Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : في السقيفة .

              • الموضوع : أسئلة وإشكالات حول أبي بكر خاصة .

أسئلة وإشكالات حول أبي بكر خاصة

  لماذا أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر معه في هجرته؟ 
   قال في الصحيح من السيرة: 4/212: (ولعل الصحيح هو الرواية التي تقول: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد لقي أبا بكر في الطريق وكان أبو بكر قد خرج ليتنسم الأخبار، وربما يكون استصحبه معه لكي لا يسأله سائل إن كان قد رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  فيقر لهم بأنه رآه ثم يدلهم على الطريق التي سلكها، خوفاً من أن يتعرض لأذاهم).
وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 1/127، عن ابن عباس: (أنام رسول الله علياً على فراشه ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله فأخبره علي أنه قد انطلق فاتبعه).
 وروى في الخرائج: 1/144، عن علي (عليه السلام) قال: (وفتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الباب وخرج عليهم وهم جميعاً جلوس ينتظرون الفجر وهو يقول: وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ. ومضى وهم لا يرونه، فرأى أبا بكر قد خرج في الليل يتجسس عن خبره، وقد كان وقف على تدبير قريش من جهتهم فأخرجه معه إلى الغار) . 
   وقال السيد الأمين في أعيان الشيعة: 1/338: (فلما لحقهم سراقة بن مالك وهو رجل واحد بكى الصاحب خوفاً...! أترى لو كان معهم علي (عليه السلام) هل كان يبكي ويهتم لرجل واحد ليس معه أحد، وهو لم يهتم لثمانية فوارس)!
  وفي صحيح بخاري: 4/190، ومسند أحمد: 1/3، من حديث طويل عن أبي بكر قال: (فقلت: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا، فقال: لا تحزن إن الله معنا حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قال قلت: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت)! والطبقات: 4/366، وأبو يعلى: 1/107، وابن شيبة: 8/457، وغيرها.
   أسئلة:
  س1: ألا تلاحظون أن سبب هجرة أبي بكر الذي ذكرته هذه الروايات أرجح، لأنه خال من التناقض الذي ذكرته رواية السلطة؟!
   س2: من تناقض روايات السلطة أن بعضها ذكر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طلب من أبي بكر أن يهاجر معه فهاجر من بيته، وبعضها يذكر أنه لم يكن على علم بهجرته؟
   س3: ذكرت روايات السلطة أن أسماء بنت أبي بكر كانت يومها في مكة، وذكر بعضها أنها كانت مع زوجها الزبير في المدينة، وأنها في تلك الفترة وضعت حملها! فما هو الصحيح؟!
 أسئلة حول آية الغار؟
   قال الله تعالى في سورة التوبة، ونزلت في السنة التاسعة بعد غزوة تبوك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأرض أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ. إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ. إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).(38-40).
   وهذه أسئلة حولها:
   س1: أقسمت عائشة بأنه لم ينزل في أبي بكر وأولاده شيء من القرآن إلا آية براءتها، ومعناه أن آية الغار ليست في أبي بكر، أو ليس فيها شيء من المدح له.
   ففي صحيح بخاري: 6/41: (كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه، فقال مروان إن هذا الذي أنزل الله فيه: (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ). فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن إلا أن الله أنزل عذري)!
   فكيف رددتم شهادة عائشة وادعيتم نزول عدة آيات في فضل أبي بكر! ورفعتم آية الغار علماً وجعلتموه ثاني اثنين لتوهموا الناس بأن النبي الأول وأبا بكر الثاني، مع أن الآية جعلت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الثاني، ولا يقصد منها العدد؟!
   ففي فتح الباري: 13/180: (قال ابن التين: ما انفرد به أبو بكر وهو كونه ثاني اثنين وهي أعظم فضائله التي استحق بها أن يكون الخليفة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك قال (عمر): وإنه أولى الناس بأموركم.. فقوموا فبايعوه). وفي تحفة الأحوذي: 10/106: (قالوا من أنكر صحبة أبي بكر كفر، لأنه أنكر النص الجلي! بخلاف صحبة غيره).
  س2: كيف جعلتم الآية مدحاً لأبي بكر مع أن معناها أن الله تكفل بنصر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن لم تنصروه، فقد نصره الله عندما كان وحيداً فاراً من قومه ليس معه إلا شخص واحد غير مقاتل، فأنزل عليه السكينة والطمأنينة وجنوداً من ملائكته لم يرها رفقاؤه. فليس في الآية إلا إشارة إلى شخص كان معه، بقطع النظر عن نوع ذلك الشخص، ومن هُوَ. والصحبة تكون للبر والفاجر، كما قال تعالى: (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ).
   فالآية تتركز على الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا تنظر إلى غيره، بل تعمدت إفراد الضمائر فقالت: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)، ولم تقل إذ أخرجهما. وقالت: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) ولم تقل أيدهما أو أيدهم.
