Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : عقائدنا (الشيعة الامامية) .

        • القسم الفرعي : في الامامة الالهية .

              • الموضوع : الامامة في المفهوم الاسلامي الشيعي .

الامامة في المفهوم الاسلامي الشيعي : مختصر

معنى الامام : تطلق كلمة الامام أو القائد على شخص يقود جماعة أو فئة, ويتحمل عبأ هذه المسؤولية, إما في المسائل الاجتماعية أو السياسية أو الدينية, ويرتبط عمله بالمحيط الذي يعيش فيه, ومدى سعة المجال للعمل فيه أو ضيقه.
إن الشريعة الإسلامية المقدسة تنظر إلى الحياة العامة للبشر من كل جهة, فهي تصدر أوامرها لإرشاد الإنسان في الحياة المعنوية, وكذا في الحياة الصورية من الناحية الفردية, وتتدخل في إدارة شؤونه, كما تتدخل في حياته الاجتماعية والقيادية (الحكومة) أيضاً.
وعلى ما مر ذكره , فان الامام أو القائد الديني في الإسلام, يمكن أن يكون مورد اهتمام من جهات ثلاث:
الأولى : من جهة الحكومة الإسلامية.
الثانية : من جهة بيان المعارف والأحكام الإسلامية ونشرها.
الثالثة : من جهة القيادة والإرشاد في الحياة المعنوية.
تعتقد الشيعة بأن المجتمع الإسلامي يحتاج إلى الجهات الثلاث التي سبق ذكرها, احتياجا مبرما, والذي يتصدى لقيادة الجهات الثلاث, بما فيها قيادة المجتمع, يجب أن يعين من قبل اللّه والرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم), علما بأن النبي (صلى الله عليه واله) أيضاً يعين الامام بأمر من اللّه تعالى.
الإمامة وخلافة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) في الحكومة الإسلامية:
إن الإنسان بما يمتاز به من مواهب إلهية, يدرك جيدا ومن دون تردد, أن أي مجتمع متآلف, في أية بقعة أو مملكة أو مدينة أو قرية أو قبيلة, وحتى في بيت واحد يتألف من عدة أفراد, لن يستطيع أن يعيش ويستمر في حياته دون قائد أو ناظر عليه, فهو الذي يجعل الحياة نابضة, ويحرك عجلات اقتصادها, ويحفز كل فرد من أفراد المجتمع بإنجاز وظيفته الاجتماعية فالمجتمع الفاقد لقائد, لا يستطيع أن يستمر في حياته, وفي أقل فترة ممكنة ينهار قوامه, ويسير نحو الهمجية والتحلل الخلقي.
فعلى هذا, فالشخص الذي يتولى قيادة مجتمع (سواء أكان كبيرا أم صغيرا) ويعير اهتماما لمنصبه ومقامه, يبدي عنايته لبقاء ذلك المجتمع, نجده يعين خلفا له فيما لو أراد أن يغيب عن محل عمله (سواء أكانت الغيبة مؤقتة أم دائمية) ولن يتخلى عن مقامه ما لم يعين أحدا, ولن يترك بلاده, أو بقعته دون ناظر أو حارس عليها أو قائد لها, لأنه يعلم جيدا, أن غض النظر عن هذه المهمة وعدم استخلاف احد, يؤدي بمجتمعه إلى الزوال والاضمحلال , كما لو أراد رب البيت أن يسافر عدة أيام أو اشهر, فإنه يختار احدهم (أو أحدا غيرهم) مكانه, ويلقي إليه مقاليد الإدارة للبيت, وهكذا الرئيس لمؤسسة أو المدير لمدرسة, أو الصاحب لحانوت, وهو يشرف على موظفين أو صناع يعملون تحت إمرته, فلو قدر أن يترك محل عمله حتى لساعات قليلة فإنه يختار احدهم ويعينه مكانه, كي يتسنى للآخرين الرجوع إليه, في المشكلات أو المعضلات, وقس على هذا.
