - كما يقول ابن تيميّة - فلماذا فرّا؟

لا ريب في أنّهما قد فرّا في أُحد، وقد روى‏ الخبر أئمّة القوم، منهم:

1- أبو داود الطيالسي.

2- ابن سعد صاحب الطبقات.

3- أبو بكر البزّار.

4- الطبراني.

5- ابن حبّان.

6- الدارقطني.

7- أبو نعيم.

8- ابن عساكر.

9- الضياء المقدسي.

وغيرهم من الأئمّة الأعلام.

راجعوا [كنز العمال‏] «22»، لأنّ القضايا حساسة، فأضطرّ إلى إعطاء المصدر.

أمّا في خيبر، فقد روى‏ فرارهما:

1- أحمد.

2- ابن أبي شيبة.

3- ابن ماجة.

4- البزّار.

5- الطبري.

6- الطبراني.

7- الحاكم.

8- البيهقي.

9- الضياء المقدسي.

10- الهيثمي.

وجماعة غيرهم.

راجعوا أيضاً [كنز العمال‏]، يروي عن كلّ هؤلاء«23».

وأمّا في حنين، فالذي صبر مع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) هو علي فقط، كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس، وهذا الحديث في [المستدرك‏]«24».

أمّا في الخندق، فالكلّ يعلم كلمة رسول اللَّه: «لَضربة علي في يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين» «3»، أو «أفضل من عبادة الأمّة إلى‏ يوم القيامة»«25».

خاتمة المطاف‏:

ففي من توفّرت هذه الشروط: العلم، العدالة، الشجاعة؟ هذه الشروط والصفات المتفق على ضرورة وجودها في شخص حتّى يصلح ذلك الشخص لانتخاب الناس إيّاه واختياره للإمامة بعد رسول اللَّه على مسلك الاختيار؟

هذه الشروط إنّما توفّرت في علي (عليه السّلام)، وليست بمتوفرة في غيره، وعلى فرض وجودها في غيره أيضاً، أعني أبا بكر وعمر، فقد أمكننا أن نعرف - على ضوء الأدلّة الواردة في الكتب الموثوقة المعتمدة - الذي كانت تلك الصفات موجودة فيه على الوجه الأتم الأفضل، وقد ثبت أنّ عليّاً (عليه السّلام) - على فرض وجود هذه الصفات في غيره - هو الأولى‏، فثبت أنّه الأفضل، وثبت أنّه الأحق، يقول عز وجل: «أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدّي إِلّا أَنْ يُهْدى‏».

إذا كان الرجل والرجلان كلاهما يجهلان المسائل، لا المسألة والمسألتين، ومسائل يحتاجها كلّ مسلم في الأحكام الشرعية، ويجهل الرجل ماذا كان رسول اللَّه يقرأ في صلاتي الفطر والأضحى‏، كيف نجعل هذا الشخص قائماً مقام رسول اللَّه، متمكّناً من إقامة الحجج والبراهين، والذب عن دين اللَّه وعن شريعة سيد المرسلين، متى ما جاءت شبهة أو توجّهت هجمة فكرية مِنْ خارج البلاد الإسلامية؟ فما لهم كيف يحكمون.

______________________________________

( 1) شرح المواقف 8/ 349.

( 2) كنز العمّال 13/ 114 رقم 36372، 165 رقم 36500.

( 3) أخرجه أحمد في فضائل الامام علي (عليه السّلام) وابن سعد وابن عبدالبر وغيرهم، الإستيعاب 3/ 1103، الرياض النضرة 2/ 198، الصواعق المحرقة: 76.