   قال المفيد (رحمه الله) في الفصول المختارة/43، ما حاصله: (لم ينزل الله سبحانه السكينة قط على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في موطن كان معه فيه أحد من أهل الإيمان إلا عمهم في نزول السكينة وشملهم بها فقال: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ). أما في الغار فأفرد الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسكينة فقال: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ)! ولولا أن أبا بكر أحدث بحزنه في الغار منكراً لما حرمه الله من السكينة التي تنزل على المؤمنين!
   راجع في آية الغار: الصحيح من السيرة: 4/23، والصوارم المهرقة/302، وقد رد  ادعائهم نزول آيات في أبي بكر.، وشرح الأخبار: 2/245، والاختصاص/96، والاحتجاج: 2/143، والمسترشد/433، والعياشي: 2/88، والدر  المنثور: 6/41، وعمدة القاري: 19/169،والتسهيل: 2/13.
   س3: جعل رواة السلطة لأسماء بنت أبي بكر دوراً في الهجرة وأنها كانت تحمل لهم الطعام إلى الغار فشقت حزامها قطعتين لتربط الزاد، فسماها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات النطاقين، مع أنها هاجرت قبلهم إلى المدينة مع زوجها الزبير، ووضعت ابنها عبد الله هناك في تلك الأيام! (تاريخ خليفة بن خياط/207)!
   س4: لماذا غطى رواة السلطة أن أبا بكر ترك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قباء؟ فقال ابن هشام: 2/342: (نزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قباء، ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف أحد بني الحارث بن الخزرج بالسنح). وقال ابن خلدون: 2ق2/15: (ونزل أبو بكر بالسنح في بني الحرث). والسنح يقع في العالية خارج المدينة باتجاه نجد! قال عياض: هذا حدُّ  أدناها وأبعدها ثمانية أميال، وبه جزم ابن عبد البر. (الصحيح من السيرة: 11/63).
   وغاب الشيخان  فلا تجد لهما ذكراً في قباء، ولا في دخول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة، ولا في بناء مسجده! وقد روينا عن أهل البيت (عليهم السلام) كما في الكافي: 8/338: فقال له أبو بكر: إنهض بنا إلى المدينة، فإن القوم قد فرحوا بقدومك وهم يستريثون إقبالك إليهم فانطلق بنا ولا تقم هاهنا تنتظر علياً فما أظنه يقدم عليك إلى شهر!
   فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : كلّا ما أسرعه، ولست أريم حتى يقدم ابن عمي وأخي في الله عز وجل وأحب أهل بيتي إليَّ، فقد وقاني بنفسه من المشركين. قال: فغضب عند ذلك أبو بكر واشمأز، وداخله من ذلك حسد لعلي (عليه السلام).. فانطلق حتى دخل المدينة، وتخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقبا ينتظر علياً) . . بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر ليبلغ سورة براءة ثم عزله.
   قال المجلسي في البحار (30/411): إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يول أبا بكر شيئاً من الأعمال مع أنه كان يوليها غيره، ولما أنفذه لأداء سورة براءة إلى أهل مكة عزله وبعث علياً (عليه السلام) ليأخذها منه ويقرأها على الناس، ولما رجع أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. فمن لم يصلح لأداء سورة واحدة إلى أهل بلدة، كيف يصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا في سائر البلاد؟!.
   وفي خصائص علي (عليه السلام) للنسائي/62، عن عمرو بن ميمونة قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا بين هؤلاء.، فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول: أفٍّ وتُفّ، وقعوا في رجل له بضع عشر! وقعوا في رجل قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لأبعثن رجلاً يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبداً، قال: فاستشرف لها من استشرف فقال: أين ابن أبي طالب؟ قيل: هو في الرحى يطحن قال: وما كان أحدكم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، فتفل في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فدفعها إليه..
   ثم ذكر ابن عباس عدة مناقب لعلي منها أن الله أمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر ويدفعها إليه، لأنه لا يبلغ عنه إلا هو، أو رجل منه! وسنن النسائي: 5/113، وأحمد: 1/330، والحاكم: 3/132، والسنة لابن أبي عاصم/588، وتاريخ دمشق: 42/101 ونهاية ابن كثير: 7/374، والخوارزمي/125، وفرات/341، وكشف اليقين/27، وينابيع المودة: 1/110، وشرح الأخبار: 2/299، والمراجعات/195، وقال صححه الذهبي.
   وفي مسند أحمد (1/151)، عن علي (عليه السلام) قال: (دعا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)فقال لي أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله نزل في شيء؟ قال: لا ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك). 
   وفي سنن النسائي: 5/129، عن سعد بن وقاص قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً فأخذها منه ثم سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه (حزن أو غضب)  فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.
   أقول: هذا ظاهر في: أن أبا بكر رجع وذهب بدله علي (عليه السلام) وأبلغ المكيين الآيات، وقرأها مرات  في الموسم. قال الإمام الباقر (عليه السلام) لما قرأ قوله تعالى: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إلى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَسِيحُوا فِي الأرض أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ..) قام خداش وسعيد أخوا عمرو بن ود فقال: وما يسرُّنا على أربعة أشهر، بل برئنا منك ومن ابن عمك فليس بيننا وبين ابن عمك إلا السيف والرمح، وإن شئت بدأنا بك! فقال علي (عليه السلام) : أجل أجل، إن شئت، هلموا! ثم واصل (عليه السلام) تلاوته: (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ). (المناقب: 1/392، وإقبال الأعمال: 2/41).