الإسلام دين قوامه الفطرة, وذلك بنص القرآن الحكيم والسنة النبوية, وهو نظام اجتماعي, يدركه كل من له إلمام بهذا الدين, ومن ليس له صلة به والعناية الخاصة التي قد بذلها اللّه جل وعلا, ونبيه الكريم (صلى الله عليه واله) لهذا الدين الجامع, لا ينكرها احد, ولا يسعنا مقارنته مع أي شيء آخر.
فالنبي الأكرم (صلى الله عليه واله), كان لا يترك المجتمع الذي دخل في الإسلام, أو المجتمع الذي قد سيطر عليه الإسلام, وكذا كل بلدة أو قرية كانت تقع تحت إمرة المسلمين, دون أن يرسل إليها واليا أو عاملا, في وقت مبكر, كي يدير شؤون تلك المجتمعات أو البقاع, وكان هذا دأب النبي (صلى الله عليه واله), في الجهاد, فعندما كان يرسل كتيبة إلى مكان ما, فانه كان يعين قائدا لها, و كان يعين أكثر من قائد أحيانا, كما حدث ذلك في حرب (مؤته) إذ عيّن (صلى الله عليه واله) أربعة, فإذا ما قتل الأول, استخلفه الثاني من بعده, وإذا ما قتل الثاني, استخلفه الثالث وهكذا.
وقد أبدى الإسلام عنايته بموضوع الخلافة والاستخلاف عناية تامة, فلم يتغافل عن هذا الموضوع, ومتى ما أراد النبي (صلى الله عليه واله) أن يترك المدينة, كان يستخلف أحدا وفي الوقت الذي أراد الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) الهجرة من مكة إلى المدينة, عين عليا خليفة له في مكة, للقيام بالأعمال الخاصة به لفترة قصيرة, كأداء الأمانات إلى أهلها, وقد أوصى (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) أن يقوم بأداء الديون وما يتعلق بشؤونه الخاصة , بعد وفاته (صلى الله عليه واله).
ووفقا لهذه القاعدة, فإن الشيعة تدعي انه لن يتصور أن النبي (صلى الله عليه واله) قبيل وفاته لم يوص لأحد يستخلفه في شؤون الأمة من بعده, أو انه لم يعين شخصا يقوم بإدارة المملكة الإسلامية.
وليس هناك من شك, والفطرة الإنسانية تقر بذلك, بأن نشوء مجتمع يرتبط بمجموعة من عادات وتقاليد مشتركة تقرها أكثرية ساحقة لذلك المجتمع, وكذا يرتبط بقاؤها ودوامها بحكومة عادلة تتبنى إجراء تلك العادات والتقاليد إجراءً كاملا, وهذا الأمر لا يخفى على الشخص اللبيب أو أن يتغافل عنه, في حين انه ليس هناك مجال للشك في الشريعة الإسلامية, بما فيها من دقة ونظام, ولما كان يبديه النبي الكريم (صلى الله عليه واله) من احترام وتقدير لتلك الشريعة, إذ كان يضحي بما في وسعه في سبيلها, أن يهمل الموضوع أو يتركه علما بان النبي (صلى الله عليه واله), كان نابغة زمانه, في قوة تفكره, وفراسته وتدبيره, (فضلا عن ملازمات الوحي والنبوة وما تتبعها من تأييدات).
