إمامهم ابن تيمية يتبنى أن معبودهم جسم !
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب ( الف سؤال واشكال) للشيخ علي الكوراني العاملي الاشكال التالي:
قال ابن تيمية في (تلبيس الجهمية): (قال بعضهم: قد قال الله تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ. فقد ذم الله من اتخذ إلهاً جسداً، والجسد هو الجسم فيكون الله قد ذم من اتخذ إلهاً هو جسم.
فيقال له: هذا باطل من وجوه، أحدها: أن هذا إنما يدل على نفي أن يكون جسداً لا على نفي أن يكون جسماً! والجسم في اصطلاح نفاة الصفات أعم من الجسد )!(1).
وقال في منهاج السنة: (فهذا المصنف الإمامي ـ يقصد العلامة الحلي في كتابه منهاج الكرامة ـ اعتمد على طريق المعتزلة ومن تابعهم من أن الإعتماد في تنزيه الرب عن النقائص على نفي كونه جسماً، ومعلوم أن هذه الطريقة لم يرد بها كتاب ولا سنة! ولا هي مأثورة عن أحد من السلف! فقد علم أنه لا أصل لها في الشرع)!(2).
الأسئلة
1 ـ ما الفرق بين أن نقول إن الله تعالى جسم أو جسد؟! فكل منهما من عالم الطبيعة ويحتاج إلى مكان وزمان؟ والله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(3)؟! وعلى قول شيخكم ابن تيمية: (إن هذا إنما يدل على نفي أن يكون جسداً لا على نفي أن يكون جسماً )! يكون الله تعالى جسماً، فلا يصدق عليه أنه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ)؟!
2 ـ نحن لا نقول إن الله تعالى جسم، بل نقول إنه تعالى شيء لا كالأشياء، لنخرجه بذلك عن الحدين حد التعطيل وحد التشبيه، كما أمرنا أئمتنا (عليهم السلام). وما دام شيخكم يقول إن الله تعالى جسم، فلماذا يشنع على هشام بن الحكم فيما نسبه إليه من أن الله تعالى جسم لا كالأجسام؟!
وانظروا الى ما قاله شيخكم ناصر القفاري في كتابه أصول مذهب الشيعة الإمامية(4): (وقد حدد شيخ الإسلام ابن تيمية أول من تولى كبر هذه الفرية من هؤلاء فقال: وأول من عرف في الإسلام أنه قال إن الله جسم هو هشام بن الحكم(5).
فإذا كان القول بأنه الله تعالى جسم فرية، فلماذا يفتريها ابن تيمية؟! وإن كان له وجه صحيح، فلماذا جعله كفراً من هشام بن الحكم، وإيماناً منه؟!
____________
(1) تلبيس الجهمية: ص619.
(2) منهاج السنة: 2/563.
(3) سورة الشورى: اية 11.
(4) أصول مذهب الشيعة الإمامية: 1/529.
(5) منهاج السنة: 1/20 .