   أسئلة:
   س1: ألا ترون أن المتعصبين لأبي بكر استعظموا أن يعزله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تبليغ سورة براءة بأمر الله تعالى! فوضعوا حديث أن أبا بكر بقي أمير الحاج في تلك السنة، وأن مهمة علي (عليه السلام)  كانت تبليغ سورة براءة فقط!
   قال ابن هشام (4/972): ثم دعا علي بن أبي طالب فقال له: أخرج بهذه القَصَّة من صدر براءة، وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى، أنه لا يدخل الجنة كافر ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد فهو له إلى مدته، فخرج علي بن أبي طالب على ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العضباء، حتى أدرك أبا بكر بالطريق، فلما رآه أبو بكر بالطريق قال: أأمير أم مأمور؟ فقال: بل مأمور، ثم مضيا، فأقام أبو بكر للناس الحج، والعرب إذا ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية، حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! 
   ولم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن أبا بكر كسر أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأرسل مؤذنين في الحج بلغوا سورة براءة! قال أبو هريرة: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان! (بخاري: 1/97).
   قال الشيخ محمود أبو رية في كتابه: شيخ المضيرة أبو هريرة/109: ومن ذلك أنه زعم أنه كان مع أبي بكر في حجته، وأورد في ذلك أحاديث ملفقة متعارضة، وللأسف أوردها البخاري في كتابه، وكلها قد جاءت من قبل أبي هريرة وابنه المحرر، فمرة يقول: إن أبا بكر قد بعثه في مؤذنين في تلك الحجة ليؤذن في الناس، ثم أردف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعلي فأمره أن يؤذن ببراءة! أي أنه كان مع أبي بكر وأن علياً قدم عليهم.
   وتارة أخرى يقول: كنت في البعث الذين بعثهم رسول الله مع علي ببراءة وكنا نقول: لا يدخل الجنة إلا مؤمن ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فأجله إلى أربعة أشهر! 
   وواقع القصة كما رواها العلامة الحلي في كشف اليقين/172: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر ببراءة إلى مكة: ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله مدة فأجله مدته والله برئ من المشركين ورسوله. فسار بها ثلاثة أيام فنزل جبريل وقال: إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فاستدعى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً (عليه السلام) وقال له: اركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر فخذ براءة من يده، وامض بها إلى مكة فانبذ عهد المشركين إليهم، وخير أبا بكر بين أن يسير مع ركابك أو يرجع. فركب أمير المؤمنين ناقة رسول الله العضباء وسار حتى لحق أبا بكر، فلما رآه جزع من لحوقه واستقبله وقال: فيمَ جئت يا أبا الحسن؟ أسائر أنت معي أو لغير ذلك؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرني أن ألحقك وأقبض منك الآيات من براءة وأنبذ بها عهد المشركين إليهم، وأمرني أن أخيرك بين أن تسير معي أو ترجع إليه، فقال: بل أرجع إليه. وعاد إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما دخل عليه قال: يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت الأعناق فيه إلي، فلما توجهت إليه رددتني عنه أنزل في القرآن؟
   فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا ولكن الأمين هبط إلي عن الله عز وجل بأنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، وعلي مني ولا يؤدي عني إلا علي. 
   حدث الزبير بن بكار بن الزبير بن العوام وكان من بني أمية، عن ابن عباس قال: إني لأماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة، إذ قال لي: يا ابن عباس ما أظن صاحبك إلا مظلوماً! قلت: فاردد ظلامته! فانتزع يده من يدي ومضى وهو يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته، فقال: يا ابن عباس ما أظنهم منعها منه إلا لأنهم استصغروه! فقلت والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك! قال: فأعرض عني!
   س2: روى الجميع بأصح الأسانيد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : (علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي). (أحمد: 4/165،وابن ماجة: 1/44، والترمذي: 5/300، وفضائل الصحابة/15، ومجمع الزوائد (7/29).
   وفي السنة  لابن أبي عاصم/552: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي).
   وفي الجامع الصغير (2/177): (عليٌّ مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. علي مني بمنزلة رأسي من بدني).
   والسؤال: هل أدى أبو بكر وعمر شيئاً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته وبعده، أم لا؟ وإذا كان لا يحق لهما أن يؤديا عنه أي شيء حتى صغيراً، فكيف جاز لهما أن يحكما أمته باسمه! راجع في سورة براءة والأداء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : علل الشرائع (1/189)، والإرشاد (1/65)، والعياشي (2/74)، وإعلام الورى (1/248)، وإحقاق الحق للتستري/276، وفتح الباري (8/40و66)، وعمدة القاري (4/78، و: 18/17و260)، وتحفة الأحوذي (8/386 و: 10/152) وخصائص النسائي/90، وتخريج الأحاديث (2/49)، وكشف الخفاء (1/204).