وكما نجد في الأخبار المتواترة عن طريق العامة والخاصة , في كتب الأحاديث والروايات (باب الفتن وغيرها), انه (صلى الله عليه واله) كان ينبئ بالفتن والمحن التي ستلاقيها الأمة الإسلامية بعده, وما يشوب الإسلام من فساد, كحكومة آل مروان وغيرهم, الذين غيروا وحرفوا الشريعة السمحاء, فكيف به (صلى الله عليه واله) وهو يهتم بأمور تحدث بعد سنوات عديدة متأخرة عن وفاته, وما تنطوي عليها من فتن ومصائب, يتغافل عن موضوع يحدث بعيد وفاته, وفي الأيام الأولى بعد رحلته (صلى الله عليه واله)؟ عنايته لموضوع خطير من جهة, وبسيط من جهة أخرى, في حين كان يبدي اهتمامه لأبسط الأمور الاعتيادية, كالأكل والشرب والنوم وما شاكل, فنجده يصدر الأوامر اللازمة لهذه المسائل الطبيعية, فكيف لا يبدي اهتماما لمسائل أساسية مهمة أو أن يختار الصمت إزائها, ولا يعين أحدا مكانه؟.
وعلى فرض المحال, لو كان تعيين القائد لمجتمع إسلامي في الشريعة الإسلامية, منوطا بالمجتمع نفسه, لكان لزاما على النبي (صلى الله عليه واله), أن يصرح في هذا الخصوص ويشير إليه إشارة وافية, ويعطي الأمة الإرشادات اللازمة, كي تصبح واعية أمام موضوع يضمن لها تقدمها وتكاملها, ويتوقف عليه شعائر دينها.
في حين أننا لم نجد مثل هذا التصريح, ولو كان هناك نص صريح لما خالفه من جاء من بعده, وذلك ما حدث من الخليفة الأول, وانتقال الخلافة إلى الثاني بوصية منه, والرابع أوصى لأبنه, أما الخليفة الثاني فقد دفع الثالث إلى منصة الخلافة بحجة انه أحال الأمر من بعده إلى شورى تتضمن ستة أعضاء, وقد عين هؤلاء الأعضاء, وكذا كيفية انتخابهم.
أما معاوية فقد استعمل الشدة في صلح الامام الحسن (عليه السلام), واستتب له الأمر, وبعدها صارت الخلافة وراثية, وتغيرت الشعائر الدينية, من جهاد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة الحدود وغيرها كل هذه قد زالت عن المجتمع الإسلامي, فأضحت جهود الشارع هباءً.
أما الشيعة فقد حصلت على هذه النتيجة خلال البحث والدراسة في الدرك الفطري للإنسان, والسيرة المستمرة للعقلاء, وبالتعمق والفحص في الأسس الأساسية للشريعة الإسلامية التي مرامها إحياء هذه الفطرة الإنسانية, وبالتأمل في الحياة الاجتماعية التي كان ينتهجها النبي (صلى الله عليه واله) وكذا بدراسته الحوادث المؤسفة التي حدثت بعد وفاته, والتي عانت الأمة الإسلامية منها عناء بالغاً, ودراسة وضع الحكومات الإسلامية في القرن الأول, وما لازمها من قصور عن أداء وظائفهم, تصل إلى هذه النتيجة.
أن هناك نصوصا كافية قد صرح بها من قبل النبي (صلى الله عليه واله) في خصوص تعيين أمام وخليفة من بعده, وان الآيات والأخبار المتواترة القطعية تشير إلى هذا المعنى, كآية الولاية وحديث غدير خم وحديث السفينة وحديث الثقلين, وحديث الحق وحديث المنزلة وحديث دعوة العشيرة الأقربين وغيرها, ولكن المراد من الآيات والأحاديث قد أُوّلَ وحرّفَ لأسباب ودواع.
تأييد للأقوال السابقة : كانت في أُخريات أيام النبي (صلى اللّه عليه وآله وسلم), والتي قد مرض فيها, وهناك جمع من الصحابة قد حضروا عنده, فقال النبي (صلى الله عليه واله) : ((هلموا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا)).