( 4) تهذيب الآثار« مسند الإمام علي (عليه السّلام)»: 105 رقم 173، صحيح الترمذي- كما في جامع الأصول 9/ 473، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 170 وغيرهما- المعجم الكبير 11/ 65 رقم 11061، تاريخ بغداد 4/ 348، 7/ 172، 11/ 204، الإستيعاب 3/ 1102، فردوس الأخبار 1/ 76، أُسد الغابة 4/ 22، الرياض النضرة 2/ 255، تهذيب الكمال 20/ 485، تاريخ جرجان: 24، تذكرة الحفّاظ 4/ 28، البداية والنهاية: 3587، مجمع الزوائد 9/ 114، عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 7/ 631، اتحاف السادة المتقين 6/ 224، المستدرك على الصحيحين: 1263 و 127، ترجمة الإمام علي (عليه السّلام) من تاريخ مدينة دمشق 2/ 465 رقم 984، جامع الأُصول 8/ 657 رقم 6501، الجامع الصغير للسيوطي 1/ 415 رقم 2705، الصواعق المحرقة: 189، كنز العمّال 11/ 614 رقم 32978 و 32979، فيض القدير: 3/ 46.

( 5) فضائل الإمام علي (عليه السّلام) : 138 رقم 203، سنن الترمذي 5/ 637، تهذيب الآثار« مسند علي (عليه السّلام)»: 104 رقم 8، حلية الأولياء 1/ 64، مشكاة المصابيح 2/ 504 رقم 6096، أسنى‏ المطالب: 70، الرياض النضرة 2/ 255، شرح المواهب اللدنّيّة 3/ 129، الجامع الصغير 1/ 415 رقم 2704، الصواعق المحرقة: 189، كنز العمّال 11/ 600 رقم 32889 و 13/ 147 رقم 36462، فيض القدير 3/ 46.

( 6) المستدرك على الصحيحين 3/ 122، ترجمة الإمام علي (عليه السّلام) من تاريخ مدينة دمشق 2/ 488 رقم 1008 و 1009، كنز العمّال 11/ 615 رقم 32983.

( 7) سورة الحاقة( 69): 12.

( 8) تفسير الطبري 29/ 35- 36، تفسير الزمخشري 4/ 151، تفسير الرازي 30/ 107، الدرّ المنثور 8/ 267.

( 9) تهذيب الأسماء واللغات 1/ 344- 346.

( 10) الإحكام في أصول الأحكام، المجلّد الأوّل الجزء 2/ 151- 153.

( 11) الإستيعاب 3/ 1103، الرياض النضرة 4/ 194.

( 12) فيض القدير 4/ 357.

( 13) فيض القدير 4/ 357.

( 14) زين الفتى‏ في شرح سورة هل أتى‏ 1/ 317 رقم 225.

( 15) منهاج السنّة 7/ 512.

( 16) كتاب الموضوعات لابن الجوزي 1/ 219، الأخبار الموضوعه: 454 للملّا علي القاري.

( 17) ترجمة علي (عليه السّلام) من تاريخ مدينة دمشق 2/ 438 رقم 945 و 946، تاريخ بغداد 8/ 77، وفيه« يدي ويد علي في العدل سواء»، كنز العمّال 11/ 604 رقم 32921، الرياض النضرة 2/ 120، وفيه« كفّي وكفّ علي في العدد سواء».

( 18) حلية الأولياء 11/ 65.

( 19) منهاج السنّة 8/ 76.

( 20) المصدر 4/ 482.

( 21) كنز العمّال 10/ 424.

( 22) كنز العمّال 10/ 461.

( 23) المستدرك على الصحيحين 3/ 111.

( 24) شرح المواهب اللدنّيّة 8/ 371.

( 25) المستدرك على الصحيحين 3/ 32.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/11   ||   القرّاء : 1687



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 روّاد التشيّع في عصر النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _

 رد شبهة ان النبي موسى نسي ما طلبه منه الخضر في القران الكريم

 إبطال نسبة الأناجيل والرسائل للحواريين

 الأدِلَّة على ضرورةِ النُبوّةِ

 الطلب من النبي (صلى الله عليه وآله) ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى

 الدليل التاريخي لبطلان صلب المسيح

 ما رُوِيَ في سهو النبي صلى الله عليه وآله ونومه عن الصلاة

 الاستدلال على الوهية عيسى بمقدمة انجيل يوحنا

 من هو القارئ ابن أبزى الذي قربه عمر بدل أبيّ بن كعب؟!

 عقائد ابن تيميّة ومواقفه من الشيعة الإماميّة وأئمّتهم وعقائدهم.

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1817044

  • التاريخ : 29/03/2024 - 00:50

Footer