 ندم أبو بكر على مهاجمته بيت علي وفاطمة (عليهما السلام)! 
 في مجمع الزوائد: 5/202، عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه، فسلمت عليه وسألته: كيف أصبحت؟ قال: أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن، وثلاث وددت أني سألت رسول الله عنهن:
   فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب! ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر وكان أمير المؤمنين وكنت وزيراً!
   ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة، أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا وإلا كنت ردءاً ومدداً.
  وأما الثلاث اللاتي وددت أني فعلتها: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه!
   ووددت أني يوم أتيت بالفجأة السلمي لم أكن أحرقته وقتلته سريحاً أو أطلقته نجيحاً. ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد إلى الشام، وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله عز وجل.
   وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله عنهن: فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازع أهله، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب. ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ، فإن في نفسي منهما حاجة!
    أقول: هذا نص على أن أبا بكر ندم على مهاجمته بيت فاطمة (عليها السلام) حتى لو كانوا يعدون العدة لحربه! وقد استفاضت رواية مهاجمتهم لبيت فاطمة (عليها السلام)! 
   ونورد خلاصتها من كتاب: حوار مع فضل الله/247، للسيد هاشم الهاشمي، قال:  ومن هذه المصادر ما يلي:
   1 - ما رواه سليم بن قيس الهلالي المتوفى حدود سنة 76 ه‍ في كتابه: (ثم دفعه أي عمر فدخل فاستقبلته فاطمة وصاحت: يا أبتاه يا رسول الله، وكذلك رواه بعبارة أخرى هي: فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن)
  2 - ما ذكره حميد بن زنجويه المتوفى سنة251 ه‍ في كتابه من قول أبي بكر: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة. ولكن ابن زنجويه نقل هذا الحديث بشكل آخر فيه حذف بغرض التستر على من هجم على بيت الزهراء (عليها السلام)، وجاء فيه: فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا لشيء ذكره.
 3 - ما ذكره الفضل بن شاذان المتوفى سنة260 ه‍ في كتابه حيث قال: وروى زياد البكائي وكان من فرسان أصحابكم في الحديث قال: أخبرنا صالح بن كيسان، عن أياس بن قبيصة الأسدي وكان شهد فتح القادسية يقول: سمعت أبا بكر يقول: وأما الثلاث التي فعلتهن وليتني لم أفعلهن، فكشفي بيت فاطمة.
  4 - ما أشار إليه عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة 276 ه‍ في كتابه بقوله: وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً.
 5 - ما ذكره أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي والمتوفى بعد سنة 292 ه‍ في تاريخه من قول أبي بكر قرب وفاته: (وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على حرب)  وكذلك في موضع آخر من تاريخه حيث جاء فيه: (فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار. ودخلوا فخرجت فاطمة).
 6 - ما رواه محمد بن مسعود بن عياش السلمي المعروف بالعياشي الذي عاش في أواخر القرن الثالث في تفسيره، فقد جاء فيه: (فرأتهم فاطمة (صلوات الله عليها) أغلقت الباب في وجوههم، وهي لا تشك أن لا يدخل عليها إلا بإذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف، ثم دخلوا فأخرجوا علياً (عليه السلام)).
 7 - ما ذكره محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة310 في كتابه تاريخ الأمم والملوك: 2/619 بكلام مشابه لما نقله اليعقوبي.
 8 - ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 329 ه‍ عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن الوشاء، عن أبان، عن أبي هاشم قال: (لما أخرج بعلي (عليه السلام) خرجت فاطمة واضعة قميص رسول الله على رأسها، آخذة بيدي ابنيها، فقالت: ما لي ولك يا أبا بكر؟ تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي؟ والله لولا أن يكون سيئة لنشرت شعري، ولصرخت إلى ربي! فقال رجل من القوم: ما تريد إلى هذا؟ ثم أخذت بيده فانطلقت به).
  وبالإسناد عن أبان، عن علي بن عبد العزيز، عن عبد الحميد الطائي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله لو نشرت شعرها ماتوا طراً. 
 9 - ما ذكره المؤرخ علي بن الحسين المسعودي المتوفى سنة 346 ه‍ في كتابه إثبات الوصية حيث جاء فيه: فأقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجهوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه! وكذلك ما رواه في مروج الذهب من كلام مقارب لما نقله اليعقوبي.
 10 - ما رواه جعفر بن محمد بن قولويه المتوفى سنة 367 ه‍ في كتابه كامل الزيارات، فقد جاء فيه من حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) أن مما أخبره الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة أسري به إلى السماء عن ابنته فاطمة الزهراء (عليها السلام) ما يلي: (ويُدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هوان وذل)! 
 11 - ما رواه الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي سنة 381 ه‍ في باب الثلاثة من خصاله بحديث مشابه لما ذكره اليعقوبي آنفاً.