قال بعضهم , أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن, حسبنا كتاب اللّه, فاختلف الحضور بالبيت واختصموا, فمنهم من يقول, قربوا يكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده, ومنهم من يقول غير ذلك, فلما أكثروا اللغو والاختلاف, قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : قوموا.
مع ما تقدم من البحث, ومع الالتفات إلى أن الذين مانعوا من تدوين كلمة الرسول العظيم (صلى الله عليه واله), هم أنفسهم قد حظوا في اليوم التالي بالخلافة الانتخابية, وكان الانتخاب دون علم علي (عليه السلام) وأصحابه, فجعلوهم أمام أمر واقع, وهل هناك شك في أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يريد تعيين , ليجعله خليفة له من بعده.
وما كان الهدف من المعارضة إلا جعل المحيط مضطربا يقضي بانصراف النبي (صلى الله عليه واله) عن الأمر, ولم يكن الغرض اتصاف النبي بالهذيان, وغلبة المرض علي , وذلك لأسباب :
أولا : فضلا عن أن النبي (صلى الله عليه واله) طوال فترة مرضه, لم يسمع منه كلام لا يليق بمقامه, ولم ينقل احد هذا المعنى, فإنه لا يحق لمسلم وفقا للموازين الدينية أن ينسب إلى النبي (صلى الله عليه واله) الهذيان والكلام العبث, علما بأنه (صلى الله عليه واله) مصون ومعصوم من قبل اللّه تعالى.
ثانيا : لو كان المراد من الكلام, المعنى الحقيقي له, فلا حاجة إلى ذكر العبارة التي تلتها, ((كفانا كتاب اللّه)) إذ لو كان المراد نسبة الهذيان إلى النبي (صلى الله عليه واله), لكفى ذكر مرضه, لا أن يؤيد القرآن, وينفي قول الرسول (صلى الله عليه واله), وهذا الأمر لا يخفى على رجل صحابي, من أن القرآن الكريم قد فرض على الأمة الإسلامية إتباع النبي (صلى الله عليه واله), وانه مفروض الطاعة, وكلامه عدل للقرآن والناس ليس لهم أي اجتهاد أو اختيار أمام حكم اللّه ورسوله.
ثالثا : أن ما حدث في مرض الرسول (صلى الله عليه واله), قد حدث أيضا في مرض الخليفة الأول, عندما كان يوصي إلى الخليفة الثاني من بعده, وعثمان حاضر يحرر ما يملي عليه الخليفة الأول, إذ أغمي على الخليفة, والخليفة الثاني لم يعترض عليه كما اعترض على النبي (صلى الله عليه واله).
وفضلا عن هذا كله, فان الخليفة الثاني قد اعترف في حديث له لأبن عباس قائلا إنني أدركت أن النبي (صلى الله عليه واله) يريد أن يوصي لعلي, إلا أن مصلحة المسلمين كانت تستدعي ذلك, ويقول أيضاً, أن الخلافة كانت لعلي, فإذا ما كانت الخلافة صائرة إليه, لفرض على الناس إتباع الحق, ولم ترضخ قريش لهذا الأمر, فرأت أن من المصلحة ألّا ينالها, ونحَّتهُ عنها.
علما بأن الموازين الدينية تصرح أنّ المتخلف عن الحق يجب أن يعود إليه, لا أن يترك الحق لصالح المتخلف.
ومما تتناقله كتب التاريخ: أن الخليفة الأول أمر بمحاربة القبائل المسلمة التي امتنعت من إعطاء الزكاة , قال: ((واللّه لو منعوني عقالا كانوا يئدونه إلى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لأُقاتلنّهم على منعه)).
والمراد من هذا القول, هو أن إقامة الحق وإحياءه واجب مهما بلغ الثمن, وبديهي أن موضوع الخلافة حق أيضا إلا انه أغلى من العقال واثمن.