 12 - ما رواه محمد بن جرير بن رستم الطبري الذي عاش في القرن الرابع في كتابه دلائل الإمامة، فقد جاء فيه: (فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين).
   ونقل أيضاً في المسترشد عن أبي جعفر محمد بن هارون الربعي البغدادي البزاز المعروف بأبي نشيط أنه قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم النهدي، قال: حدثنا مطر بن أرقم، قال: حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (لما قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبويع أبو بكر، تخلف علي (عليه السلام) فقال عمر لأبي بكر: ألا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ فيبايع؟ قال أبو بكر: يا قنفذ اذهب إلى علي وقل له: يقول لك خليفة رسول الله تعال بايع! فرفع علي (عليه السلام) صوته وقال: (سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله)! قال: فرجع فأخبره، ثم قال عمر: ألا تبعث إلى هذا الرجل المتخلف فيجئ فيبايع؟ فقال لقنفذ: اذهب إلى علي، فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: تعال بايع، فذهب قنفذ، فضرب الباب، فقال علي: من هذا؟ قال: أنا قنفذ، فقال: ما جاء بك؟ قال: يقول لك أمير المؤمنين تعال فبايع!
   فرفع علي صوته وقال: (سبحان الله! لقد ادعى ما ليس له)، فجاء فأخبره، فقام عمر فقال: انطلقوا إلى هذا الرجل حتى نجئ إليه، فمضى إليه جماعة، فضربوا الباب، فلما سمع علي (عليه السلام) أصواتهم لم يتكلم، وتكلمت امرأته فقالت: من هؤلاء؟ فقالوا: قولي لعلي يخرج ويبايع، فرفعت فاطمة (عليها السلام)  صوتها فقالت: يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر وعمر من بعدك؟! فلما سمعوا صوتها بكى كثير ممن كان معه ثم انصرفوا، وثبت عمر في ناس معه فأخرجوه وانطلقوا به، إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه! فقال أبو بكر: بايع، قال: فإن لم أفعل؟ قال: إذا والله الذي لا إله إلا هو تضرب عنقك)! 
  13 - ما ذكره أبو الصلاح الحلبي المتوفى سنة447 ه‍ في كتابه تقريب المعارف: (ومما يقدح في عدالة الثلاثة قصدهم أهل بيت نبيهم بالتحيف والأذى والوضع من أقدارهم واجتناب ما يستحقونه من التعظيم، فمن ذلك عدم أمان كل معتزل بيعتهم ضررهم، وقصدهم علياً (عليه السلام) بالأذى لتخلفه عنهم، والإغلاظ له في الخطاب والمبالغة في الوعيد، وإحضار الحطب لتحريق منزله، والهجوم عليه بالرجال من غير إذنه، والإتيان به ملبباً)!
  14 - ما ذكره عز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني المعتزلي المتوفى سنة 656 ه‍ في كتابه حيث قال: (فأما امتناع علي من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه، فقد ذكر المحدثون ورواة أهل السير. روى سعد بن إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر ذلك اليوم، وأن محمد بن مسلمة كان معهم، وأنه هو الذي كسر سيف الزبير. وكان خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس، أرسلهم أبو بكر ردءاً لهما! ثم دخل عمر فقال لعلي: قم فبايع فتلكأ واحتبس فأخذ بيده، وقال: قم فأبى أن يقوم، فحمله ودفعه كما دفع الزبير، ثم أمسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقاً عنيفاً! واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال ورأت فاطمة ما صنع عمر، فصرخت وولولت، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها، ونادت: يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله)!
   ثم روى عن عمر بن شبة، أن عبد الله بن الحسن سُئل عن أبي بكر وعمر فقال: (كانت أُمّنا صديقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم، فنحن غضاب لغضبها)! راجع: مأساة الزهراء: 1/212، ونفحات الأزهار: 3/298، و303و305.
   أسئلة:
   س1: ما معنى قول أبي بكر: (فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب)! وهل ندم على مهاجمتهم البيت ندماً دينياً مبعثه التقوى أو ندماً سياسياً لأن هذا الهجوم أضر بهم؟
   س2: ما معنى قوله (وإن أغلق على الحرب) هل كان يحتمل أن علياً والمعتصمين في البيت يفكرون بمهاجمتهم؟!
   س3: لماذا تمنى أن يكون يوم السقيفة بايع عمر أو أبا عبيدة، وهل أن حصره البديل له بهما يشير إلى الاتفاق الرباعي بينهم والصحيفة التي كتبوها في الكعبة؟ ولماذا لم يذكر الرابع وهو سالم مولى حذيفة، وقد كان عمر يذكره مع أبي عبيدة؟!
س4: ما معنى قوله: (ووددت أني حين وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة، أقمت بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا وإلا كنت ردءاً ومدداً)؟
   فذو القصة مكان على بريد من المدينة (سنن البيهقي: 8/334) وقد خرج إليه أبو بكر في جمادى الثانية أي بعد شهرين من خلافته، فقد جمع طليحة الأسدي جيشه وأغار على أطراف المدينة، ودخل بعضهم إلى المدينة يطلبون إعفاءهم من الزكاة، وقبل بذلك عمر وحاول إقناع أبي بكر، لكن علياً (عليه السلام) رفض وحرك أبا بكر والمسلمين إلى ذي القصة، قال ابن عمر كما في غرائب مالك للدارقطني: (لما ندر أبو بكر إلى ذي القصة في شأن أهل الردة واستوى على راحلته، أخذ علي بن أبي طالب بزمام راحلته وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ أقول لك ما قال لك رسول الله يوم أحد: شم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، وارجع إلى المدينة، فوالله لئن فجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبداً)! (كنز العمال: 5/658) فأرسل المسلمين إلى حرب طليحة بقيادة خالد بن الوليد، ورجع إلى المدينة.
   فهل تمنى أبو بكر في آخر عمره أن يكون بقي في ذي القصة ليدير المعركة بأحسن مما وقعت، وهل يقصد الندم على ما فعله خالد بن الوليد حيث غدر بمالك بن نويرة رئيس بني يربوع من بني تميم وواليهم من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقتله وأخذ زوجته؟!
   راجع في خبر ذي القصة: تاريخ خليفة/65، وتاريخ الطبري: 2/474، و476، و480، والتنبيه والإشراف/219، وشرح النهج: 17/153، ومعجم البلدان: 4/366.
   س5: ما معنى ندمه على عدم قتل الأشعث بن قيس: (فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيراً ضربت عنقه، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه)!
   ولكن أبا بكر عفا عنه وزوجه أخته، فصار الأشعث من زعماء الدولة في عهده وعهد عمر وعثمان، وكانت له أدوار شريرة كما وصفه!
   س6: قال أبو بكر (وددت أني يوم أتيت بالفجأة السلمي لم أكن أحرقته وقتلته سريحاً أو أطلقته نجيحاً). فهل اعتراف بالذنب كما تقدم، وهل يكفي لبراءة الذمة منه؟!
   س7: لماذا تمنى أبو بكر أن يكون أرسل عمر إلى العراق، هل يريد أن يقتل عمر في المعارك أو غيرها، أم إبعاده عن التدخل في أمر الخلافة؟!
   س8: أعجب ما في كلام أبي بكر قوله الأخير: (وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله عنهن: فوددت أني سألته فيمن هذا الأمر فلا ينازع أهله، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب. ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ، فإن في نفسي منهما حاجة)! فكيف لا يعرف لمن الأمر بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد بايع بالأمس علياً (عليه السلام) وبخبخ له هو وعمر؟! وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أول بعثته يأخذ البيعة من المسلمين على عدم منازعة الأمر أهله من بعده، كما تقدم في حقوق أهل البيت (عليهم السلام)؟!
   وهل نسي أبو بكر وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المتكررة بالأنصار؟
 ولماذا خص بالذكر سهم العمة وبنت الأخ في الإرث، ولم يذكر الجدة والكلالة وغيرها من مسائل الفقه، التي تحير فيها ووقع في التناقض؟!
 أبو بكر أمر خالداً بقتل الصحابي مالك بن نويرة!
   قال المحامي أحمد حسين يعقوب في: الخطط السياسية/409: (مالك بن نويرة كان شاعراً وفارساً من فرسان بني يربوع في الجاهلية، ومن أشرافهم، فلما أسلم مالك عيَّنه رسول الله أميراً على صدقات قومه، ومات الرسول وهو على إمارته فلما توفي النبي أمسك الصدقة ووزعها على قومه وقال:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف **** ولا ناظر في ما يجيء من الغد
فإن قام بالدين المخوف قائم **** أطعنا وقلنا الدين دين محمد
   فغزاه خالد بن الوليد، وقال له ولقومه: ضعوا السلاح فوضعوا سلاحهم، وقالوا لخالد نحن مسلمون! وفي وفيات الأعيان وفوات الوفيات وتاريخ أبي الفداء وابن شحنة: أن مالك قال لخالد: يا خالد ابعثنا لأبي بكر فيكون هو الذي يحكم بنا وفينا، فإنك بعثت إليه غيرنا من جرمه أكبر من جرمنا!
   فقال خالد: لا أقالني الله إن لم أقتلك، ثم أمر ضرار بن الأزور ليضرب عنقه! فقال مالك: أنا على الإسلام! فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه! وتزوج خالد امرأة مالك بن نويرة بنفس الليلة!
   وفي رواية الطبري عن عبد الرحمن بن أبي بكر: فلما بلغ عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر، وقال عمر: عدو الله، عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته! فلما أقبل خالد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من لأمته وحطمها، ثم قال: أرياءً! قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته! والله لأرجمنك بأحجارك!
   فدخل خالد فاعتذر لأبي بكر فقبل عذره، واعتبر خالد مجتهداً ومأجوراً، لأنه قتل صاحب رسول الله وأميره! أما مالك فلا أجر له مع أنه صحابي لأن قاتله خالد بن الوليد من أهل الطاعة!
   قال ابن تيمية في منهاجه السنة: 3/19: (وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوباً، وتجعلها من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد! وقال ابن حزم في المحلى وابن التركماني في الجوهر النقي: لا خلاف بين أحد من الأمة بأن عبد الرحمن بن ملجم لم يقتل عليا إلا متأولاً مجتهداً، مقدراً أنه على صواب!
  وهكذا فإن المقتول علياً (عليه السلام) كالقاتل عبد الرحمن بن ملجم، وكلاهما مأجور لأنه مجتهد! والقاتل أبو لؤلؤة مثل المقتول عمر وكلاهما مأجور لأنه مجتهد)!
 وفي الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي/75: (قال البراء بن عازب: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  جالس في أصحابه إذا أتاه وافد من بني تميم مالك بن نويرة، فقال: يا رسول الله علمني الإيمان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله، وتصلي الخمس، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة، وتحج البيت، وتوالي وصيي هذا من بعدي، وأشار إلى علي (عليه السلام) بيده، ولا تسفك دماً ولا تسرق، ولا تخون، ولا تأكل مال اليتيم، ولا تشرب الخمر، وتوفى بشرائعي وتحلل حلالي، وتحرم حرامي، وتعطي الحق من نفسك للضعيف والقوي، والكبير والصغير، حتى عد عليه شرائع الإسلام. 
   فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعِدْ عليَّ فإني رجلٌ نَسَّاء، فأعاد عليه فعقدها بيده وقام وهو يجر إزاره وهو يقول: تعلمت الإيمان ورب الكعبة، فلما بعد من رسول الله قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل! فقال أبو بكر وعمر: إلى من تشير يا رسول الله؟ فأطرق إلى الأرض، فجدَّا في السير فلحقاه فقالا: لك البشارة من الله ورسوله بالجنة! فقال: أحسن الله تعالى بشارتكما إن كنتما ممن يشهد بما شهدت به فقد عَلمتما ما علمني النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن لم تكونا كذلك فلا أحسن الله بشارتكما!
  فقال أبو بكر: لا تقل فأنا أبو عائشة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! قال: قلت ذلك، فما حاجتكما؟ قالا: إنك من أصحاب الجنة فاستغفر لنا، فقال: لا غفر الله لكما تتركان رسول الله صاحب الشفاعة، وتسألاني أستغفر لكما! فرجعا والكآبة لائحة في وجهيهما، فلما رآهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تبسم وقال: أفي الحق مغضبة؟! 
   فلما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجع بنو تميم إلى المدينة ومعهم مالك بن نويرة فخرج لينظر من قام مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل يوم الجمعة وأبو بكر على المنبر يخطب بالناس فنظر إليه وقال: أخو تيم؟! قالوا: نعم. قال: فما فعل وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أمرني بموالاته؟ قالوا: يا أعرابي الأمر يحدث بعده الأمر! قال: بالله ما حدث شيء، وإنكم قد خنتم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)! ثم تقدم إلى أبي بكر وقال: من أرقاك هذا المنبر ووصي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس؟ فقال أبو بكر: أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله! فقام إليه قنفذ بن عمير وخالد بن الوليد فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه، فركب راحلته وأنشأ يقول:
أطعنا رسول الله ما كان بيننا **** فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر
إذا مات بكر قام عمرٌو ومقامه **** فتلك وبيت الله قاصمة الظهر
يدب ويغشاه العشار كأنما **** يجاهد جماً أو يقوم على قبر
فلو قام فينا من قريش عصابة **** أقمنا ولكن القيام على جمر
   قال: فلما استتم الأمر لأبي بكر وجه خالد بن الوليد وقال له: قد علمت ما قاله مالك على رؤوس الأشهاد، ولست آمن أن يفتق علينا فتقاً لا يلتئم، فاقتله! فحين أتاه خالد ركب جواده وكان فارساً يعد بألف، فخاف خالد منه فآمنه وأعطاه المواثيق، ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه فقتله وأعرس بامرأته في ليلته! وجعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه وبات ينزو عليها نزو الحمار)!
   أقول: مالك بن نويرة رضي الله عنه صحابي جليل كما رأيت، وقد شهد له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجنة ونصت روايتنا على أن أبا بكر أمر خالداً بقتله لأنه اعترض على خلافته، فخاف أن يحرك بني تميم وينصروا علياً (عليه السلام)، فاحتال عليه خالد وقتله!
   ونلاحظ أن خالداً يستعمل أسلوب الغدر بدل المبارزة، وقد روى الجميع أنه غدر ببني جذيمة بعد أن أمَّنَهم، كما غدر بمالك وبني يربوع بعد أن أمنهم!
   كما كان خالد يجيد الفرار كما فعل في تبوك! وينكص عن المبارزة، كما في معركة اليرموك! ولم أجده خاض مبارزة مباشرة، كما يخوضها الأبطال!
   قال الطبري (2/503) يصف قتله لمالك بن نويرة: (لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل، فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا لمَسلمون! فقالوا ونحن مسلمون! قلنا: فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا: فما بال السلاح معكم؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، قال فوضعوه، ثم صلينا وصلوا)!
   وقال اليعقوبي: 2/131: (وكتب إلى خالد بن الوليد أن ينكفئ إلى مالك بن نويرة اليربوعي فسار إليهم..فأتاه مالك بن نويرة يناظره  واتبعته امرأته، فلما رآها خالد أعجبته فقال (في نفسه): والله لا نلت ما في مثابتك حتى أقتلك)!
   أسئلة:
   س1: ما تقولون في استعمال خالد رأس مالك بن نويرة ورؤوس أصحابه وقوداً تحت القدور؟! قال الطبري: 2/503: (كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعراً، وإن أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور (جعلوها أحجاراً الموقد)، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته، ما خلا مالكاً فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره)!
س2: ما معنى قول خالد لعمر: يا ابن أم شملة؟ (فخرج خالد من عنده وعمر جالس في المسجد فقال: هلم إليَّ يا ابن أم شملة (وَزْرة)! فعرف أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه فقام فدخل بيته)! (ابن حبان في الثقات: 2/170، وراجع: المواقف للإيجي: 3/599، والإصابة: 5/560، والنهاية: 6/355، وكشف المراد للعلامة الحلي/198).
   س3: هل توافقون عمر على رأيه في وجوب القصاص من خالد، لقتله مالكاً؟!
  ادعى أبو بكر أنه من عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! 