الإمامة في العلوم التشريعية: وفقا للقانون الثابت والضروري للهداية العامة, أن أي نوع من أنواع الكائنات يسير نحو الكمال والسعادة المناسبة له , وذلك عن طريق الفطرة والتكوين. والإنسان أيضا أحد أنواع هذه الكائنات لا يستثنى من القانون العام ويجب أن يرشد إلى طريق خاص في حياته, تضمن له سعادته في الدنيا والآخرة, وذلك عن طريق الغريزة المتصفة بالنظرة الواقعية للحياة, والتأمل في حياته الاجتماعية, وبعبارة أخرى, يجب أن يدرك مجموعة من معتقدات ووظائف عملية, كي يجعلها أساسا له في حياته ليصل بها إلى السعادة والكمال المنشود, وقلنا أن المنهاج للحياة وهو ما يسمى بالدين لا يتأتى عن طريق العقل, بل هو طريق آخر ويدعى الوحي والنبوة, والتي تظهر في بعض من أولياء اللّه الصالحين وهم الأنبياء, ورسل السماء.
فالأنبياء قد أنيطت بهم مسؤولية هداية الناس عن طريق الوحي من اللّه تعالى فإذا ما التزموا بتلك الأوامر والنواهي, ضمنوا السعادة لهم.
يتضح أن هذا الدليل, فضلا عن انه يثبت لزوم مثل هذا الإدراك بين أبناء البشر, يثبت أيضا لزوم وضرورة وجود أفراد حفظة على هذا البرنامج, وإيصاله إلى الناس إذا اقتضت الضرورة إلى ذلك.
وكذا يستلزم وجود أشخاص قد أدركوا الواجبات الإنسانية, وذلك عن طريق الوحي, وهم بدورهم ينهضون بتعليم المجتمع, كما يجب أن تبقى هذه الواجبات السماوية, ما دام الإنسان حيا, وتعرض عليه عند الضرورة.
فالذي يتحمل عبأ هذه المسؤولية, يعتبر حاميا للدين الإلهي, ويعين من قبل اللّه تعالى, وهو من يسمى بـ((الامام)) كما يدعى حامل الوحي الإلهي , والشرائع السماوية بـ((النبي)) وهو من قبل اللّه تعالى أيضا.
يتفق أن تكون النبوة والإمامة في شخص واحد, وقد لا يتحقق ذلك, فكما أن الدليل الذي يثبت عليه عصمة الأنبياء, يُثبت عصمة الأئمة أيضاً.
إذ تقتضي رحمة اللّه وعطفه أن يضع الدين الحقيقي غير المحرف في متناول أيدي البشر دوما ولا يتحقق هذا الأمر دون أن تكون هناك عصمة.
الفرق بين النبي والإمام: إن تسلم الأحكام والشرائع السماوية, والتي تتم بواسطة الأنبياء, إنما يثبت لنا موضوع ((الوحي)) وهذا ما مر علينا في موضوع النبوة وليس فيه ما يؤيد إستمراريته وبقاه على خلاف الحافظ والحامي الذي يعتبر أمرا مستمرا, ومن هنا نصل إليه نتيجة أنّ ليس هناك ضرورة أن يكون نبي بين الناس بصورة مستمرة , لكن يستلزم أن يكون أمام بينهم , ويستحيل على مجتمع بشري أن يخلو من وجود أمام سواء عرفوه أم لم يعرفوه , وقد أشار الحكيم في كتابه : ((فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)).
فكما أشرنا, يتفق أن تجتمع النبوة والإمامة في شخص واحد, فيمتاز بالمقامين النبوة والإمامة , (تسلم الشريعة والاحتفاظ بها والسعي في نشرها) وقد لا تجتمع في واحد, وهناك ادوار من الزمن خلت من وجود الأنبياء, إلا أن هناك امام حق في كل عصر, ومن البديهي أن عدد الأنبياء محدود, ولم يظهروا في جميع الأدوار التي مرت بها البشرية.