   قال المحامي الأردني أحمد حسين يعقوب في كتابه  الخطط السياسية/389: (أبو بكر من بني تيم، وعمر من بني عدي، ومحمد من بني هاشم، احتجوا بأنهم قرابة النبي، فقالت الأنصار نحن مع قرابة النبي فعلاً ونبايع علياً لأنه سيد القرابة وأقرب القرابة للنبي! فلم يرق هذا الجواب للثلاثة، خاصة لأبي بكر ولعمر لأنهما أرادا من الأنصار أن يوافقوهم القول بأنهما قرابة النبي والأولى به!
   ولما اقتنعت الأنصار بأن أهل محمد وقرابته أولى بسلطانه، واقترحت البيعة لعلي، التف َّ أبو بكر وعمر على هذا الاقتراح فقال: هذا عمر، وهذا أبو عبيدة، بايعوا من شئتم! فقالا نبايعك أنت، فانقض بشير بن سعد وبايع أبا بكر! ثم بايعه عمر وأبو عبيدة وتوالى المبايعون! ويبدو واضحاً أن الترتيب هو أن يكون أبو بكر الخليفة الأول، وأن يكون عمر الخليفة الثاني، وأبو عبيدة الخليفة الثالث، فطالما قال عمر لو كان أبو عبيدة حياً لوليته واستخلفته! ويبدو واضحاً أن بشير بن سعد وأسيد بن حضير من أركان الذين اشتركوا بهذا الترتيب)!
   وفي سنن البيهقي: 6/166: (ويذكر عن أبي بكر أنه قال يوم السقيفة: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
   وفي شرح النهج: 6/375: (إنما قال أبو بكر يوم السقيفة أو بعده: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيضته التي فقئت عنه، على طريق المجاز، لأنهم بالنسبة إلى الأمصار عترة له لا في الحقيقة، ألا ترى أن العدناني يفاخر القحطاني، فيقول له: أنا ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس يعني أنه ابن عمه على الحقيقة، بل هو بالإضافة إلى القحطاني كأنه ابن عمه، وإنما استعمل ذلك ونطق به مجازاً. فإن قدَّر مقدرٌ أنه على طريق حذف المضافات أي ابن ابن عم أب الأب إلى عدد كثير في البنين والآباء، فكذلك أراد أبو بكر أنهم عترة أجداده، على طريق حذف المضاف. وقد بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عترته من هي لما قال: إني تارك فيكم الثقلين، فقال: عترتي أهل بيتي، وبَيَّن في مقام آخر من أهل بيته حيث طرح عليهم كساء. وقال حين نزلت: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ: اللهم هؤلاء أهل بيتي).
   أسئلة:
   س1: ألا ترون أن سبب ادعاء أبي بكر في السقيفة أنه هو عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن سعد بن معاذ أو غيره ذكر أن الخلافة فيهم بنص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأجابه بذلك؟!
   س2: رووا أن أبا بكر كان يعرف جيداً أن علياً وفاطمة وأولادهما (عليهم السلام)  هم عترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). قال في فيض القدير (6/283): (ورواه الديلمي بلفظ: من كنت نبيه فعليٌّ وليه. ولهذا قال أبو بكر فيما أخرجه الدارقطني: عليٌّ عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي الذين حث على التمسك بهم)!
   س3: لاحظوا ما قاله ابن الأثير في النهاية (3/177): (عترة الرجل: أخص أقاربه، وعترة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنو عبد المطلب، وقيل أهل بيته الأقربون وهم أولاده وعليٌّ وأولاده. وقيل: عترته الأقربون والأبعدون منهم، ومنه حديث أبي بكر: نحن عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيضته التي تفقأت عنه، لأنهم كلهم من قريش)
   فمن هو اللغوي الذي قال إن عترة الرجل أقاربه الأبعدون؟!
   س4: ما قولكم في رد أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهل السقيفة: (قال: ما قالت الأنصار؟ قالوا, قالت منا أمير ومنكم أمير، ثم قال :  فما ذا قالت قريش؟ قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)! فقال: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة)! (نهج البلاغة: 1/116).
   (واعجباه أتكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالصحابة والقرابة؟!
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم **** فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم **** فغيرك أولى بالنبي وأقرب). 
 (نهج البلاغة: 4/43).
 أفتى أئمة السنة بعدم وجوب معرفة أبي بكر
   روى الطبري الشيعي في المسترشد/270: (حدثنا إسحاق بن راهويه قال: سمعت يحيى بن آدم يقول: سئل شريك فقيل له: ما تقول في رجل مات لا يعرف أبا بكر؟ قال: لا شيء عليه، قيل له: فلا يعرف علياً؟ قال: في النار، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقامه علماً يوم الغدير فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه).
   س1: ما رأيكم بفتوى هؤلاء الأئمة الكبار عندكم بعدم وجوب معرفة المسلمين لأبي بكر ووجوب معرفته لعلي (عليه السلام) وولايته لأنه مولاهم بنص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
   وفي نفس الوقت فتواهم بأن من أنكر خلافة أبي بكر فقد كفر؟!.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/25   ||   القرّاء : 3138



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 اعتراف عمر بن الخطاب: (لولا علي لهلك عمر)

  قول ( حي على خير العمل ) في الأذان من مصادر أهل السنة

 اشكالية الشورى في نهج البلاغة ومعالجتها علمياً

 عائشة علمت المسلمين أن يتوسلوا بقبر النبي (صلى الله عليه وآله)!

 هل الرب يحتاج إلى جحش ومسروق؟

 عمر يتزوج امرأة ثيب بدون اذنها!!

 هل هناك روايات تثبت حدوث تمثيل بجسد الحسين (عليه السلام)؟

 البدعة

 الالباني:النبي ضال!!

 اصطفاء ال محمد في البخاري

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 2472884

  • التاريخ :

Footer