يشير الحكيم في كتابه المبين إلى بعض الأنبياء الذين امتازوا بصفة الإمامة أيضا, كما في إبراهيم (عليه السلام) إذ يقول: ((واذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)).
وكذا قوله تعالى : ((وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)).
الإمامة في باطن الاعمال : كما أن الامام قائد وزعيم للأمة بالنسبة للظاهر من الاعمال, فهو قائد وزعيم بالنسبة للباطن من الاعمال أيضاً, فهو المسير والقائد للإنسانية من الناحية المعنوية نحو خالق الكون وموجده.
لكي تتضح هذه الحقيقة لابد من مراعاة المقدمتين التاليتين:
أولا : ليس هناك من شك أو تردد في أن الإسلام وسائر الأديان السماوية, تصرح بأن الطريق الوحيد لسعادة الإنسان أو شقائه هو ما يقوم به من أعمال حسنة أو سيئة, فالدين يرشده, كما أن فطرته وهي الفطرة الإلهية تهديه إلى إدراك الحسن والقبيح.
فاللّه سبحانه يبين هذه الاعمال عن طريق الوحي والنبوة, ووفقا لسعة فكرنا نحن البشر, وبلغة نفهمها ونعيها, بصورة الأمر والنهي والتحسين والتقبيح في قبال الطاعة أو التمرد والعصيان, يبشر الصالحين والمطيعين بحياة سعيدة خالدة, وقد احتوت على كل ما تصبو إليه البشرية من حيث الكمال والسعادة, وينذر المسيئين والظالمين بحياة شقية خالدة, وقد انطوت على البؤس والحرمان.
وليس هناك أدنى شك من أن اللّه تعالى يفوق تصورنا وما يجول في أذهاننا ولكنه لم يتصف بصفة البشر من حيث التفكير.
وليس لهذه الاتفاقية أن يكون هناك سيد ومسود وقائد ومقود, وأمر ونهي وثواب وعقاب واقع خارجي سوى في حياتنا الاجتماعية أما الجهاز الإلهي فهو الجهاز الكوني الذي يربط حياة كل مخلوق وكائن باللّه الخالق ربطا وثيقا.
ومما يستفاد من القرآن الكريم وأقوال النبي العظيم (صلى الله عليه واله) أن الدين يشتمل على حقائق ومعارف تفوق فهمنا وإدراكنا الاعتيادي, وان اللّه جل شأنه قد أنزلها إلينا بتعبير بسيط يلائم تفكيرنا, كي يتسنى لنا فهمها وإدراكها.
يستنتج مما تقدم أن هناك ارتباطا بين الاعمال الحسنة والسيئة, من جهة والحياة الأخرى بما تمتاز به من خصائص وصفات من جهة أخرى ارتباطا واقعيا, تكشف عن سعادة أو شقاء.
وبعبارة أوضح, أنّ كل عمل من الاعمال الحسنة والسيئة يولد في الإنسان واقعية, والحياة الأخروية ترتبط بهذه الواقعية ارتباطا وثيقا.
أنّ الإنسان في حياته يشبه الطفل, سواء شعر بهذا الأمر أم لم يشعر, حيث تلازمه شؤون تربوية, فهو يدرك ما يملي عليه مربيه بألفاظ الأمر والنهي, لكنه كلما تقدم في العمر أستطاع أن يدرك ما قاله مربيه, فينال بذلك الحياة السعيدة, وما ذلك إلا بما أتصف به من ملكات, وإذا ما رفض وعصى معلمه الذي كان يسعى له بالصلاح, نجد حياته مليئة بالمآسي والآلام.
فالإنسان يشبه المريض الذي دأب على تطبيق أوامر الطبيب في الدواء والغذاء, أو رياضة خاصة, فهو لم يبال إلا بما أملاه عليه طبيبه, فعندئذ يجد الراحة والصحة, ويحس بتحسن صحته.
وصفوة القول, أن الإنسان يتصف بحياة باطنية غير الحياة الظاهرية التي يعيشها, والتي تنبع من أعماله, وترتبط حياته الأخروية بهذه الاعمال والأفعال التي يمارسها في حياته هنا.
أن القرآن الكريم يثبت هذا البيان العقلي, ويثبت في الكثير من آياته بان هناك حياة أسمى وروحا ارفع من هذه الحياة للصالحين والمؤمنين, ويؤكد على أن نتائج الاعمال الباطنية تلازم الإنسان دوما, والنبي العظيم قد أشار إلى هذا المعنى أيضا في الكثير من أقواله.
ثانيا: كثيرا ما يحدث أن يرشد شخص أحدا بعمل حسن دون أن يلتزم هو بذلك العمل, في حين أن الأنبياء و الأئمة الأطهار ترتبط هدايتهم للبشر باللّه جل و علا, ويستحيل أن يشاهد عندهم هذه الحالة, وهو عدم الالتزام بالقول أو العمل به, فهم العاملون بمبادئ الدين الذي هم قادته وأئمته, وأنهم متصفون بروح معنوية سامية, يرشدون بها الناس, ويهدونهم إلى الطريق القويم.
فلو أراد اللّه سبحانه أن يجعل هداية أمة على يد فرد من أفرادها, فهو يربي ذلك الفرد تربية صالحة تؤهله للقيادة والإمامة, ولن تجد لسنة اللّه تبديلا.
مما تقدم نستطيع أن نحصل على النتائج التالية:
1. أن النبي أو الامام لكل أم , يمتاز بسمو روحي وحياة معنوية رفيعة, وهو يروم هداية الناس إلى هذه الحياة.
2. بما أنهم قادة وأئمة لجميع أفراد ذلك المجتمع, فهم أفضل من سواهم.
3. أن الذي يصبح قائدا للأمة بأمر من اللّه تعالى , فهو قائد للحياة الظاهرية والحياة المعنوية معا, وما يتعلق بهما من أعمال, تسير مع سيره ونهجه.
أئمة الإسلام وقادته : ومما تقدم يستنتج أن بعد وفاة الرسول العظيم (صلى الله عليه واله) ما زال ولا يزال أمام معين من قبل اللّه تعالى في الأمة الإسلامية.
وهناك المزيد من الأحاديث النبوية في وصف الأئمة وعددهم, وأنهم من قريش ومن أهل بيته (صلى اللّه عليه وآله وسلم), وان منهم الامام المهدي (عجل الله فرجه) وهو آخرهم.
وهناك نصوص صريحة أيضاً من الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) في إمامة علي (عليه السلام), وانه الامام الأول وهكذا روايات وأحاديث أخرى عنه (صلى الله عليه واله) وعن الامام علي (عليه السلام) بشأن الامام الثاني, وهكذا كل امام ينبئ بالإمام الذي يليه ويأتي بعده.
وبمقتضى هذه النصوص , فأن أئمة الإسلام اثنا عشر بالترتيب التالي:
1 ـ علي بن أبي طالب.
2 ـ الحسن بن علي.
3 ـ الحسين بن علي.
4 ـ علي بن الحسين.
5 ـ محمد بن علي.
6 ـ جعفر بن محمد.
7 ـ موسى بن جعفر.
8 ـ علي بن موسى.
9 ـ محمد بن علي.
10 ـ علي بن محمد.
11 ـ الحسن بن علي.
12 ـ المهدي (عليهم السلام أجمعين).

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/07   ||   القرّاء : 1774



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 اختلف أبو بكر وعمر على ما ليس لهما وتصايحا!

 أبو حنيفة لا يرى أن يقيم حداً في زواج المحارم

 هل شيخ الاسلام ابن خزيمة كافر؟

 اقوال اهل السنة بعصمة الصحابة والسلاطين وابي بكر وعمر

 الحلول الإلهي في المسيح

 حقيقة توبة عائشة وطلحة والزبير؟

 الإنسانُ والإختيار

 إتهام النبي محمد (ص) بقضاء الحاجة علناً

 مزعمة النصارى أن الله لم يعط اليهود أحكاماً صالحة

 الأدِلَّة على ضرورةِ النُبوّةِ

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1848746

  • التاريخ : 20/04/2024 - 04:03

Footer